من ضرب المثل

مصطفى سعيد

New member
إنضم
7 أغسطس 2007
المشاركات
788
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
السلام عليكم
قال تعالى
"وَلَمَّا ضُرِبَ ٱبْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ *وَقَالُوۤاْ ءَأَ ٰلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ"57 ، 58 الزخرف
ضُرب مثلا لأى شيء؟
ومن ضرب المثل ،هل الكفار هم من ضربوه ... ضربوه جدلا ؟
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما نزلت : {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}
قال عبد الله بن الزِّبَعْرَى : أنا أخصم لكم محمداً.
فقال: يا محمد أليس فيما أنزل عليك : {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } ؟
قال : (( نعم )).
قال: فهذه النصارى تعبد عيسى، وهذه اليهود تعبد عزيراً، وهذه بنو مليح تعبد الملائكة؛ فهؤلاء في النار ؟!!
فأنزل الله عز و جل : {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} ).
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار بزيادة، وفيها أنه قال: فضجَّ أهل مكةَ؛ فنزلت {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} عيسى وعزير والملائكة {أولئك عنها مبعدون}.
قال: ونزلت {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يَصِدُّون} وهو الضَّجيج).
(يصِدون) بكسر الصاد أي يضجّون.
قال الله تعالى {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية}

قال الله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}
الذي ضرب هذا المثل هو عبد الله بن الزبعرى كما تقدَّم؛ فضج أهل مكة فرحاً بهذا المثل، وقالوا: إذا كان عيسى ليس في النار؛ فآلهتنا خير منه.
{أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ} استفهام إنكاري جوابه المتقرر عندهم أن آلهتهم خير منه، حتى إنهم قدموا ذِكْرَ آلهتهم وأخروا ذِكْرَه ورمزوا له بالضمير تقليلاً من شأنه.
وأسند الضرب إليهم جميعاً فقال: {مَا ضَرَبُوهُ} لأنهم وافقوه على قوله، وإن كان الضارب واحداً في الأصل، لكن لمَّا فرحوا بضرب هذا المثل وقالوا به نسب إليهم جميعاً.
وقول الله تعالى: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا} دليل على أنهم يعلمون أنهم مبطلون لا حجة لهم ، وإنما أرادوا الجدال والمخاصمة.
وإلا لو كانوا يؤمنون بما أنزل الله لانصرفت همتهم لامتثال خطاب الله لهم؛ فضربهم المثل ليس عن استشكال من يريد معرفة الحق، وإنما ضربوه جدلاً يحسبون أنهم سيلزمون النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحجة الداحضة.
وقد جعل الله ية الأنبياء فتنة لهم فإنها دعتهم لتفهم الخطاب وفهم ما أراد الله، لكنهم لسوء قصدهم ونكوصهم عن طلب الهدى لم يزدادوا إلا طغيانا وخساراً، واستكباراً عن الحق بعد ما تبين.
وقد قال جماعة من أهل العلم باللغة والتفسير: قوله تعالى: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} (ما) هي لغير العاقل، فالآية لا تشمل هؤلاء الصالحين بدلالة اللفظ أصلاً ؛ لأن العرب تخبر عن غير العاقل بـ (ما) فيكون المراد بقوله: بما يعبدون من دون الله الأوثان من الأصنام والأحجار والأشجار .
وأما هؤلاء الصالحين فيخبر عنهم (بمن) وليس بـ(ما).
ولذلك قال تعالى: {إن الذين سبقت لهم} ولم يقل لها.
وقال في الأوثان: {والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها}
فليس قوله تعالى: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى...} الآية استثناء من الآية التي قبلها، وإنما هو تقرير لحكم هؤلاء الصالحين الذين سبقت لهم الحسنى من الله تعالى أنهم مبعدون عن نار جهنم لا يسمعون حسيسها، وأنهم آمنون يوم القيامة من الفزعٍ الأكبر الذي لا أكبر منه، وفي هذا تهديد لهؤلاء المشركين وإنذار وتخويف بأنهم إن لم يكفروا بالطاغوت ويؤمنوا بالله كانوا من المعذبين بذلك الفزع الأكبر وأنهم وما يعبدون من دون الله حصب جهنم،
والعياذ بالله.
والحَصَبُ هو ما يُحصب به، أي يرمى به، ومعنى كونهم حصب جهنم أي أن جهنَّم تُحصب به، وفي هذا دليل على أنهم يقذفون في النار قذفاً شديداً.

هذا المشهور في تفسير هذه الآية، وفي تفسيرها أقوال أخرى.
 
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
إذن ضربه المشركون مثلا عن الآلهة المعبودة من دون الله؛
وهذا يتماشى مع الجو العام للسورة
قال تعالى
" وَسْئَلَ من أرسلنا قبلك من رُسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهةً يُعبدون "الزخرف 45
وكذلك قوله تعالى
"وهو الذى فى السماء إله وفى الأرض إله وهو الحكيم العليم " الزخرف 84
والذى به يتضح أن المثل عن الآلهة المعبودة من دون الله والسورة ترد على حجنهم الباطلة فى عبادتها
ولهذا يكون استدعاء آية الأنبياء فى تفسير آية الزخرف محل نظر
خاصة وأن سورة الأنبياء - فى ترتيب النزول - بعد الزخرف والدخان والجاثية واألأحقاف والذاريات والغاشية والكهف والنحل ونوح وابراهيم .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لعل منشأ الإشكال هو اعتماد تلك الآثار الموقوفة والمقطوعة الواردة في ترتيب نزول السور، وعامتها معلول إسناداً ومتناً، وإن كانت قد اشتهرت في بعض التفاسير.
ويقع في دلالة بعض الآيات والأحاديث الصحيحة والآثار الصحيحة عن الصحابة ما يبين خطأ بعض ما ورد فيها.
ففي هذه المسألة دلَّ أثر ابن عباس المتقدم ذكره وهو موقوف له حكم الرفع: أن نزول قوله تعالى: { ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون} كان بعد نزول آية الأنبياء : {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم}
أضف إلى هذا ما رواه البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن يزيد قال: (سمعت ابن مسعود يقول: بني إسرائيل والكهف ومريم وطه والأنبياء هنَّ من العِتَاق الأُوَل وهنَّ من تِلادي).
فما صح من هذه الأحاديث والآثار يُعلّ به بعض ما ورد في آثار ترتيب النزول.

والذى به يتضح أن المثل عن الآلهة المعبودة من دون الله والسورة ترد على حجنهم الباطلة فى عبادتها
ولهذا يكون استدعاء آية الأنبياء فى تفسير آية الزخرف محل نظر
كيف وهم قد ضربوا المثل بعد نزول آية الأنبياء؟!!
ثم كان نزول آية الزخرف رداً عليهم.
وحديث ابن عباس صريح في هذا.
 
عودة
أعلى