من شرف أهل التخصص: عمق الاتصال التاريخي!

إنضم
05/06/2008
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
مما يتميز به أهل التفسير: ارتباط متأخرهم بمتقدمهم أكثر من أهل أي فن آخر من حيث وضوح المصطلحات بين المتأخر والمتقدم وبقائها عبر القرون إلى حد ما, وهذا ما يتعذر في الفنون الأخرى في الجملة..
هكذا فهمت من كلام الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في "التفسير ورجاله" إذ يقول:
(الذي ينظر نظر المقارنة بين تفسير الطبري والتفاسير التي جاءت بعده: من ابن عطية والزمخشري إلى الفخر الرازي والبيضاوي إلى الذين ساروا على خطاهم ، واغترفوا من بحارهم: من ابن عرفة إلى أبي السعود ، أو الذين تحرروا عن اتباعهم ، متوخين الابتكار في الأسلوب ، والاستقلال في الفهم من ابن تيمية وابن القيم ، إلى محمد عبده ورشيد رضا ، ليجد من وحدة الأساليب وتقارب الطرائق على مر تلك الألف سنة وزيادة بين الطبري والذين جاءوا من بعده ، ما لا يوجد في أي من الفنون ، بين أوضاع القرن الثالث وأوضاع القرون المتعاقبة من السادس إلى الرابع عشر ، فلو أخذنا كتاباً من كتب النحو في القرن الثالث ، مثل كتب المبرد وثعلب أو من كتب الفقه في القرن الثالث أيضاً ، مثل كتب الخصاف وابن المواز وابن سريج ، وقارناها إلى كتاب من الكتب المتداولة في النحو أو الفقه مما ألف في القرن السابع مثل كتب ابن مالك أو كتب النسفي وابن الحاجب والنووي بل ما ألف بعد ذلك من مثل كتب الصبان والحصكفي والدردير ، لأنتجت تلك المقارنة: أن بين الكتابين القديم والحديث اختلافاً في الطريقة واللغة والبيان ، يتنكر به كل منهما لصاحبه ، وبخلاف ذلك نجد عندما نقارن بين تفسير الطبري وواحد من التفاسير المتداولة التي ذكرناها تقارباً يتضح به ما بين هذا وذاك من نسب قريب).
 
[align=center]جزاكم الله خيرا


إلا تفسير " رسائل النور " !؟!

فهو فريد فرادة الزمان .... آخر الزمان !

لذا لم يكن د. محسن عبدالحميد مخطئا إذ يقول ما معناه إن بديع الزمان هو مجدد هذا القرن و إلى قيام الساعة ... لأسباب تتعلق بمعالجة الرسائل لمشاكل آخر الزمان !!

و التفاصيل في مظانها !
[/align]
 
بارك الله فيكم أخي الكريم رائد الكحلان على هذه الفائدة القيمة ، وهي ظاهرة حقاً في فن التفسير لكتاب الله لارتباطها كلها بالقرآن الكريم .
وأما ثناء الأخ الكريم خلوصي على (رسائل النور) للنورسي رحمه الله فهو يشوقني لقراءتها ، حيث إنها عندي ولم أنشط بعدُ لقراءتها بشكل مركز منذ شراءها .
 
أشكر لكل من الأخ خلوصي وفضيلة شيخنا المشرف العام المرور والتعليق..
وإن كنت ألمس في كلام ونقل أخي خلوصي شيئاً من المبالغة في رسائل النور!
 
أشكر لكل من الأخ خلوصي وفضيلة شيخنا المشرف العام المرور والتعليق..
وإن كنت ألمس في كلام ونقل أخي خلوصي شيئاً من المبالغة في رسائل النور!
[align=center]اخي المبارك أ. رائد :
يحق لكم القول بذلك حتى يتيسر لكم الاطلاع على ما اطلعت عليه .. !
و عندها فعلى الأقل ستعذرني في اندفاعي .. و العذر عندها يكفيني :
قليل منك يكفيني --- و لكن قليلك لا يقال له قليل

ملاحظة :
يجوز في بعض الهدايا اقتسامها من غير أن تنقص .... تحياتي الحارة لكم بالبسمات الشامية !
[/align]
 
شكر الله لكم حضرة الأخ الكريم خلوصي, وهديتك مقبولة.
 
كل العلوم الإنسانية هي من فكر الإنسان ، هذا الفكر الذي يتطور عبر الزمان من جيل إلى جيل . وقد تحدث القطيعة العلمية بين فكر سالف وفكر لاحق .
لكن علم تفسير القرآن الكريم سيبقى مرتبطا بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وبسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم النموذج البشري الأمثل ، والمحاط بجيل من الناس الذين عاشوا الإسلام بتفاصيله الدقيقة في حياتهم وهو يبنى لبنة لبنة حتى شاع في جميع الأصقاع والأوطان .
لذلك فعلم التفسير اكتسب خاصية فريدة ، وهي الالتصاق بالمنبع والدوران حوله مهما تجدد الفكر واكتسب آليات التأويل على اختلاف أنواعها وأشكالها عبر العصور . لأن الرعيل الأول الذي شاهد الوحي بشقيه ، وكان في قلب عملية البناء أصبح طرفا ضروريا ودعامة أساسية لفهم مراد الله من الكتاب العزيز . فكلما بعد الزمن عن عصر النزول إلا وكانت الحاجة ملحة للارتباط بهذا التراث المجيد.

إلا أننا وفي عصرنا الحاضر وتحت لواء القراءات الجديدة نجد مفكرين تصدوا للكتابة في هذا العلم مدعين الاستقلالية التامة عن التراث حاملين لواء الحداثة الفكرية ، فخاضوا في تفسير كتاب الله بدون أية ضوابط مما جعل إنتاجهم عبارة عن فكر استشراقي عربي مأجور لا روح فيه ، يخدم مصالح الاستعمار وأعداء الأمة الإسلامية في كل مكان .
 
عودة
أعلى