عبدالله الشهري
New member
- إنضم
- 13/01/2006
- المشاركات
- 245
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
من كتابه "البغداديات" : تفسيرأبي علي الفارسي لكلمة "درّي" من قوله تعالى (كوكبٌ درّي).
قال - رحمه الله - في ثنايا نقده لمسائل أدلى بها سيبويه:
((قال سيبويه في باب الياء من الأبنية: فيكون على (فعّيل) وهو قليل في الكلام قالوا : المرّيق ، حدثنا أبو الخطاب عن العرب وقالوا : كوكبٌ درِّيءٌ [1] وهو صفة.
أقول: إن من قال كوكب درِّيءٌ ، فلم يُهمِز ولم يُقدّر التخفيف من (درِّيء) كان عند سيبويه من الدَرِّ ، ويدل على ذلك تمثيله لجمعه ، وهو :الدراري في باب الألف بـ (فعالي) ، فقال : جاء على فَعَاليّ ، درَاري ، حوالَي ، فـ (درّيّ ) هنا غير مهموز ، وهو غير ما حكاه في باب الياء ، لأنه إذا لم يُهمِز كان عنده (فُعليّاً) ، والذي حكاه هاهنا (فُعّيلٌ).
فإن قلت فيما تكون هذه الصفة ؟
فإنه من الدرء الذي هو الدفع ، قال الله عز وجل (قل فادرءوا عن أنفسكم الموت) أي : ادفعوه ، (فادارأتم فيها) أي : تدافعتم ، و (ادرأوا الحدود بالشبهات) أي : ادفعوها.
فدرّي من هذا ، كأنه دفع الخفاء والغموض عن نفسه ، لشدة وضوحه للحس وظهوره لفرط ضيائه ونوره ، فهو خلاف السها وما أشبهه من الكواكب الغامضة غير النيرة ، ويجوز فيمن قرأ بغير الهمز (كأنه كوكب درّي) أن يكون مخففاً من الهمزة ، وأن يكون منسوباً إلى الدُرِّ)). [2]
ـــــ قارن مع ما جاء عند ابن كثير رحمه الله ــــــ
قال في تفسير قوله تعالى : (الزُّجَاجَة كَأَنَّهَا كَوْكَب دُرِّيّ) :
(( قَرَأَ بَعْضهمْ بِضَمِّ الدَّال مِنْ غَيْر هَمْزَة مِنْ الدُّرّ أَيْ كَأَنَّهَا كَوْكَب مِنْ دُرّ . وَقَرَأَ آخَرُونَ دُرِّيء وَدِرِّيء بِكَسْرِ الدَّال وَضَمِّهَا مَعَ الْهَمْزَة مِنْ الدَّرْء وَهُوَ الدَّفْع وَذَلِكَ أَنَّ النَّجْم إِذَا رُمِيَ بِهِ يَكُون أَشَدّ اِسْتِنَارَة مِنْ سَائِر الْأَحْوَال وَالْعَرَب تُسَمِّي مَا لَا يُعْرَف مِنْ الْكَوَاكِب دَرَارِيّ وَقَالَ أُبَيّ بْن كَعْب : كَوْكَب مُضِيء وَقَالَ قَتَادَة : مُضِيء مُبِين ضَخْم)) أ.هـ.
[align=center] - - - - - - - - - - - - - [/align]
قلت : نلاحـظ أن اتجـاه الدفع عند الفارسي من جهة الكوكب إلى خـارجه ، وفيما نقله ابن كثير من خارج الكوكب إلى الكوكب فيصير الكوكب مدفوعٌ به ، ومن ناحية أسلوبية أرى أن المعنى الذي ذهب إليه الفارسي أليق وأجمل ، لأن الكوكب الباعث للضياء والنور الدافع للخفاء عن نفسه أحسن من الكوكب المدفوع بقوة خارجة عنه ، فالكوكب في المعنى الأول مؤثر وفي المعنى الثاني متأثر ، والسياق سياق ضرب مثل لنور الله ، ولهذا كان تأويل الفارسي أليق بهذا المقام.
= = = = = = = = = = = = = = =
[1] بالهمز في آخره.
[2] البغداديـات ، ص497-498.
قال - رحمه الله - في ثنايا نقده لمسائل أدلى بها سيبويه:
((قال سيبويه في باب الياء من الأبنية: فيكون على (فعّيل) وهو قليل في الكلام قالوا : المرّيق ، حدثنا أبو الخطاب عن العرب وقالوا : كوكبٌ درِّيءٌ [1] وهو صفة.
أقول: إن من قال كوكب درِّيءٌ ، فلم يُهمِز ولم يُقدّر التخفيف من (درِّيء) كان عند سيبويه من الدَرِّ ، ويدل على ذلك تمثيله لجمعه ، وهو :الدراري في باب الألف بـ (فعالي) ، فقال : جاء على فَعَاليّ ، درَاري ، حوالَي ، فـ (درّيّ ) هنا غير مهموز ، وهو غير ما حكاه في باب الياء ، لأنه إذا لم يُهمِز كان عنده (فُعليّاً) ، والذي حكاه هاهنا (فُعّيلٌ).
فإن قلت فيما تكون هذه الصفة ؟
فإنه من الدرء الذي هو الدفع ، قال الله عز وجل (قل فادرءوا عن أنفسكم الموت) أي : ادفعوه ، (فادارأتم فيها) أي : تدافعتم ، و (ادرأوا الحدود بالشبهات) أي : ادفعوها.
فدرّي من هذا ، كأنه دفع الخفاء والغموض عن نفسه ، لشدة وضوحه للحس وظهوره لفرط ضيائه ونوره ، فهو خلاف السها وما أشبهه من الكواكب الغامضة غير النيرة ، ويجوز فيمن قرأ بغير الهمز (كأنه كوكب درّي) أن يكون مخففاً من الهمزة ، وأن يكون منسوباً إلى الدُرِّ)). [2]
ـــــ قارن مع ما جاء عند ابن كثير رحمه الله ــــــ
قال في تفسير قوله تعالى : (الزُّجَاجَة كَأَنَّهَا كَوْكَب دُرِّيّ) :
(( قَرَأَ بَعْضهمْ بِضَمِّ الدَّال مِنْ غَيْر هَمْزَة مِنْ الدُّرّ أَيْ كَأَنَّهَا كَوْكَب مِنْ دُرّ . وَقَرَأَ آخَرُونَ دُرِّيء وَدِرِّيء بِكَسْرِ الدَّال وَضَمِّهَا مَعَ الْهَمْزَة مِنْ الدَّرْء وَهُوَ الدَّفْع وَذَلِكَ أَنَّ النَّجْم إِذَا رُمِيَ بِهِ يَكُون أَشَدّ اِسْتِنَارَة مِنْ سَائِر الْأَحْوَال وَالْعَرَب تُسَمِّي مَا لَا يُعْرَف مِنْ الْكَوَاكِب دَرَارِيّ وَقَالَ أُبَيّ بْن كَعْب : كَوْكَب مُضِيء وَقَالَ قَتَادَة : مُضِيء مُبِين ضَخْم)) أ.هـ.
[align=center] - - - - - - - - - - - - - [/align]
قلت : نلاحـظ أن اتجـاه الدفع عند الفارسي من جهة الكوكب إلى خـارجه ، وفيما نقله ابن كثير من خارج الكوكب إلى الكوكب فيصير الكوكب مدفوعٌ به ، ومن ناحية أسلوبية أرى أن المعنى الذي ذهب إليه الفارسي أليق وأجمل ، لأن الكوكب الباعث للضياء والنور الدافع للخفاء عن نفسه أحسن من الكوكب المدفوع بقوة خارجة عنه ، فالكوكب في المعنى الأول مؤثر وفي المعنى الثاني متأثر ، والسياق سياق ضرب مثل لنور الله ، ولهذا كان تأويل الفارسي أليق بهذا المقام.
= = = = = = = = = = = = = = =
[1] بالهمز في آخره.
[2] البغداديـات ، ص497-498.