من دقائق القرآن الكريم -16

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
قال الله تعالى مخاطبا موسى عليه السلام فى عدة آيات :

وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ -13- طه
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (51) وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (52) - مريم

فى كل القرآن الكريم لم تأت كلمة (سمع) مع (وحى)، إلا فى الآية التى بها موقف كلام الله تعالى مع موسى عليه السلام بالوادى المقدس، فالسمع يأتى للكلام، وهذا يؤكد كلام الله تعالى مع موسى (وكلّم الله موسى تكليما) ، ولم يظهر الله تعالى لموسى عليه السلام أى كان من وراء حجاب، وأيضا كلمة (نجيّا )- (وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا) فالمناجاة لم ترد فى القرآن الكريم لبقية الرسل إلا بين موسى وربه.
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143) قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (144)
وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ ۚ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا -164- النساء
وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ -51- الشورى

(2)
التكبير فى عيدى المسلمين

عند نهاية شهر رمضان والإحتفال بعيد الفطر جاءت الآية :
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ- 185-البقرة

عند الذبح فى عيد الأضحى :
وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ -37-الحج


(3)
نهايات القصص فى القرآن الكريم

درج القرآن الكريم على إنهاء كل قصة وردت فيه بتوجيه الكلام للرسول (ص)، بأنها من أنباء الغيب الذى نوحيه إليك ما كنت تعلمه من قبل :
نهاية القصّ عن ميلاد مريم ونشأتها :
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44) – آل عمران

نهاية القصّ عن موت عيسى بن مريم :
ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59)- آل عمران

نهاية القصّ عن الأقوام المبادة :
تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ (102) - الأعراف
تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ -49- هود
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) هود
نهاية القصّ عن يوسف عليه السلام
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)-يوسف
نهاية القصّ عن حمل ومولد عيسى عليه السلام :
ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) -مريم
نهاية القصّ عن موسى عليه السلام وقومه والسامرى:
كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا (99) مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)- طه


(4)
من دقة القرآن الكريم نجد فى سورة يونس بأن إرسال موسى وهارون عليهما السلام بالآيات كان الى (فرعون وملئه) ، وفى الآيات التى تليها أخبرنا الله تعالى أنه آمن لموسى قليل من قومه على خوف من (فرعون وملئهم) ، أى خوفا من بقية آل إسرائيل الذين لم يؤمنوا والخوف منهم أن يخبروا فرعون بإيمانهم.

ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (80) فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ (81) وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (82) فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) -يونس
 
بسم الله ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية سأتناول بعض مواضيعك المطروحة مشكورة:

أولا) فيما يتعلق بمخاطبة الله لموسى:
1) ذكرت في المقدمة أن الله خاطب موسى والخطاب كما لا يخفى على مثلكم يستخدم فيه أنا وأنت وهذا لم يرد ولكن الذي ورد هو (إنني أنا) وهذا لا يقتضي المخاطبة.
2) الفرق بين الفعلين (سمع) و (استمع) يدل على وجود وسيط في نقل الوحي وهو الملاك المكلف بتوصيله. الله سبحانه وتعالى لا يحتاج إلى وسيط في السمع قال تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما) هنا الله لا يحتاج إلى وسيط ليسمع فالكل خلقه لذا سمع الكلام من مصدر الكلام مباشرة. مثال آخر (سماعون للكذب) أي يسمعون الكذب من مصدره مباشرة وليس عن طريق وسيط ناقل للكذب وهناك فرق. مثال آخر (وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) أي يسمعون كلام الله من مصدره وهو الرسول ، في حين حالة موسى عليه السلام قال (فاستمع لما يوحيى) ولو كان مخاطبا لقال عز من قائل ولله المثل الأعلى "فاسمع ما أوحي". وللتبسيط هو تماما كمن يستمع لخطبة الجمعة من خارج الحرم المكي عن طريق الإنترنت أو المذياع وبين من يسمعه وهو في الصف مواجها للخطيب مباشرة فهذا سامع جمعه سامعون بينما عن طريق وسيط يسمى مستمع أو مستمعون.
3) ذكرتي أن الله لم يظهر لموسى ، فلم أجد في كتاب الله موضع يذكر الله فيه أنه يظهر لأحد ولكن لعلك تقصدين رب موسى أي الملاك ناقل الوحي الأمين فهناك فرق بين الإله وبين الرب (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباب من دون الله) (أفرأيت من اتخذ الهه هواه).
4) أوافقك أن النداء قد تم من وراء حجاب والظلام من ضمن تلك الحجب وهو من الأساليب التي أخبرنا تعالى بها وذكرتيها مشكورة في الآية (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا) وهذه الآية هي الشاهد على ما ذهبت إليه إذ كيف يمكنك أن تنزعين عنصر البشرية عن موسى وفيه يقول تعالى (وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس) وقوله (فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون) في إشارة إلى موسى وهارون. إذن موسى بشر فهل هذا يستقيم؟
5) ذكرتي أن السمع يأتي للكلام: كيف؟ إذن ما هو اللفظ في قوله تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) إذن الكلام هو ما يدور ويختلج ويتعالج داخل الإنسان من تفاعلات ثم تتحول إلى أقوال في شكل قوالب لغوية معروفة ثم تلفظ: كلام ثم قول ثم لفظ
هذ ما أسعفني عليه الوقت في هذه العجالة كتب الله لنا ولكم التوفيق والسداد إنه سميع مجيب
 
شكرا على التعليق،

أعتقد تجد الإجابات إذا ركزت فى القراءة (كلّم الله موسى تكليما) ،
إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي،
وكذلك نجيا،

(إذا قرئ القرآن فإستمعوا له وأنصتوا ) ، لم يقل الله تعالى فأسمعوه ، لأنه كلام الله تعالى، وهو ما أمر به موسى عليه السلام .


ما يلفظ من قول ، ذلك لللإشارة الى الدقة فى التسجيل، وللتمييز بين ما يختلج فى القلب من أفكار ورغبات وهواجس وبين ما يلفظ، فلا يحاسب الإنسان ولا يقوم الملكان إلا بتسجيل ما يلفظ.
أما داخل القلوب فيعلمه الله تعالى .
 
(إذا قرئ القرآن فإستمعوا له وأنصتوا ) ، لم يقل الله تعالى فأسمعوه ،

لعل الصواب كما يلي:
( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) ، لم يقل الله تعالى فاسمعوه ،
 


لعل الصواب كما يلي:
( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) ، لم يقل الله تعالى فاسمعوه ،

شكرا على التصويب في الآية والإملاء ، ولكن هل تتفق أن الفعل (سمع) يختلف استخدامه عن الفعل (استمع) أم كلاهما واحد لا فرق بينهما بمعنى إن شئنا قلنا سمع وإن شئنا قلنا استمع؟
 
عودة
أعلى