من عجائب الاستدلال !

إنضم
26/02/2009
المشاركات
1,878
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
يقول أحد الأفاضل الذين أحبهم وأجلهم في مداخلة في أحد البرامج مستدلا على عدم جواز المظاهرات الاحتجاجية :
"إن الرسول صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشر عاما ولم يعرف أنه خرج متظاهرا و محتجا على قريش "
هذا معنى كلامه وليس نصه.
وأقول هذا والله من أعجب الاستدلال وأغربه حيث إن حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت خروجا على قريش:
خروجا على عقائدها المنحرفة، وخروجا على أخلاقها المنحرفة.
ألم ينكر ما هم عليه من الشرك !
ألم ينكر ما هم عليه من مساوي الأخلاق !
ألم يكن يتلوا عليهم القرآن الذي جاء لهدم عقائدهم وأخلاقهم !
ألم يقل الله له:
(فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) الفرقان (52)
ألم يقل الله له:
(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) الحجر(94)
ألم يسمعهم قول الله تعالى:
(فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)) القلم ؟
ألم يسمعهم قول الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16)) المدثر؟
قال صاحب عيون الأثر:
"قال ابن اسحق ثم دخل الناس في الإسلام أرسالا من الرجال والنساء حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتحدث به ثم إن الله عز وجل أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يصدع بما جاءه منه وأن ينادى في الناس بأمره ويدعو إليه وكان مدة ما أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره واستسر به إلى أن أمره الله بإظهاره ثلاث سنين فيما بلغني من بعثه ثم قال الله له (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) ثم قال (وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وقل إنى أنا النذير المبين) فلما بادي رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام وصدع به كما أمره الله لم يبعد منه قومه ولم يردوا عليه حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه وأجمعوا خلافه وعداوته صلى الله عليه وسلم إلا من عصم الله منهم بالإسلام وهم قليل مستخفون وحدب على رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب ومنعه وقام دونه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مظهرا له لا يرده عنه شئ فلما رأت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعتبهم من شئ أنكروه عليه من فراقهم وعيب آلهتهم ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه وقام دونه ولم يسلمه
لهم مشى رجال من أشرافهم إلى أبى طالب فقالوا يا أبا طالب ان أبن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلى بيننا وبينه فانك على مثل ما نحن عليه من خلافه فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه ثم شرى الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا وأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها فتذامروا عليه وحض بعضهم بعضا عليه ثم إنهم مشوا إلى أبى طالب مرة أخرى فقالوا يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا وإنا قد إستنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يملك أحد الفريقين أو كما قال ثم انصرفوا عنه فعظم على أبى طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خذلانه."

 
حقا إنه من عجائب الاستدلال وانحرافاته ..
أيغيب - يا أبا سعد -عن صاحبنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم ، في دعوته كان يقود انقلابا جذريا ، وما هو أكبر من أي مظاهرة ؟ وأن تلك الدعوة كان يجب أن تمرّ بمراحل ؟ ابتداء بالمقربين ، فالتنظيم السري ، والتثقيف ، والإعداد ، والتخطيط ،إلى أن تصل إلى الإعلان ، فالمواجهة ... وهذه الأخيرة هي أكبر من المظاهرة ( أم كان يريد صاحبنا أن يبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته بمظاهرة ؟ ويخرج إلى الشارع وحيدا مطالبا بالتغيير ، خلاف ما أراده الله سبحانه ورسوله ) . وما هي النتيجة ؟ أليست تغييرا شاملا في كل مناحي الحياة ؟ أليست قضاء على كل أنظمة الفساد القائمة ؟
المنتفعون فقط من الفساد هم الذين قاوموا الدعوة إلى التغيير ، وإقامة العدالة .
أهكذا نستفيد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به ؟
 
بارك الله فيك أبا سعد
ولعل الشيخ لم يذكر موقف سيدنا الصديق لما أعلن وجهر بالدعوة قبل أن يكملوا الأربعين
وموقف سيدنا ابن مسعود لما جهر بسورة الرحمن
وموقف الفاروق و أسد الله حمزة لما خرجا صفين و موقف بلال لما غاظهم بأح أحد

روى مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ نَبِىٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِى أُمَّةٍ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ ».
"باب بَيَانِ كَوْنِ النَّهْىِ عَنِ الْمُنْكَرِ مِنَ الإِيمَانِ وَأَنَّ الإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَأَنَّ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىَ عَنِ الْمُنْكَرِ
 
عودة
أعلى