مختارات من علم الوقف و التفسير في القرآن العظيم
قوله تعالى :
( قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطـــنا فلا يصلون إليكما بـــــئـايـــتنا أنتما ومن اتبعكما
الغـــلبون )القصص - 35.
قوله تعالى :{ فلا يصلون إليكما بـــــئـايـــتنا } في الوقف على : { فلا يصلون إليكما } خلاف فقيل الوقف عليها تام وقيل الوقف على : { بآياتنا } .
والسبب في هذا الخلاف أن قوله تعالى:
{ بآياتنا } إما أن يكون متعلقا بـ { يصلون } وإما أن يكون متعلقا بــ { الغالبون } وإما أن يكون متعلقا بـ { نجعل } ، فالمعنى يختلف بحسب ذلك .
وتفصيل أقوالهم في ذلك :
القول الأول :
قال جماعة منهم نافع وأبو حاتم إن التمام في الآية { فلا يصلون إليكما بآياتنا } ثم يبتدأ { أنتما ومن اتبعكما الغالبون } ورجحه ابن النحاس وقال إنه بين ( واختاره الداني ( ) ورجحه النكزاوي ( وقال العماني : ( تام بناء على تعلقه بـ ) يصلون ( وهو المشهور ( ) ثم في الوقف على قوله : ) بآياتنا ( تقديران :
1 - أن يكون المعنى : ويجعل لكما سلطانا بآياتنا ، وهذا على جعل ) بآياتنا ( متعلقة بــ قوله تعالى : { ويجعل } .
2- أن يكون المعنى : فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمتنعان بآياتنا يعني بسبب
آياتنا . ( )
القول الثاني :
أن الوقف على { فلا يصلون إليكما } وهو قول الأخفش واختيار الإمام ابن جرير ويكون المعنى فلا يصلون إليكما ثم قال : أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا فالباء في قوله تعالى :
{ بآياتنا } متعلقة بـ { الغالبون } وبذلك فسر ابن جرير الآية ، وقال السجاوندي :
( إنه أوجه ) اهـ . وهذا القول خطأه ابن النحاس والداني ومن وافقهما من وجه وجوزوه من وجه وذلك أنهم قالوا إنه لا يصح التفريق بين الصلة والموصول لأن { من } من قوله تعالى:
{ ومن اتبعكما الغالبون } اسم موصول فكيف يقدم عليه { بآياتنا } وهو صلة له .قالوا ويجوز إن قدر تبييننا غير داخل في الصلة ( ) .
فهذا القول لا مانع منه لغة على أن يكون تبيينا غير داخل في الصلة .
وهناك قول آخر فيه ضعف وهو :
أنه يجوز الوقف على { إليكما } ثم يبتدئ بـ قوله :{ بآياتنا } على أن تجعل { بآياتنا } قسما وجوابه { فلا يصلون إليكما } مقدما عليه ، ورد هذا أبو حيان قائلا :
( إنه لا يستقيم على قول الجمهور لأن جواب القسم لا تدخله الفاء ) اهـ . يعني وهنا دخلت الفاء في قوله تعالى :{ فلا يصلون } وقيل يجوز كون { بآياتنا } قسما على حذف جواب القسم يعني : لتغلبن ، وقد حذف للدلالة عليه (.
والظاهر أن هذا القول فيه بعد .
وأظهر هذه الأقوال أن الوقف على :{ فلا يصلون إليكما } ثم يبتدأ { بآياتنا أنتما .. } ويكون المعنى : ( أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا ) . كما هو اختيار إمام المفسرين ابن جرير ومن وافقه ، و المعنى على هذا واضح ولا إشكال في ذلك من جهة النحو كما مضى و ممن جوزه أيضا العكبري (خلافا لمن قال إن ذلك لا يجوز . ويكون التقدير من جهة النحو: أنتما غالبان بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.
( تفسير القرطبي 13 / 287 ).
القطع ص546 والمكتفى ص 438 ومنار الهدى ص 211
البحر المحيط 7 / 118 - 119
قوله تعالى :
( قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطـــنا فلا يصلون إليكما بـــــئـايـــتنا أنتما ومن اتبعكما
الغـــلبون )القصص - 35.
قوله تعالى :{ فلا يصلون إليكما بـــــئـايـــتنا } في الوقف على : { فلا يصلون إليكما } خلاف فقيل الوقف عليها تام وقيل الوقف على : { بآياتنا } .
والسبب في هذا الخلاف أن قوله تعالى:
{ بآياتنا } إما أن يكون متعلقا بـ { يصلون } وإما أن يكون متعلقا بــ { الغالبون } وإما أن يكون متعلقا بـ { نجعل } ، فالمعنى يختلف بحسب ذلك .
وتفصيل أقوالهم في ذلك :
القول الأول :
قال جماعة منهم نافع وأبو حاتم إن التمام في الآية { فلا يصلون إليكما بآياتنا } ثم يبتدأ { أنتما ومن اتبعكما الغالبون } ورجحه ابن النحاس وقال إنه بين ( واختاره الداني ( ) ورجحه النكزاوي ( وقال العماني : ( تام بناء على تعلقه بـ ) يصلون ( وهو المشهور ( ) ثم في الوقف على قوله : ) بآياتنا ( تقديران :
1 - أن يكون المعنى : ويجعل لكما سلطانا بآياتنا ، وهذا على جعل ) بآياتنا ( متعلقة بــ قوله تعالى : { ويجعل } .
2- أن يكون المعنى : فلا يصلون إليكما بآياتنا أي تمتنعان بآياتنا يعني بسبب
آياتنا . ( )
القول الثاني :
أن الوقف على { فلا يصلون إليكما } وهو قول الأخفش واختيار الإمام ابن جرير ويكون المعنى فلا يصلون إليكما ثم قال : أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا فالباء في قوله تعالى :
{ بآياتنا } متعلقة بـ { الغالبون } وبذلك فسر ابن جرير الآية ، وقال السجاوندي :
( إنه أوجه ) اهـ . وهذا القول خطأه ابن النحاس والداني ومن وافقهما من وجه وجوزوه من وجه وذلك أنهم قالوا إنه لا يصح التفريق بين الصلة والموصول لأن { من } من قوله تعالى:
{ ومن اتبعكما الغالبون } اسم موصول فكيف يقدم عليه { بآياتنا } وهو صلة له .قالوا ويجوز إن قدر تبييننا غير داخل في الصلة ( ) .
فهذا القول لا مانع منه لغة على أن يكون تبيينا غير داخل في الصلة .
وهناك قول آخر فيه ضعف وهو :
أنه يجوز الوقف على { إليكما } ثم يبتدئ بـ قوله :{ بآياتنا } على أن تجعل { بآياتنا } قسما وجوابه { فلا يصلون إليكما } مقدما عليه ، ورد هذا أبو حيان قائلا :
( إنه لا يستقيم على قول الجمهور لأن جواب القسم لا تدخله الفاء ) اهـ . يعني وهنا دخلت الفاء في قوله تعالى :{ فلا يصلون } وقيل يجوز كون { بآياتنا } قسما على حذف جواب القسم يعني : لتغلبن ، وقد حذف للدلالة عليه (.
والظاهر أن هذا القول فيه بعد .
وأظهر هذه الأقوال أن الوقف على :{ فلا يصلون إليكما } ثم يبتدأ { بآياتنا أنتما .. } ويكون المعنى : ( أنتما ومن اتبعكما الغالبون بآياتنا ) . كما هو اختيار إمام المفسرين ابن جرير ومن وافقه ، و المعنى على هذا واضح ولا إشكال في ذلك من جهة النحو كما مضى و ممن جوزه أيضا العكبري (خلافا لمن قال إن ذلك لا يجوز . ويكون التقدير من جهة النحو: أنتما غالبان بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون.
( تفسير القرطبي 13 / 287 ).
القطع ص546 والمكتفى ص 438 ومنار الهدى ص 211
البحر المحيط 7 / 118 - 119