بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
بشارة زكريا ومريم عليهما السلام
قال تعالى
( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)-آل عمران
(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) – آل عمران
الآيتان أعلاه بسورة واحدة وتحملان نفس المعنى وبمفردات متشابهة الى حد كبير، إلا أن الملاحظ أنه عند زكريا عليه السلام جاء التعبير بـ (فنادته الملائكة) ، فالملائكة جاءته وهى تحمل البشرى بإجابة الدعاء الذى ظل يدعوه لفترة وينتظره بفارغ الصبر وهو إنجاب ولد.
أما عند الصدّيقة مريم عليها السلام فكانت العبارة (إذ قالت الملائكة يا مريم)، رغم أنها تحمل بشارة لإنجاب ولد سيكون نبيا، إلا أن مريم إستنكرت وجزعت ومعلوم أن الأمر ليس بالسهل بل مخيف لفتاة عذراء .
وتخيل الأمر لو جرى العكس، سنجد أنه لا يتناسب مع الحالة النفسية لكل منهما أو رد الفعل لهما :
(إذ قالت الملائكة يا زكريا إنّ الله يبشرك) ،
أو لمريم (فنادتها الملائكة يا مريم إنّ الله يبشرك) !
(2)
) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)-الإنشقاق
من مشاهد يوم القيامة هو مدّ الأرض أى تحركها ، وسيحدث ذلك نتيجة لنسف الجبال وجعلها قاعا صفصفا، او تحول الجبال الى شئ شبيه بالعهن المنفوش، فالجبال هى التى كانت تثبت الأرض (والجبال أوتادا)، (وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ) .
إذا فقد مدّت الأرض فى ذلك اليوم نسبة لتفكك الجبال التى كانت مثبتة لها.
(3)
(وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ)
قال تعالى
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ، وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا -146- النساء
(مِن قَبْلُ) تعنى أنه جرى قصّ لرسل فى السور التى قبل سورة النساء مكان الآية،
ولنتابع الرسل قبل سورة النساء وهما سورتي البقرة وآل عمران ومن فيهما من الرسل نجد قصة
خلق آدم وزوجه،
قصة موسى مع قومه بنى إسرائيل بكل تفاصيلها ،
النبى الذى اختار طالوت ملكا،
وبسورة آل عمران نجد ذكر قصة إمرأة عمران وولادتها للصدّيقة مريم ثم ولادة عيسى عليه السلام ودعوته لبنى إسرائيل
وأيضا زكريا وإنجابه ليحى عليهما السلام.
إذا الآية تعني ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ (بعد) ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا -146- النساء
أما قصص الرسل الذين ذكروا بعد سورة النساء هم (هود وصالح ولوط وشعيب ويوسف وإدريس وأليسع وذى الكفل وقوم تبّع) عليهم السلام.
نجد آية مشابهة وهى :
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ (مِن قَبْلُ) ۖوَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ -118-النحل
ونجد تفصيل ما حرّم الله تعالى على اليهود ، بسورة الأنعام التى هى قبل سورة النحل :
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ -146- الأنعام
هذه الملاحظات تقول بدقة ترتيب سور القرآن.
وفى سورة غافر نعلم أن هناك رسل الى كل الأقوام من لم يرد ذكر لهم فى القرآن على الإطلاق :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ -78- غافر
كما الآية :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ -36- النحل
(1)
بشارة زكريا ومريم عليهما السلام
قال تعالى
( هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39)-آل عمران
(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) – آل عمران
الآيتان أعلاه بسورة واحدة وتحملان نفس المعنى وبمفردات متشابهة الى حد كبير، إلا أن الملاحظ أنه عند زكريا عليه السلام جاء التعبير بـ (فنادته الملائكة) ، فالملائكة جاءته وهى تحمل البشرى بإجابة الدعاء الذى ظل يدعوه لفترة وينتظره بفارغ الصبر وهو إنجاب ولد.
أما عند الصدّيقة مريم عليها السلام فكانت العبارة (إذ قالت الملائكة يا مريم)، رغم أنها تحمل بشارة لإنجاب ولد سيكون نبيا، إلا أن مريم إستنكرت وجزعت ومعلوم أن الأمر ليس بالسهل بل مخيف لفتاة عذراء .
وتخيل الأمر لو جرى العكس، سنجد أنه لا يتناسب مع الحالة النفسية لكل منهما أو رد الفعل لهما :
(إذ قالت الملائكة يا زكريا إنّ الله يبشرك) ،
أو لمريم (فنادتها الملائكة يا مريم إنّ الله يبشرك) !
(2)
) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ)-الإنشقاق
من مشاهد يوم القيامة هو مدّ الأرض أى تحركها ، وسيحدث ذلك نتيجة لنسف الجبال وجعلها قاعا صفصفا، او تحول الجبال الى شئ شبيه بالعهن المنفوش، فالجبال هى التى كانت تثبت الأرض (والجبال أوتادا)، (وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ) .
إذا فقد مدّت الأرض فى ذلك اليوم نسبة لتفكك الجبال التى كانت مثبتة لها.
(3)
(وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ)
قال تعالى
إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ، وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا -146- النساء
(مِن قَبْلُ) تعنى أنه جرى قصّ لرسل فى السور التى قبل سورة النساء مكان الآية،
ولنتابع الرسل قبل سورة النساء وهما سورتي البقرة وآل عمران ومن فيهما من الرسل نجد قصة
خلق آدم وزوجه،
قصة موسى مع قومه بنى إسرائيل بكل تفاصيلها ،
النبى الذى اختار طالوت ملكا،
وبسورة آل عمران نجد ذكر قصة إمرأة عمران وولادتها للصدّيقة مريم ثم ولادة عيسى عليه السلام ودعوته لبنى إسرائيل
وأيضا زكريا وإنجابه ليحى عليهما السلام.
إذا الآية تعني ( وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ (بعد) ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا -146- النساء
أما قصص الرسل الذين ذكروا بعد سورة النساء هم (هود وصالح ولوط وشعيب ويوسف وإدريس وأليسع وذى الكفل وقوم تبّع) عليهم السلام.
نجد آية مشابهة وهى :
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ (مِن قَبْلُ) ۖوَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ -118-النحل
ونجد تفصيل ما حرّم الله تعالى على اليهود ، بسورة الأنعام التى هى قبل سورة النحل :
وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ -146- الأنعام
هذه الملاحظات تقول بدقة ترتيب سور القرآن.
وفى سورة غافر نعلم أن هناك رسل الى كل الأقوام من لم يرد ذكر لهم فى القرآن على الإطلاق :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ -78- غافر
كما الآية :
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ -36- النحل