من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي ...

أبو رفيف

New member
إنضم
12/10/2003
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
هذه خاطرة من خواطر الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله ، ويصاحبها دعوة للتأمل والنقاش العلمي إن أمكن ... فما رأي المشايخ في توجيه الشيخ لهذه الآية ؟ .

* قوله تعالى : ((( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ))) [الإسراء : 5] .

معلوم أن ( إذا ) ظرف لما يستقبل من الزمان ، فهذا دليل على أن أولى الإفسادتين لم تحدث بعد ، فلا يستقيم القول بأن الفساد الأول جاء في قصة طالوت وجالوت ، وأن الإفساد الثاني جاء في قصة بختنصر .
وقوله : ((( وَعْدُ ))) ، والوعد كذلك لا يكون بشيء مضى ، وإنما بشيء مستقبل .
وفي هذه العبارة دليل آخر على أن الإفسادتين كانتا في حضن الإسلام ؛ لأن كلمة : ((( عِبَادًا ))) لا تطلق إلا على المؤمنين ، أما جالوت الذي قتله طالوت ، وبختنصر .. فهما كافران .
إذن : فقول الحق سبحانه : ((( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا .. ))) [ الإسراء : 5 ]
المقصود بها الإفساد الأول الذي حدث من اليهود في ظل الإسلام ، حيث نقضوا عهدهم مع رسول الله صل1 ، والعباد هم رسول الله صل1 والذين آمنوا معه عندما جاسوا خلال ديارهم ، وأخرجوهم من المدينة وقتلوا منهم من قتلوه ، وسبوا من سبوه .
ونلاحظ هنا أن القرآن آثر التعبير بقوله : ((( بَعَثْنَا .. ))) [ الإسراء : 5 ] ، والبعث يدل على الخير والرحمة ، فرسول الله صل1 لم يكن في حال اعتداء ، بل في حالة دفاع عن الإسلام أمام من خانوا العهد ونقضوا الميثاق .
وكلمة : ((( عَلَيْكُمْ ))) تفيد العلو والسيطرة . اهـ .

- خواطر الشعراوي ( 14 / 8353 ، 8357 ، 8358 ) .
 
نعم . ولكن الآية التي قبلها جاءت في صيغة الماضي. في قوله تعالى: وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لفسدن في الأرض مرتين ........
فالسياق يقتضي أن يظل على نفس الشاكلة -أي بصيغة الماضي- . أليس كذلك؟؟؟؟
وعلينا أن نعرف أيضاً ما المقصود في الكتاب في تلك الآية. هل هو القرآن أم التوراه. وكذلك الأرض هل هي أرض فلسطين أم الأرض جميعها. فإن كان المقصود الأرض جميعها فإن العلو الذي كان اليهود فيه زمن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتعد المدينة أو لنقل الجزيرة العربية على سبيل الإفتراض. وإن كان المقصود بالأرض هي أرض فلسطين فإن المعنى الذي ذهب اليه الشعراوي رحمه الله قد يصيبه الوهن . والله أعلم.
أما كلمة البعث فليس بالضرورة أن تشير الى الخير
قال الله تعالى:
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (167
وقال أيضاً : كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا (12
 
جزاك الله خيراً أخي تيسير ..

فوائد رائعة ، واستنباطات دقيقة ، لا فُضَّ فوك .
 
خاطرة أخرى من خواطر الشيخ رحمه الله%%%

خاطرة أخرى من خواطر الشيخ رحمه الله%%%

السلام عليكم وبعد:
قال الشيخ الشعراوي في تفسيره:
( وقوله تعالى : { إلى المسجد الأقصى . . }في بُعْد المسافة نقول : هذا قصيّ . أي : بعيد . وهذا أقصى أي : أبعد ، فالحق تبارك وتعالى كأنه يلفت أنظارنا إلى أنه سيوجد بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى مسجدٌ آخر قصيّ ، وقد كان فيما بعد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فالمسجد الأقصى : أي : الأبعد ، وهو مسجد بيت المقدس)
لكن المفسرين ذكروا أن سبب تسميته بالأقصى:
إما لِأَنَّهُ أَبْعَدُ الْمَسَاجِدِ الَّتِي تُزَارُ.تفسير ابن جرير
وإما لبعده من المسجد الحرام.تفسير البغوي
وأما ابن عطية فقال:
و { المسجد الأقصى } ، مسجد بيت المقدس ، وسماه { الأقصى } أي في ذلك الوقت كان أقصى بيوت الله الفاضلة من الكعبة ، ويحتمل أن يريد ب { الأقصى } البعيد دون مفاضلة بينه وبين سواه ، ويكون المقصد إظهار العجب في الإسراء إلى هذا البعد في ليلة.
وأيضاً لو كانت اللفتة التي ذكرها الشعراوي صحيحة لسمي مسجد رسول الله بالقصي!! ولكنه لم يسمّ
فعدم تسميته بذلك دليل على عدم صحتها.
والله أعلم.
 
عودة
أعلى