من قسّم القرآن إلى ثلاثين جزءا ، ولماذا ؟

إنضم
01/06/2007
المشاركات
1,432
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
الأردن - الزرقاء
سؤال ...

الأخوة الأفاضل :
من قسّم القرآن إلى ثلاثين جزءا ؟ ما الأسس التي استُند إليها في هذا التقسيم ؟ ومتى ظهر هذا التقسيم ؟ هل كان معروفا زمن الصحابة ؟
لماذا ثلاثون , وليس واحدا وثلاثين أو ثلاثا وثلاثين مثلا ؟
وأخيرا لو أخذنا الصفحة الثانية مثلا في المصحف الحالي المتداول ، فهل هي مماثلة لصفحة قديمة من مخطوطات المصحف ؟
بعد الإجابة على هذه الأسئلة ، لنا حديث زاخر بالمفاجآت ..
 
تقسيم المصحف إلى أجزاء وأحزاب
السؤال : على أي أساس تم تقسيم المصحف لأجزاء وأحزاب ؟ ولماذا يكون ربع الحزب صغيرا ، وآخر كبيرا ؟


الجواب :
الحمد لله
أولا:
تقسيم المصاحف إلى أجزاء وأحزاب وأرباع تقسيم اصطلاحي اجتهادي ، ولذلك يختلف الناس في تقسيماتهم ، كل بحسب ما يناسبه ويختاره ، وبحسب ما يراه الأنفع والأقرب ، إلا أن التحزيب المشهور عن الصحابة رضوان الله عليهم هو ما يرويه أوس بن حذيفة قال : ( سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ ؟ قَالُوا : ثَلَاثٌ ، وَخَمْسٌ ، وَسَبْعٌ ، وَتِسْعٌ ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ ) رواه أبو داود (1393) .

والمعنى : ثلاث سور : وهي بعد الفاتحة : البقرة ، وآل عمران ، والنساء .
ثم خمس سور ، وهي : المائدة ، والأنعام ، والأعراف ، والأنفال ، والتوبة .
ثم سبع سور ، وهي : يونس ، وهود ، ويوسف ، والرعد ، وإبراهيم ، والحجر ، والنحل .
ثم تسع سور ، وهي : سورة الإسراء ، والكهف ، ومريم ، وطه ، والأنبياء ، والحج ، والمؤمنون ، والنور ، والفرقان .
ثم إحدى عشرة سورة ، وهي : الشعراء ، والنمل ، والقصص ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، والسجدة ، والأحزاب ، وسبأ ، وفاطر ، ويس .
ثم ثلاث عشرة سورة ، وهي : الصافات ، وص ، والزمر ، وحَواميِم السَّبع ، ومحمد ، والفتح ، والحجرات .
ثم الباقي ، وهو : من سورة ق إلى الناس .

قال الزرقاني في "مناهل العرفان في علوم القرآن" (1/283) ، تحت عنوان " تجزئة القرآن " :
" كانت المصاحف العثمانية مجردة من التجزئة التي نذكرها ، كما كانت مجردة من النقط والشكل . ولما امتد الزمان بالناس جعلوا يتفننون في المصاحف وتجزئتها عدة تجزئات مختلفة الاعتبارات :
فمنهم من قسَّم القرآن ثلاثين قسما ، وأطلقوا على كل قسم منها اسم الجزء ، بحيث لا يخطر بالبال عند الإطلاق غيره ، حتى إذا قال قائل : قرأت جزءا من القرآن ، تبادر إلى الذهن أنه قرأ جزءا من الثلاثين جزءا التي قسموا المصحف إليها .
ومن الناس من قسموا الجزء إلى حزبين ، ومن قسموا الحزب إلى أربعة أجزاء ، سموا كل واحد منها ربعا .
ومن الناس من وضعوا كلمة " خمس " عند نهاية كل خمس آيات من السورة ، وكلمة " عشر " عند نهاية كل عشر آيات منها ، فإذا انقضت خمس أخرى بعد العشر أعادوا كلمة خمس ، فإذا صارت هذه الخمس عشرا أعادوا كلمة عشر ، وهكذا دواليك إلى آخر السورة .
وبعضهم يكتب في موضع الأخماس رأس الخاء بدلا من كلمة خمس ، ويكتب في موضع الأعشار رأس العين بدلا من كلمة عشر .
وبعض الناس يرمز إلى رؤوس الآي برقم عددها من السورة ، أو من غير رقم .
وبعضهم يكتب فواتح للسور كعنوان ينوه فيه باسم السورة وما فيها من الآيات المكية والمدنية ، إلى غير ذلك .
وللعلماء في ذلك كلام طويل بين الجواز بكراهة ، والجواز بلا كراهة ، ولكن الخطب سهل على كل حال ما دام الغرض هو التيسير والتسهيل ، وما دام الأمر بعيدا عن اللبس والتزيد والدخيل ، وعلى الله قصد السبيل " انتهى .

ثانيا :
أما التحزيب الموجود اليوم في المصاحف فليس هناك جزم بأول من وضعه واختاره ، ولكن الذي ينقله بعض أهل العلم أن واضعه هو الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة (110هـ) ، وأن مناط التقسيم فيه كان على عدد الحروف .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – كما في "مجموع الفتاوى" (13/409) - :
" قد علم أن أول ما جُزِّئَ القرآن بالحروف تجزئةَ ثمانية وعشرين ، وثلاثين ، وستين ، هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة ، وأثناء القصة ونحو ذلك ، كان في زمن الحجاج وما بعده ، وروي أن الحجاج أمر بذلك ، ومن العراق فشا ذلك ، ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك .
وإذا كانت التجزئة بالحروف محدثة من عهد الحجاج بالعراق ، فمعلوم أن الصحابة قبل ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده كان لهم تحزيب آخر ؛ فإنهم كانوا يقدرون تارة بالآيات فيقولون : خمسون آية ، ستون آية ، وتارة بالسور ، لكن تسبيعه بالآيات (يعني تقسيم القرآن إلى سبعة أقسام بالآيات) لم يروه أحد ، ولا ذكره أحد ، فتعين التحزيب بالسور " انتهى.

وقال ابن تيمية رحمه الله أيضاً - كما في "مجموع الفتاوى" (13/410-416) :
" وهذا الذي كان عليه الصحابة هو الأحسن ؛ لوجوه :
أحدها : أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن دائمًا الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده ، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه ، فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئًا بمعطوف ، كقوله تعالى : ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) النساء/24 ، وقوله : ( وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ) الأحزاب/31 ، وأمثال ذلك .

الثاني : أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت عادته الغالبة وعادة أصحابه أن يقرأ في الصلاة بسورة كـ " ق " ونحوها ، وأما القراءة بأواخر السور وأوساطها ، فلم يكن غالبًا عليهم ؛ ولهذا يتورع في كراهة ذلك ، وفيه النزاع المشهور في مذهب أحمد وغيره ، ومن أعدل الأقوال قول من قال : يكره اعتياد ذلك دون فعله أحيانًا ؛ لئلا يخرج عما مضت به السنة ، وعادة السلف من الصحابة والتابعين .

وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا التحزيب والتجزئة فيه مخالفة السنة أعظم مما في قراءة آخر السورة ووسطها في الصلاة .
وبكل حال فلا ريب أن التجزئة والتحزيب الموافق لما كان هو الغالب على تلاوتهم أحسن .
والمقصود أن التحزيب بالسورة التامة أولى من التحزيب بالتجزئة .
الثالث : أن التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء ؛ وذلك لأن الحروف في النطق تخالف الحروف في الخط في الزيادة والنقصان ، يزيد كل منهما على الآخر من وجه دون وجه ، وتختلف الحروف من وجه .
وإذا كان تحزيبه بالحروف إنما هو تقريب لا تحديد ، كان ذلك من جنس تجزئته بالسور هو أيضًا تقريب ؛ فإن بعض الأسباع قد يكون أكثر من بعض في الحروف ، وفي ذلك من المصلحة العظيمة بقراءة الكلام المتصل بعضه ببعض ، والافتتاح بما فتح اللّه به السورة ، والاختتام بما ختم به ، وتكميل المقصود من كل سورة ما ليس في ذلك التحزيب " انتهى باختصار .

وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
هل يجوز تحزيب القرآن - يعني عند تلاوته - ؛ لما في ذلك من تغيير لأقواله تعالى ، ومنه الزيادة والنقصان ، وهذا ما شهدناه في بعض مناطق المغرب العربي ، هل يجوز ذلك ؟
فأجابوا :
"لا نعلم شيئا يدل على التحزيب المثبت على هوامش المصاحف التي بيد الناس اليوم ، والوارد عن الصحابة رضي الله عنهم في ذلك ما رواه أوس بن حذيفة قال : ( سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف يحزبون القرآن ؟ فقالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلات عشرة ، وحزب المفصل وحده ) " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (4/30) .

والحاصل أن تحزيب المصاحف المثبت اليوم يعتمد عدد الأحرف ، وهو خلاف التحزيب الأفضل الذي سلكه الصحابة رضوان الله عليهم تبعا للسور ، والأمر في هذا سهل .
والله أعلم .

منقول عن موقع الإسلام : سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/109885
 
بارك الله بك ، وجزاك كل خير .

إذن هذه التقسيمات لم تكن معروفة زمن الصحابة وتعود إلى زمن الحجاج .
وقد يكون واضعها شخص او مجموعة ( لجنة ) بطلب من الحجاج .
 
بارك الله بك ، وجزاك كل خير .

إذن هذه التقسيمات لم تكن معروفة زمن الصحابة وتعود إلى زمن الحجاج .
وقد يكون واضعها شخص او مجموعة ( لجنة ) بطلب من الحجاج .
[align=center]
وفيك بارك وجزاك الله خيرا

وننتظر رأيك[/align]
 
كيف تعرف رقم الصفحة التي يبدأ بها أي جزء في المصحف ؟
لو سألك سائل ما رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الخامس في المصحف ، فأجبته على الفور ودون إبطاء : رقم الصفحة هو 82 . سيصاب بالدهشة . وكلما كرر السؤال عن جزء آخر وأجبته بسرعة سيندهش أكثر حينما يتأكد من إجاباتك في المصحف ويجدها كلها صحيحة.

لنوضح ذلك بعدد من الأمثلة :
مثال : الجزء الخامس
(5 – 1) × 20 =80
80 + 2 = 82 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الخامس .
ما الذي فعلناه ؟ لقد أنقصنا واحدا من رقم الجزء الذي هو 5 . ثم ضربنا الناتج الذي هو 4 في 20 وقمنا بزيادة 2 : الناتج 82 .
وهكذا مع الباقي .
الجزء السادس :
(6 – 1) × 20 =100
100 + 2 = 102 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء السادس .
الجزء السابع :
(7 – 1) × 20 =120
120 + 2 = 122 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء السابع .
الجزء الثامن :
(8 – 1) × 20 =140
140 + 2 = 142 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الثامن .
الجزء التاسع :
(9 – 1) × 20 =160
160 + 2 = 162 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء التاسع .
الجزء الثلاثون :
(30 – 1) × 20 =580
580 + 2 = 582 رقم الصفحة التي يبدأ بها الجزء الثلاثون .

ما السر في هذا الحساب ؟
ألا يدل على ذكاء واضعيه ؟
لقد روعي في قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا ( سواء أكان ذلك من قبل فرد أم لجنة ) أن يكون عدد صفحات كل جزء عشرين ( 20 ) صفحة . وبذلك يسهل تحديد رقم بداية أي جزء بكل سهولة دون حاجة إلى ورقة وقلم .
فمثلا : أين يبدأ الجزء العاشر ؟
بما أن كل جزء محدد بعشرين صفحة ، فعدد صفحات الأجزاء التسعة السابقة هو 180 ، وبزيادة 2 يصبح العدد 182 وهذا هو رقم الصفحة التي يبدأ عندها الجزء العاشر .
والآن :
أليس واضحا أن القدماء قد استخدموا العدد والحساب في تجزئة القرآن ؟ وأنهم قد وضعوا لذلك قاعدة مطردة ، وقد أخذناها عنهم والتزمنا بها ؟
من لديه أدنى شك ، ففي وسعه أن يتأكد من كل ما قلناه في المصحف .
ويظل السؤال أيضا : لماذا 20 ؟وماذا بعد ؟
 
الأخ الكريم عبد الله حفظه الله،

أرجو أن تتريث في المسألة، لأن هذا لا ينطبق على كل الطبعات، مما يعني أنّ الطبعة التي حرصت أن تنتهي كل صفحة برأس آية هي التي ينطبق عليها هذا القانون الرياضي. مما يجعلنا نتساءل إن كان من فعل ذلك فعله وفق القانون الرياضي. فلا بد إذن من التحقق من ذلك عن طريق اللجنة المشرفة على طباعة مصحف المدينة.
 
رد على رسالة :
وصلتني رسالة من الجندي المجهول هذا نصها :
نصيحة لوجه الله تعالى:
كفَّ عن هذا الهراء
حتى أرقام الصفحات صارت معجزة؟؟؟؟!!!


وحتى لا يتبادر إلى ذهن احد ما فهمه هذا ( المتخفي ) أذكّر بما قلته سابقا ، لقد قلت :
ما السر في هذا الحساب ؟
ألا يدل على ذكاء واضعيه ؟
لقد روعي في قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا ( سواء أكان ذلك من قبل فرد أم لجنة ) أن يكون عدد صفحات كل جزء عشرين ( 20 ) صفحة . وبذلك يسهل تحديد رقم بداية أي جزء بكل سهولة دون حاجة إلى ورقة وقلم .
لقد ذكرت أن واضع هذا الحساب هو إما فرد وإما لجنة ووصفتهم بالذكاء ، ولم أقل أن هذا من معجزات القرآن ..

والآن إلى مزيد من الصراحة :
لقد قمت بمراجعة تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا ، وأحصيت عدد آيات كل جزء ، وعدد كلماته ، وعدد حروفه .. وانتهيت من كل ذلك إلى أن تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا لا يخضع إلى أي تنظيم منطقي أو عقلي واضح .كما أن المعيار الذي اعتمد عليه ليس عدد الآيات ولا عدد الكلمات ولا عدد الحروف .
قمت بعد ذلك بقسمة عدد صفحات القرآن البالغة 604 صفحات باعتماد نسخة مصحف المدينة النبوية إلى ثلاثين جزءا ، عدد صفحات كل جزء عشرون صفحة ..وقمت بالإحصاءات السابقة ووصلت إلى نتائج قريبة من النتائج السابقة ، وبناء عليه ،
فالتفسير الذي أراه في قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا :
هناك نسخة أصلية هي الأولى – وهي المدونة زمن الحجاج – مؤلفة من ستمائة صفحة ( وقد تزيد قليلا )وهي التي اعتمد عليها في تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا باعتبار عدد الصفحات .
600 ÷ 20 = 30 جزءا .
والله أعلم
 
هذه أول مشاركة لي أرجو أن تكون فاتحة خير لي ولكل الأخوة

عزيزي الأخ عبد الله جلغوم
كلام الأخ أبو عمرو البيراوي واضح أن المعادلة الرياضية تخص نسخة المدينة لأنهم قصدوا أن تنتهي كل صفحة بآية وهذا ملاحظ. وهذا يقتضي أنه تم تصغير وتكبير للحروف والكلمات حتى يصلوا إلى المراد.
أما تقسيم المصحف إلى ثلاثين جزءاً فالذي يبدو لي أن أساس ذلك القول الذي يقول إن الذي يقرأ القرآن في شهر لا يكون هاجراً للقرآن. أو من أجل الورد اليومي لكل شهر. وحجم الأجزاء تقريبي ومن هنا ليس هناك تقسيم حدي يمكن أن يستند إلى قانون.
 
هذه أول مشاركة لي أرجو أن تكون فاتحة خير لي ولكل الأخوة

عزيزي الأخ عبد الله جلغوم
كلام الأخ أبو عمرو البيراوي واضح أن المعادلة الرياضية تخص نسخة المدينة لأنهم قصدوا أن تنتهي كل صفحة بآية وهذا ملاحظ. وهذا يقتضي أنه تم تصغير وتكبير للحروف والكلمات حتى يصلوا إلى المراد.
أما تقسيم المصحف إلى ثلاثين جزءاً فالذي يبدو لي أن أساس ذلك القول الذي يقول إن الذي يقرأ القرآن في شهر لا يكون هاجراً للقرآن. أو من أجل الورد اليومي لكل شهر. وحجم الأجزاء تقريبي ومن هنا ليس هناك تقسيم حدي يمكن أن يستند إلى قانون.

عدد الصفحات هو معيار التجزئة :إن علينا التفريق بين مسألتين :
الأولى : فكرة العدد 30 ، ومن المرجح أن يكون أساسها عدد أيام الشهر .وهناك احتمال أن يكون للآية ( عليها تسعة عشر ) اعتبار في هذه التجزئة ، فرقم ترتيب الآية في سورة المدثر هو 30 ؛ والذي يجعلني أخمن هذا الاعتبار ، أنه يترتب على تحديد الجزء بعشرين صفحة أن يكون عدد الصفحات المحصورة بين كل جزأين هو 19 )
الثانية : فكرة الكمّ الذي يحتويه كل جزء ( أي تحديد عدد الآيات أو الكلمات في الجزء الواحد) .
فلو افترضنا انه قد تمّ الاتفاق على قسمة القرآن إلى ثلاثين جزءا ، فالسؤال سيكون كيف نحدد هذه الأجزاء ؟ أين يبدأ كل منها وأين ينتهي ؟ ما المعيار الذي سنعتمده لتحقيق أكبر قدر من التوازن ؟

سيكون لدينا أربعة احتمالات :
باعتبار عدد الآيات ، باعتبار عدد الكلمات ، باعتبار عدد الحروف ، باعتبار عدد الصفحات وهي المساحة المطلوبة لكتابة كل جزء .
ومن الواضح أن الاحتمالات الثلاثة الأولى لا تصلح لتحقيق التوازن في عملية القسمة ؛
بسبب التفاوت الواضح والكبير جدا بين أعداد الكلمات والحروف في آيات القرآن .فلو افترضنا قسمة العدد 6236 عدد آيات القرآن على 30 جزءا ،فإن ناتج القسمة سيكون 208 آيات لكل جزء ، وبما أن الآيات متفاوتة في طولها ، فالجزء الأول – بهذا الاعتبار – سيأخذ مساحة من صفحات المصحف أضعاف ما سيأخذه العدد نفسه من الآيات في الجزء الثلاثين .
ولو تأملنا القسمة الحالية المعتبرة في المصحف لوجدنا أن عدد الآيات في الجزء الأول هو 148، بينما عددها في الجزء الثلاثين هو 564 .
كما أن مجموع الحروف في الجزء الأول هو 10699 بينما هو في الجزء الثلاثين 9714 .

وبذلك ، فالمعيار الوحيد الذي يحقق اكبر قدر من التوازن هو عدد الصفحات ، وهذا هو ما تمّ اعتباره في تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءا .
ومما يؤكد ذلك أنه لا يوجد أي تعليل منطقي لبداية أي جزء بهذه الآية وانتهائه بتلك الآية .
وكمثال على ذلك يبدأ الجزء الأول بالآية رقم 1 ( البسملة ) وينتهي بالآية 141 البقرة .لماذا 141 ؟ وليس 140 أو 142 ؟..
ويبدأ الجزء الثاني بالآية 142 البقرة وينتهي بالآية 252 ( 111 آية ). لماذا هنا ؟
إذا تأملنا عددي الكلمات في الجزأين نلاحظ أن المساحة المطلوبة لكتابة كل منهما يمكن أن تكون واحدة . وهي المساحة نفسها المطلوبة لكتابة 564 آية في جزء آخر، عدد الآيات في الجزء الثلاثين .
 
عودة
أعلى