من كل الزوايا (4)

إنضم
16/10/2016
المشاركات
124
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم

أحداث تموج بالعالم، نظريات تسقط وأخرى تولد، وهذا يقيم التاريخ وذاك يفلسف الأحداث، تجد الحكمة أحيانا والتهور أحايين أخرى.. ومن بين هذا الحراك الضخم تبرز تحليلات راقية وأفكار جوهرية آثرت أن أجمعها في عقد فريد، حباته أشبه بمحطات نحتاج أن نقف عندها كثيرا لنستقي منها العبرة ويتولد عندها الهدف .. إنه العالم الغريب الذي أتعب البشر وأتعبوه معهم، فهل من معتبر، وهل من مستفيد.

سلفيّة متجددة أو المجتمع المدني
إن نحن رَدَدنا آلةَ رأس المال الطاحنة، والقلقَ الاجتماعي الفاتك، وأزمةَ الاغتراب في الضمير المعاصر، والتنميطَ القسري للعولمة، وضجيجَ العلمانية المُصمّ، وشهوةَ هوليود الآثمة: بمرقّعةٍ تشفّ عن بؤس لابسها؛ إن فعلنا كلّ أولئك؛ فإن طوفان المجتمع المدني غامرنا لا محالة. [عبد الله بن عبد العزيز الهدلق]
سادة الشر
الأتباع باتوا ينتقدون بصورة متزايدة عمليات التحريف المتعددة التي تم فرضها على النصوص والأحداث التاريخية، وذلك على مر تاريخ المسيحية. فوجدت الكنيسة نفسها مضطرة للاعتراف بالطبيعة الأسطورية للمسيحية ذات الرقع المتعددة للنصوص المقدسة، أي الاعتراف بأنها غير منزّلة. ويكفي مطالعة ما كتبه البابا بنديكت 16: "إن كتبة الأناجيل ليست الأسماء التي هي معروفة بها"! وهو ما أضر بالحياة الدينية بصورة مزدوجة: فقد أثبت التلاعب بالنصوص، الذي لم يتوقف على مر التاريخ، وكمّ الأتباع المتزايد الذي يغادر الكنيسة، وهو ما أدى إلى عبارة: "النزيف الصامت للكنيسة".. وتكفي الإشارة إلى أنه توجد حقائق في التراث لا أثر لها في النصوص، أي أنها من بنات أفكار الباباوات والمجامع. فالعقيدة الأساسية للثالوث لا توجد في النصوص الأصلية، وهي غامضة بالنسبة لمعظم البشر، خاصة الطبقة العاملة. والتغيرات التي أجرتها الكنيسة في هولندا بحذف عقيدة الثالوث تماما، لكي تحتفظ بالأتباع، لم تساعد على رأب الفجوة المتزايدة..
وفي مجملهم، إن الوثائق التي صيغت وتم التصويت عليها في مجمع الفاتيكان الثاني كلها بوجهين: مراعاة تطلعات الجماهير دون إدانة الرأسمالية ؛ إدانة الثوار في أمريكا اللاتينية وعدم انتقاد جرائم الأمريكان في شمال فيتنام ؛ التحدث عن التجديد في استمرارية الكنيسة الكاثوليكية، الوحيدة المعتمدة من الرب، والدعوة إلى اتحاد الكنائس ؛ التحدث عن انفتاح الكنيسة وقبول الآخر، والعمل فقط على اقتلاع الإسلام الذي يثير أحقادهم فالمعادلة الواقعية جد مريرة: ديانة صنع البشر على أيدي الباباوات والمجامع، وديانة أنزلها المولى عز وجل، ولم يتعرض نصها الإلهي إلى أي تحريف. [د. زينب عبد العزيز]
أهم قرارات مجمع الفاتيكان الثاني
لا أذكر هنا إلا بعض أهم القرارات التي وردت في الستة عشر وثيقة التي أصدرها المجمع، وهي: أربعة دساتير، ثلاثة بيانات، وتسع قرارات: * تبرئة اليهود من دم المسيح، رغم كل ما تتضمنه الأناجيل من اتهامات حتى في أعمال الرسل، وتكرار هذا الاتهام في القداس لمدة ألفي عام تقريبا! وهذه التبرئة تعني التلاعب بالدين والعقيدة والنصوص. * الاعتراف بأن الأناجيل تمت صياغتها في فترات أبعد بكثير من التواريخ المعروفة، وعن طريق أشخاص غير التي هي معروفة بأسمائهم، وأن بها الصالح والطالح! * اقتلاع الشيوعية في عقد الثمانينات حتى لا يبقى سوى نظام الرأسمالية الغارق فيه الفاتيكان ليقود العالم. (وقد انتهى اقتلاع اليسار في مطلع 1991) * اقتلاع الإسلام في عقد التسعينات حتى تبدأ الألفية الثالثة والعالم قد تم تنصيره، إذ تفرض الكنيسة المسيحية على أنها وسيلة الخلاص الوحيدة! (والحرب على الإسلام دائرة منذ مجمع الفاتيكان بشراسة، لكن بمزيد من الإجرام والعنف منذ أحداث 11/9 المصنعة محليا) * تكوين وإعداد القساوسة وكافة أعضاء الكنيسة على القداسة، (على الرغم مما تعاني منه هذه المؤسسة من انحرافات جنسية وجرائم واختلاسات وتجارة أعضاء وتعامل مع الماسونية، وتطول القائمة * إصدار وثيقة شديدة الدهاء والتنازلات لصالح اليهود وضد الإسلام، بعنوان: "في زماننا هذا". * فرض قرار: "تنصير العالم"، * فرض قرار: "الحوار بين الأديان"، على أنها قرارات سارية، لا نقاش ولا رجعة فيها. * فرض المساهمة في عملية تنصير العالم على كافة المسيحيين المدنيين وعلى الكنائس المحلية. * إنشاء مجلسان تحت إدارة البابا مباشرة لتنفيذ عملية اقتلاع الإسلام: 1 ـ مجلس الحوار بين الأديان 2 ـ مجلس تنصير الشعوب لقد قرر مجمع الفاتيكان الثاني الأهداف والوسائل، وبات على مؤسسة الفاتيكان والكرسي الرسولي وأتباعهما من مؤسسات تطبيقها. [المصدر السابق]
د/ خالد سعد النجار
[email protected]
 
عودة
أعلى