(من غرائب الدراسات الغربية عن الإسلام) للدكتور رضوان السيد

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
136
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
هذه مقالة جديرة بالقراءة للدكتور رضوان السيد الأستاذ بالجامعة اللبنانية ، نبهني إليها بعض الأصدقاء جزاه الله خيراً من خلال البريد الإلكتروني . أردت نقلها لكم للنظر فيها والإفادة منها ، والانتباه لما يدور حول القرآن الكريم من دراسات وأفكار غريبة في الغرب والشرق .

[align=center]من غرائب الدراسات الغربية عن الإسلام
السبت, 14 نوفمبر 2009
رضوان السيد
[/align]


صدرت قبل ثلاثة أشهرٍ دراسة عن النبي محمد (صلّى الله عليه وسلم) ونبوته وخلافته لأستاذ الدراسات الشرق أوسطية بجامعة كورنيل ديفيد بورز D. Powers وعنوانها: «ما كان محمدٌ أبا أحدٍ من رجالكم: صناعة آخر الأنبياء»! وبالنظر لما أعرفه عن ديفيد بورز من تطرف باعتباره من طلائع المُراجعين الجدد في عوالم الاستشراق الجديد، فقد اقتنيت الكتاب، وتفرغت لقراءته في الأيام الماضية، فوجدته يعود الى قراءةٍِ لآيتي «الكلالة» (الآيتان 12 و176 في سورة النساء)، كان قد طرحها قبل عشر سنواتٍ في كتابٍ حرَّره عن المواريث في الإسلام .
ومؤداها أن تفسير المفسرين وعلماء الميراث للآيتين بأن الكلالة تعني الميت الذي لا والد له ولا ولد على قيد الحياة، خطأٌ ناجم عن «تحريف وإسقاط» (كذا) في الآيتين، بينما القراءة الصحيحة للآيتين تعني بالكلالة زوجة الابن المتوفى، وانه كان المراد زمن النبي توريث الزوجة ما كان ينبغي أن يرثه الابن من أبيه لو بقي حياً !
وأسرف الرجل وقتها في الاستنتاج فذكر أن ذلك لو كان لتغير نظام الإرث في الإسلام! وكما أذكُر فإن الأستاذ محمد أركون الذي بهره (كعادته مع شواذ الأفكار التي تخرج على الإسلام «الأرثوذكسي» ! ) استنباطُ بورز وافقه على ذلك وبالغ فيه يومها ذاهباً الى أن هناك ولا شك عشرات المواطن في القرآن التي غيَّر الصحابة قراءتها أو حركاتها النحوية لكي يُغيِّروا معناها ومؤدياتها !

أما هذه المرة فإن بورز لا يكتفي بهذه «الفنعة»، بل يسارع لتحويلها الى أطروحةٍ كبرى تتعلق بربط النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه بيعقوب وموسى والمسيح، وكيف توارثوا النبوة عن آبائهم أو سلالتهم ثم ورَّثوها أبناءهم أحياناً. كيف فعل بورز ذلك ؟ عاد الى الآية رقم 40 من سورة الأحزاب: «ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيِّين وكان الله بكل شيء عليماً»، فاعتبر أن ربطها بقصة زينب بنت جحش وتحريم التبني في الإسلام هو ربطٌ مصطنعٌ ولاحق، إذ إنه لا علاقة بين الجزءين الأول والثاني من الآية. بل إنها ترتبط بأساطير أنبياء بني إسرائيل السالفي الذكر، وما دام النبي محمد ما كان عنده أبناء ذكور، أحياء في سنوات عمره الأخيرة، فإن المفروض كان أن يصبح متبنّاه في الجاهلية زيد بن حارثة وريثاً له، لكنه استُشهد في وقعة مؤتة، فكان ينبغي أن ترثه زوجته، كما ترث النبي محمداً (صلى الله عليه وسلم) نفسه باعتبارها زوجة ابنه.
وقد استطرد المؤلف استطراداً طويلاً عن قضايا الميراث والرحم والزوجات والأولاد عند بني إسرائيل، ليصل بعدها الى أن كل هذه الأمور أنهاها صحابةُ النبي بإدخال تعديلات على الآيات القرآنية في الكلالة، وفي تحريم التبنّي، ومن ضمن ذلك ابتداع أسباب نزول لآية تحريم التبنّي ! ومن ضمن «أدلته» على ذلك الأمر المهول أنّ معنى «كلوت» أو «كلول» في اللغات القديمة ببلاد ما بين النهرين: زوجة الابن، وأنه وجد مخطوطةً قرآنيةً من القرن الأول الهجري تُظهر تغييراً طفيفاً في إحدى آيتي الكلالة، وأن عمر بن الخطّاب كان مهموماً بغموض معنى الكلالة في الآيتين !

لماذا اهتممتُ بهذا الهراء؟
اهتممتُ به لأن هذه الدراسة ليست وحيدةً في هذا الباب. بل هناك تركيزٌ في الثلاثين عاماً الأخيرة وفي عشرات الكتب ومئات المقالات على أمرين اثنين:
- أن النبي محمداً عمل بطريقةٍ واعيةٍ، كما عمل أصحابه على اتخاذ النبوة عند بني إسرائيل نموذجاً يحتذونه في تصورهم لنبوتهم ونبيّهم .
- والأمر الثاني: أن هناك عشرات الدراسات ومئات المقالات التي تُركزُ على الأصول السريانية للقرآن الكريم .
في المجال الأول استخدموا سيرة ابن اسحاق (المبتدأ والمبعث والمغازي)، وحيث ما كفاهم ذلك عادوا الى قصص بني إسرائيل في القرآن – وبعد هذا وذاك، عندما يجدون أن الاقتباسات من المصدرين ليست كافية أو تُظهر اختلافات بين صورة النبي في القرآن والسنّة والسيرة عن النبوة والأنبياء عند بني إسرائيل، فإنهم يذهبون الى أن الصحابة حرَّفوا وغيَّروا القرآن مثلما فعلوا في آيتي الكلالة وآية ختم النبوة !

أما في المجال الثاني فقد أصرَّ الدارسون من المستشرقين الجدد على أن القرآن في الأصل نُسخة مترجمة عن السريانية للإنجيل الأبيوني (إحدى الشِيَع المسيحية)، ومنهم من يُسرِفُ في الحميمية فيحدّد لنا ورقة بن نوفل ابن عم خديجة أُمّ المؤمنين باعتباره مطران تلك الطائفة بمكة، وهو الذي ولّى النبي زعامة الطائفة من بعده، وكان النبيُّ يعرفُ السريانية، لكن أصحابه زادوا من «تعريب» القرآن أو تحريفه لأنهم ما كانوا يعرفون السريانية (!).
وقبل سنوات سمّى سرياني من أصل لبناني نفسه لوكسنبورغ، وأعاد ثلاثمئة كلمة من القرآن الى «أُصولها السريانية» فتبينت له عجائب كما قال، ومن ضمن تلك العجائب أن «الحور العين» في القرآن بإعادتها الى أصلها السرياني الصحيح يصبح معناها عناقيد العنب الأبيض ! وفي حين تتحول بعض الدراسات الى طرائف وحكايات واصطناعات، يضعُ البعض الآخر منها على وجهه قناع الجدية والعلم من مثل القول ان القرآن من نتاج الأزمنة الكلاسيكية المتأخِّرة (من القرن الرابع الى السابع للميلاد)، ويعتبر هؤلاء أنفسهم موضوعيين، لأنهم بذلك يقولون إنّ القرآن ليس موروثاً عن اليهودية والمسيحية فقط، بل وفيه عوالم رومانية وزرادشتية ومن ديانات وتقاليد العرب الجنوبيين والشماليين قبل الإسلام .
وعندما نُجادل بعض الزملاء في جدية وجدوى هذه «الدراسات»، يذهبون الى أنهم يريدون الحصول على اعترافٍ بالقرآن يُضاهي الاعتراف بالتوراة والإنجيل. أما البعض الآخر فيقول إن الدارسين المسلمين القُدامى أو علماء علوم القرآن والتفسير سبق أن تعرضوا لموضوعات مشابهة، وسلكوا مسالك مشابهة من مثل الكتابة في «لغات القرآن» أو تفسير قصص الأنبياء بما هو واردٌ في التوراة وبعض الإنجيل، أو الاعتماد على اللغة أو أسباب النزول في فهم سياقات بعض الآيات أو السور .

والواقع أنه في سبيل الوصول، الى تأمل نقديٍ الى أنواع التأليف هذه، ينبغي ملاحظة بعض الأمور المبدئية .
أولها: أنه ليس من حقّ المسلمين الذهاب الى أنه لا ينبغي أن يَدرسَ القرآن أو الموروث الإسلامي غير المسلمين .

وثانيها أن الدراسات الغربية في تاريخنا وثقافتنا ونصوصنا ومنها الاستشراقي وغير الاستشراقي، قدمت وتقدم خدماتٍ جُلَّى في الفهم والتقدير والنشر والرؤى المتجددة.

وثالثها: أنّ العقود الثلاثة الأخيرة على الخصوص شهدت تبلور «استشراقٍ جديد» ينطلقُ من الحاضر الى الماضي، بمعنى أنه يبدأ من إيديولوجيا القاعدة أو السلفية الجهادية، ليدرس الماضي الجهادي الإسلامي، وليصل الى نتائج أصالته في ما يتعلق بطبيعة الإسلام. وأنه حتى الكلاسيكي، الذي يبدأ من القديم، يتعامل مع القرآن على أنه نتاجٌ وأمشاجٌ من ذلك القديم، شاركت في توليفاته أجيال عدة.

إن المخرج من ذلك كلِّه في قيام وتطور وازدهار دراسات إسلامية جدية غير وعظية أو تقريظية لدى العرب والمسلمين. ليس من أجل الردّ على الدراسات الأخرى، بل للمُضيِّ في تجديد الدراسات القرآنية، ودراسات السيرة النبوية، والحضارة الإسلامية. وليس معنى ذلك أن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الآن. بل ما أقصده أنه فيما عدا مجال نشر المخطوطات، ما قامت أعمالٌ دراسيةٌ كبرى تحولت الى مدارس في تخصصات الدراسات الإسلامية المختلفة.

وفضلاً عن ذلك، لا يزال هناك انفصالٌ كبيرٌ بين الدراسات المنهجية، والأخرى ذات الطابع التجريبي والتطبيقي .
ثم هناك عاملٌ ثالثٌ أسهم في القصور الذي نُعاني منه وهو صعود الأصوليات الإسلامية المختلفة الأشكال والأنواع. وقد فرضت جواً خانقاً جعل كثيرين من شبان علمائنا الأكفاء ينصرفون عن مجالات العمل النظري الدقيق والهادئ والمتفحص.
ويلتحق بذلك عاملٌ رابعٌ يتصل بالتطورات المعرفية والمؤسسية في التخصصات الجامعية العليا. وهي تطورات سلبية لجهات التحصيل المعرفي والتدريب المنهجي والإصغاء الى إدراكات التداخل والامتزاج بين الدراسات الإبستمولوجية في العلوم الإنسانية، والأخرى الخاصة بالعلوم البحتة والتطبيقية.

المصدر : صحيفة الحياة .
 
جزاك الله خيرا دكتور عبد الرحمن على المتابعة الجيدة لكل ما يطرح وجعله في موازين حسناتك.

ما نقله الكاتب عن المستشرق المذكور "شنشنة نعرفها من أخزم"
وقد قال عنها الكاتب أنها هراء وهي كذلك
ومعظم كتابات المستشرقين تتسم بالسذاجة والسطحية والبعد عن الموضوعية وعن التأصيل العلمي ولا تصمد أمام النقد.
ولكن خطورتها أنها تعطي صورة مشوهة عن الإسلام في أوساط ساذجة لا تستخدم عقولها إذا كان الحديث عن الأديان والتأريخ.
ولا يتلقفها في الأوساط الإسلامية إلا أصحاب نوايا مدخولة أو سذج لا يعرفون الإسلام إلا من خلال الكتابات الغربية.

أما قول الكاتب :

والواقع أنه في سبيل الوصول، الى تأمل نقديٍ الى أنواع التأليف هذه، ينبغي ملاحظة بعض الأمور المبدئية .
أولها: أنه ليس من حقّ المسلمين الذهاب الى أنه لا ينبغي أن يَدرسَ القرآن أو الموروث الإسلامي غير المسلمين .

وثانيها أن الدراسات الغربية في تاريخنا وثقافتنا ونصوصنا ومنها الاستشراقي وغير الاستشراقي، قدمت وتقدم خدماتٍ جُلَّى في الفهم والتقدير والنشر والرؤى المتجددة.

وثالثها: أنّ العقود الثلاثة الأخيرة على الخصوص شهدت تبلور «استشراقٍ جديد» ينطلقُ من الحاضر الى الماضي، بمعنى أنه يبدأ من إيديولوجيا القاعدة أو السلفية الجهادية، ليدرس الماضي الجهادي الإسلامي، وليصل الى نتائج أصالته في ما يتعلق بطبيعة الإسلام. وأنه حتى الكلاسيكي، الذي يبدأ من القديم، يتعامل مع القرآن على أنه نتاجٌ وأمشاجٌ من ذلك القديم، شاركت في توليفاته أجيال عدة.

إن المخرج من ذلك كلِّه في قيام وتطور وازدهار دراسات إسلامية جدية غير وعظية أو تقريظية لدى العرب والمسلمين. ليس من أجل الردّ على الدراسات الأخرى، بل للمُضيِّ في تجديد الدراسات القرآنية، ودراسات السيرة النبوية، والحضارة الإسلامية. وليس معنى ذلك أن شيئاً من ذلك لم يحدث حتى الآن. بل ما أقصده أنه فيما عدا مجال نشر المخطوطات، ما قامت أعمالٌ دراسيةٌ كبرى تحولت الى مدارس في تخصصات الدراسات الإسلامية المختلفة.

وفضلاً عن ذلك، لا يزال هناك انفصالٌ كبيرٌ بين الدراسات المنهجية، والأخرى ذات الطابع التجريبي والتطبيقي .
ثم هناك عاملٌ ثالثٌ أسهم في القصور الذي نُعاني منه وهو صعود الأصوليات الإسلامية المختلفة الأشكال والأنواع. وقد فرضت جواً خانقاً جعل كثيرين من شبان علمائنا الأكفاء ينصرفون عن مجالات العمل النظري الدقيق والهادئ والمتفحص.
ويلتحق بذلك عاملٌ رابعٌ يتصل بالتطورات المعرفية والمؤسسية في التخصصات الجامعية العليا. وهي تطورات سلبية لجهات التحصيل المعرفي والتدريب المنهجي والإصغاء الى إدراكات التداخل والامتزاج بين الدراسات الإبستمولوجية في العلوم الإنسانية، والأخرى الخاصة بالعلوم البحتة والتطبيقية.
المصدر : صحيفة الحياة .[/font][/size]

فأقول:
أولاً:
لا يستطيع المسلمون أن يمنعوا أحدا من دراسة التراث الإسلامي ولو كانوا يستطيعون لسلم الإسلام من غثاء المتطفلين.
ولكن من حق المسلمين أن يكشفوا زيف وعوار ما يكتب عن دينهم.

ثانياً: الدراسات الإستشراقية شرها أكثر من خيرها وضررها أكبر من نفعها.

ثالثا: هل الحاضر الإسلامي محصور في " القاعدة أو السلفية الجهادية"!!!؟؟

أما قول الكاتب:
"إن المخرج من ذلك كلِّه في قيام وتطور وازدهار دراسات إسلامية جدية ..........."

فهو يعطي انطباعاً أن هناك مأزق في حياة المسلمين سببه منهج الدراسات وهذا فيه مغالطة كبيرة.
إن المأزق يتمثل في أن أصحاب القرار ليس لديهم الرغبة وبعضهم إذا أحسنا الظن ليس عندهم الشجاعة لفتح الباب أمام الدراسات لتلامس حياة الشارع الإسلامي ووتتفاعل معه ،فهم المسلمون وهذا تراثهم ولكن كل واحد قد عزل عن الآخر مع الأسف الشديد.

ثم عاد الكاتب في النهاية ليحمل الأصولية الإسلامية فشل الدراسات وهذه مغالطة أخرى
واستخدام لمصطلح استشراقي ملغم ثم لو سلمنا بمضمون هذا المصطلح فيكف استطاعت الأصولية الإسلامية حسب قول الكاتب أن تفرض جوا خانقا !!!!!!!؟

وأما العامل الرابع والآخير الذي تحدث عنه الكاتب فليته كانت لديه الشجاعة الأدبية ليتكلم عن أسبابها الحقيقية.
 
شكر الله لأخينا العزيز د. عبد الرّحمن على اختياره الموفّق لمقال الدّكتور رضوان السّيّد.
ورغم كتابات الدّكتور رضوان القويّة فكريّاً ومنافحته عن الفكر الإسلاميّ في كثير من السّاحات؛ إلا أنّنا ينبغي أن نتوجّس خيفة من أصحاب الانتماءات السّياسيّة والعلاقات مع بعض النّخب الحاكمة في وطننا العربيّ، والدّفاع المستميت عن أخطائها حقّاً وباطلاً. إذ يسهل على أصحاب الأفكار تطويع ما يريدونه لمصلحتهم الشّخصيّة ومصلحة من يدافعون عنهم من أسف.
أمّا الحركات الاستشراقيّة فإنّا على يقين تامّ بأنّها قد ارتدت قناع البحث العلميّ الجادّ، وجاس روّادها خلال ديار المسلمين شرقاً وغرباً؛ ليستخرجوا من ديننا ما يتّفق ونزعاتهم الذّاتيّة، وإسقاط وقائع العصر – من مثل هذا المستشرق الذي أسقط ما قام به تنظيم القاعدة إن قام به حقيقة-على الإسلام كلّه من أحداث التّاريخ أو نصوص القرآن والسّنّة.
وهي مقصودة بلا شكّ للاستمرار في تشويه صورة الإسلام، ولا أَعْرَفَ من ذلك أكثر ممّن كان منهم ويعيش بينهم وهداهم الله تعالى للإسلام، ولأضرب مثالين: الأوّل: للمستشرق الفرنسيّ المسلم إتيين دينييه الذي أعلن إسلامه في الجزائر سنة 1927م؛ الذي نبّه على أنّه من المتعذر؛ بل من المستحيل أن يتجرّد المستشرقون عن عواطفهم وبيئاتهم ونزعاتهم المختلفة( نقلاً عن السيرة النبويّة الصّحيحة للعمريّ، 1/35).
والمثال الآخر: للمفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي الذي نبّه على أنّ الغرب لم يدرّس الإسلام دراسة صحيحة في الجامعات الغربيّة، وربّما كان هذا مقصوداً مع الأسف.( نقلاً عن الإسقاط في مناهج المفسّرين، ص13)
ومعلوم أنّ كلمة (ربما) عند الغربيّين اليوم؛ دخلت في استخداماتهم بسبب التّعصّب الكنسي ضدّ العلماء والمفكّرين. الذي كان من نتاج ذلك الانقلاب على الدّين والخروج بالعلمانيّة. فخرجوا من النّار إلى الجحيم. فلفظ (ربما) خروج عن المقدّس الكنسيّ.
ومسألة أخرى دوماً يتحفنا بها هؤلاء المستشرقون؛ ويكرّرون ما قد سلف. وهي أنّ الإسلام ملفّق من اليهوديّة والنّصرانيّة. لذلك فإنّهم يسمّون ديننا بالمحمّدي، وأمّتنا بالمحمّدية، حتّى إنّ المستشرق الإنجليزي المنصف ألف كتاباً سمّاه محمّد والمحمّديّة، وهو كتاب في مجمله معتدل ومنصف؛ ولقد كتب عن سيرة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ما لو قرأه أحدنا دون أن يعرف القائل لظنّه من كبار علمائنا. لكنّنا ينبغي أن نتجنّب مصطلحاتهم الغربيّة المشكلة، نحن نشرف أن ننتمي للحبيب محمّد صلوات ربّي وسلامه عليه وعلى آله؛ ولكنّ الله سمّانا المسلمين: (( هو سمّاكم المسلمين من قبل)) (الحجّ 78) (( ربّنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمّة مسلمة لك)) البقرة: (١٢٨) فحسبنا هذا!
ثمّ متى زعم المسلمون أنّ الإسلام غريب عن النّصرانيّة واليهوديّة غير المحرّفتين؟ بل إنّا نعتقد جازمين أنّ الإسلام هو دين الأنبياء جميعاً، وكلها امتداد لبعض، لا استثناء إلا في الشّرعة والمنهاج (( لكلّ جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً)) (المائدة: ٤٨)؛ فكلّها تصدر من مشكاة واحدة. وهذا دليل لنا لا علينا.
ثمّ إذا كان الإسلام ملفقاً من اليهوديّة والنّصرانيّة، إذن فهما أصل وهو فرع!
أفيعقل أن يكون عند الفرع إعجاز علميّ وعند الأصل الكتاب المقدّس - العهد القديم والعهد الجديد عند النّصارى- (شوائب وشيء من البطلان)؛ كما قرّر ذلك المجمع المسكونيّ الثاني للفاتيكان؛ الذي انعقد في روما ما بين عامي 1962-1965م؛ وذلك للبحث في مشكلة تعارض الكتاب المقدّس مع الاكتشافات العلميّة الحديثة. وحضره 2350 شخصاً كلهم من رجال الدّين النّصارى. وقد وافق على هذا النّصّ 2344، واعترض ستة فقط. ( نقلاً عن دراسة الكتب المقدّسة في ضوء المعارف الحديثة، موريس بوكاي، ص60)


فعلاً نحتاج نحن لدراسات جادّة، وبرامج جادّة، وتقنيّات عالية، ودعاة متمكنين مدرّبين؛ ليحولوا بين الأفكار الظالمة المظلمة وبين الذين تروّج لهم من المستهدفين؛ لإنارة الطريق أمامهم.

ووالله لقد آلمني – بقدر ما أفرحني ديني العظيم - برنامج تلفازيّ في قناة الرّحمة بعنوان: اللؤلؤ والمرجان للداعيّة أمين الأنصاريّ – حفظه الله – عن حجّاج التّبت.
الذين يسيرون ثلاثة أشهر أو أربعة إلى مكان حجّهم. كلّ ثلاث خطوات يصفّقون ثم ينزلون على الأرض زحفاً على بطونهم حتى يصلوا مكان عبادتهم لاس، ويسجدون فيه لإلههم بوذا. جهاد يموت بعضهم فيه مستبشرين؛ ولكن في طاعة بوذا. وآاااه لو كان في طاعة ربّ بوذا تبارك وتعالى.
 

- هناك عشرات الدراسات ومئات المقالات التي تُركزُ على الأصول السريانية للقرآن الكريم .

- فإنهم يذهبون الى أن الصحابة حرَّفوا وغيَّروا القرآن مثلما فعلوا في آيتي الكلالة وآية ختم النبوة !

- أما في المجال الثاني فقد أصرَّ الدارسون من المستشرقين الجدد على أن القرآن في الأصل نُسخة مترجمة عن السريانية للإنجيل الأبيوني (إحدى الشِيَع المسيحية)، ومنهم من يُسرِفُ في الحميمية فيحدّد لنا ورقة بن نوفل ابن عم خديجة أُمّ المؤمنين باعتباره مطران تلك الطائفة بمكة، وهو الذي ولّى النبي زعامة الطائفة من بعده، وكان النبيُّ يعرفُ السريانية، لكن أصحابه زادوا من «تعريب» القرآن أو تحريفه لأنهم ما كانوا يعرفون السريانية (!).

المصدر : صحيفة الحياة .

إن الرد الحاسم على هذه البطالات يكمن في إعجاز الترتيب القرآني ( الاعجاز العددي ) .
والانتقال به من الجهود الفردية إلى عمل مؤسسي منظم ، وإن تعذر ذلك ، فالمطلوب دعم الأبحاث الجادة .
وفي اعتقادي أن من يتصدون لأبحاث الإعجاز العددي دون أدنى تامل أو تفريق ، إنما يؤدون خدمة للدراسات الاستشراقية ، بقصد أو بدون قصد .
 
إن الرد الحاسم على هذه البطالات يكمن في إعجاز الترتيب القرآني ( الاعجاز العددي ) .

أصبت أخي الحبيب عبد الله، وأعتبره تتمّة لسؤالي الاستنكاريّ:
أفيعقل أن يكون عند الفرع إعجاز علميّ وعند الأصل الكتاب المقدّس - العهد القديم والعهد الجديد عند النّصارى- (شوائب وشيء من البطلان)؟

والانتقال به من الجهود الفردية إلى عمل مؤسسي منظم ، وإن تعذر ذلك ، فالمطلوب دعم الأبحاث الجادة .
يا ليت الأحبّة ممّن يناصر الإعجاز العلميّ والعدديّ أو كان محايداً يستجيبون للعمل على تنفيذ هذا المقترح، وتوصيات المؤتمرات المتخصّصة التي تضع في بنودها: القيام بعمل مؤسّسيّ، ثم تذهب أدراج الرياح، أو تصبح حبيسة الأدراج المقفلة، وكأنّ شيئاً لم يكن. وما من أحد ينهض للقيام بهذا العمل الجليل، وفتح مركز للدّراسات القرآنيّة خاصّة للإعجاز العدديّ في القرآن الكريم تيمّناً بالإعجاز العلميّ في بعض البلاد. وإنّي لأدعو من هنا أخي العزيز الدكتور عبد الرّحمن الشّهريّ والمشرفين والمهتمّين - حفظهم الله تعالى وسدّدهم- إلى العمل على ذلك ما وسعهم الجهد؛ بصفتهم الشّخصيّة أو الاعتباريّة، وتلقي الاقتراحات من الأعضاء لتأسيس هذا المركز في أيّ مكان من الدّنيا، وحساب تكلفته، وآليّة عمله.

وفي اعتقادي أن من يتصدون لأبحاث الإعجاز العددي دون أدنى تامل أو تفريق ، إنما يؤدون خدمة للدراسات الاستشراقية ، بقصد أو بدون قصد .

كالعادة أخي الحبيب الأستاذ عبد الله -حفظه الله- جادّ حادّ، يحدّد هدفه ويصوّب نحوه مباشرة؛ بلا انثناءات ولا انحناءات ولا التواءات!
أدخل الله السّرور على قلبكم كما تدخله على قلوبنا! إنّه الحرص على ما يعيش له بكل قوة ودفاع مستميت، وإن استنكر بعض الأفاضل أسلوبه في هذا الدّفاع .
 
بارك الله في أخينا الدكتور عبد الرحمن وفي جميع الإخوة المشاركين فيما ههنا، وأزيد قطرة ماء نافعة للباحثين عن كتب الدكتور: رضوان السيد على هذا الرابط : http://www.alarabiya.net/
writers/warchive.php?offset=0&writer=560
ولا تنسونا من دعوات الأسحار.
 
عودة
أعلى