بسم الله الرحمن الرحيم
(1)
طمأنينة إبراهيم وفزع داؤود
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ، فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ -70- هود
وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ-21- إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ -22-ص
ابراهيم عليه السلام كان رجلا يعيش بصورة عادية معتادا على إستقبال الضيوف، فدخل الملائكة فى شكل رجال عليه وإستقبلهم، ولم يعرف حقيقتهم ويخف منهم إلا عندما لم يقربوا الطعام، فصرّحوا له أنهم رسل من الله تعالى .
أما داؤود عليه السلام فقد كان ملكا فطريقة دخول الملائكة عليه وهم على شكل رجال الى محرابه عن طريق تسلق الجدار أثارت فزعه، فلا شك أن له خدم وحرّاس يجب الإستئذان منهم للدخول إليه،
والملاحظ أنهم لم يعرّفوا أنفسهم فلم يقولوا له نحن رسل ربك كما قالوا لإبراهيم وكما قال الملك لمريم عليهما السلام،
ولكن دخولهم وطريقتهم فى الكلام أعلمته أنهم رسل الله تعالى فما هكذا يدخل الناس على الملوك ولا هكذا يخاطب الناس الملوك (أحكم بيننا بالحق) (ولا تشطط !) أى (لا تبعد عن العدل أو لا تبالغ فى الجور) ، فعلم فى نفسه أنهم رسل الله تعالى وتوبيخ من الله على خطأ بدر منه سابقا فإستغفر الله تعالى فغفر الله له، وهو ما نسميه اليوم ب"إستخدام النفوذ والقوة" أو التهديد لتحقيق المراد، أو الميل الى الأغنياء والأقوياء عند الحكم.
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ -26-ص
(2)
أ-
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ، فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -45- النور
الحيوانات أو الدواب التى تمشي على إثنين هى الطيور بأنواعها و"الكنغر والبطريق " فقط، وفى عهد الرسول (ص) لم يكن الناس يعلمون بهذين الحيوانين فالكنغر فى أستراليا والبطريق فى القارة المتجمدة الجنوبية، لذا علموا أن المقصود هى الطيور بأنواعها الداجنة والمتوحشة،
المشي معلوم أنه على الأرض فحذفها (فمنهم من يمشى (على الأرض) على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين)،
وأراد الله تعالى أن يعلمنا من هذه الآية أنها جميعها-وتشمل الحشرات- خلقت من (ماء) ، فقد جاء وصف الدابة أيضا "للأرضة"
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)
ب-
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ -38- الأنعام
أما الآية أعلاه فوصفت الطيور بالجناحين وبالطير فى السماء ليعلمنا أنها أيضا أمم مثل الثديات أو الأنعام، تتكون من ذكر وأنثى ولها غرائزها المختلفة فى الأكل وتربية الصغار ووسائل الحماية وعلاقاتها مع بيئتها،
وخصصها بالجناحين، لأن الجن والشياطين يطيرون فى السماء بدون أجنحة، كما أنه معلوم أنهم أمم كالبشر ومخلوقة من نار.
ج-
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) -هود
أما الآية هذه فتتحدث عن الرزق والسكن للدواب جميعا ، والرزق والسكن ما يكون دوما على الأرض فالطعام "من شجر وثمر وبيض وحيوانات صغيرة وسمك، والماء بالطبع فى الأرض.
إذا ميّز الله تعالى الطيور مرة بالمشى على الرجلين بأنها مخلوقة ماء ومرة بالطير بالجناحين بأنها أمم أمثالنا ومرة جمعها مع كل الدواب بأنّ على الله رزقها.
(3)
الكرب العظيم يوصف للغرق
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ
(77)
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) –الصافات
ولكى لا يقول البعض أن طوفان نوح عليه السلام كان إغراقا لكل الكرة الأرضية بوصفه "بالكرب العظيم" ، ففرعون وقومه غرقوا فى النيل.
(1)
طمأنينة إبراهيم وفزع داؤود
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ، فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ -70- هود
وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ-21- إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ -22-ص
ابراهيم عليه السلام كان رجلا يعيش بصورة عادية معتادا على إستقبال الضيوف، فدخل الملائكة فى شكل رجال عليه وإستقبلهم، ولم يعرف حقيقتهم ويخف منهم إلا عندما لم يقربوا الطعام، فصرّحوا له أنهم رسل من الله تعالى .
أما داؤود عليه السلام فقد كان ملكا فطريقة دخول الملائكة عليه وهم على شكل رجال الى محرابه عن طريق تسلق الجدار أثارت فزعه، فلا شك أن له خدم وحرّاس يجب الإستئذان منهم للدخول إليه،
والملاحظ أنهم لم يعرّفوا أنفسهم فلم يقولوا له نحن رسل ربك كما قالوا لإبراهيم وكما قال الملك لمريم عليهما السلام،
ولكن دخولهم وطريقتهم فى الكلام أعلمته أنهم رسل الله تعالى فما هكذا يدخل الناس على الملوك ولا هكذا يخاطب الناس الملوك (أحكم بيننا بالحق) (ولا تشطط !) أى (لا تبعد عن العدل أو لا تبالغ فى الجور) ، فعلم فى نفسه أنهم رسل الله تعالى وتوبيخ من الله على خطأ بدر منه سابقا فإستغفر الله تعالى فغفر الله له، وهو ما نسميه اليوم ب"إستخدام النفوذ والقوة" أو التهديد لتحقيق المراد، أو الميل الى الأغنياء والأقوياء عند الحكم.
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ -26-ص
(2)
أ-
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِّن مَّاءٍ ، فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -45- النور
الحيوانات أو الدواب التى تمشي على إثنين هى الطيور بأنواعها و"الكنغر والبطريق " فقط، وفى عهد الرسول (ص) لم يكن الناس يعلمون بهذين الحيوانين فالكنغر فى أستراليا والبطريق فى القارة المتجمدة الجنوبية، لذا علموا أن المقصود هى الطيور بأنواعها الداجنة والمتوحشة،
المشي معلوم أنه على الأرض فحذفها (فمنهم من يمشى (على الأرض) على بطنه ومنهم من يمشى على رجلين)،
وأراد الله تعالى أن يعلمنا من هذه الآية أنها جميعها-وتشمل الحشرات- خلقت من (ماء) ، فقد جاء وصف الدابة أيضا "للأرضة"
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)
ب-
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ -38- الأنعام
أما الآية أعلاه فوصفت الطيور بالجناحين وبالطير فى السماء ليعلمنا أنها أيضا أمم مثل الثديات أو الأنعام، تتكون من ذكر وأنثى ولها غرائزها المختلفة فى الأكل وتربية الصغار ووسائل الحماية وعلاقاتها مع بيئتها،
وخصصها بالجناحين، لأن الجن والشياطين يطيرون فى السماء بدون أجنحة، كما أنه معلوم أنهم أمم كالبشر ومخلوقة من نار.
ج-
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6) -هود
أما الآية هذه فتتحدث عن الرزق والسكن للدواب جميعا ، والرزق والسكن ما يكون دوما على الأرض فالطعام "من شجر وثمر وبيض وحيوانات صغيرة وسمك، والماء بالطبع فى الأرض.
إذا ميّز الله تعالى الطيور مرة بالمشى على الرجلين بأنها مخلوقة ماء ومرة بالطير بالجناحين بأنها أمم أمثالنا ومرة جمعها مع كل الدواب بأنّ على الله رزقها.
(3)
الكرب العظيم يوصف للغرق
وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ
(77)
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116) –الصافات
ولكى لا يقول البعض أن طوفان نوح عليه السلام كان إغراقا لكل الكرة الأرضية بوصفه "بالكرب العظيم" ، ففرعون وقومه غرقوا فى النيل.