من حكايا الناس في كتب التفسير وعلوم القرآن / بين القصة والعبرة

عبدالرحيم

New member
إنضم
01/04/2004
المشاركات
185
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى عند تفسير قوله تعالى: " من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " :
وقال علماؤنا رضي الله تعالى عنهم : وقد يفضي الرياء بصاحبه إلى استهزاء الناس به، كما يُحكى أن طاهر بن الحسين قال لأبي عبد الله المروزي: منذ كم صرت إلى العراق يا أبا عبد الله ؟ قال : دخلت العراق منذ عشرين سنة، وأنا منذ ثلاثين سنة صائم. فقال: يا أبا عبد الله، سألناك عن مسألة فأجبتنا عن مسألتين.
وحكى الأصمعي أن أعرابياً صلى فأطال وإلى جانبه قوم، فقالوا: ما أحسن صلاتك ؟! فقال: وأنا مع ذلك صائم.
أين هذا من قول الأشعث بن قيس ـ وقد صلى فخفف ـ فقيل له: إنك خففت. فقال: إنه لم يخالطها رياء
فخلص من تنقصهم بنفي الرياء عن نفسه، والتصنع من صلاته!!!


والإمام الآلوسي رحمه الله تعالى عند تفسير قوله تعالى: " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ":
صلى الموفق العباسي خلف الإمام فقرأ هذه الآية، فغشي عليه فلما أفاق قيل له، فقال: هذا فيمن ركن إلى مَن ظلم، فكيف الظالم؟!!

وفي تفسيره لقوله تعالى: " وجاهدوا في الله حق جهاده.. ".
سأل هولاكو أصحابه: من الملِك؟
فقالوا: له أنت الذي دوَّخت البلاد، وملكت الأرض، وطاعتك الملوك ـ وكان المؤذن إذ ذاك يؤذن ـ.
فقال: لا، الملِك هذا الذي له أزيَد من ستمائة سنة قد مات، وهو يُذكر على المآذن في كل يوم وليلة خمس مرات.
يريد محمداً رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم


- والزركشي في البرهان:
سأل بعض الزنادقة الحسن بن علي رضي الله عنه ـ عن سورة (الكافرون) ـ فقال: إني أجد في القرآن تكراراً
فأجابه الحسن بما حاصله: إن الكفار قالوا نعبد إلهك شهراً ونُعبِّدك آلهتنا شهراً، فجاء النفي متوجهاً إلى ذلك.
والمقصود أن هذه ليست من التكرار في شيء، بل هي بالحذف والاختصار أليق؛ وذلك لأن:
- قوله: " لا أعبد ما تعبدون " أي لا أعبد في المستقبل، ما تعبدون في المستقبل.
- وقوله: " ولا أنا عابد ما عبدتم " أي ولا أنا عابد في الحال ما عبدتم في المستقبل.
- " ولا أنتم عابدون " في الحال ما أعبد في المستقبل
 
متى تخبِر الأول بشخصية الثاني ؟

ذكر الفخر الرازي في تفسير سورة الفاتحة:
صارع أحد الأستاذين في المصارعة رستاقياً جلِفاً، فصرع الرستاقي ذلك الأستاذ مراراً. فقيل للرستاقي: إنه فلان الأستاذ.
فانصرعَ في الحال منه، وما ذاك إلا لاحتشامه منه.

----------
* الرستاق: مدينة بفارس من ناحية كرمان / معجم البلدان لياقوت.

====================

وذكر قصة مخالفة في تفسير سورة العلق:
بعث أبو حنيفة زُفراً إلى البصرة لتقرير مذهبه، فلما ذكر: " أبو حنيفة " ، زيَّفوه ولم يلتفتوا إليه، فرجع إلى أبي حنيفة وأخبره بذلك، فقال: إنك لم تعرف طريق التبليغ، لكن ارجع إليهم، واذكر في المسألة أقاويل أئمتهم ثم بيِّن ضعفها، ثم قل بعد ذلك: ههنا قول آخر، واذكر قولي وحجتي، فإذا تمكن ذلك في قلبهم، فقل: هذا قول أبي حنيفة؛ لأنهم حينئذ يستحيون فلا يردون.
فكذا ههنا أن الحق سبحانه يقول: إن هؤلاء عباد الأوثان، فلو أثنيت عليَّ وأعرضت عن الأوثان لأبوا ذلك.
لكن، اذكر لهم أنهم هم الذين خلقوا من العلقة فلا يمكنهم إنكاره، ثم قل: ولا بد للفعل من فاعل، فلا يمكنهم أن يضيفوا ذلك إلى الوثن لعلمهم بأنهم نحتوه..
فبهذا التدريج يقرون بأني أنا المستحق للثناء دون الأوثان.


قلت: سبحان الله، لكل مقام مقال!!

============
============

جاء في تفسير النيسابوري لقوله تعالى: " وقالوا اتخذ الله ولداً سبحانه بل له ملك السماوات والأرض..":
قال علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ لبعض النصارى: لولا تمرد عيسى عن عبادة الله تعالى لصرت على دينه.
فقال النصراني: كيف يجوز أن ينسب ذلك إلى عيسى مع جِده في طاعة الله؟
فقال علي: إن كان عيسى إلهاً فالإله كيف يعبد غيره ؟! وإنما العبد هو الذي يليق به العبادة.
فانقطع النصراني وبهت.

===================
وفي تفسيره لقوله تعالى: " الذي جعل لكم الأرض فراشاً.. ":
قال الجاحظ : إذا تأملت في هذا العالم وجدته كالبيت المعدّ فيه كل ما يحتاج إليه = فالسماء مرفوعة كالسقف، والأرض ممدودة كالبساط، والنجوم منضودة كالمصابيح، والإنسان كمالك البيت المتصرف فيه، وضروب النبات مهيآت لمنافعه، وصنوف الحيوان متصرفة في مصالحه.
فهذه جملة واضحة دالة على أن العالم مخلوق بتدبير كامل، وتقدير شامل، وحكمة بالغة، وقدرة غير متناهية.

===================
وفي تفسيره لقوله تعالى: " وهو يتولى الصالحين ":
كان عمر بن عبد العزيز لا يدخر لأولاده شيئاً فقيل له في ذلك فقال: إما أن يكون ولدي من الصالحين، فوليُّه الله، ولا حاجة له إلى مالي.
وإما أن يكون من المجرمين وقد قال تعالى " فلن أكون ظهيراً للمجرمين "، ومن ردَّه الله، لم أشتغل بإصلاح مهماته .
================
وفي تفسيره لقوله تعالى: " لمن المُلك اليوم لله الواحد القهار ":
لما دخل نصر بن أحمد نيسابور، وضع التاج على رأسه، ودخل عليه الناس فخطر بباله شيء فقال: هل فيكم من يقرأ آية؟
فقرأ رجل روّاس " رفيع الدرجات ذو العرش " فلما بلغ قوله " لمن الملك اليوم " نزل الأمير عن سريره، ورفع التاج عن رأسه، وسجد لله تعالى وقال: لكَ المُلك لا لي.
فلما توفي الروّاس، رؤي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟
فقال: غفر لي، وقال لي: إنك عظَّمت مُلكي في عين عبدي فلان يوم قرأت تلك الآية، فغفرت لك وله.
 
عودة
أعلى