أبوالوليد السقطي الشهري
New member
- إنضم
- 06/09/2008
- المشاركات
- 18
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
[align=center]من فوائد العلماء في قوله تعالى (( فبعث الله غراباً )) [/align]
(( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: -31}
هذه الأية تستفاد منها عدة دروس جليلة . منها :
1 – أن المعلم قد يكون أدنى مستوى من المتعلم .
2 – الإنتفاع بالأمم الأخرى ومافطرها الله عليه من تدبير لشؤونها . فالطير والبهائم وغيرها أممً أمثالنا { قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}[الأنعام:38].
وهذه الأمم لها تدابير فطرها الله عليه ولذلك تتكاثر وتنمو ويزداد عددها , وتصل إلى حوائجها . ونحن محتاجون إليها في كثير من الأمور , فكثير من الأدوية لانستطيع استخدامها إلا بعد تجريبها على هذه الأمم . ثم إن تجارب هذه الأمم في شؤونها هي أقرب إلى فطرة والسلامة , غير معقدة , ولاتحتاج إلى كيماويات ولامركبات , مما يدل على أن الحياة الفطرية أقوى للبدن من غيرها . فنحن نستفيد من هذه الأمم في المسائل وغيرها .
3 – الارتباط بهذه الأرض , فقد خلقها الله لهذا الجنس البشري , جعلها كفاتا ً لهم , وجعل فيها من الرزق مايكفي البشر جميعا مهما زادوا أو كثروا , وتحديد النسل جورٌ على الأرض إذ فيها مايكفي البشر .
4- أن تسيير البشر ليس مثل غيرهم من الأمم , فالله يسير بنوعين من أنواع التسيير :
أ – تسييرُ مباشر ليس للمسير فيه دخل , كالإلهام للبهائم .
ب - تسييرً على وفق الأسباب , وهو تابع لسنة أخرى هي سنة ربط الأسباب بمسبباتها , وعلى ذلك أغلب أعمال البشر . ولذلك فالبشر ليسوا مثل الملائكة والجن حتى لو اشتركوا في التكاليف , فالتكاليف تختلف .
فالإنس يسيرون في الغالب على وفق السنن .
ولذلك فإن الله ألهم الغراب الدفن , وكان قادراَ على أن يلهم ابن ادم , ولكنه جعله يتعلم مما يرى ليٌعمل عقله الذي ميز به عن الحيوان , وليكون إدراكه على وفق سنة التعلم التي هي من السنن الكونية .
5 - تدبير دقائق الكون هو من أمر الله سبحانه وقدرته البالغة , فهذا الغراب لم يذهب من تلقاء نفسه , ولم يره ابن ادم صدفة , بل جاء بعناية الله ((فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً )) فهو مبعوث في مهمة ولو لم يشعر بذلك في خاصة نفسه .
وهنا بحث أهل العلم في هذا النوع من الأسباب , إذا سير الله بعض البهائم أو الجمادات ليأخذ منهم الناس عبراً هل يكون لها علم بما بُعثت له ؟
فذهب البعض إلى أن الله يطلعها على ذلك ليكون لها شرف الأستاذية , كما أنها مكلفة بالصلاة والتسبيح
(( أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )) النور 41 .
قال بعضهم : فاعل ( علم ) هو الله , أي : علم الله تسبيح هذه المخلوقات وصلاتها .
وقال البعض : بل ضمير الفاعل يعود على ( كل ) , أي : علم كل صلاة نفسه وتسبيح نفسه . وهذا القول الثاني استدل له الرازي بأمر دقيق , وهو أن هذه الجمادات والبهائم التي لاتعقل إذا جيء بها في هذا المعرٍِض أعيد عليها الضمير العاقل . كما في الأية . ونظير ذلك وصفها بجمع المذكر السالم ((ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )) 11 فصلت .
فدل ذلك على أن السموات والأرض كانت تعقل .
6 – اختلاف السوأة بإختلاف الأحوال . وذلك أن السوأة في اللغة مايسوء الإنسان أن يُنظر إليه , فتطلق على العورة للحي , لكن بالنسبة للميت كله سوأة لآنه لايحب أن يطلع الناس على شيء من بدنه , ولذلك فالمراد بسوأة أخية جميع بدنه .
7 – أن الأخوة الإنسانية لا تنقطع بالإعتداء والظلم , فالله سماه أخاه بعد قتله .
(( فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: -31}
هذه الأية تستفاد منها عدة دروس جليلة . منها :
1 – أن المعلم قد يكون أدنى مستوى من المتعلم .
2 – الإنتفاع بالأمم الأخرى ومافطرها الله عليه من تدبير لشؤونها . فالطير والبهائم وغيرها أممً أمثالنا { قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}[الأنعام:38].
وهذه الأمم لها تدابير فطرها الله عليه ولذلك تتكاثر وتنمو ويزداد عددها , وتصل إلى حوائجها . ونحن محتاجون إليها في كثير من الأمور , فكثير من الأدوية لانستطيع استخدامها إلا بعد تجريبها على هذه الأمم . ثم إن تجارب هذه الأمم في شؤونها هي أقرب إلى فطرة والسلامة , غير معقدة , ولاتحتاج إلى كيماويات ولامركبات , مما يدل على أن الحياة الفطرية أقوى للبدن من غيرها . فنحن نستفيد من هذه الأمم في المسائل وغيرها .
3 – الارتباط بهذه الأرض , فقد خلقها الله لهذا الجنس البشري , جعلها كفاتا ً لهم , وجعل فيها من الرزق مايكفي البشر جميعا مهما زادوا أو كثروا , وتحديد النسل جورٌ على الأرض إذ فيها مايكفي البشر .
4- أن تسيير البشر ليس مثل غيرهم من الأمم , فالله يسير بنوعين من أنواع التسيير :
أ – تسييرُ مباشر ليس للمسير فيه دخل , كالإلهام للبهائم .
ب - تسييرً على وفق الأسباب , وهو تابع لسنة أخرى هي سنة ربط الأسباب بمسبباتها , وعلى ذلك أغلب أعمال البشر . ولذلك فالبشر ليسوا مثل الملائكة والجن حتى لو اشتركوا في التكاليف , فالتكاليف تختلف .
فالإنس يسيرون في الغالب على وفق السنن .
ولذلك فإن الله ألهم الغراب الدفن , وكان قادراَ على أن يلهم ابن ادم , ولكنه جعله يتعلم مما يرى ليٌعمل عقله الذي ميز به عن الحيوان , وليكون إدراكه على وفق سنة التعلم التي هي من السنن الكونية .
5 - تدبير دقائق الكون هو من أمر الله سبحانه وقدرته البالغة , فهذا الغراب لم يذهب من تلقاء نفسه , ولم يره ابن ادم صدفة , بل جاء بعناية الله ((فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً )) فهو مبعوث في مهمة ولو لم يشعر بذلك في خاصة نفسه .
وهنا بحث أهل العلم في هذا النوع من الأسباب , إذا سير الله بعض البهائم أو الجمادات ليأخذ منهم الناس عبراً هل يكون لها علم بما بُعثت له ؟
فذهب البعض إلى أن الله يطلعها على ذلك ليكون لها شرف الأستاذية , كما أنها مكلفة بالصلاة والتسبيح
(( أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ )) النور 41 .
قال بعضهم : فاعل ( علم ) هو الله , أي : علم الله تسبيح هذه المخلوقات وصلاتها .
وقال البعض : بل ضمير الفاعل يعود على ( كل ) , أي : علم كل صلاة نفسه وتسبيح نفسه . وهذا القول الثاني استدل له الرازي بأمر دقيق , وهو أن هذه الجمادات والبهائم التي لاتعقل إذا جيء بها في هذا المعرٍِض أعيد عليها الضمير العاقل . كما في الأية . ونظير ذلك وصفها بجمع المذكر السالم ((ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ )) 11 فصلت .
فدل ذلك على أن السموات والأرض كانت تعقل .
6 – اختلاف السوأة بإختلاف الأحوال . وذلك أن السوأة في اللغة مايسوء الإنسان أن يُنظر إليه , فتطلق على العورة للحي , لكن بالنسبة للميت كله سوأة لآنه لايحب أن يطلع الناس على شيء من بدنه , ولذلك فالمراد بسوأة أخية جميع بدنه .
7 – أن الأخوة الإنسانية لا تنقطع بالإعتداء والظلم , فالله سماه أخاه بعد قتله .