من تواضع مع خلق الله ابتغاء مرضاة الله وعل سنة رسول الله رفعه الله

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
56
الإقامة
مصر
روى العلامة العز بن عبد السلام في بداية السول في تفضيل الرسول، وقال المجدد الألباني في تحقيقه: إسناده صحيح على شرط الشيخين، روى عن أبي هريرة قال:
((
جلس جبريلُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فنظر إلى السماءِ، فإذا ملَكٌ ينزلُ، فقال له جبريلُ: هذا الملَكُ ما نزل منذُ خُلِقَ قبلَ الساعةِ فلما نزل قال: يا محمدُ أرْسَلَني إليك ربُّك، أملِكًا أجعلك أم عبدًا رسولًا؟ قال له جبريل: تواضَعْ لربِّك يا محمدُ! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: لا بل عبدًا رسولًا)).

تدبر العلاقة بين العبودية والتواضع في هذا الحديث،
وكيف فضل الرسول صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم لقب العبودية،
وسمى جبريل عليه السلام ذلك تواضعا.
فقد اختار الله أفضل خلقه محمد صلى الله عليه وسلم اختاره عبدا رسولا،

ليكون أسوة لجميع أمته من بعده،
فيقتدي الأمراء به،
وكذلك يقتدي به الفقراء،

=====================
وللعبودية شعبتان:


الشعبة الأولى
علاقتك بربك ومالكك وإلهاك،
فهي
تذلل وانقياد وطاعة،
وافتقار وحاجة للغني سبحانه وتعالى دائمة لا تنفك عنك في كل أعمالك،


والشعبة الثانية
علاقتك مع خلق الله،
فهي
تواضع ورحمة ورفق وعفو ورأفة وخلق كريم،


فيا من تسارعون إلى منازل العبودية العالية تمسكوا بشعبتيها،
التذلل لرب العالمين، والتواضع مع العالمين.

فـ
من تواضع مع خلق الله ابتغاء مرضاة الله وعلى سنة رسوله رفعه الله.
فـ
من تواضع مع خلق الله ابتغاء مرضاة الله وعلى سنة رسوله رفعه الله.
فـ
من تواضع مع خلق الله ابتغاء مرضاة الله وعلى سنة رسوله رفعه الله.


ومن سخر واستهزأ وشتم وتعالى على خلق الله – بدون استثناء - كان من المتكبرين.
{
...أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ} (الزمر : 60 ).

((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر))[SUP]1[/SUP].
((
الكبر بطر الحق وغمط الناس))[SUP]2[/SUP].

رزقني الله وإياكم أعلى منازل {
إياك نعبد وإياك نستعين}.





من كتاباتي/ أبو مالك المعتز بالله

1) رواه مسلم.
2) رواه مسلم.
 
شرف الانتساب




كثيرا ما يتمكن الشيطان من المسلم ويهون عليه ترك صلاة الفرض في المسجد مع جماعة المسلمين، ولكنه إذا تدبر سورة الفاتحة وهو يقول: {
إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم}، إذا تدبر كيف يدعو لإخوانه وهو مفارق للجماعة، فلا يقول إياك أعبد وإياك أستعين اهدني الصراط المستقيم، بل هو يدعو لنفسه ولإخوانه الذين فارقهم بدون عذر مقبول عند الله، كيف يفارق هذا الخير الكثير ويحرم نفسه من دعاء إخوانه أجمعين له، ويحرم نفسه من دعائه لإخوانه، فمن فارق جماعة المسلمين بدون عذر فإنه محروم محروم محروم.



فمهما بلغ خشوعك في صلاتك وحدك، ومهما بلغ الكمال في صلاتك، فهي ناقصة وأنت مفارق لأخوك في صفوف الصلوات المفروضة، ومهما أصابك من أذى في الجماعة فصلاتك معهم في زيادة، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ((صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً))، رواه البخاري.

فأجرك في الصف يزداد بأخوك، وأجرك وحدك ينقص مهما بلغت صلاتك من كمال، فأنت قليل بنفسك كثير بإخوانك، ولا تحقِرنَّ عبادة أخوك وإن كان ما فيه.فالله سبحانه أعلم بما في القلوب.



وإذا كنت تقرأ في الصلاة منفردا أو خارج الصلاة، فاعلم أن لله عبادا كثيرين، قاموا كما تقوم، ويعبدون الله كما تعبد، وأنه قد سبقك في هذا الطريق عابدون كثيرون، في مقدمتهم الأنبياء صلى الله عليهم وسلم، ثم يأتي من بعدهم الصالحون، فلا تغتر بصلاتك ولا بعبادتك، فالله غني وأنت فقير إلى أن يقبل منك كما قبل ممن قبلك من المتذللين له، العابدين له، المستعين به، وأن تعبد الله وحده كما عبدوه، وتستعين بالله وحده كما استعانوا به.



فهذا شرف أن تنتسب إليهم، وتقول معهم: {إياك نعبد وإياك نستعين}.

فهذا شرف أن تنتسب إليهم، وتقول معهم: {إياك نعبد وإياك نستعين}.

فهذا شرف أن تنتسب إليهم، وتقول معهم: {إياك نعبد وإياك نستعين}.





يقول ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير عند قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}، يقول: (وضميرا {نعبد} و{نَستعين} يعودَان إلى تالي السورة ذاكراً معه جماعة المؤمنين. وفي العدول عن ضمير الواحد إلى الإتيان بضمير المتكلم المشارَك الدلالة على أن هذه المحامد صادرة من جماعات، ففيه إغاظةللمشركين إذ يعلمون أن المسلمين صاروا في عِزة ومَنَعة، ولأنه أبلغ في الثناء من أعبد وأستعين لئلا تخلو المناجاة عن ثناء أيضاً بأن المحمود المعبود المستعان قد شهد له الجماعات وعرفوا فضله... فكَأَنَّ الحامد لما انتقل من الحمد إلى المناجاة لم يغادر فرصة يقتنص منها الثناء إلا انتهزها).


ويقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره فتح القدير عند هذه الآية العظيمة، يقول: (والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه وعن جنسه من العُبَّاد، وقيل إن المقام لما كان عظيما لم يستقل به الواحد استقصارا لنفسه واستصغارا لها فالمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس).







من كتاباتي/ أبو مالك المعتز بالله محمد جمعة



 
عودة
أعلى