من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه، لذلك اريد المساعدة

شموخ العلم

New member
إنضم
05/12/2013
المشاركات
28
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
36
الإقامة
المملكة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أبحث في قوله تعالى﴿لَهُۥدَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ ٖمنخلال كتاب البسيط للشيخ الواحدي فعند بحثي في أقوال المفسرين وجدت أن الواحدي تناولالآية من خلال المراد بالدعاء،بينما (بعض المفسرين) تناولوها من من ناحية أخرى وهي المراد بالحق .واتوقع انها موضوع آخر غير موضوعدراستي.
وسأنقل لكم نص الواحدي ونص لمفسرآخر لتقييم فهمي ؟؟واعتذر عن طوول النص مقدما .
قال الواحدي :"أكثر المفسرين على أن المراد بدعوة الحق هاهنا كلمة التوحيد والإخلاص ،روى عكرمةعن ابن عباس (هامش البسيط: ﴿لَهُۥدَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ ٖقال: لاإله إلا الله ، وهذا اختيار الفراء،والزجاج.
وهو قول قتادةوابن زيد،والمعنىعلى هذا:لله من خلقه الدعوة الحق،ولكن أضيفت الدعوة إلى الحق لما اختلفاللفظان،وقد ذكرنا مثل هذا ،ويجوز أن يكون المعنى:دعوة الدين الحق وقال الحسن:الله الحق ،وقال في رواية عطاء والضحاك: ﴿لَهُۥدَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ ٖمعناه: هو الذي دعا إلى توحيدهوالاعتراف بأنه لاشريك له ،وتفسير دعوة الحق على هذا القول :له دعاء الحق ؛لأنهدعاء إلى عبادته وتوحيده ،وكان ذلك حقا.
قال أبو إسحاق :وجائز أن يكون ﴿دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ ٖأنهمن دعا الله موحدًا استجيب له دعاه.
قال أبو بكر:الدعوة على هذاالتفسير يريد بها الدعوات فاكتفي من الجمع بالواحد،كقوله:﴿ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ ومعنىالدعوات :دعوات الداعين إياه ،يلتمسون الإجابة وهم محقون في ذلك لأنهم سألوا منلايخيب سائله ويقدر على الإجابة ،وإنالة المطلوب،وهذا هو الوجه ؛وهو الأليق بمابعده من سياق الآية ،لأنه ذكر أن الأصنام لايستجيبون للداعين فقال: ﴿ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِندُونِهِۦ يعنيالأصنام...[1])
قال الزمخشري:"دعوةالحق فيه وجهان، أحدهما: أن تضاف الدعوة إلى الحق «3» الذي هو نقيض الباطل، كما تضافالكلمة إليه في قولك: كلمة الحق، للدلالة على أن الدعوة ملابسة للحق مختصة به، وأنهابمعزل من الباطل. والمعنى أن الله سبحانه يدعى فيستجيب الدعوة، ويعطى الداعي سؤالهإن كان مصلحة له، فكانت دعوة ملابسة للحق، لكونه حقيقا بأن يوجه إليه الدعاء، لما فيدعوته من الجدوى والنفع، بخلاف ما لا ينفع ولا يجدى دعاؤه. والثاني: أن
تضاف إلى الحق الذي هو الله عز وعلا،على معنى: دعوة المدعو الحق الذي يسمع فيجيب.
وعن الحسن: الحق هو الله، وكل دعاءإليه دعوة الحق.


[1] البسيط ،(321-323)
 
يقول تعالى : {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}[الرعد:14]
فدعوة الحق هي دعوة التوحيد (لا إله إلا الله) .
وهي دعوة الله الخالصة التي تتضمن في عمقها أن لا إله إلا الله .
وكل إنسان أخلص في الدعاء إلى الله الواحد الأحد ، سواء كان مؤمنا أو غير مؤمن ، فدعوته دعوة الحق :
يقول تعالى : {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[يونس:22]
ويقول تعالى : {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}[العنكبوت:65]
ويقول تعالى : {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[غافر:14]
فدعوة الحق هي دعوة متوجهة إلى الله الذي يسمع ويستجيب . عن الحسن : " الحق هو الله ، وكل دعاء إليه ، دعوة الحق . "
وفي إطار سياق الآية يتضح أن الدعوة الخالصة لله هي دعوة الحق ، وكل دعاء متوجه لغير الله فهو دعوة الباطل . ودعاء الباطل في ضلال ، لأنه متوجه إلى غير الله ، فهم لا يسمعون ولا يستجيبون .
وصاحب دعوة الباطل مَثَّلَه الله كعطشان يبسط كفيه إلى الماء ليصعد إليهما ويروي غلته ، وذلك مستحيل . فسبحان الله السميع المجيب : {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} [الصافات:75]

والله أعلم وأحكم
 
الخلاف في هذه المسألة بين الخلف والسلف وليس بين الواحدي وغيره من المفسرين . وبتوضيح ذلك نرجع إلى تفسير الطبري (ت:310 هـ) : " قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره : لله من خلقه الدعوة الحق ... وإنما عنى بالدعوة الحق ، توحيد الله وشهادةَ أن لا إله إلا الله ." ولتأكيد ذلك جاء بأقوال : ابن عباس وعلي وقتادة وابن زيد .
من خلال ما سبق يتضح أن (دعوة الحق) عند السلف هي العبادة .
أما المفسرون من الخلف الذين اعتمدوا على السياق ، فقد ذهبوا في تفسير (دعوة الحق) بالدعوات ، كما جاء في تفسير البسيط للواحدي (ت:468 هـ) وذلك بعد أن ذكر التفسير الأول الذي قال به السلف ، جاء بالوجه الثاني : " قال أبو إسحاق : وجائز أن يكون {دعوة الحق} أنه من دعا الله موحدا استجيب دعاه . قال أبو بكر : الدعوة على هذا التفسير يريد بها الدعوات فاكتفي من الجمع بالواحد ... ومعنى الدعوات : دعوات الداعين إياه يلتمسون الإجابة وهم محقون في ذلك ... وهذا هو الوجه ، وهو الأليق بما بعده من سياق الآية . "
إلا أن الواحدي لا يثبت على خط واحد ، حيث نجده في الوسيط يذكر وجها واحدا ، وهو الوجه الأول الذي تبناه السلف : " قوله : {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ} [الرعد: 14] المراد بدعوة الحق ههنا كلمة التوحيد والإخلاص ، والمعنى : لله من خلقه الدعوة الحق ، وأضيفت الدعوة إلى الحق لاختلاف اللفظين . "
من خلال هذا العرض أريد أن أؤكد أن الخلاف مصدره ينبني على معنى (دعوة الحق) ، هل هو العبادة أم الدعوات أم هما معا باعتبار قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ((الدعاء هو العبادة)) .

والله أعلم وأحكم
 
جزاكم الله خير ورفع ربي قدركم بالدارين وجعل لكم بكل ثانية قضيتموها في كتابة الرد درجة بالجنة ..هل كلام الزمخشري مثلا عن الحق بأنه نقيض الباطل أو أن الحق هو الله كما قال الحسن ...قضية جانبية في موضوع دعوة الحق التي تحدت عنها السلف والخلف؟!هذا ما أردت الاستفسار عنه ولعلي لم أحسن البيان.
 
نعم ، هي قضية جانبية تناقش في إطار تأويل الدعوة بالدعاء .
ونجد تفصيل ذلك عند الماوردي (ت:450 هـ) في كتابه (النكت والعيون) : " قوله عز وجل : { له دعوة الحق } فيه ثلاثة تأويلات :
أحدها : أن دعوة الحق لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس .
الثاني : أنه الله تعالى هو الحق ، فدعاؤه دعوة الحق .
الثالث : أن الإخلاص في الدعاء هي دعوة الحق ، قاله بعض المتأخرين .
ويحتمل قولاً رابعاً : أن دعوة الحق دعاؤه عند الخوف لأنه لا يدعى فيه إلا إياه ، كما قال تعالى : { ضلّ من تدعون إلا إياه } [ الإسراء :67 ] هو أشبه بسياق الآية لأنه قال : { والذين يدعون مِن دونه } يعني الأصنام والأوثان . "

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى