من للحرائر؟!

إنضم
29/05/2011
المشاركات
144
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
من للحرائر؟!

تُقاد إلى اللا عنوان: والقتل أرحم السيناريوهات التي تنتظرها..
دعني أنا وأنت نتخيّل المشهد التالي: أترى إلى الجدران الأربعة حولك ، تخيّل أنها تنهار ، السقف فوقك يتداعى ، وجميع ما هو أنت يُسلب منك في لحظة.
أرجوك فلتستشعر معنى الخوف؛ كأنك على أبواب موت!
حين يكاد قلبك يتوقف، تشعر به وقد علا حنجرتك، صِحْ عالياً فلن يسمعك بشر، ولن يهب لنجدتك بطل ما يقتل المجرمين وهو يدور حول نفسه! الصراخ حولك يتصاعد ، ولا تنس أن تضيف إلى سخونة الأحداث أنك جائع تشعر بالبرد، أرجوك جارني في الأمر، ولتدرك أنك لا تشاهد فيلماً ، بل أنت بطل الفيلم ،أعني ضحيته. وتخيل معي..واعذرني إن كنت رجلاً : تخيل أنك أنثى..أمٌ قد خط الشيب مفارق رأسها، أو شابةٌ متزوجة أو غير متزوجة، طفلة لم تفقه غير الدمى والعرائس وألعاب التزيين على الحاسوب.. أيصعب عليك أن تتخيل نفسك كذلك، دعني أعطك خياراً آخر..اختر من شئت من أهلك لتضعها في هذا الموقف، واترك نفسك خارج الحدث متفرجاً صامتاً على مشهدٍ لامرأة مسلوبة الإرادة ترتدي الستر في زمن الخوف حولها صبية يتضاغون خوفاً ويرتجفون ارتياعاً..أعتقد أنك تتخيلها الآن .. وأنت لا تستطيع أن تدخل المشهد إما لأنك مقيد أو مذبوح أو طريد...
والأوباش يدخلون..في هستيريا .. تَراها تُقسم عليهم بأعز ما يجدون..أن يتركوا العرض مصاناً.. أن يدعوا الصغار وشأنهم ..تستحلفهم بربهم إن كانوا يؤمنون، بنبيِّهم إن كانوا يصدِّقون ، بأعراضهم إن كانوا لعرضٍ يصونون، اسمع بأذنك لضحكاتهم، واسمع لصوت نعالهم وعصيهم وسكاكينهم وقذاراتهم كلها تأخذها إلى حيث لا تعلم، سبيّةً ، محظيّة لأرذال الأرض وأخسّ مخلوقاتها لا تدري إلى أين ! في مكان ما على وجه الأرض، يتناوبونها أو يردونها أو يفعلون بها ما تتيحه لهم مخيلاتهم المريضة أن يفعلوا..ولا تبتعد بمخيلتك عن تجارة الرقيق الأبيض أو تجارة الأعضاء..
أو عد للمشهد في بيتك حيث هي في مكانها أمام أولادك أو إخوتك أو أمامك أنت .. تصيح فيهم: افعلوا ما شئتم لكن ليس أمام الصغار..
أتراهم وهم يمسكون السكين، والبنزين، وكل وسائل التعذيب التي كنت لم تسمع عنها..
هل توقفت عن القراءة؟ هل آذيت ذائقتك التي اعتادت قراءة المشهد خارجاً عنك وعن بيتك وأهلك و بنيك؟
هل سيتقلص ألمك لو قلت لك أن المشهد في بيت جارك، وأنّ بابك موصد عليك ، أولادك يلعبون البلاي ستيشن وأنت تتابع الmbc في سرور؟
ما دمت لم تر القتل ولم تسمع الاستغاثة ولم تشم رائحة الدم والأجساد المحترقة فأنت في امان؟
هل هذه هي صورة الأمر؟
ألم يراودك للآن كابوس ما يحصل؟ أتظنّ أنّ قضبان فولاذ أحاط نافذتك وأقفال عدّة أحكمت إيصاد بابك ستقيك ذلك ولن يصل كل ذلك إليك أوإلى زوجك وأطفالك؟
تطمئن نفسك: أنا لست المعتصم، ولا عمر.. أنا مستضعفٌ في الأرض! بل أنت ذلك العربي الذي خطّ له التتري دائرة قائلاً: نسيت سلاحي، انتظر داخل هذه الدائرة ، حتى أذهب فأحضره وأقتلك!..
إلى متى ستبقى داخل دائرة الانتظار؟ وجارك يستصرخ، وزوجك ترتعد من أن يصيبها ما قد أصاب أختها؟
فإن كان بينك وبين جارك ثلاثمائة كيلومتر أو يزيد، أفأنت حينها تستطيع أن تتخيل المشهد، بحيادية الأخبار حين تقودك إليها تلك الوصلة الموسيقية المحفزة؟؟.. ستدير حينها عينك مبتعداً ، تشتم لدقيقتين كل الأنظمة، تأمر ابنك الصغير أن يغادر المكان، أن يقفل عينيه، تنتهي النشرة ..وينتهي الأمر..
دعني أخبرك أمراً..ستنام ذات ليلة وسيراودك حلم مزعج..تركض فيه إلى حيث توصد الأبواب، تلج من باب لباب، ستدق الجدران طالباً يداً تمتد..الرحمة، النجدة، أينكم يا عرب ! ياناس!
هل ستسعد حين تفتح عينيك على عتمة وسكينة وزوجك ترقد بجوارك في سكون؟
عينان في العتمة ترقبانك ..أنت لا تعلم أن نصلاً غادراً سيخترق أحشاءك، طلقات سترسم عبثية وجنون على جنبات جسدك، وفعلة مارقون سيمرون على جسد زوجك..
لا تلمني إن كنت قد أثقلت في تاليب ضميرك، كنت أظنه صاحياً قبل أن أقول أي شيء!
(المقال وإن كانت حدوده الأولى ضمن أقرب البقاع لأرض الشام فهي لا تقتصر عليها) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
 
..اللهم أمن روعاتنا واستر عوراتنا...اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين..
 
عودة
أعلى