من دقائق القرآن الكريم (9)

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

بشارة زكريا ومريم عليهما السلام

قال تعالى
( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)-آل عمران

(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) – آل عمران

الآيتان أعلاه بسورة واحدة وتحملان نفس المعنى وبمفردات متشابهة الى حد كبير، إلا أن الملاحظ أنه عند زكريا عليه السلام جاء التعبير بـ (فنادته الملائكة) ، فالملائكة جاءته وهى تحمل البشرى بإجابة الدعاء الذى ظل يدعوه لفترة وينتظره بفارغ الصبر وهو إنجاب ولد.

أما عند الصدّيقة مريم عليها السلام فكانت العبارة (إذ قالت الملائكة يا مريم)، رغم أنها تحمل بشارة لإنجاب ولد سيكون نبيا، إلا أن مريم إستنكرت وجزعت ومعلوم أن الأمر ليس بالسهل بل مخيف لفتاة عذراء .

وتخيل الأمر لو جرى العكس، سنجد أنه لا يتناسب مع الحالة النفسية لكل منهما أو رد الفعل لهما :
(إذ قالت الملائكة يا زكريا إنّ الله يبشرك) ،
أو لمريم (فنادتها الملائكة يا مريم إنّ الله يبشرك) !

(2)

)
وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
)-الإنشقاق

من مشاهد يوم القيامة هو مدّ الأرض أى تحركها ، وسيحدث ذلك نتيجة لنسف الجبال وجعلها قاعا صفصفا، او تحول الجبال الى شئ شبيه بالعهن المنفوش، فالجبال هى التى كانت تثبت الأرض (والجبال أوتادا)، (وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ) .
إذا فقد مدّت الأرض فى ذلك اليوم نسبة لتفكك الجبال التى كانت مثبتة لها.

(3)

(وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ)

قال تعالى

إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ، وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا -146- النساء

(مِن قَبْلُ) تعنى أنه جرى قصّ لرسل فى السور التى قبل سورة النساء مكان الآية،
ولنتابع الرسل قبل سورة النساء وهما سورتي البقرة وآل عمران ومن فيهما من الرسل نجد قصة
خلق آدم وزوجه،
قصة موسى مع قومه بنى إسرائيل بكل تفاصيلها ،
النبى الذى اختار طالوت ملكا،
وبسورة آل عمران نجد ذكر قصة إمرأة عمران وولادتها للصدّيقة مريم ثم ولادة عيسى عليه السلام ودعوته لبنى إسرائيل
وأيضا زكريا وإنجابه ليحى عليهما السلام.

إذا الآية تعني ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ (بعد) ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا -146- النساء

أما قصص الرسل الذين ذكروا بعد سورة النساء هم (هود وصالح ولوط وشعيب ويوسف وإدريس وأليسع وذى الكفل وقوم تبّع) عليهم السلام.

نجد آية مشابهة وهى :
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ (مِن قَبْلُ) ۖوَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ -118-النحل

ونجد تفصيل ما حرّم الله تعالى على اليهود ، بسورة الأنعام التى هى قبل سورة النحل :

وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ -146- الأنعام


هذه الملاحظات تقول بدقة ترتيب سور القرآن.

وفى سورة غافر نعلم أن هناك رسل الى كل الأقوام من لم يرد ذكر لهم فى القرآن على الإطلاق :

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ -78- غافر

كما الآية :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ -36- النحل
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الناظر لقولك :
(
[FONT=&quot](مِن قَبْلُ) تعنى أنه جرى قصّ لرسل فى السور التى قبل سورة النساء مكان الآية، [/FONT]
[FONT=&quot]ولنتابع الرسل قبل سورة النساء وهما سورتي البقرة وآل عمران ومن فيهما من الرسل نجد قصة [/FONT]
[FONT=&quot]خلق آدم وزوجه،[/FONT]
[FONT=&quot]قصة موسى مع قومه بنى إسرائيل بكل تفاصيلها ، [/FONT]
[FONT=&quot]النبى الذى اختار طالوت ملكا،[/FONT]
[FONT=&quot]وبسورة آل عمران نجد ذكر قصة إمرأة عمران وولادتها للصدّيقة مريم ثم ولادة عيسى [/FONT]عليه السلام[FONT=&quot] ودعوته لبنى إسرائيل[/FONT]
[FONT=&quot]وأيضا زكريا وإنجابه ليحى [/FONT]عليهما السلام[FONT=&quot].)
[/FONT]
يعتقد ان القرآن نزل وفق ترتيبه الحالي اي ان سورة الفاتحة هي اول ما نزل !!!
الست الفاضلة القرآن لم يجري ترتيبه وفق نزوله ولهذا فكلامك غير صحيح فأنت تستدلين على الإخبار بالرسل على وفق ترتيب القرآن وان سورتي الانعام والاعراف نزلتا قبل البقرة وآل عمران والنساء ولهذا فإن كلامك يحتاج الى تصحيح وفقنا الله تعالى واياكم .
 
الأخ البهيجي،
أنا ذكرت (دقة ترتيب سور القرآن الكريم) ، ولم أذكر النزول!،
عندما يقرأ المسلم القرآن الكريم يقرأه بترتيبه الحالى ـ الذى قال به الرسول الكريم-،
ولا يبحث أى الآيات نزلت أولا ويقرأ بترتيب النزول.

وذكرت ذلك فى باب الحذف البلاغي،
أن ما جرى من حذف بلاغي فى آيات، كان به تفصيل فى آيات سابقة فى سور أخرى سابقة حسب الترتيب وليس حسب النزول!.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد انك تفسرين ( من قبل) اي الآيات التي نزلت قبل السورة وفق الترتيب الحالي للقرآن وهذا لا يصح لان القرآن لم يكن قد جمع في وقت النزول
ارجعي لكتب التفسير ...هل فسر احد من المفسرين (من قبل ) كما تفسرينها انت ؟
الرجوع عن الخطأ فضيلة هداني الله تعالى وإياكم.
 
هناك عبارة (من قبل) التى ذكرت فى (سورة النحل)، وتعنى تفصيل ما حرّم على اليهود فى (سورة الأنعام
وفسرها المفسرون على أنه ما تم ذكرها فى سورة الأنعام :

تفسير بن كثير :
لما ذكر تعالى أنه إنما حرم علينا الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير اللّه به، ذكر سبحانه وتعالى ما كان حرمه على اليهود في شريعتهم قبل أن ينسخها، وما كانوا فيه من الآصار والتضيق والأغلال والحرج فقال: { وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل} أي في سورة الأنعام،

تفسير الطبرى :
الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْك مِنْ قَبْل وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسهمْ يَظْلِمُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَحَرَّمْنَا مِنْ قَبْلك يَا مُحَمَّد عَلَى الْيَهُود مَا أَنْبَأْنَاك بِهِ مِنْ قَبْل فِي سُورَة الْأَنْعَام , وَذَاكَ كُلّ ذِي ظُفُر , وَمِنْ الْبَقَر وَالْغَنَم حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومهمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورهمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اِخْتَلَطَ بِعَظْمٍ .
حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَبِي رَجَاء , عَنْ الْحَسَن , فِي قَوْله : { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْك مِنْ قَبْل } قَالَ : فِي سُورَة الْأَنْعَام . 16581 - حَدَّثَنِي يَعْقُوب , قَالَ : ثنا اِبْن عُلَيَّة , عَنْ أَيُّوب , عَنْ عِكْرِمَة , فِي قَوْله : { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْك مِنْ قَبْل } قَالَ فِي سُورَة الْأَنْعَام . 16582 - حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْك مِنْ قَبْل } قَالَ : مَا قَصَّ اللَّه تَعَالَى فِي سُورَة الْأَنْعَام حَيْثُ يَقُول : { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلّ ذِي ظُفُر } . .. الْآيَة . الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْك مِنْ قَبْل وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسهمْ يَظْلِمُونَ } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَحَرَّمْنَا مِنْ قَبْلك يَا مُحَمَّد عَلَى الْيَهُود مَا أَنْبَأْنَاك بِهِ مِنْ قَبْل فِي سُورَة الْأَنْعَام , وَذَاكَ كُلّ ذِي ظُفُر , وَمِنْ الْبَقَر وَالْغَنَم حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومهمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورهمَا أَوْ الْحَوَايَا أَوْ مَا اِخْتَلَطَ بِعَظْمٍ .

تفسير القرطبى :

قوله تعالى { وعلى الذين هادوا} بين أن الأنعام والحرث حلال لهذه الأمة، فأما اليهود فحرمت عليهم منها أشياء. { حرمنا ما قصصنا عليك من قبل} أي في سورة الأنعام. { وما ظلمناهم} أي بتحريم ما حرمنا عليهم، ولكن ظلموا أنفسهم فحرمنا عليهم تلك الأشياء عقوبة لهم؛ كما تقدم في [النساء].

تفسير الشعراوى:

وقوله تعالى:

{ مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ.. } [النحل: 118].

المراد ما ذُكِر في سورة الأنعام من قوله تعالى:
{ وَعَلَى ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ وَٱلْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَآ إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ ٱلْحَوَايَآ أَوْ مَا ٱخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ }
[الأنعام: 146].


http://www.alro7.net/ayaq.php?langg=arabic&
aya=118&sourid=16



فلماذا نقبل أعلاه (من قبل) أنه بالسورة التى قبلها، ولا نقبل ذلك فى عبارة الرسل التى قصصنا عليك (من قبل) ؟؟

ونعلم أنه هناك رسل لم يتم القصّ عنهم (بعد) ؟


 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الست الكريمة قلت :
( فلماذا نقبل أعلاه (من قبل) أنه بالسورة التى قبلها، ولا نقبل ذلك فى عبارة الرسل التى قصصنا عليك (من قبل)[FONT=&quot] ؟؟

[/FONT]
[FONT=&quot]ونعلم أنه هناك رسل لم يتم القصّ عنهم (بعد) ؟)[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]
نعم لا يجوز لانك تذكرين سورة مكية وتقولين ان مانزل في السورة المدنية نزل قبلها وهذا غير صحيح لان السور المكية نزلت قبل المدنية وفقنا الله تعالى واياكم .
 
نعود للمربع الأول ونقول :
عندما نقرأ القرآن الكريم نقرأه بترتيبه الحالى، وليس بالنزول، ولبدأ المسلم صلاته بسورة (العلق) وليس بفاتحة الكتاب!.

وإلا يا ترى ما فائدة الترتيب؟!

وهل عندما نقرأ (من قبل) فى تلك الآية نبحث فى السور التى نزلت قبل السورة الحالية ونسأل عن أولئك الرسل الذين تم ذكرهم ؟!
ورسلا لم نقصصهم عليك (بعد
ترى كيف سنحدد أولئك الرسل ما لم نعتمد الترتيب الحالى؟!

ترتيب سور القرآن الكريم فى نفسه إعجاز من رب العالمين،
أن تكون آيات نزلت قبل أخرى، وعندما يتم ترتيبها بصورتها الحالية نجد أن بها النظام والدقة كأنها هى التى نزلت أولا، كما ذكرنا فى باب (الحذف البلاغى فى القرآن الكريم).
 
عودة
أعلى