من لطائف الاستنباطات - الكرماني

إنضم
29/07/2007
المشاركات
200
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله

قال الكرماني في تأويل متشابه القرآن في كلامه على قوله تعالى ( سبح لله )

هذه الكلمة استأثر الله بها فبدا بالمصدر في بني اسرائيل..الاسراء..لأنه الأصل..ثم بالماضي لأنه

أسبق الزمانين ثم بالمستقبل...ثم بالأمر في سورة الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها

وهي أربع المصدر و الماضي و المستقبل و الأمر للمخاطب./اه
 
وبالمناسبة ؛ فقد افتتحت سبع سور بنفى النقص وتنزيه الله وهى: الإسراء {سبحان الذى أسرى}، والحديد والحشر والصف {سبح لله}، والجمعة والتغابن {يسبح لله}، والأعلى {سبح اسم ربك الأعلى}، فمجئ هذه السور على هذا النحو نصفها إثبات للكمال ونصفها نفى للنقصان سر عظيم من أسرار الألوهية.

ثم هناك سر آخر وبرهان عظيم فى افتتاح السور التى بدأت بالتسبيح، فقد استأثر الله عز وجل بأنه لا يسبح لأحد غيره، ولذلك نجده استوعب جميع جهات وتصريفات التسبيح فبدأ بالمصدر فى الإسراء، وبدأ به لأنه أصل المشتقات كلها ثم الماضى {سبح لله} فى الحديد والحشر والصف لأن الماضى أسبق الزمانين فهو أسبق من المضارع.

ثم المضارع {يسبح لله} فى سور الجمعة والتغابن، ثم الأمر فى سورة الأعلى. استيعابا لهذه الكلمة، فلم يترك لأحد من خلقه شيئا.
 
عودة
أعلى