أستأنف - متوكلا على الله -عرض ما انفرد به الشيخ ابن عاشور - رحمه الله - في تفسيره " التحرير و التنوير " .
و أنقل لكم في هذه الحلقة - وهي الرابعة - إحدى بدائعه في تفسير قوله تعالى من سورة الأحزاب الآية 14
{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً }
فقد عمد إلى " تشريح " الكلمات و العبارات تشريح الجراح المتقن و البارع بمبضعه .
و قد ضبطت عَشر نقاط في تناوله تفسير الآية :
أولا : يقول :
ولم أجد فيما رأيت من كلام المفسرين ولا من أهل اللغة مَن أفصَحَ عن معنى (الدُخول) في مثل هذه الآية وما ذكروا إلاّ معنى الولوج إلى المكان مثل ولوج البيوت أو المدن، وهو الحقيقة.
والذي أراه أن الدخول كثر إطلاقه على دخول خاص وهو اقتحام الجيش أو المغيرين أرضاً أو بلداً لغزْو أهله، قال تعالى: { وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا } إلى قوله:{ يا قوم ادخلوا الأرض المقدَّسة التي كتب الله لكم ولا ترتدُّوا على أدباركم }[المائدة: 21]، وأنه يُعدّى غالباً إلى المغزوِّين بحرف على. ومنه قوله تعالى: { قال رجلان من الذين يخافون أنعَمَ الله عليهما ادْخُلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } إلى قوله:{ قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا }[المائدة: 24] فإنه ما يصلح إلا معنى دخول القتال والحرب لقوله: { فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } لظهور أنه لا يراد: إذا دخلتم دخول ضيافة أو تَجول أو تجسس، فيفهم من الدخول في مثل هذا المقام معنى الغزو والفتح كما نقول: عام دخول التتار بغداد،
ثانيا
ولذلك فالدخول في قوله: { ولو دُخِلت عليهم } هو دخول الغزو فيتعين أن يكون ضمير { دُخلت } عائداً إلى مدينة يثرب لا إلى البيوت من قولهم { إن بيوتنا عورة }[الأحزاب: 13]، والمعنى: لو غُزِيت المدينة من جوانبها الخ...
.. و .... لأن إضافة الأقطار يناسب المدن والمواطن ولا يناسب البيوت. فيصير المعنى: لو دَخَل الغزاة عليهم المدينة وهم قاطنون فيها.
ثالثا :
وقوله { عليهم } يتعلق بـ { دُخلت } لأن بناء { دُخلت } للنائب مقتض فاعلاً محذوفاً. فالمراد: دخول الداخلين على أهل المدينة كما جاء على الأصل في قوله{ ادخلوا عليهم الباب }في سورة العقود (23).
رابعا :
وإضافة (أقطار) وهو جمع تفيد العموم، أي: من جميع جوانب المدينة وذلك أشد هجوم العدوّ على المدينة كقوله تعالى:{ إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفلَ منكم }[الأحزاب: 10].
خامسا :
وأسند فعل { دُخلت } إلى المجهول لظهور أن فاعل الدخول قوم غزاة. وقد أبدى المفسرون في كيفية نظم هذه الآية احتمالات متفاوتة في معاني الكلمات وفي حاصل المعنى المراد، وأقربها ما قاله ابن عطية على غموض فيه( 1 )، ويليه ما في «الكشاف» ( 2 ) . والذي ينبغي التفسير به أن تكون جملة { ولو دُخلت عليهم } في موضع الحال من ضمير{ يريدون }[الأحزاب: 13] أو من ضمير { وما هي بعورة } زيادة في تكذيب قولهم{ إن بيوتنا عورة }[الأحزاب: 13].
سادسا :
و { ثم } للترتيب الرتبي، وكان مقتضى الظاهر أن يعطف بالواو لا بـ { ثم } لأن المذكور بعد { ثم } هنا داخل في فعل شرط { لو } ووارد عليه جوابها، فعدل عن الواو إلى { ثم } للتنبيه على أن ما بعد { ثم } أهم من الذي قبلها كشأن { ثم } في عطف الجُمل، أي: أنهم مع ذلك يأتون الفتنة،
سابعا :
و { الفتنة } هي أن يفتنوا المسلمين، أي: الكيد لهم وإلقاء التخاذل في جيش المسلمين. ومن المفسرين من فسَّر الفتنة بالشرك ولا وجه له ومنهم من فسرها بالقتال وهو بعيد.
ثامنا :
والإتيان: القدوم إلى مكان. وقد أشعر هذا الفعل بأنهم يخرجون من المدينة التي كانوا فيها ليفتنوا المسلمين، وضمير النصب في { أتوها } عائد إلى { الفتنة } والمراد مكانها وهو مكان المسلمين، أي لأتوا مكانها ومظنتها. وضمير{ بها } للفتنة، والباء للتعدية.
تاسعا :
وجملة { وما تلبثوا بها } عطف على جملة { لأتوها }. والتلبُّث: اللبث، أي: الاستقرار في المكان وهو هنا مستعار للإبطاء، أي ما أبطأوا بالسعي في الفتنة ولا خافوا أن تؤخذ بيوتهم.
عاشرا :
والاستثناء في قوله { إلا يسيراً } يظهر أنه تهكم بهم فيكون المقصود تأكيد النفي بصورة الاستثناء. ويحتمل أنه على ظاهره، أي إلا ريثما يتأملون فلا يطيلون التأمل فيكون المقصود من ذكره تأكيد قلة التلبّث، فهذا هو التفسير المنسجم مع نظم القرآن أحسن انسجام.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر { لأتوها } بهمزة تليها مثناة فوقية، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف { لآتوها } بألف بعد الهمزة على معنى: لأعطوها، أي: لأعطوا الفتنة سائليها، فإطلاق فعل { أتوها } مشاكلة لفعل { سُئِلوا }.
والمعنى العام للآية :
لو دَخلت جيوش الأحزاب المدينة وبقي جيش المسلمين خارجها ـ أي مثلاً لأن الكلام على الفرض والتقدير ـ وسأل الجيشُ الداخلُ الفريقَ المستأذنين أن يُلقوا الفتنة في المسلمين بالتفريق والتخذيل لخرجوا لذلك القصد مُسرعين ولم يثبطهم الخوف على بيوتهم أن يدخلها اللصوص أو ينهبها الجيش: إما لأنهم آمنون من أن يلقَوا سوءاً من الجيش الداخل لأنهم أولياء له ومعاونون، فهم منهم وإليهم، وإما لأن كراهتهم الإسلام تجعلهم لا يكترثون بنهب بيوتهم.
-----------------------------------------------------------------
(1) يقول ابن عطية - رحمه الله - في " المحرر الوجيز ":
{ ولو دخلت } المدينة { من أقطارها } واشتد الخوف الحقيقي، { ثم سئلوا الفتنة } والحرب لمحمد وأصحابه لطاروا إليها وأتوها محبين فيها { ولم يتلبثوا } في بيوتهم لحفظها { إلا يسيراً } ، قيل قدر ما يأخذون سلاحهم، وقرأ الحسن البصري ثم " سولوا الفتنة " بغير همز وهي من سال يسال كخاف يخاف لغة في سال العين فيها واو.
(2 ) جاء قول الزمخشري - رحمه الله - في الكشاف : { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ } المدينة. وقيل: بيوتهم، من قولك: دخلت على فلان داره { مّنْ أَقْطَارِهَا } من جوانبها، يريد: ولو دخلت هذه العساكر المتحزبة التي يفرون خوفاً منها مدينتهم وبيوتهم من نواحيها كلها. وانثالت على أهاليهم وأولادهم ناهبين سابين، ثم سئلوا عند ذلك الفزع وتلك الرجفة { ٱلْفِتْنِةِ } أي الردة والرجعة إلى الكفر ومقاتلة المسلمين، لأتوها: لجاؤها وفعلوها. وقرىء: «لآتوها» لأعطوها { وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَا } وما ألبثوا إعطاءها { إِلاَّ يَسِيراً } ريثما يكون السؤال والجواب من غير توقف. أو وما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم إلا يسيراً، فإن الله يهلكهم. والمعنى: أنهم يتعللون بإعوار بيوتهم، ويتمحلون ليفروا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وعن مصافة الأحزاب الذين ملؤوهم هولاً ورعباً؛ وهؤلاء الأحزاب كما هم لو كبسوا عليهم أرضهم وديارهم وعرض عليهم الكفر وقيل لهم كونوا على المسلمين، لسارعوا إليه وما تعللوا بشيء، وما ذاك إلا لمقتهم الإسلام. وشدة بغضهم لأهله، وحبهم الكفر وتهالكهم على حزبه.
و أنقل لكم في هذه الحلقة - وهي الرابعة - إحدى بدائعه في تفسير قوله تعالى من سورة الأحزاب الآية 14
{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً }
فقد عمد إلى " تشريح " الكلمات و العبارات تشريح الجراح المتقن و البارع بمبضعه .
و قد ضبطت عَشر نقاط في تناوله تفسير الآية :
أولا : يقول :
ولم أجد فيما رأيت من كلام المفسرين ولا من أهل اللغة مَن أفصَحَ عن معنى (الدُخول) في مثل هذه الآية وما ذكروا إلاّ معنى الولوج إلى المكان مثل ولوج البيوت أو المدن، وهو الحقيقة.
والذي أراه أن الدخول كثر إطلاقه على دخول خاص وهو اقتحام الجيش أو المغيرين أرضاً أو بلداً لغزْو أهله، قال تعالى: { وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا } إلى قوله:{ يا قوم ادخلوا الأرض المقدَّسة التي كتب الله لكم ولا ترتدُّوا على أدباركم }[المائدة: 21]، وأنه يُعدّى غالباً إلى المغزوِّين بحرف على. ومنه قوله تعالى: { قال رجلان من الذين يخافون أنعَمَ الله عليهما ادْخُلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } إلى قوله:{ قالوا يا موسى إنّا لن ندخلها أبداً ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا }[المائدة: 24] فإنه ما يصلح إلا معنى دخول القتال والحرب لقوله: { فإذا دخلتموه فإنكم غالبون } لظهور أنه لا يراد: إذا دخلتم دخول ضيافة أو تَجول أو تجسس، فيفهم من الدخول في مثل هذا المقام معنى الغزو والفتح كما نقول: عام دخول التتار بغداد،
ثانيا
ولذلك فالدخول في قوله: { ولو دُخِلت عليهم } هو دخول الغزو فيتعين أن يكون ضمير { دُخلت } عائداً إلى مدينة يثرب لا إلى البيوت من قولهم { إن بيوتنا عورة }[الأحزاب: 13]، والمعنى: لو غُزِيت المدينة من جوانبها الخ...
.. و .... لأن إضافة الأقطار يناسب المدن والمواطن ولا يناسب البيوت. فيصير المعنى: لو دَخَل الغزاة عليهم المدينة وهم قاطنون فيها.
ثالثا :
وقوله { عليهم } يتعلق بـ { دُخلت } لأن بناء { دُخلت } للنائب مقتض فاعلاً محذوفاً. فالمراد: دخول الداخلين على أهل المدينة كما جاء على الأصل في قوله{ ادخلوا عليهم الباب }في سورة العقود (23).
رابعا :
وإضافة (أقطار) وهو جمع تفيد العموم، أي: من جميع جوانب المدينة وذلك أشد هجوم العدوّ على المدينة كقوله تعالى:{ إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفلَ منكم }[الأحزاب: 10].
خامسا :
وأسند فعل { دُخلت } إلى المجهول لظهور أن فاعل الدخول قوم غزاة. وقد أبدى المفسرون في كيفية نظم هذه الآية احتمالات متفاوتة في معاني الكلمات وفي حاصل المعنى المراد، وأقربها ما قاله ابن عطية على غموض فيه( 1 )، ويليه ما في «الكشاف» ( 2 ) . والذي ينبغي التفسير به أن تكون جملة { ولو دُخلت عليهم } في موضع الحال من ضمير{ يريدون }[الأحزاب: 13] أو من ضمير { وما هي بعورة } زيادة في تكذيب قولهم{ إن بيوتنا عورة }[الأحزاب: 13].
سادسا :
و { ثم } للترتيب الرتبي، وكان مقتضى الظاهر أن يعطف بالواو لا بـ { ثم } لأن المذكور بعد { ثم } هنا داخل في فعل شرط { لو } ووارد عليه جوابها، فعدل عن الواو إلى { ثم } للتنبيه على أن ما بعد { ثم } أهم من الذي قبلها كشأن { ثم } في عطف الجُمل، أي: أنهم مع ذلك يأتون الفتنة،
سابعا :
و { الفتنة } هي أن يفتنوا المسلمين، أي: الكيد لهم وإلقاء التخاذل في جيش المسلمين. ومن المفسرين من فسَّر الفتنة بالشرك ولا وجه له ومنهم من فسرها بالقتال وهو بعيد.
ثامنا :
والإتيان: القدوم إلى مكان. وقد أشعر هذا الفعل بأنهم يخرجون من المدينة التي كانوا فيها ليفتنوا المسلمين، وضمير النصب في { أتوها } عائد إلى { الفتنة } والمراد مكانها وهو مكان المسلمين، أي لأتوا مكانها ومظنتها. وضمير{ بها } للفتنة، والباء للتعدية.
تاسعا :
وجملة { وما تلبثوا بها } عطف على جملة { لأتوها }. والتلبُّث: اللبث، أي: الاستقرار في المكان وهو هنا مستعار للإبطاء، أي ما أبطأوا بالسعي في الفتنة ولا خافوا أن تؤخذ بيوتهم.
عاشرا :
والاستثناء في قوله { إلا يسيراً } يظهر أنه تهكم بهم فيكون المقصود تأكيد النفي بصورة الاستثناء. ويحتمل أنه على ظاهره، أي إلا ريثما يتأملون فلا يطيلون التأمل فيكون المقصود من ذكره تأكيد قلة التلبّث، فهذا هو التفسير المنسجم مع نظم القرآن أحسن انسجام.
وقرأ نافع وابن كثير وأبو جعفر { لأتوها } بهمزة تليها مثناة فوقية، وقرأ ابن عامر وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف { لآتوها } بألف بعد الهمزة على معنى: لأعطوها، أي: لأعطوا الفتنة سائليها، فإطلاق فعل { أتوها } مشاكلة لفعل { سُئِلوا }.
والمعنى العام للآية :
لو دَخلت جيوش الأحزاب المدينة وبقي جيش المسلمين خارجها ـ أي مثلاً لأن الكلام على الفرض والتقدير ـ وسأل الجيشُ الداخلُ الفريقَ المستأذنين أن يُلقوا الفتنة في المسلمين بالتفريق والتخذيل لخرجوا لذلك القصد مُسرعين ولم يثبطهم الخوف على بيوتهم أن يدخلها اللصوص أو ينهبها الجيش: إما لأنهم آمنون من أن يلقَوا سوءاً من الجيش الداخل لأنهم أولياء له ومعاونون، فهم منهم وإليهم، وإما لأن كراهتهم الإسلام تجعلهم لا يكترثون بنهب بيوتهم.
-----------------------------------------------------------------
(1) يقول ابن عطية - رحمه الله - في " المحرر الوجيز ":
{ ولو دخلت } المدينة { من أقطارها } واشتد الخوف الحقيقي، { ثم سئلوا الفتنة } والحرب لمحمد وأصحابه لطاروا إليها وأتوها محبين فيها { ولم يتلبثوا } في بيوتهم لحفظها { إلا يسيراً } ، قيل قدر ما يأخذون سلاحهم، وقرأ الحسن البصري ثم " سولوا الفتنة " بغير همز وهي من سال يسال كخاف يخاف لغة في سال العين فيها واو.
(2 ) جاء قول الزمخشري - رحمه الله - في الكشاف : { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ } المدينة. وقيل: بيوتهم، من قولك: دخلت على فلان داره { مّنْ أَقْطَارِهَا } من جوانبها، يريد: ولو دخلت هذه العساكر المتحزبة التي يفرون خوفاً منها مدينتهم وبيوتهم من نواحيها كلها. وانثالت على أهاليهم وأولادهم ناهبين سابين، ثم سئلوا عند ذلك الفزع وتلك الرجفة { ٱلْفِتْنِةِ } أي الردة والرجعة إلى الكفر ومقاتلة المسلمين، لأتوها: لجاؤها وفعلوها. وقرىء: «لآتوها» لأعطوها { وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَا } وما ألبثوا إعطاءها { إِلاَّ يَسِيراً } ريثما يكون السؤال والجواب من غير توقف. أو وما لبثوا بالمدينة بعد ارتدادهم إلا يسيراً، فإن الله يهلكهم. والمعنى: أنهم يتعللون بإعوار بيوتهم، ويتمحلون ليفروا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وعن مصافة الأحزاب الذين ملؤوهم هولاً ورعباً؛ وهؤلاء الأحزاب كما هم لو كبسوا عليهم أرضهم وديارهم وعرض عليهم الكفر وقيل لهم كونوا على المسلمين، لسارعوا إليه وما تعللوا بشيء، وما ذاك إلا لمقتهم الإسلام. وشدة بغضهم لأهله، وحبهم الكفر وتهالكهم على حزبه.