من تحقيقات شيخنا العلامة الدكتور إبراهيم خليفة رحمه الله تعالى

إنضم
29/05/2007
المشاركات
490
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
مصر
في تفسير قوله تعالى "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى" النساء:3 قال العلامة أبو السعود المرادُ بالخوف العلمُ كما في قوله تعالى : { فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا } عبّر عنه بذلك إيذاناً بكون المعلومِ مَخوفاً محذوراً لا معناه الحقيقي لأن الذي عُلّق به الجوابُ هو العلمُ بوقوع الجَورِ المَخوفِ لا الخوفُ منه وإلا لم يكنِ الأمرُ شاملاً لمن يُصِرُّ على الجور ولا يخافه، يعنى أن المعنى
إن كنت خائفا فافعل مثلا وإن لم تكن خائفا كأنه غير مأمور بترك اليتامى ونكاح سواهن . أي إن خفتم الا تعدلوا وإن لم أخف بل تيقنت من العدل أو تيقنت من الظلم ولا اخافه بل أصر عليه لذا جعلوا الخوف بمعنى العلم
فالخوف هنا ونحوها بمعنى العلم إن علمت وأيقنت الا تعدل فاتركهن " تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم (2/ 141)ووافقه الألوسي على ذلك
لكن شيخنا تعقب قوله ورجح ظاهر الآية وأن الخوف ليس بمعنى العلم بل بمعناه الحقيقي فقال:وهذا ليس على ما ينبغي بل الذي ينبغي أن يكون المعنى إن خفتم مجرد الخوف من ظلم اليتامي أن يتركهن ومن علم وأيقن الظلم فتركهن من باب أولى
و الأية التي ذكرها "{فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)البقرة}فالخوف على حقيقته فليس حتما أن تقع الخصومة حتى يصلح بينهما بل يوجه الوصي إلى الخير فهو من باب التواصي بالحق فأوجه إليه النصيحة.على كل حال
انتهى معنى كلامه رحمه الله
 
و في تفسير قوله تعالى "رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) آل عمران
قال أبو السعود:متحدثا عن "لدن"-:ولدُنْ في الأصل ظرفٌ بمعنى أولُ غايةِ زمانٍ أو مكان أو غيرِهما من الذوات نحوُ من لدُنْ زيدٍ وليست مرادفةً لعند إذ قد تكون فضلة وكذا لدى وبعضُهم يخُصُّها بظرف المكان وتضاف إلى صريح الزمان كما في قوله ... تنتفضُ الرّعدةُ في ظُهَيْري ... من لدنِ الظُهرِ إلى العُصَيرِ ... ولا تُقطع عن الإضافة بحال وأكثرُ ما تضاف إلى المفردات وقد تضاف إلى أنْ وصلتِها كما في قوله ... ولم تقْطعَ اصلاً من لدنْ أنْ ولِيتَنا ... قرابةَ ذي رَحْمٍ ولا حقَّ مسلمِ ... أي من لدن ولايتِك إيانا وقد تضاف إلى الجملة الاسميةِ كما في قوله ... تَذَكَّرُ نُعماه لدُنْ أنت يافعُ ... وإلى الجملة الفعلية أيضاً كَما في قولِه ... لزمنا لدن سالتمونا وفاتكم ... فلا يكُ منكم للخِلاف جُنوحُ ... وقلما تخلو عن من كما في البيتين الأخيرين
قلت وبين شيخنا ما يتعلق بلدن والفرق بينها وبين عند فقال رحمه الله :
لدن ليست مرادفة لعند
1-لدن لا تكون إلا لابتداء الغاية و عند قد تكون لابتداء غاية وقد لا تكون
2- لدن لا تكون إلا فضلة أما عند قد تكون عمدة و قد تكون فضلة.
3- لدن أكثر ما تأتي مجرورة بمن أما عند فقد تجر بمن كثيرا وقد تتجرد ولدى يمتنع جرها بمن
4- عند ولدى معربة ولدن مبنية
5- عند لا تضاف إلا إلى مفرد لدن قد تضاف إلى مفرد وقد تضاف إلى
جملة لدن
لدن وعند لدن لا تكون إلا فضلة أما عند فقد تكون عمدة وقد تكون فضلة. انتهى معنى كلامه رحمه الله
 
عودة
أعلى