من رحيق الفرقان يمتص شهدا

إنضم
23/07/2007
المشاركات
522
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإخوة الأفاضل: هاكم المحاولة الشعرية التي أُلقيت في أمسية تأبين فقيد الأمة شيخنا المغفور له بإذن الله الدكتور فريد الأنصاري، معتذرا عن سوء التنسيق الذي لم يمكنيه افتقاد معظم ايقونات الصندوق الماسي بالموقع، وتقول أبيات هذه المحاولة التي ألقيت نيابة عن الطلاب الوافدين للدراسة بالمغرب، محبة ووفاء، مايلي:

[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ألـــم ٌ حــلَّ بالفــؤاد المُعاني = واستبدتْ مشاعـرُ الأحـــزانِ
واكتسى الكونُ حلةً من ظلام = والأسـى صاحبٌ بكل مكان
أذرفُ الدمــعَ من دمي وبقلبي = حــرقـةٌ من مـرارة الفُقــدان
مُـذْ تناهى لمسمعـي موتُ فـذٍ = من أولي الفضـل للمكارم بـان
سيـدٍ ماجـــدٍ نبيـل السجايا = فاضــل عالــم فريـد الزمـان
عبقـري كريـم خلـق أديـب = "لفظـه الـدر في عقـود الجُمان"
صاحَبَ الذكـر في مجالس نـورٍ = رَافَـقَ الطهـر صافي الوجـــدان
هــاشـا بـاشــا تــراهُ دوامــا = أريحـيَ الرؤى عفيـفَ اللسان
ناصحا يرتجـي بكل اجتهـادٍ = ارتقـاءَ النفــوس في العُمــران
بـاذلا كلَّ طـاقة ليـس يألــو = " يتــوخى كــرامــة الإنســان"
عـاشَ هماً يفـوق كل ابتـلاءٍ = نصـب عينيـه أمــةَ القــرآن
نـاءَ بالحملِ، غيـرَ أن صمـودا = بـعـثـتــه حـــرارةُ الإيـمــان
فانبـرى مشعلا يضيء دروبا = طيــبَ القصـدِ رائـعَ التبيـان
لـؤلـؤيـا بلـفـظـه ألـمعيـا = "يخصب الفكر من فنون البيان"
"ينثـرُ الـدرَ إذ يقوم خطيبـا" = نيـِّرَ الفكـرِ عبقـريَ الجنــان
يجذب الروح في انسلال عجيب = يـرتـقـيـهـا لطـاعة الدِّيــان
من رحيق الفرقان يمتص شهدا = منـه تسمـو النفوس بالإيمـان
إيــه يالـوعتي لفقـدك شيخـي = كيف أسلو وكيف يحلو لساني؟
بَعْـدَكَ اليـوم بالمـرارة نفـسـي = جــرحـهـا غـائـرٌ بكل كياني
لست وحدي وإِنْ.. لهان مصاب = إنـمـا الكـلُ ذاقَ مـمَّا أعـاني
ياصـروف الزمـان روَّعْـتِ فينا = أنفسـا كم تتـوق للإحسـان
وقَـتَـلْتِ البـيـان غـضـا نـديا= ولِـمَ اغْتَلْتِ نَيـِّرات الأمـاني؟
كيـف فارقتَ ياحبيـبا البـرايـا = كـلَّ فـردٍ فيـنا يَـعُـدُّ الـثـوان
لسـرورٍ بـقـربـكـم ولـقـــاءٍ = تـرتـجيـه النـفـوس في كـل آن
" كيف غادرت والليـالي شكـولٌ = لم نصل بعد فـوق شـط الأمان"
أَوَحَــقْــاً رحـــلـتَ دونَ وداع ٍ = وفـَطَـرْتَ الـقُلـوبَ بالأحـــزان
أَوَحـَـقْــاً رأى الـوجـــودُ غروبـا = لـسـراج ٍ بأفـقـهـا الأرجـــوان
واكتسى المغـربُ الحبيبُ سـوادا = وتــوارى بـه بـهـــاءُ المـعــاني
بـعـده لن يُـطـلّ أيُ نـجـــاحٍ = فلـقـد غــاب فـارسُ الميــدان
وانتـهى بالـرحيـل منـه ضـيــاءٌ = لا طــريـق يـنـار للـفـتـيــان
ألـف كـلا ؛ فأنت لازلـت حيـا= مـلء روحــي وفـكرتـي وكيـاني
تمـلأ الأرض ناشـرا أفـقَ عـلـمٍ = باقـتـدار وبلـغـة في الـبـيـــان
بـمشـاريـع ضـخـمـة بهـا نرجــو = مــدَّ جــسـر يـسيـر في إمـعــان
لـعــلا خــيــر أمـــة باقـتــدار = وبـهــاء يـنــافـس الـقـمــران
قـرَّ عـينـا حبـيب روحي وهـــذه = حكمـةٌ صاغهـا فـؤادي الحـان
إن أرضـا أتـت بـمـثـلك حـيـنـا = لـهـي حــبـلى عـلى الـدوام بثان
قـرَّ عـيـنــا فـإن خــلفـك أســداً = من رفـاق الـعـلا ودرب التفان
زمـلاءً يـعـيــشُ في أفـئـدتـهــم = هــمـُكـم، هــمُـهم عظيم الشان
وشـيــوخا يـُسَـخِّــُرونَ حــيـــاة = لــنـهــوض ٍ بـأمــة الـقــرآن
وتلامـيـذَكم على الـدرب سـاروا = فـي طـمــوح مـعــزز الأركـان
يـبـذلـون الجـهـود في خـيـر سـعي = بـه يـزهــو على المـدى المـغـربان
شـعـلـةَ الـعلـم قد تركـت منـارا = ولـهـا المـشـرقــان يـبـتـدران
فـلـتـطـب يافـريـدُ نفـسـا فإنا = قـد عـزمـنا المُضي في الإتقـان
وسـنـمـضـي بمـا بـدأت بـعـزم = يُـحْـمَــلُ الهــمُّ دون أي تـوان
سـائـلـيــن الإلـه رب الـبـرايـا = مـنـه عـونا مـحـقـقـا للأماني
وشـآبـيـب رحــمـة مـنـه تـتـرى = فـي مـقــام جـــزاءه جــنـتـان
فـي نـعـيـم مقيـم لا وصـب فيـه = مــع أبـرار ســـورة الإنـســان
مع نـبـي الهــدى ومـمـن عليهـم = أنْـعَــمَ اللهُ عـالـيـاتِ الجـنـان
وصـلاة المـهـيـمـن الـفـرد تغشـى = خــاتـم الـرســل داعـي الـرحـمان
وســلام الإلــه يـنـشـر فـيـكم = لـكــمُ زفَّــهُ أسـيــرٌ يـمــانـي[/poem]

الثلاثاء 10/11/2009- مكناس( تاريخ نظم الأبيات).
 
التعديل الأخير:
بارك الله فيك يا أبا عمر يا أديب المفسرين وجزاك الخير كله على الوفاء المستكن فيك والظاهر منك لأساتذتك ومعلميك وأحبائك، وسلم فمك الذي قال وقلمك الذي كتب، ومتعك يا شيخ محمد بالصحة والعافية .
 
عودة
أعلى