من عيون المناظرات بين المسلمين وأهل الكتاب

إنضم
18/12/2005
المشاركات
170
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
المغرب
هده سلسلة أخرى من مناظرات المسلمين لأهل الكتاب زيادة على تلك التي سبق لي نشرها على الملتقى المفتوح.

أما مناظرة الطرطوشي التي نشرت من قبل فتجدونها عند:
سعيد أعراب, في كتابه: مع القاضي أبي بكر بن العربي, طبع دار الغرب الإسلامي 1985م ص, 206- 207.

وقد نقل عبد الرحمن بن محمد الأنباري هذه المناظرة ملخصة في كتابه, الداعي إلى الإسلام, ص, 336, قال: "ويحكى عن بعض الأئمة أنه ناظر بعض علماء اليهود, فقال له اليهودي: أنا لا أوافقك على نبوة محمد و أنت توافقني على نبوة موسى, فقال له الإمام: إن كان موسى الذي أقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم, وبشر به فأنا أوافقك على نبوته, وإن كان الذي ما أقر بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم فلا أوافقك على نبوته, فانقطع".

[2]مناظرة علي بن أبي طالب ليهودي:

قال يهودي لعلي رضي الله عنه: "ما نفضتم أيديكم من تراب نبيكم حتى قلتم" منا أمير ومنكم أمير".
فقال له علي: ما جفت أقدامكم من (فلق) البحر حتى قلتم اجعل لنا إلها كما لهم آلهة. فانقطع اليهودي ولم يجد جوابا لأن " منا أمير ومنكم أمير" ليس فيه ما يهدم الدين وإنما الطامة العظمى ما أتى به اليهود من الكفر إذ عبدوا العجل بإثر ذلك.
نقلا عن كتاب: عيون المناظرات لأبي علي السكوني, تحقيق سعد غراب, تونس 1976م, المناظرة 49- ص 167.

[3]مناظرة حاطب بن أبي بلتعة للمقوقس النصراني:
ورد عن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه لما دخل على المقوقس النصراني ملك الإسكندرية رسولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم فسأله المقوقس عن الحرب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قومه فأخبره أنها بينهم سجال.
فقال المقوقس يخاطب ابن أبي بلتعة: " أَنَبِيُّ الله يُغلَب؟ ".
قال له حاطب: " أَوَلَدُ الله يُصلب؟ ".= المناظرة 60 من نفس الكتاب- ص 185.

[4]مناظرة كانت سببا في كتاب النظائر في القرآن لعلي بن وافد:
روي أن هارون الرشيد كان له علج طبي, له فطنة وأدب, فود الرشيد أن لو أسلم فقال له يوما: " ما يمنعك عن الإسلام؟"
فقال: آية في كتابكم حجة على ما أَنْتَحِلُه".
قال: وما هي؟
قال: قوله تعالى عن عيسى(( وروح منه)) [ النساء 171] وهو الذي نحن عليه.
فعظم ذلك على الرشيد وجمع له العلماء فلم يحضرهم جواب ذلك حتى ورد قوم من خراسان فيهم علي بن وافد من أهل علم القرآن, فأخبره الرشيد بالمسألة فاستعجم عليه الجواب ثم خلا بنفسه وقال " ما أجد المطلوب إلا في كتاب الله".
فابتدأ القرآن من أوله وقرأ حتى بلغ سورة الجاثية إلى قوله تعالى:(( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه)) [ الجاثية 13]. فخرج إلى الرشيد وأحضر العلج فقرأها عليه وقال له: إن كان قوله تعالى ((روح منه)) يوجب أن يكون عيسى بعضا منه تعالى وجب ذلك في السموات والأرض.
فانقطع النصراني ولم يجد جوابا, فأسلم النصراني وسر الرشيد بذلك وأجزل صلة ابن وافد. فلما رجع ابن وافد إلى بلده صنف كتاب النظائر في القرآن.
المصدر نفسه- 207- 208.


حكمة:
قال أبو العباس السفاح:" هلا أنفقتم جُزءا من أعماركم في قراءة علم تردون به على من ألحد في دين الله يوما من الدهر" ص 206 من المصدر نفسه.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي العزيز سمير القدوري جزاك اله خيرا على هذا الموضوع المميز وارجوا منكم التكرم بالمزيد من المناظرات بين علماء المسلمين واهل الكتاب وجزاك الله خيرا
 
مناظرات جديدة في الطريق إليك

مناظرات جديدة في الطريق إليك

أخي الفاضل شكر الله لك عنايتك فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

نعم سأوافيك بالمزيد,
1- مناظرات لمحمد الأنصاري الأندلسي في بلاد الأسبان.
2- ومناظرات لأحمد بن قاسم الحجري مع يهود ونصارى بأوروبا في القرن الحادي عشر الميلادي.

إلى غير ذلك مما نسأل الله توفيقنا لنشره ليطلع عليه من يريد.

فادع لأخيك بالتسديد والتوفيق والصحة.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
 
ذكر أن الخليفة العباسي المأمون قد جمع بين كلثوم بن عمرو العتابي (ت 202 هـ) وابن فروة النصراني وقال لهما : تكلما وأوجزا ، فقال العتابي لابن فروة : ما تقول في عيسى المسيح ؟

قال ابن فروة: أقول أنه من الله .

قال العتابي: صدقت ولكن ؛ (من) تقع على أربع جهات لا خامس لها:

1. من كالبعض من الكل على سبيل التجزيء.
2. أو كالوليد من الوالد على سبيل التناسل .
3. أو كالخل من الخمر على سبيل الاستحالة( التحول)
4. أو كالصنعة من الصانع على سبيل الخلق من الخالق . أم عندك شيء تذكره غير ذلك ؟

قال ابن فروة : لا بد أن تكون هذه الوجوه ، فما أنت تجيبني إن تقلدت مقالةً منها ؟

قال العتابي: إن قلت على سبيل التجزيء كفرت ، وإن قلت على سبيل التناسل كفرت ، وإن قلت على سبيل الفعل كالصنعة من الصانع (المخلوق من الخالق)فقد أصبت .

فقال ابن فروة : فما تركت لي قولا أقوله ..وانقطع.

"انظر عيون المناظرات ص248، وانظر الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود العجك .ص175-176."


=========

الحوار بين القاضي الباقلاني وبين ملك الروم:
دخل القاضي أبو بكر الباقلاني في سفارته لعضد الدولة ملك الروم في القسطنطينية فرأى عنده بعض بطارقته ورهابنته فقال له : كيف أنت وكيف الأهل والأولاد ؟
فتعجب ملك الروم منه وقال:ذكر من أرسلك في كتاب السفارة أنك لسان أهل الأرض ومتقدم على علماء الأمة أما علمت أنا ننـزه هؤلاء من الأهل والولد؟
فقال القاضي أبو بكر: أنتم لا تنـزهون الله سبحانه عن الأهل والولد،وتنـزهونهم؟!

(ولهذه المناظرة بقية ممتعة)

========

مناظرة ابن القيم لأحد رؤساء اليهود:
يقول أبن القيم وقد جرى لي مناظرة مع أكبر من تشير إليه اليهود بالعلم والرئاسة، فقلت له في أثناء الكلام : أنهم تكذيبهم محمد  قد شتم الله أعظم شتيمة.
فتعجب من ذلك ، وقال : مثلك يقول هذا !
فقلت له: أسمع الآن تقريره ، إذا قلتم أن محمداً ملك ظالم ، قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله وقد أقام ثلاثة وعشرين سنة يدعي أنه رسول أرسله إلى الخلق كافة، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا وأوصى إلي كذا ، ولم يكن من ذلك شيء ويقول أنه أباح لي سبي ذراري من كذبني وخالفني ونسائهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم ، ولم يكن من ذلك شيء وهو يدأب في تغيير الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم
فلا يخلو : إما أن تقولوا أن الله سبحانه وتعالى كان يطلع على ذلك ويشهده ويعلمه ، أو تقولوا أنه خفي عنه ولم يعلم به؛ فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل ، وكان من علم ذلك أعلم منه ، وأن قلتم بل كان بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليهِ فلا يخلو : إما أن يكون قادراً على تغييره والأخذ على يده ومنعه من ذلك أولاً ، فإن لم يكن قادراً فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ، وإن كان قادراً وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد عن الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا ظفر به ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى أحد من العقلاء فضلاً عن رب الأرض والسماء ، فكيف وهو يشهد له إقراره على دعوته وتأييده بكلامه، وهذه عندكم شهادة زور وكذب .
فلما سمع ذلك قال: معاذ الله أن يفعل هذا بكاذب مفتر ، بل هو نبي صادق من أتبعة أفلح وسعد.
قلت: فمالك لا تدخل في دينة ؟
قال : إنما بعث للأميين الذين لا كتاب لهم ، وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه .
فقلت له : غلبت كل الغلب ، فإن قد علم الخاص والعام أنه أخبر أنه رسول الله إلى جميع الخلق ، وأن من لم يتبعه فهو كافر من أهل الجحيم ، وقاتل اليهود والنصارى وهم أهل كتاب ،فإذا صحت رسالته لزم تصديقه في كل ما أخبر به، فأمسك ولم يجد جواباً.

=====

أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله :
يذكر أنه اجتمع طائفة من الملاحدة بأبي حنيفة-رحمه الله- فقالوا ما الدلالة على وجود الصانع؟
فقال : دعوني فخاطري مشغول بأمر غريب.
قالوا : ما هو؟
قال : بلغني أن في دجلة سفينة عظيمة مملوءة من أصناف الأمتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعه من غير أن يحركها أحد ولا يقودها أحد.
قالوا : أمجنون أنت؟!
قال : وما ذاك؟
قالوا : إن هذا لا يصدقه عاقل!!
فقال لهم : فكيف صدقت عقولكم أن هذا العالم بما فيه من الأنواع والأصناف والحوادث العجيبة، وهذا الفلك الدوار السيار يجري ويحدث هذه الحوادث من غير محدث ، وتتحرك هذه المتحركات بغير محرك؟ فرجعوا إلى أنفسهم بالملامة.

=====

الحوار بين الفخر الرازي وقسيس في خوارزم :
جاء في تفسير الفخر الرازي ، أنه لقي نصرانياً في خوارزم ، فجرى بينهما حوار طويل، جاء فيه :
قال النصراني : ما الدليل على نبوة محمد ؟
فقلت له: كما نقل إلينا ظهور الخوارق على يد موسى وعيسى من الأنبياء عليهم السلام، نقل ألينا ظهور الخوارق على يد محمد ، فإما رددنا التواتر أو قبلناه، لكن إن قلنا إن المعجزة لا تدل على الصدق، فحينئذٍ بطلت نبوة سائر الأنبياء عليهم السلام، وإن اعترفنا بصحة التواتر واعترفنا بدلالة المعجزة على الصدق ثم أنهما حاصلان في حق محمد ، وجب الاعتراف قطعاً بنبوة محمد  ضرورة، إذ عند الاستواء بدليل لا بد من الاستواء في حصول المدلول.
فقال النصراني: أنا لا أقول في عيسى أنه كان نبياً، بل أقول أنه كان إله.
فقلت له: الكلام في النبوة، لابد وأن يكون مسبوقاً بمعرفة الإله، وهذا الذي تقوله باطل، ويدل عليه أن الإله عبارة عن موجود ، واجب الوجود لذاته يجب أن لا يكون جسماً متحيزاً ولا عرضاً ، وعيسى عبارة عن هذا الشخص البشري الجسماني الذي وُجدَ بعد أن كان معدوماً وقُتل بعد أن كان حياً-على قولكم - وكان طفلاً أولاً ثم مترعرعاً ثم صار شاباً وكان يأكل ويشرب ويحدث وينام ويستيقظ ، وقد تقرر في بداهة العقول أن المحدث لا يكون قديماً ، والمحدث لا يكون غنياً، والممكن لا يكون واجباً، والمتغير لا يكون دائماً.
الوجه الثاني في أبطال هذه المقالة أنكم تعترفون بأن اليهود أخذوه وصلبوه وتركوه حياً على الخشبة ، وقد مزقوا ضلعه ، وأنه كان يحتال في الهرب منهم وفي الاختفاء عنهم ، وحين عاملوه بتلك المعاملة أظهر الجزع الشديد ، فإن كان إلها أو كان الإله حالاً فيه ، أو كان جزءاً من الإله حالاً فيه فلِمَ لم يدفعه عن نفسه؟
ولِمَ لم يهلكهم بالكلية ؟
وأي حاجه به إلى إظهار الجزع منهم؟ والاحتيال في الفرار منهم؟ وبالله إنني لأتعجب جدا !! إن العاقل كيف به أن يقول هذا القول، ويعتقد صحته فتكاد تكون بديهية العقل شاهدة بفساده.
والوجه الثالث هو انه إما أن يقال بأن الإله هو هذا الشخص الجسماني المشاهد أو أن يقال حل الإله بكليته فيه أو حل الإله بجزء منه فيه.
والأقسام الثلاثة باطلة:
أما الأول : فلأن إله العالم لو كان هو ذلك الجسم فحين قتله اليهود كان ذلك قولا بان اليهود قتلوا إله العالم فكيف يبقى العالم بعد ذلك من غير إله ! ثم اشد الناس ذلا ودناءة اليهود ؛ فالإله الذي تقتله إله في غاية العجز !
وأما الثاني : وهو أن الإله بكليته حل في هذا الجسم ،فهو أيضاً فاسد لأن الإله لم يكن جسماً ولا عرضاً امتنع حلوله في الجسم ،وإن كان جسماً فحينئذ يكون حلوله في جسم آخر عبارة عن اختلاط أجزائه بأجزاء ذلك الجسم ، وذلك يوجب وقوع التفرق في أجزاء ذلك الإله، وإن كان عرضاً كان محتاجاً إلى المحل وكان الإله محتاجاً إلى غيره وكل ذلك سخف.
وأما الثالث : وهو أنه حل فيه بعض من أبعاض الإله وهو جزء من أجزائه ،فذلك أيضاً محال لأن ذلك الجزء إن كان معتبراً في الإلهية فعند انفصاله عن الإله وجب أن لا يبقى الإله إلهاً وإن لم يكن معتبراً في تحقيق الإلهية لم يكن جزءاً من الإله ؛فثبت فساد هذه الأقسام فكان قول النصارى باطل.
الوجه الرابع: في بطلان قول النصارى ما ثبت بالتواتر أن عيسى  كان عظيم الرغبة في العبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى ولو كان إلهاً لاستحال ذلك لأن الإله لا يعبد نفسه .
فهذه وجوه في غاية الجلاء والظهور دالة على فساد قولهم .

ثم قلت للنصراني : وما الذي دلك على كونه إله؟
فقال: الذي دل عليه ظهور العجائب عليه من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، ذلك لا يمكن حصوله إلا بقدرة الإله تعالى .
فقلت له: هل تسلم أن من عدم الدليل عدم المدلول أم لا؟ فإن لم تسلم لزمك من نفي العلم في الأزل نفي الصانع ،وإن سلمت أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول فأقول : لِمَ جوزت حلول الإله في بدن عيسى فكيف عرفت أن الإله ما حل في بدني وبدنك وفي بدن كل حيوان ونبات وجماد؟
فقال: الفرق ظاهر وذلك لأني حكمت بذلك الحلول لأنه ظهرت تلك الأفعال العجيبة عليه،والأفعال العجيبة ما ظهرت على يدي ولا على يدك فعلمنا أن ذلك الحلول مفقود ههنا.
فقلت له : تبين أن تلك الخوارق دالة على حلول الإله في بدن عيسى ؛فعدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك ليس فيه إلا أنه لم يوجد ذلك الدليل ؛ فإذا ثبت أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول لا يلزم عدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك عدم الحلول في حقي وفي حقك وفي حق الكلب والسنور والفأر.
ثم قلت : إن مذهباً يؤدي القول به إلى تجويز حلول ذات الله في بدن الكلب والذباب لفي غاية الخسة والركاكة.
الوجه الخامس :إن قلب العصا حية أبعد في العقل من إعادة الميت حياً لأن المشاكلة بين بدن الحي وبدن الميت أكثر من المشاكلة بين الخشبة وبين بدن الثعبان ، فإذا لم يوجب قلب العصا حية كون موسى إله ولا ابناً للإله ، فبأن لا يدل إحياء الموتى على الإلهية كان ذلك أولى وعند هذا انقطع النصراني ولم يبق له كلام.

==========
الحوار بين الرضا وجاثليق في مجلس المأمون :
كان الخليفة المأمون العباسي وهو ذا دراية بالفلسفة وعلم الكلام ويبدو انه قد درس المسيحية وتعمق فيها وألمّ بمسائلها الكبرى، فكان أحياناً يستدعي بعض القسيسين من حران وإنطاكية ويجمع بينهم وبين علماء المسلمين في حوارات عامه وخاصة تدور موضوعاتها حول شخصية المسيح وبعض القضايا الإسلامية والمسيحية ومن هذه الحوارات الحوار التالي الذي جرى بحضور عدد كبير من العلماء والفقهاء و أهل الملل وأصحاب المعتقدات ، جاء فيه:
- قال الجاثليق: كيف أحاج رجلاً يحتج علي بكتاب أنا أنكره؟ وبنبي لا أؤمن به؟
- فقال له الرضا: يا نصراني فان احتججت عليك بإنجيلك أتقر به؟
- قال الجاثليق: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه؟ وهل تنكر منهما شيئاً؟
- قال الرضا: أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد  وبكتابه ولم يبشر به أمته.
- قال الجاثليق: أليس إنما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟
- قال : بلى.
- قال الجاثليق: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد  ممن لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا.
فذكر له الرضا اسم(يوحنا الديلمي) من أصحاب المسيح  .
- قال الجاثليق : بخٍ بخٍ ذكرت أحب الناس إلى المسيح.
- قال الرضا: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال : إن المسيح اخبرني بدين محمد العربي وبشرني به، انه يكون من بعدة فبشر به الحواريين فآمنوا به؟
- قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل ولم يلخص متى يكون ذلك ولم يسم لنا القوم فنعرفهم .
ثم قرأ له الرضا من الإنجيل المقاطع التي ذكر فيها النبي  واستحلفه قائلاً :
- ما تقول يا نصراني ؟ هذا قول عيسى بن مريم ، فإن كذّبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت موسى وعيسى عليهما السلام ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك ونبيك وكتابك ؛ فأقر بذلك الجاثليق .
ويبدو أن الاستدلال كان بالإنجيل الذي كان على عصر الرضا ثم حرف من بعده .
ثم قال الرضا في موضع آخر :
- يا نصراني والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن به محمد  وما ننقم من عيساكم إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته .
- فقال الجاثليق : أفسدت والله علمك وضعّفت أمرك وما كنت ظننت إلا إنك أعلم أهل الإسلام .
- قال الرضا: كيف ذلك؟
- قال الجاثليق : من قولك أن عيسى كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة وما أفطر عيسى يوماً قط ولا نام بليل قط ومازال صائم الدهر قائم الليل.
- قال الرضا : فلمن كان يصوم ويصلي ؟ فسكت الجاثليق !!
ثم قال الرضا : يا نصراني أسالك عن مسألة.
- قال :سل.
- قال:ما أنكرت أن عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله تعالى؟
- قال الجاثليق: أنكرت ذلك من قبل ؛ إن من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لأن يعبد.
-قال الرضا: فإن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى؛ مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فلم تتخذه أمته رباً ولم يعبده أحد من دون الله عز وجل وأتى بالأدلة من التوراة . فسكت الجاثليق.
 
أخي العزيز محمد الأمين من المناظرات التي أتيتَ بها هنا ما قد سبق لي نشره هنا على الرابط الذي تجده في الأسفل.
منها:
1- مناظرة كلثوم بن عمرو العتابي (ت 202 هـ) وابن فروة(كذا في طبعة عيون المناظرات للسكوني والصواب أبو قرة )النصراني .
2- مناظرة ابن القيم لأحد رؤساء اليهود.

قلت:
أما مناظرات الباقلاني فقد وردت في ترتيب المدارك للقاضي عياض وفي كتاب تاريخ قضاة الأندلس لأبي الحسن البناهي ولعلها أيضا في كتاب تبيين كذب المفتري لابن عساكر.

وأما مناظرة الرازي بخوارزم فمنها نسخة أطول نشرها عبد الحميد النجار بدار الغرب الإسلامي في كتيب صغير.

راجع الرابط الآتي:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4401
 
بارك الله بك ونفعنا بعلمك
 
عودة
أعلى