من روائع إشارات البحر المديد مشروع سوف أحاول فيه وضع أروع إشارات ابن عجيبة من خلال رحلتي في قراءت هذا التفسير الرائع وإليك أخي أروع إشارات الربع الأول من سورة البقرة :
الإشارة رقم 1- لو أشرق نور اليقين في قلبك لرأيت الآخرة أقرب من أن ترحل إليها ، ولرأيت بهجة الدنيا وكسوة الفناء ظاهرة عليه
الإشارةرقم 2-إن الذين أنكروا وجود الخصوصية ، جحدوا أهل مشاهدة الربوبية من أهل التربية النبوية ، لا ينفع فيهم الوعظ والتذكير ، بما سبق لهم في علم الملك القدير ، فسواء عليهم أأنذرتهم وبال القطيعة والحجاب ، أم لم تنذرهم ؛ لعدم فتح الباب ، قد ختم الله على قلوبهم بالعوائد والشهوات ، أو حلاوة الزهد والطاعات ، أو تحرير المسائل والمشكلات ، وعلى سمع قلوبهم بالخواطر والغفلات ، وجعل على أبصارهم غشاوة الحجاب ، فلا يبصرون إلا المحسوسات ، غائبون عن أسرار المعاني وأنوار التجليات ، بخلاف قلوب العارفين ، فإنها ترى من أسرار المعاني ما لا يُرى للناظرين ، وفي ذلك يقول الشاعر :
جزء : 1 رقم الصفحة : 56
قلوبُ العَارفِينَ لَهَا عُيُونٌ
تَرى ما لا يُرى للناظرينا
وألسنةٌ بأسْرارٍ تُنَاجِي
تغيبُ عَنَ الكِرَام الكَاتِبِينَا
وأجنحةٌ تَطِيرُ بغير ريشٍ
إلى ملكُوتٍ ربِّ العَالَمِينَا
فسبحان من حجب العالمين بصلاحهم عن مصلحهم ، وحجب العلماء بعلمهم عن معلومهم ، واختصّ قوماً بنفوذ عزائمهم إلى مشاهدة ذات محبوبهم ، فهم في رياض ملكوته يتنزهون ، وفي بحار جبروته يسبحون ، {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصَّافات : 61].
الإشارة رقم 3-ومن الناس مَن يترامى بالدعوى على الخصوصية ، ويدعي تحقيق مشاهدة الربوبية ، وهو في الدرك الأسفل من العمومية ، يظهر خلوص الإيمان وتحقيق العرفان ، وهو في أودية الشكوك والخواطر حيران ، وفي فيافي القطيعة والفَرْقِ ظمآن ، لسانه منطلق بالدعوى ، وقلبه خارب من الهدي ، يخادع الله بالرضا عن عيوبه ومساوئه ، ويخادع المسلمين بتزيين ظاهره ، وباطنه معمور بحظوظه ومهاويه ، يتزيى بِزِيِّ العارفين ويتعامل معاملة الجاهلين ، ويصدق عليه قول القائل :
جزء : 1 رقم الصفحة : 57
أمَّا الخِيَامُ فَإنَّها كخِيَامهمْ
وأَرَى نِسَاءَ الحيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا
وما يخادع في الحقيقة إلا نفسه ، حيث حرمها الوصول ، وتركها في أودية الأكوان تجول ، قلبه بمرض الفرق والقطعية سقيم ، وهو يظن أنه في عداد مَن يأتي الله بقلب سليم ، فزاده الله مرضاً على مرضه حيث رضي بسقمه وعيبه ، وله عذاب الحرص والتعب في ضيق الحجاب والنصب بسبب كذبه على الله ، وإنكاره على أولياء الله ، فجزاؤه البعد والخذلان ، وسوء العاقبة والحرمان ، عائذاً بالله من المكر والطغيان.
الإشارة رقم 4-وإذا قيل لأهل الإنكار على أهل الخصوصية ، القاصدين مشاهدة عظمة الربوبية ، قد تجرّدوا عن لباس العز والاشتهار ، ولبسوا أطمار الذل والافتقار ، آمنوا بطريق هؤلاء المخصوصين ، وادخلوا معهم كي تكونوا من المقربين. قالوا : {أنؤمن كما آمن السفهاء} ونترك ما نحن عليه من العز والكبرياء ، قال الله تعالى في تسفيه رأيهم وتقبيح شأنهم : {ألا إنهم هم السفهاء} ؛ حيث تعززوا بعز يفنى ، وتركوا العز الذي لا يفنى ، قال الشاعر :
تَذَلَّلْ لِمَنْ تَهْوَى لِتَكْسِبَ عِزَّةً
فَكَمْ عِزَّةً قَدْ نَالَهَا المَرْءُ بِالذُّلِّ
إذَا كانَ مَنْ تَهْوَى عَزِيزاً ، ولم تكُنْ
ذَلِيلاً لَهُ ، فَاقْرَ السَّلامَ عَلَى الوَصْلِ
جزء : 1 رقم الصفحة : 60
فلو علموا ما في طيّ الذل من العز ، وما في طي الفقر من الغنى ، لجالدوا عليه بالسيوف ، ولكن لا يعلمون.
الإشارة رقم 1- لو أشرق نور اليقين في قلبك لرأيت الآخرة أقرب من أن ترحل إليها ، ولرأيت بهجة الدنيا وكسوة الفناء ظاهرة عليه
الإشارةرقم 2-إن الذين أنكروا وجود الخصوصية ، جحدوا أهل مشاهدة الربوبية من أهل التربية النبوية ، لا ينفع فيهم الوعظ والتذكير ، بما سبق لهم في علم الملك القدير ، فسواء عليهم أأنذرتهم وبال القطيعة والحجاب ، أم لم تنذرهم ؛ لعدم فتح الباب ، قد ختم الله على قلوبهم بالعوائد والشهوات ، أو حلاوة الزهد والطاعات ، أو تحرير المسائل والمشكلات ، وعلى سمع قلوبهم بالخواطر والغفلات ، وجعل على أبصارهم غشاوة الحجاب ، فلا يبصرون إلا المحسوسات ، غائبون عن أسرار المعاني وأنوار التجليات ، بخلاف قلوب العارفين ، فإنها ترى من أسرار المعاني ما لا يُرى للناظرين ، وفي ذلك يقول الشاعر :
جزء : 1 رقم الصفحة : 56
قلوبُ العَارفِينَ لَهَا عُيُونٌ
تَرى ما لا يُرى للناظرينا
وألسنةٌ بأسْرارٍ تُنَاجِي
تغيبُ عَنَ الكِرَام الكَاتِبِينَا
وأجنحةٌ تَطِيرُ بغير ريشٍ
إلى ملكُوتٍ ربِّ العَالَمِينَا
فسبحان من حجب العالمين بصلاحهم عن مصلحهم ، وحجب العلماء بعلمهم عن معلومهم ، واختصّ قوماً بنفوذ عزائمهم إلى مشاهدة ذات محبوبهم ، فهم في رياض ملكوته يتنزهون ، وفي بحار جبروته يسبحون ، {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصَّافات : 61].
الإشارة رقم 3-ومن الناس مَن يترامى بالدعوى على الخصوصية ، ويدعي تحقيق مشاهدة الربوبية ، وهو في الدرك الأسفل من العمومية ، يظهر خلوص الإيمان وتحقيق العرفان ، وهو في أودية الشكوك والخواطر حيران ، وفي فيافي القطيعة والفَرْقِ ظمآن ، لسانه منطلق بالدعوى ، وقلبه خارب من الهدي ، يخادع الله بالرضا عن عيوبه ومساوئه ، ويخادع المسلمين بتزيين ظاهره ، وباطنه معمور بحظوظه ومهاويه ، يتزيى بِزِيِّ العارفين ويتعامل معاملة الجاهلين ، ويصدق عليه قول القائل :
جزء : 1 رقم الصفحة : 57
أمَّا الخِيَامُ فَإنَّها كخِيَامهمْ
وأَرَى نِسَاءَ الحيِّ غَيْرَ نِسَائِهَا
وما يخادع في الحقيقة إلا نفسه ، حيث حرمها الوصول ، وتركها في أودية الأكوان تجول ، قلبه بمرض الفرق والقطعية سقيم ، وهو يظن أنه في عداد مَن يأتي الله بقلب سليم ، فزاده الله مرضاً على مرضه حيث رضي بسقمه وعيبه ، وله عذاب الحرص والتعب في ضيق الحجاب والنصب بسبب كذبه على الله ، وإنكاره على أولياء الله ، فجزاؤه البعد والخذلان ، وسوء العاقبة والحرمان ، عائذاً بالله من المكر والطغيان.
الإشارة رقم 4-وإذا قيل لأهل الإنكار على أهل الخصوصية ، القاصدين مشاهدة عظمة الربوبية ، قد تجرّدوا عن لباس العز والاشتهار ، ولبسوا أطمار الذل والافتقار ، آمنوا بطريق هؤلاء المخصوصين ، وادخلوا معهم كي تكونوا من المقربين. قالوا : {أنؤمن كما آمن السفهاء} ونترك ما نحن عليه من العز والكبرياء ، قال الله تعالى في تسفيه رأيهم وتقبيح شأنهم : {ألا إنهم هم السفهاء} ؛ حيث تعززوا بعز يفنى ، وتركوا العز الذي لا يفنى ، قال الشاعر :
تَذَلَّلْ لِمَنْ تَهْوَى لِتَكْسِبَ عِزَّةً
فَكَمْ عِزَّةً قَدْ نَالَهَا المَرْءُ بِالذُّلِّ
إذَا كانَ مَنْ تَهْوَى عَزِيزاً ، ولم تكُنْ
ذَلِيلاً لَهُ ، فَاقْرَ السَّلامَ عَلَى الوَصْلِ
جزء : 1 رقم الصفحة : 60
فلو علموا ما في طيّ الذل من العز ، وما في طي الفقر من الغنى ، لجالدوا عليه بالسيوف ، ولكن لا يعلمون.