عبدالرحمن الشهري
المشرف العام
- إنضم
- 29/03/2003
- المشاركات
- 19,331
- مستوى التفاعل
- 138
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الرياض
- الموقع الالكتروني
- www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
هذا بحث مطول لأستاذي الجليل أبي عمر الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيي(*) حفظه الله وزاده هدى وتوفيقاً ، كتبه عن أستاذه الأستاذ الدكتور أحمد بن حسن بن أحمد كحيل رحمه الله وغفر له ، وهو أحد النحويين المتأخرين الذين تلقى عنهم الدكتور تركي علم النحو في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض ، وللأستاذ الدكتور أحمد حسن كحيل دراسة نحوية لسورة الرحمن كاملة ضمن كتابه (دراسات عربية في اللغة والدين والأدب) ، وعني في هذه الدراسة بأمرين :
الأول : التطور اللغوي للمفردات.
والثاني : القراءات المختلفة وتوجيهها .
وقد أثنى عليه الدكتور تركي بن سهو كثيراً ولم أطلع عليه.
وقد استأذنت الدكتور تركي في نشر البحث على صفحات ملتقى أهل التفسير فوافق مشكوراً ، فجزاه الله خيراً . ولعل في هذا البحث تعريفاً بشيخ من شيوخ العربية لمن لم يكن يعرفه رحمه الله .
الرياض في 2/5/1428هـ
[align=center]من علماء العربية
أحمد حسن أحمد كحيل
1329هـ-1420هـ
بقلم
تركي بن سهو بن نزال العتيبي[/align]
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسَّلامُ على خيرِ المرسلينَ، أمَّا بعدُ:
فقد رغبَ إليَّ عددٌ من الزملاء الذين اطلعوا على ما كتبته عن أستاذي الشيخِ محمدِ عبدِالخالقِ عضيمة – رحمه الله تعالى – أن أكتبَ عن العالم الجليلِ الأستاذِ الدكتور أحمد حسن كحيل ، وقد كانت علاقتي بالدكتور كحيل علاقة التلميذ بأستاذه عرفته عن قرب ، ووقفت على كثير من صفاته الحميدة ، وقوة شخصيته ، وغزارة علمه ؛ وله جهود كبيرة في الدراسات العليا والإشراف على الرسائل ومناقشتها ، أما جهوده في التأليف والتصنيف فقد كانت قليلة ، وربما ظن ظانٌّ أنها لا تكفي للكتابة العلمية التي تفي بحقِّ الرجل ومكانته العلمية .
وبعد مدَّةٍ ليست بالطويلة بعد كتابتي عن الشيخ عضيمة طرأ أمران؛ كلٌّ واحد منهما يكفي أن يكون باعثاً على الكتابة ، أما أولهما : فمهاتفة رقيقة من الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود ، حدثني عما كتبته عن الشيخ عضيمة ، وطلب مني أن أكتب عن د.أحمد كحيل ، وذكر ما يدعو إلى ذلك .
أما ثانيهما : فمناسبة لا تقل أهمية عن اتصال الدكتور حسن شاذلي فرهود ، إذ زرت القاهرة بتاريخ 8/6/1427هـ؛ لحضور مناسبتين علميتين فيها ، وكنت في مكتب الزميل الفاضل الأستاذ الدكتور شعبان صلاح وكيل كلية دار العلوم فإذا بالأستاذ الدكتور محمد عبدالعزيز عبدالدايم – أدام الله توفيقه – يخبرني أنهم سوف يصدرون كتاباً يجمعون فيه بحوثاً مهداة إلى أخي الأستاذ الدكتور علي أبو المكارم ، وهي مناسبة رائعة ؛ تستحق التقدير ، وهي من دواعي هذا العمل لأن أول رسالة اشترك في مناقشتها د.علي أبو المكارم في جامعة الإمام هي رسالة دكتوراه بإشراف الدكتور كحيل ، واجتمع الرجلان في لجنة واحدة مساء يوم 24/8/ 1407هـ ، ونال د.علي كعادته إعجاب جميع الحاضرين .
ورغب إلي د. محمد عبدالدايم أن أسهم في هذا الكتاب فاهتبلتها فرصة ؛ تقديراً لمن مضى وحفظاً لحقٍّ من بقي، أكتب عن الأول وأهديه للثاني ، فلهما مني التقدير والمودة والوفاء، ولكل من كان دافعاً إلى الوفاء في وقت بحمد الله يكثر فيه الأوفياء .
لقد كان للأستاذ الدكتور أحمد كحيل مكانته العلمية ، وجهوده الكبيرة في التعليم ، وريادته في الكتابة عن نحو الأندلس ، وندرة ما كتب عنه ، هذه الأمور كلها مجتمعة كانت وراء هذا العمل.
أما هذا العمل فقد قسمته أربعة مباحث تتلو هذه المقدمة وهي :
المبحث الأول : اسمه ونسبه وحياته الاجتماعية:
ذكرت فيه اسمه، وأشرت إلى اتصال نسبه بالحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما ، وذكرت سنة ولادته وزواجه من ابنة شيخه عيسى منُّون ، وعن أولاده ودراسته ، وتدرجه الوظيفي وشيوخه وصفاته ، ورحلاته ، ووفاته .
المبحث الثاني : مؤلفاته :
تحدثت فيه عن أعماله العلمية التي ألفها ، وهي أربعة أعمال ، وله ثلاث مقالات منشورة في مجلات علمية .
المبحث الثالث : اختياراته النحوية والتصريفية :
وقفت على مادة لهذا المبحث تدل على شخصية علمية كبيرة ، وتدل على علم كبير ، ولذا قسمت الاختيارات أربعة أقسام، هي:
القسم الأول : اختياراته التصريفية .
القسم الثاني : موقفه من سيبويه تأييداً أو اعتراضاً أو إيراداً دون تعليق منه .
القسم الثالث : موقفه من قرارات مجمع اللغة العربية في القاهرة التي رأى الأخذ بها سبيلاً من سبل التيسير في اللغة واستعمالها .
القسم الرابع : موقفه من بعض المستشرقين ، وأعني به برجشترسر رداًّ عليه في مواضع كثيرة ، أو قبولاً لما يقوله ، أو تأصيلاً لما قاله برجشتراسر .
المبحث الرابع : جهود د. كحيل في الدراسات العليا:
عرضت فيه عرضاً سريعاً ومختصراً للرسائل التي أشرف عليها أو ناقشها ، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ؛ لكونها محصورة ومدونة.
وأردفت ذلك بخاتمة مختصرة ، وأخيراً أشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لي تدوين مآثر وأستاذي العالم الرائد د. أحمد كحيل .
فجزى الله عنِّي كلَّ من كان سبباً لهذا العمل أو دافعاً أو قارئاً وناقداً كلَّ خيرٍ ، وأجزل لهم الأجر والمثوبة.
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّمَ .
[p5s][/p5s]
المبحث الأول : اسمه ونسبه وحياته الاجتماعية .
اسمه :
هو الأستاذُ الدكتورُ / أحمد حسن أحمد كحيل ، وبه عرف، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي([1]) رضي الله تعالى عنهما ، فهو قرشيٌّ هاشميٌّ.
أما اسمه على عنوان رسالته للدكتوراه فهو أحمد حسن أبو كحيل([2]) .
مولدُه :
أشارَت الأوراقُ الرسميَّةُ إلى أنَّ الدكتور أحمد حسن كحيل ولدَ في تاريخِ 25/12 /1329هـ الموافق 16/2/1911م ، في قريةِ ( تَلْبَنْت قيصر ) مركز طنطا محافظة الغربية([3]) .
حياته الاجتماعية وأولاده:
درس د. كحيل في الأزهر ، وتزوج زكية عيسى منّون في منتصف عام 1946م([4]) ، وهي ابنة شيخه عيسى منُّون([5]) الذي كان يدرِّسُ في الأزهر ، كما كان شيخاً لرواق الشام فيه ، وهو فلسطينيٌّ من نابلس ، توفي عام 1379هـ .
وقد أنجبت للشيخ أولاده الخمسة ، وتوفيت عام 1398هـ الموافق 1978م.
للدكتور أحمد كحيل ثلاثة أبناء وبنتان ؛ وهم :
1- محمد ، وبه يكنى ، عمل مديراً عاماًّ بمصانع الصلب والحديد حتى إحالته على التقاعد.
2- الأستاذ الدكتور محمود ؛ ويعمل أستاذاً في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة .
3- د. عبدالرحمن ، ويعمل طبيباً، وهو الآن استشاريُّ أطفالٍ .
4- د. أسماء وهي الآن على درجة ( مدرس ) في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
5- درية ، وتعمل مديرةً عامة بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة .
وأكبرهم أسماء ، ويأتي بعدها محمد ، ثم درّية ومحمود وعبدالرحمن .
دراسته :
حصل على الشهادة الجامعية من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1938م
حصل على شهادة الماجستير عام 1942م .
حصل على شهادة العالمية العالية ( الدكتوراه ) 18/12/1944م([6]) .
التدرج الوظيفي:
عمل مدرِّساً في المعهد الديني الأزهري في إحدى القرى التابعة لمركز ناصر في محافظة بني سويف حتى حصوله على الدكتوراه.
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرساً في كلية اللغة العربية في الأزهر ابتداء من تاريخ 19/12/1944م([7]) .
رقِّيَ إلى درجة أستاذ في قسم اللغويات في كلية اللغة العربية ( تخصص النحو والصرف ) بتاريخ 14/6/1966م([8]).
عمل أستاذاً في القسم ثم رئيساً له حتى تعاقده مع جامعة الإمام محمد بن سعود في رحلته الثالثة إلى السعودية .
شيوخُه :
قالَ د. أحمد كحيل – رحمَه الله تعالى – في مقالته التي كتبها عن الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة وهو يحكي حالهما معاً عند التحاقهما بكلية اللغة اللعربية بجامعة الأزهر : " والتحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ ، وكانَ يحاضرُ في الكليةِ صفوةٌ من العلماءِ المبرِّزينَ في اللغةِ، مثلُ الشيخِ إبراهيمَ الجبالي ، والشيخِ سليمان نوار والشيخِ محمَّد محيي الدّينِ والأستاذِ أحمد نجاتي والأستاذِ عليِّ الجارم ، والدكتورِ عبدِالوهاب عزّام ، فتلقَّى العلمَ عن هؤلاءِ الصفوةِ في النحوِ والصرفِ والأدبِ والتاريخِ "([9]) ، كما تلقى العلم عن شيخه ووالد زوجته عيسى منّون .
هؤلاء هم أبرز الشيوخ الذين تلقى عنهم الأستاذان د. عضيمة ود. كحيل علومهما في مرحلة الدراسة الجامعية ، وترقيا في التعلم في هذه الكلية حتى حصلا على شهادة الدكتوراه .
صفاته :
اتسمَ الشيخُ كحيل – رحمه الله تعالى – بسمات كثيرة من أهمها :
- حرصه على العلم الشرعي ، وتمكنه منه ، فقد دأب على فتح منزله كل يوم جمعة بعد الصلاة ، ليأتيه عدد من طلاب العلم ، وبعض الأساتذة المصريين ، فيبدأ اللقاء بتلاوة القرآن الكريم ، وتقويم قراءة الجميع ، ويرد عليهم الشيخ من حفظه تلاوة وتجويداً ، بعد هذا يعلق الشيخ على بعض القراءات التي وردت في الآيات التي قرئت ، ويبين الأحكام التي مرت ، وتبدأ الأسئلة في مختلف علوم الشريعة واللغة .
ولا أدل على تمكنه من العلم الشرعي أنه في تعاقده الأول للعمل في ثانوية طيبة بالمدينة المنورة اختارته لجنة الاختبارات عضواً للامتحان الشفوي لمقررات الشريعة بقرار من مدير المعارف آنذاك محمد بن مانع – رحمه الله - ، وستأتي الإشارة إليه عند الحديث عن عمله في المدينة المنورة.
وكانت تحال إليه أعمال علمية في تخصص التفسير على وجه الخصوص لتقويمها ، والنظر أحياناً في ترقيات أصحابها .
ومن سماته الكرم وحسن الضيافة ، فقد كان لا يتوانى عن دعوة المتعاقدين الجدد ، ويرحب بهم ، ويعرض عليهم خدماته ، والإقامة عنده حتى يجدوا سكناً ، وكان – رحمه الله – كريماً شهماً .
ومن سماته أيضاً الجد والصرامة في الحق ، وعدم اللين فيه أو التراجع عنه .
وكانت شخصيته مهيبة ، ومحببة من القلوب ، فيه تقوى وورع – أحسبه كذلك ، ولا أزكي على الله أحداً - ويقبل الشفاعة عنده ، أو يشفع عند غيره عند الحاجة ، ولا يتردد في ذلك ، ويكثر من ترداد : الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله .
وكانت له مواقف كثيرة ، تستحق التدوين والإشادة ، ومن أبرزها صحبته للشيخ عضيمة صحبة نادرة في هذا الزمان ، وكان الشيخ يصير إليه في كل أموره حتى الشخصية الدقيقة منها ، وهو الذي نقل إليَّ خبر وفاة الشيخ رحمهما الله تعالى في اليوم نفسه ، وكان يوماً صعباً على الدكتور كحيل .
ومنها حرصه على طلابه الذين يشرف عليهم ، وعنايته بهم وتوجيههم في حياتهم العلمية والعملية([10]) ، لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً .
رحلاتُه:
لم أقف على رحلات للدكتور كحيل إلى غير السعودية ، وكانت جميع رحلاته إلى السعودية لغرض العمل في مجال التدريس في أوقات مختلفة بين المدينة المنورة والرياض ، والذي وقفت عليه من هذه الرحلات هي:
الرحلة الأولى : إلى المدينة المنورة للتدريس في ثانوية طيبة :
بدأت الدراسة في ثانوية طيبة يوم الثلاثاء 12/ من شهر ذي القعدة / 1362هـ، بالأساتذة الموجودين من السعوديين بفصلين دراسيين ، وسعت إدارة الثانوية ومعتمدية تعليم المدينة المنورة إلى التعاقد مع أساتذة من مصر ، وجاء عدد منهم ، في السنوات الأولى من بداية العمل في الثانوية، وكان من الرواد الأوائل الذين باشروا التدريس في هذه الثانوية د. أحمد حسن كحيل.
تعاقدت مديرية المعارف آنذاك مع الشيخ أحمد كحيل ، وباشر العمل في ثانوية طيبة بتاريخ 27/12/1367هـ ، وكان اسمه – رحمه الله تعالى – مدرجاً ضمن أساتذة المدرسة حتى عام 1372هـ ، ودرَّس في هذه الثانوية خمس سنوات ( أستاذ ثانوي ) كذا ورد في سجلات هذه المدرسة([11]).
أسهم د. كحيل إسهاماً كبيراً في التعليم ، وعمل في لجان الامتحان عضواً لامتحان المقررات الشرعية([12]) . وهذه سمة من سمات الشيخ كحيل – رحمه الله تعالى – أعني عنايته بالعلم الشرعي ، وتمكنه منه .
الرحلة الثانية : إلى الرياض .
أما رحلته الثانية فكانت للعمل في كلية الشريعة في الرياض التابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية بتاريخ 5/7/1388هـ([13]) , وهي التعاقد الأول له مع جامعة الإمام في وقت كانت إدارة للكليات والمعاهد العلمية ، وبقي في الكلية يدرس ويشترك في لجان الامتحانات النهائية ، بتكليف من نائب الرئيس العام للكليات والمعاهد العلمية حتى تاريخ 11/7/1391هـ ، وانتهى عقده بناء على طلبه .
الرحلة الثالثة: إلى الرياض أيضاً :
تم التعاقد مع د. كحيل مرة ثانية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتاريخ 22/7/1394هـ ، واستمر في الجامعة يدرس النحو في مرحلة البكالوريوس ، والسنة التمهيدية في مرحلة الماجستير حتى نهاية عقده بتاريخ 12/11/1406هـ ، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه ، كما شارك في مناقشة عدد آخر منها ، وكانت مدة العقد الأخير أكثر من اثني عشر عاماً ، قضاها كلها في التعليم والإشراف ومناقشة الرسائل وتقويم الأعمال العلمية ، واتسمت هذه المرحلة بإنتاج علميٍّ غزيرٍ في مجال الدراسات العليا ، وأشرف على عددٍ غيرِ قليلٍ من الرسائل .
وفاته :
انتقل د. أحمد حسن كحيل إلى رحمة الله يوم الأحد 20/8/1420هـ الموافق 28/11/1999م ، عن عمرٍ ناهز تسعين عاماً . ودفن في مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة.
[align=center]بقية البحث في ملف Microsoft Word في المرفقات [/align]
------------الحواشي ----------------------
(*) سبق التعريف بالأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي في بحثه الذي نشره في الملتقى بعنوان العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د.تركي العتيبي .
([1]) كما أفادنيه ابنه د. عبدالرحمن ، بناء على سلسلة النسب الموجودة عندهم ، والتي تنتهي بنسبهم إلى الحسين ، كما قد سمعت هذا عدة مرات من عددٍ من الزملاء الأساتذة الأزهريين ، الذين يذكرون أن د. كحيل هاشمي النسب.
([2]) كذا على غلاف الرسالة ، وجاء في ثلاثة مواضع داخل الرسالة : أحمد حسن كحيل .
([3]) سيرته بخط يده في ملفه للتعاقد في جامعة الإمام .
([4]) انظر إشارة د. كحيل إلى زواجه في مقالته عن الشيخ عضيمة قال : "ومضى علينا خمس سنوات حتى كانت سنة ألف وتسعمائة وست وأربعين فتزوجتُ في منتصف هذا العام ، وتركت له المنزل آسفاً " مجلة كلية اللغة العربية العددان الثالث عشر والرابع عشر 755. .
([5]) انظر ترجمة الشيخ عيسى منُّون في الأعلام 5/109 .
([6]) اعتمدت هذه التواريخ بناء على استمارة المعلومات التي دوّنها د. أحمد كحيل بخطه عند تقديمها للتعاقد مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
([7]) بناء على الوثيقة المصدَّقة من عميد كلية اللغة العربية في الأزهر، بتاريخ 15/7/1974م.
([8]) انظر الوثيقة السابقة.
([9]) مجلة كلية اللغة العربية العددان الثالث عشر والرابع عشر 753.
([10]) مما يذكر هنا ما سجله الزميل د. عبدالرحمن العمار بخطه أن للدكتور كحيل فضلاً في توجيهه ، وقد تلقى عنه نصيحتين ثمينتين ، فكتب لي ما نصه: " بعد تعييني معيداً في كلية اللغة العربية في 14/9/1399هـ اخترت للتدريس في الصيف في دولة الفلبين وكنت وقتها أبحث عن موضوع للماجستير وكان ممن استشرتهم فضيلة الشيخ الدكتور أحمد حسن كحيل ، ولما علم بذهابي إلى الفلبين قال لي : يا ابني عبدالرحمن : اترك الذهاب إلى خارج المملكة حتى تحصل على الدكتوراه ؛ لأن ذهابك سيضعف نشاطك ، ويقلل من عزمك على مواصلة الدراسة ، فقلت له : إن مدة السفر شهران فقط ، فابتسم وقال : لا بأس "، وكتب عن النصيحة الثانية : " عندما تولى – رحمه الله – الإشراف على رسالتي في مرحلة الماجستير ، كان نعم المشرف ؛ أذهب إليه في سكنه في مواعيد محددة بمسائل مشكلة فأخرج وقد رفع الإشكال وزال الإبهام .
جئته يوماً لأخبره بأن الله رزقني بنتاً فبارك ودعا لي ولها ، ثم قال : يا ابني عبدالرحمن: احمد الله واعلم أن الرزق يأتي مع الولد ، وأول ذلك تيسير أمرك في رسالتك ، وأنا يا بني كلما رزقت بولد جاءتني ترقية ، وما ذاك إلا بفضل الله ثم بقدوم الولد " . ومثل هذا مرَّ عليَّ مع أستاذي الشيخ محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله تعالى.
([11]) انظر : المصدر السابق 523.
([12]) انظر : المصدر السابق 327 ، لجنة امتحان شهادة الثقافة لعام 1370هـ .
([13]) اعتمد في هذه التواريخ وجميع التواريخ اللاحقة على صورة العقود الموقعة معه في ملفه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، والمحفوظ في شؤون المتعاقدين ، وبناء على طلب مني صورت لي هذه العقود، لضبط هذه التواريخ .
هذا بحث مطول لأستاذي الجليل أبي عمر الأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيي(*) حفظه الله وزاده هدى وتوفيقاً ، كتبه عن أستاذه الأستاذ الدكتور أحمد بن حسن بن أحمد كحيل رحمه الله وغفر له ، وهو أحد النحويين المتأخرين الذين تلقى عنهم الدكتور تركي علم النحو في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض ، وللأستاذ الدكتور أحمد حسن كحيل دراسة نحوية لسورة الرحمن كاملة ضمن كتابه (دراسات عربية في اللغة والدين والأدب) ، وعني في هذه الدراسة بأمرين :
الأول : التطور اللغوي للمفردات.
والثاني : القراءات المختلفة وتوجيهها .
وقد أثنى عليه الدكتور تركي بن سهو كثيراً ولم أطلع عليه.
وقد استأذنت الدكتور تركي في نشر البحث على صفحات ملتقى أهل التفسير فوافق مشكوراً ، فجزاه الله خيراً . ولعل في هذا البحث تعريفاً بشيخ من شيوخ العربية لمن لم يكن يعرفه رحمه الله .
الرياض في 2/5/1428هـ
[align=center]من علماء العربية
أحمد حسن أحمد كحيل
1329هـ-1420هـ
بقلم
تركي بن سهو بن نزال العتيبي[/align]
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاةُ والسَّلامُ على خيرِ المرسلينَ، أمَّا بعدُ:
فقد رغبَ إليَّ عددٌ من الزملاء الذين اطلعوا على ما كتبته عن أستاذي الشيخِ محمدِ عبدِالخالقِ عضيمة – رحمه الله تعالى – أن أكتبَ عن العالم الجليلِ الأستاذِ الدكتور أحمد حسن كحيل ، وقد كانت علاقتي بالدكتور كحيل علاقة التلميذ بأستاذه عرفته عن قرب ، ووقفت على كثير من صفاته الحميدة ، وقوة شخصيته ، وغزارة علمه ؛ وله جهود كبيرة في الدراسات العليا والإشراف على الرسائل ومناقشتها ، أما جهوده في التأليف والتصنيف فقد كانت قليلة ، وربما ظن ظانٌّ أنها لا تكفي للكتابة العلمية التي تفي بحقِّ الرجل ومكانته العلمية .
وبعد مدَّةٍ ليست بالطويلة بعد كتابتي عن الشيخ عضيمة طرأ أمران؛ كلٌّ واحد منهما يكفي أن يكون باعثاً على الكتابة ، أما أولهما : فمهاتفة رقيقة من الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود ، حدثني عما كتبته عن الشيخ عضيمة ، وطلب مني أن أكتب عن د.أحمد كحيل ، وذكر ما يدعو إلى ذلك .
أما ثانيهما : فمناسبة لا تقل أهمية عن اتصال الدكتور حسن شاذلي فرهود ، إذ زرت القاهرة بتاريخ 8/6/1427هـ؛ لحضور مناسبتين علميتين فيها ، وكنت في مكتب الزميل الفاضل الأستاذ الدكتور شعبان صلاح وكيل كلية دار العلوم فإذا بالأستاذ الدكتور محمد عبدالعزيز عبدالدايم – أدام الله توفيقه – يخبرني أنهم سوف يصدرون كتاباً يجمعون فيه بحوثاً مهداة إلى أخي الأستاذ الدكتور علي أبو المكارم ، وهي مناسبة رائعة ؛ تستحق التقدير ، وهي من دواعي هذا العمل لأن أول رسالة اشترك في مناقشتها د.علي أبو المكارم في جامعة الإمام هي رسالة دكتوراه بإشراف الدكتور كحيل ، واجتمع الرجلان في لجنة واحدة مساء يوم 24/8/ 1407هـ ، ونال د.علي كعادته إعجاب جميع الحاضرين .
ورغب إلي د. محمد عبدالدايم أن أسهم في هذا الكتاب فاهتبلتها فرصة ؛ تقديراً لمن مضى وحفظاً لحقٍّ من بقي، أكتب عن الأول وأهديه للثاني ، فلهما مني التقدير والمودة والوفاء، ولكل من كان دافعاً إلى الوفاء في وقت بحمد الله يكثر فيه الأوفياء .
لقد كان للأستاذ الدكتور أحمد كحيل مكانته العلمية ، وجهوده الكبيرة في التعليم ، وريادته في الكتابة عن نحو الأندلس ، وندرة ما كتب عنه ، هذه الأمور كلها مجتمعة كانت وراء هذا العمل.
أما هذا العمل فقد قسمته أربعة مباحث تتلو هذه المقدمة وهي :
المبحث الأول : اسمه ونسبه وحياته الاجتماعية:
ذكرت فيه اسمه، وأشرت إلى اتصال نسبه بالحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما ، وذكرت سنة ولادته وزواجه من ابنة شيخه عيسى منُّون ، وعن أولاده ودراسته ، وتدرجه الوظيفي وشيوخه وصفاته ، ورحلاته ، ووفاته .
المبحث الثاني : مؤلفاته :
تحدثت فيه عن أعماله العلمية التي ألفها ، وهي أربعة أعمال ، وله ثلاث مقالات منشورة في مجلات علمية .
المبحث الثالث : اختياراته النحوية والتصريفية :
وقفت على مادة لهذا المبحث تدل على شخصية علمية كبيرة ، وتدل على علم كبير ، ولذا قسمت الاختيارات أربعة أقسام، هي:
القسم الأول : اختياراته التصريفية .
القسم الثاني : موقفه من سيبويه تأييداً أو اعتراضاً أو إيراداً دون تعليق منه .
القسم الثالث : موقفه من قرارات مجمع اللغة العربية في القاهرة التي رأى الأخذ بها سبيلاً من سبل التيسير في اللغة واستعمالها .
القسم الرابع : موقفه من بعض المستشرقين ، وأعني به برجشترسر رداًّ عليه في مواضع كثيرة ، أو قبولاً لما يقوله ، أو تأصيلاً لما قاله برجشتراسر .
المبحث الرابع : جهود د. كحيل في الدراسات العليا:
عرضت فيه عرضاً سريعاً ومختصراً للرسائل التي أشرف عليها أو ناقشها ، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ؛ لكونها محصورة ومدونة.
وأردفت ذلك بخاتمة مختصرة ، وأخيراً أشكر الله سبحانه وتعالى الذي هيأ لي تدوين مآثر وأستاذي العالم الرائد د. أحمد كحيل .
فجزى الله عنِّي كلَّ من كان سبباً لهذا العمل أو دافعاً أو قارئاً وناقداً كلَّ خيرٍ ، وأجزل لهم الأجر والمثوبة.
وآخر دعواي أن الحمد لله رب العالمين ، وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا ونبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِه وصحبِه وسلَّمَ .
[p5s][/p5s]
المبحث الأول : اسمه ونسبه وحياته الاجتماعية .
اسمه :
هو الأستاذُ الدكتورُ / أحمد حسن أحمد كحيل ، وبه عرف، ينتهي نسبه إلى الحسين بن علي([1]) رضي الله تعالى عنهما ، فهو قرشيٌّ هاشميٌّ.
أما اسمه على عنوان رسالته للدكتوراه فهو أحمد حسن أبو كحيل([2]) .
مولدُه :
أشارَت الأوراقُ الرسميَّةُ إلى أنَّ الدكتور أحمد حسن كحيل ولدَ في تاريخِ 25/12 /1329هـ الموافق 16/2/1911م ، في قريةِ ( تَلْبَنْت قيصر ) مركز طنطا محافظة الغربية([3]) .
حياته الاجتماعية وأولاده:
درس د. كحيل في الأزهر ، وتزوج زكية عيسى منّون في منتصف عام 1946م([4]) ، وهي ابنة شيخه عيسى منُّون([5]) الذي كان يدرِّسُ في الأزهر ، كما كان شيخاً لرواق الشام فيه ، وهو فلسطينيٌّ من نابلس ، توفي عام 1379هـ .
وقد أنجبت للشيخ أولاده الخمسة ، وتوفيت عام 1398هـ الموافق 1978م.
للدكتور أحمد كحيل ثلاثة أبناء وبنتان ؛ وهم :
1- محمد ، وبه يكنى ، عمل مديراً عاماًّ بمصانع الصلب والحديد حتى إحالته على التقاعد.
2- الأستاذ الدكتور محمود ؛ ويعمل أستاذاً في كلية الصيدلة بجامعة القاهرة .
3- د. عبدالرحمن ، ويعمل طبيباً، وهو الآن استشاريُّ أطفالٍ .
4- د. أسماء وهي الآن على درجة ( مدرس ) في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.
5- درية ، وتعمل مديرةً عامة بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة .
وأكبرهم أسماء ، ويأتي بعدها محمد ، ثم درّية ومحمود وعبدالرحمن .
دراسته :
حصل على الشهادة الجامعية من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر سنة 1938م
حصل على شهادة الماجستير عام 1942م .
حصل على شهادة العالمية العالية ( الدكتوراه ) 18/12/1944م([6]) .
التدرج الوظيفي:
عمل مدرِّساً في المعهد الديني الأزهري في إحدى القرى التابعة لمركز ناصر في محافظة بني سويف حتى حصوله على الدكتوراه.
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرساً في كلية اللغة العربية في الأزهر ابتداء من تاريخ 19/12/1944م([7]) .
رقِّيَ إلى درجة أستاذ في قسم اللغويات في كلية اللغة العربية ( تخصص النحو والصرف ) بتاريخ 14/6/1966م([8]).
عمل أستاذاً في القسم ثم رئيساً له حتى تعاقده مع جامعة الإمام محمد بن سعود في رحلته الثالثة إلى السعودية .
شيوخُه :
قالَ د. أحمد كحيل – رحمَه الله تعالى – في مقالته التي كتبها عن الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة وهو يحكي حالهما معاً عند التحاقهما بكلية اللغة اللعربية بجامعة الأزهر : " والتحقَ بكليةِ اللغةِ العربيةِ ، وكانَ يحاضرُ في الكليةِ صفوةٌ من العلماءِ المبرِّزينَ في اللغةِ، مثلُ الشيخِ إبراهيمَ الجبالي ، والشيخِ سليمان نوار والشيخِ محمَّد محيي الدّينِ والأستاذِ أحمد نجاتي والأستاذِ عليِّ الجارم ، والدكتورِ عبدِالوهاب عزّام ، فتلقَّى العلمَ عن هؤلاءِ الصفوةِ في النحوِ والصرفِ والأدبِ والتاريخِ "([9]) ، كما تلقى العلم عن شيخه ووالد زوجته عيسى منّون .
هؤلاء هم أبرز الشيوخ الذين تلقى عنهم الأستاذان د. عضيمة ود. كحيل علومهما في مرحلة الدراسة الجامعية ، وترقيا في التعلم في هذه الكلية حتى حصلا على شهادة الدكتوراه .
صفاته :
اتسمَ الشيخُ كحيل – رحمه الله تعالى – بسمات كثيرة من أهمها :
- حرصه على العلم الشرعي ، وتمكنه منه ، فقد دأب على فتح منزله كل يوم جمعة بعد الصلاة ، ليأتيه عدد من طلاب العلم ، وبعض الأساتذة المصريين ، فيبدأ اللقاء بتلاوة القرآن الكريم ، وتقويم قراءة الجميع ، ويرد عليهم الشيخ من حفظه تلاوة وتجويداً ، بعد هذا يعلق الشيخ على بعض القراءات التي وردت في الآيات التي قرئت ، ويبين الأحكام التي مرت ، وتبدأ الأسئلة في مختلف علوم الشريعة واللغة .
ولا أدل على تمكنه من العلم الشرعي أنه في تعاقده الأول للعمل في ثانوية طيبة بالمدينة المنورة اختارته لجنة الاختبارات عضواً للامتحان الشفوي لمقررات الشريعة بقرار من مدير المعارف آنذاك محمد بن مانع – رحمه الله - ، وستأتي الإشارة إليه عند الحديث عن عمله في المدينة المنورة.
وكانت تحال إليه أعمال علمية في تخصص التفسير على وجه الخصوص لتقويمها ، والنظر أحياناً في ترقيات أصحابها .
ومن سماته الكرم وحسن الضيافة ، فقد كان لا يتوانى عن دعوة المتعاقدين الجدد ، ويرحب بهم ، ويعرض عليهم خدماته ، والإقامة عنده حتى يجدوا سكناً ، وكان – رحمه الله – كريماً شهماً .
ومن سماته أيضاً الجد والصرامة في الحق ، وعدم اللين فيه أو التراجع عنه .
وكانت شخصيته مهيبة ، ومحببة من القلوب ، فيه تقوى وورع – أحسبه كذلك ، ولا أزكي على الله أحداً - ويقبل الشفاعة عنده ، أو يشفع عند غيره عند الحاجة ، ولا يتردد في ذلك ، ويكثر من ترداد : الخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله .
وكانت له مواقف كثيرة ، تستحق التدوين والإشادة ، ومن أبرزها صحبته للشيخ عضيمة صحبة نادرة في هذا الزمان ، وكان الشيخ يصير إليه في كل أموره حتى الشخصية الدقيقة منها ، وهو الذي نقل إليَّ خبر وفاة الشيخ رحمهما الله تعالى في اليوم نفسه ، وكان يوماً صعباً على الدكتور كحيل .
ومنها حرصه على طلابه الذين يشرف عليهم ، وعنايته بهم وتوجيههم في حياتهم العلمية والعملية([10]) ، لا يألو جهداً ولا يدخر وسعاً .
رحلاتُه:
لم أقف على رحلات للدكتور كحيل إلى غير السعودية ، وكانت جميع رحلاته إلى السعودية لغرض العمل في مجال التدريس في أوقات مختلفة بين المدينة المنورة والرياض ، والذي وقفت عليه من هذه الرحلات هي:
الرحلة الأولى : إلى المدينة المنورة للتدريس في ثانوية طيبة :
بدأت الدراسة في ثانوية طيبة يوم الثلاثاء 12/ من شهر ذي القعدة / 1362هـ، بالأساتذة الموجودين من السعوديين بفصلين دراسيين ، وسعت إدارة الثانوية ومعتمدية تعليم المدينة المنورة إلى التعاقد مع أساتذة من مصر ، وجاء عدد منهم ، في السنوات الأولى من بداية العمل في الثانوية، وكان من الرواد الأوائل الذين باشروا التدريس في هذه الثانوية د. أحمد حسن كحيل.
تعاقدت مديرية المعارف آنذاك مع الشيخ أحمد كحيل ، وباشر العمل في ثانوية طيبة بتاريخ 27/12/1367هـ ، وكان اسمه – رحمه الله تعالى – مدرجاً ضمن أساتذة المدرسة حتى عام 1372هـ ، ودرَّس في هذه الثانوية خمس سنوات ( أستاذ ثانوي ) كذا ورد في سجلات هذه المدرسة([11]).
أسهم د. كحيل إسهاماً كبيراً في التعليم ، وعمل في لجان الامتحان عضواً لامتحان المقررات الشرعية([12]) . وهذه سمة من سمات الشيخ كحيل – رحمه الله تعالى – أعني عنايته بالعلم الشرعي ، وتمكنه منه .
الرحلة الثانية : إلى الرياض .
أما رحلته الثانية فكانت للعمل في كلية الشريعة في الرياض التابعة للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية بتاريخ 5/7/1388هـ([13]) , وهي التعاقد الأول له مع جامعة الإمام في وقت كانت إدارة للكليات والمعاهد العلمية ، وبقي في الكلية يدرس ويشترك في لجان الامتحانات النهائية ، بتكليف من نائب الرئيس العام للكليات والمعاهد العلمية حتى تاريخ 11/7/1391هـ ، وانتهى عقده بناء على طلبه .
الرحلة الثالثة: إلى الرياض أيضاً :
تم التعاقد مع د. كحيل مرة ثانية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتاريخ 22/7/1394هـ ، واستمر في الجامعة يدرس النحو في مرحلة البكالوريوس ، والسنة التمهيدية في مرحلة الماجستير حتى نهاية عقده بتاريخ 12/11/1406هـ ، وأشرف على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه ، كما شارك في مناقشة عدد آخر منها ، وكانت مدة العقد الأخير أكثر من اثني عشر عاماً ، قضاها كلها في التعليم والإشراف ومناقشة الرسائل وتقويم الأعمال العلمية ، واتسمت هذه المرحلة بإنتاج علميٍّ غزيرٍ في مجال الدراسات العليا ، وأشرف على عددٍ غيرِ قليلٍ من الرسائل .
وفاته :
انتقل د. أحمد حسن كحيل إلى رحمة الله يوم الأحد 20/8/1420هـ الموافق 28/11/1999م ، عن عمرٍ ناهز تسعين عاماً . ودفن في مقابر الإمام الشافعي بالقاهرة.
[align=center]بقية البحث في ملف Microsoft Word في المرفقات [/align]
------------الحواشي ----------------------
(*) سبق التعريف بالأستاذ الدكتور تركي بن سهو العتيبي في بحثه الذي نشره في الملتقى بعنوان العلامة محمد عبدالخالق عضيمة وكتابه دراسات لأسلوب القرآن بقلم تلميذه د.تركي العتيبي .
([1]) كما أفادنيه ابنه د. عبدالرحمن ، بناء على سلسلة النسب الموجودة عندهم ، والتي تنتهي بنسبهم إلى الحسين ، كما قد سمعت هذا عدة مرات من عددٍ من الزملاء الأساتذة الأزهريين ، الذين يذكرون أن د. كحيل هاشمي النسب.
([2]) كذا على غلاف الرسالة ، وجاء في ثلاثة مواضع داخل الرسالة : أحمد حسن كحيل .
([3]) سيرته بخط يده في ملفه للتعاقد في جامعة الإمام .
([4]) انظر إشارة د. كحيل إلى زواجه في مقالته عن الشيخ عضيمة قال : "ومضى علينا خمس سنوات حتى كانت سنة ألف وتسعمائة وست وأربعين فتزوجتُ في منتصف هذا العام ، وتركت له المنزل آسفاً " مجلة كلية اللغة العربية العددان الثالث عشر والرابع عشر 755. .
([5]) انظر ترجمة الشيخ عيسى منُّون في الأعلام 5/109 .
([6]) اعتمدت هذه التواريخ بناء على استمارة المعلومات التي دوّنها د. أحمد كحيل بخطه عند تقديمها للتعاقد مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
([7]) بناء على الوثيقة المصدَّقة من عميد كلية اللغة العربية في الأزهر، بتاريخ 15/7/1974م.
([8]) انظر الوثيقة السابقة.
([9]) مجلة كلية اللغة العربية العددان الثالث عشر والرابع عشر 753.
([10]) مما يذكر هنا ما سجله الزميل د. عبدالرحمن العمار بخطه أن للدكتور كحيل فضلاً في توجيهه ، وقد تلقى عنه نصيحتين ثمينتين ، فكتب لي ما نصه: " بعد تعييني معيداً في كلية اللغة العربية في 14/9/1399هـ اخترت للتدريس في الصيف في دولة الفلبين وكنت وقتها أبحث عن موضوع للماجستير وكان ممن استشرتهم فضيلة الشيخ الدكتور أحمد حسن كحيل ، ولما علم بذهابي إلى الفلبين قال لي : يا ابني عبدالرحمن : اترك الذهاب إلى خارج المملكة حتى تحصل على الدكتوراه ؛ لأن ذهابك سيضعف نشاطك ، ويقلل من عزمك على مواصلة الدراسة ، فقلت له : إن مدة السفر شهران فقط ، فابتسم وقال : لا بأس "، وكتب عن النصيحة الثانية : " عندما تولى – رحمه الله – الإشراف على رسالتي في مرحلة الماجستير ، كان نعم المشرف ؛ أذهب إليه في سكنه في مواعيد محددة بمسائل مشكلة فأخرج وقد رفع الإشكال وزال الإبهام .
جئته يوماً لأخبره بأن الله رزقني بنتاً فبارك ودعا لي ولها ، ثم قال : يا ابني عبدالرحمن: احمد الله واعلم أن الرزق يأتي مع الولد ، وأول ذلك تيسير أمرك في رسالتك ، وأنا يا بني كلما رزقت بولد جاءتني ترقية ، وما ذاك إلا بفضل الله ثم بقدوم الولد " . ومثل هذا مرَّ عليَّ مع أستاذي الشيخ محمد عبدالخالق عضيمة رحمه الله تعالى.
([11]) انظر : المصدر السابق 523.
([12]) انظر : المصدر السابق 327 ، لجنة امتحان شهادة الثقافة لعام 1370هـ .
([13]) اعتمد في هذه التواريخ وجميع التواريخ اللاحقة على صورة العقود الموقعة معه في ملفه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، والمحفوظ في شؤون المتعاقدين ، وبناء على طلب مني صورت لي هذه العقود، لضبط هذه التواريخ .