محمد عبد المعطي محمد
New member
من روائع جدال القرآن في آيةٍ.
قال تعالى: {{
أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (2) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}
} (يونس: 3)
{{
أَكانَ} }
الهمزة لإنكار تعجبهم . و{{
أَنْ أَوْحَيْنا}}
(أي هل كان وحينا إلى رجلٍ منهم أمراً يدعو للعجب). ومعنى حرف اللام في قوله {{
للناس}
} معناه أنهم جعلوه لهم أعجوبة يتعجبون منها، ونصبوه علماً لهم يوجهون نحوه استهزاءهم وإنكارهم.
والذي تعجبوا منه أن يوحى إلى بشر، وأن يكون رجلا من رجالهم دون عظيم من عظمائهم، فقد كانوا يقولون: العجب أنّ الله لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلا يتيم أبى طالب، وأنْ يَذْكُر لهم البعثَ وينذر بالنار ويبشر بالجنة. وكل واحد من هذه الأمور ليس بعجبٍ، لأنّ الرسل المبعوثين إلى الأمم لم يكونوا إلا بشر مثلهم. وقال الله تعالى: {
{ قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا}}
، وإرسال الفقير أو اليتيم ليس بعجبٍ أيضاً، لأنّ الله تعالى إنما يختار للنبوة من استحق الاختيار بعلمه. والغِنَى والتقدّم في الدنيا ليس من تلك الأسباب في شيء، كما قال تعالى: {
{ وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى }}
، والبعث للجزاء على الخير والشر هو الحكمة العظمى، فكيف يكون عجباً؟ إنما العجب العجيب والمنكر في العقول هو التعجيب من ذلك بدل الإيمان به.
وأنت ترى أنَّ القوم يتجاوزون في جدالهم المنطق والموضوعية إلى السفسطة الفارغة والحديث الذي يحمل نوازع الهوى دون العقل والفهم والتدبر، ومع ذلك ترى القرآن يؤثر الصبر ويناقشهم مناقشة عاقلة جادة وموضوعية.
قوله تعالى:{
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ}}
أى سابقة وفضلا ومنزلة رفيعة . فإن قلتَ: لم سميت السابقة قدما؟ قلتُ: لما كان السعى والسبق بالقدم، سميت المسعاة الجميلة والسابقة قدما، كما سميت النعمة يداً لأنها تعطى باليد، وباعاً لأنّ صاحبها يبوع بها، فقيل: لفلان قدم في الخير. وإضافته إلى {
صدق}
دلالةٌ على زيادة فضل، وأنه من السوابق العظيمة.
{{
قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}}
(قلتُ: فهم لم يقولوا ما قالوا إلا وهم كافرون ابتداءً، فهم لم يسمعوا ولم يعقلوا ولم يفكروا قبلما يحكموا بهذا، بل قالوه وهم مضمرون للكفر، ولعل هذه فائدة إظهار الفاعل هنا فجاءت الآية {
قال الكافرون}
ولم تجئ (قالوا). ثم هم خرجوا من حيز النقاش العقلاني إلى الرمي بالباطل والاتهامات الجاهزة، كعادة كل مُبطِل، يقولون وبكل ثقة يوحي بها التأكيد في (إن) {
هذا}
أي محمد-صلى الله عليه وسلم
- {
لساحر}
مع لام التأكيد المُضمرة للقسم، وكأنهم يقسمون على أنه ساحر {
مبين}
واضح بين. وبالله إن هذه لثقة الجهل والغباء والتشويش على الحق بعلو الصوت بالباطل، وإلا فهلا ناقشوا الحق وأثبتوا ما يدعون؟! فالسِّحْرُ لَمْ يَكُنْ فِي يَوْمٍ مِنَ الْأَيَّامِ حَقَائِقَ عِلْمِيَّةً وَلَا هِدَايَةً نَافِعَةً، وَالسَّحَرَةُ لَمْ يَكُونُوا إِلَّا أُنَاسًا مِنَ الْمُتَكَسِّبِينَ بِإِطْلَاعِ النَّاسِ عَلَى غَرَائِبِهِمُ الْمَجْهُولَةِ لَهُمْ، فَأَيْنَ هَذَا وَذَاكَ مِنَ الْقُرْآنِ وَمَنْ جَاءَ بِهِ، مِنْ حَقَائِقَ سَاطِعَةٍ، وَهُوَ لَا يَسْأَلُ عَلَيْهَا أَجْرًا وَلَا يَبْتَغِي بِهَا لِنَفْسِهِ نَفْعًا إِذْ هِيَ بَاقِيَةٌ بِنَفْسِهَا وَبِآثَارِهَا النَّافِعَةِ، وَالسِّحْرُ بَاطِلٌ لَا بَقَاءَ لَهُ؟ والقرآن باقٍ خالدٌ بهداياته وإعجازه في زمنهم وفي كل زمانٍ إلى يوم القيامة.
ثم تنتقل الآيات لمناقشةٍ هادئة فيها الأدلة للعقول الحائرة، برغم سفههم وسفه ما يقدمونه في نقاشهم. مناقشة تبدأ بالقضية الأهم التي أتى بها الرسل وهم يتملصون منها ليحولوها إلى مسألةٍ شخصيةٍ تقصد الرسول نفسه، وهى حيلةٌ نفسية دفاعية معروفة للتخفيف من الصراع النفسي الذي يعيضونه وهم يعلمون الحق ثم يحيدون عنه لهواهم، وتسمى هذه الحيلة (الإبدال أو النقل أو التحويل): يقوم الشخص بتحويل أو إزاحة الانفعالات من المعاني الأصلية غير المقبولة إلى معانٍ أخرى بديلة تكون أقل إثارة للقلق، وإلى هذا أشارت الآية الكريمة:{{
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33)}}
[الأنعام: 33]، والمعنى أن الأمر ليس بحقيقته في شخصك أيها النبي الكريم، وإنما هم ظلموا أنفسهم حيث يجحدون آيات الله على الحقيقة، ويوجهون تكذيبهم إليك تحويلا عن الحقيقة في نفوسهم.
ولذلك تتحول الآيات إلى خطابٍ صريحٍ لنفوس أولئك الجاحدين، لتكشف لهم الحق دون الأغشية التي يستعملونها للكفر به، وهذه فائدةٌ دلاليةٌ عظيمةٌ لأسلوب الالتفات في موضعه هذا غير الفائدة الجمالية في تنشيط السامع.
قوله عز وجل
: {{
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ}}
يعني إن سيدكم ومالككم ومصلح أموركم وموصل الخيرات إليكم والذي يدفع عنكم المكاره، وهو الله {
الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ}
أصل الخلق في اللغة التقدير ويستعمل في إيداع الشيء من غير أصل سبق ولا ابتداء تقدم. فقوله: (خلق السموات والأرض) يعني أبدعهما وأنشأ خلقهما على غير مثال سبق وقدر أحوالهما.
وهم كانوا مقرين بالربوبية كما قال تعالى: {{
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ}}
[العنكبوت: 61]، {
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ }}
[لقمان: 25] فبدأ ببديهيةٍ لا ينكرونها ليصل معهم إلى أصل القضية، فما أقروا به من وحدانية الله في ربوبيته يستلزم إخلاص العبادة له كما يأتي {
{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)}}
[النمل: 14].
فالله الذي خلق السماوات والأرض واستوى على عرشه- استواءً يليق بجلاله- {
يدَبِّرُ}
يقضى ويقدِّر على حسب مقتضى الحكمة، حكمة الناظر في أدبار الأمور وعواقبها العليم المحيط بها سبحانه. و{
الْأَمْرَ}
هو أمر الخلق كله، وأمر ملكوت السماوات والأرض والعرش.
وقد دل بالجملة قبلها على عظمة شأنه – سبحانه -وملكه بخلق السماوات والأرض، مع بسطتها واتساعها في وقتٍ يسير، وبالاستواء على العرش، وأتبعها هذه الجملة لزيادة الدلالة على العظمة وأنه لا يخرج أمرٌ من الأمور من قضائه وتقديره.
وهذه الأخرى يقرون بها كما قال تعالى: {{
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)}}
[يونس: 22]
{
{ فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65)}}
[العنكبوت: 65]
{
{وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)}}
[لقمان: 32]
فاعترافهم بتدبير الله تعالى لهم وإن أخفوه فإنه يظهر حين الشدائد تراهم يلجئون لله وحده...
وفي الحديث قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي: «كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا؟» قَالَ: سَبْعَةٌ، سِتَّةٌ فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «فأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبَتِكَ وَلِرَهْبَتِكَ؟» قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ....إلخ. رواه الترمذي في جامعه، والبخاري في (خلق أفعال العباد).
وقوله تعالى: {{
ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ}}
دليلٌ على العزة والكبرياء، كقوله تعالى: {{
يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ}
}. فإن كانوا يعبدون المخلوق ظنا أنه يقربهم إلى الله ويشفع لهم وهم لا يملكون على ذلك دليلا، فكيف ينكرون على الله سبحانه أن يصطفى من خلقه من يشاء لتبليغهم توحيده، وهو الذي يعلمهم بذلك سبحانه مؤيداً رسله بالمعجزات الدالة على صدقهم، ولعل هذه هي العلاقة المنطقية لذكر الشفاعة في عُرض هذا النقاش.
و{{
ذلِكُمُ}}
إشارة إلى المعلوم بتلك العظمة سبحانه، أى ذلكم العظيم الموصوف بما وُصِف به هو {
الله ربكم}
، هو الذي يستحق منكم العبادة {
فَاعْبُدُوهُ}
وحده ولا تشركوا به بعض خلقه من ملك أو إنسان، فضلا عن جماد لا يضر ولا ينفع.
{{
أَفَلا تَذَكَّرُونَ}}
فإن أدنى التفكر والنظر ينبهكم على الخطأ فيما أنتم عليه.
والمعنى أنكم إذا كنتم تقرون بأن الله هو الخالق، وهو المدبر، فلم تشركوا معه غيره في العبادة، ولم تتعجبون من إرساله الرسل وإنزاله الكتب بالبعث والحساب والجزاء.
نقاشٌ هادئٌ، وحججٌ قويةٌ تنفذ إلى عمق نفوسهم لتستخرج ما يحاولون طمسه في قلوبهم بأقرب وأفصح وأبلغ جهدٍ بلا جدالٍ متشعب يضيع القضية ويذيب معانيها.
وهذه عظمة جدال القرآن، فتأمل.
راجع مشكورا في تفسير الآيات: تفسير الزمخشري ، تفسير المنار ، تفسير الخازن.
قال تعالى: {{
{{
والذي تعجبوا منه أن يوحى إلى بشر، وأن يكون رجلا من رجالهم دون عظيم من عظمائهم، فقد كانوا يقولون: العجب أنّ الله لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلا يتيم أبى طالب، وأنْ يَذْكُر لهم البعثَ وينذر بالنار ويبشر بالجنة. وكل واحد من هذه الأمور ليس بعجبٍ، لأنّ الرسل المبعوثين إلى الأمم لم يكونوا إلا بشر مثلهم. وقال الله تعالى: {
وأنت ترى أنَّ القوم يتجاوزون في جدالهم المنطق والموضوعية إلى السفسطة الفارغة والحديث الذي يحمل نوازع الهوى دون العقل والفهم والتدبر، ومع ذلك ترى القرآن يؤثر الصبر ويناقشهم مناقشة عاقلة جادة وموضوعية.
قوله تعالى:{
{{
ثم تنتقل الآيات لمناقشةٍ هادئة فيها الأدلة للعقول الحائرة، برغم سفههم وسفه ما يقدمونه في نقاشهم. مناقشة تبدأ بالقضية الأهم التي أتى بها الرسل وهم يتملصون منها ليحولوها إلى مسألةٍ شخصيةٍ تقصد الرسول نفسه، وهى حيلةٌ نفسية دفاعية معروفة للتخفيف من الصراع النفسي الذي يعيضونه وهم يعلمون الحق ثم يحيدون عنه لهواهم، وتسمى هذه الحيلة (الإبدال أو النقل أو التحويل): يقوم الشخص بتحويل أو إزاحة الانفعالات من المعاني الأصلية غير المقبولة إلى معانٍ أخرى بديلة تكون أقل إثارة للقلق، وإلى هذا أشارت الآية الكريمة:{{
ولذلك تتحول الآيات إلى خطابٍ صريحٍ لنفوس أولئك الجاحدين، لتكشف لهم الحق دون الأغشية التي يستعملونها للكفر به، وهذه فائدةٌ دلاليةٌ عظيمةٌ لأسلوب الالتفات في موضعه هذا غير الفائدة الجمالية في تنشيط السامع.
قوله عز وجل
وهم كانوا مقرين بالربوبية كما قال تعالى: {{
فالله الذي خلق السماوات والأرض واستوى على عرشه- استواءً يليق بجلاله- {
وقد دل بالجملة قبلها على عظمة شأنه – سبحانه -وملكه بخلق السماوات والأرض، مع بسطتها واتساعها في وقتٍ يسير، وبالاستواء على العرش، وأتبعها هذه الجملة لزيادة الدلالة على العظمة وأنه لا يخرج أمرٌ من الأمور من قضائه وتقديره.
وهذه الأخرى يقرون بها كما قال تعالى: {{
{
{
فاعترافهم بتدبير الله تعالى لهم وإن أخفوه فإنه يظهر حين الشدائد تراهم يلجئون لله وحده...
وفي الحديث قَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي: «كَمْ تَعْبُدُ الْيَوْمَ إِلَهًا؟» قَالَ: سَبْعَةٌ، سِتَّةٌ فِي الْأَرْضِ وَوَاحِدٌ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: «فأَيُّهُمْ تَعُدُّ لِرَغْبَتِكَ وَلِرَهْبَتِكَ؟» قَالَ: الَّذِي فِي السَّمَاءِ....إلخ. رواه الترمذي في جامعه، والبخاري في (خلق أفعال العباد).
وقوله تعالى: {{
و{{
{{
والمعنى أنكم إذا كنتم تقرون بأن الله هو الخالق، وهو المدبر، فلم تشركوا معه غيره في العبادة، ولم تتعجبون من إرساله الرسل وإنزاله الكتب بالبعث والحساب والجزاء.
نقاشٌ هادئٌ، وحججٌ قويةٌ تنفذ إلى عمق نفوسهم لتستخرج ما يحاولون طمسه في قلوبهم بأقرب وأفصح وأبلغ جهدٍ بلا جدالٍ متشعب يضيع القضية ويذيب معانيها.
وهذه عظمة جدال القرآن، فتأمل.
راجع مشكورا في تفسير الآيات: تفسير الزمخشري ، تفسير المنار ، تفسير الخازن.