عبدالرحيم الشريف
Member
بناء على طلب بعض الإخوة سيتم عرض نماذج من تجارب قديمة للانتصار للقرآن الكريم في منتديات الحوار العقائدي، وهذه التجارب تعرض من أجل بيان إيجابياتها وسلبياتها، والله المستعان.
أولاً: عرض الشبهة:
انقسم المهتمون بالانتصار للقرآن الكريم إلى مذهبين رئيسين في عرض الشبهة
يرى الرأي الأول أهمية عرضها حرفيا بشكلها وأخطائها اللغوية والتركيبية
بينما يرى الفريق الثاني اختصارها
أنا مع المذهب الأول؛ لأن الباحث عن الرد يستطيع كتابة الشبهة حرفيا على جوجل
كما أنك قد تتهم أحيانا بانتقاء ما تستطيع عليه الرد من السؤال حين تختصره أنت بلغتك
ومن الجميل أن يرى الطرف المحايد أخطاء مثيري الشبهة إملاءً وتركيباً
وفي جلسة علمية جمعته مع أخيكم سنة 2006م امتدح فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور محمد عجاج الخطيب كثرة الحواشي أثناء الرد على الشبهات مبيناً أنها تؤثر نفسيا في الطرف الآخر وتبين له أنك لا تترك لمثير الشبهة مجالاً للتنفس بأريحية، كما تؤسس لأرضية مهمة للرد على الشبهة.. الخ
كما وأكد فضيلته أنها طريقة المحققين من العلماء وذكر أنها الأسلوب المفضل عندهم بحسب ما سمع من فضيلة الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى.
* مثال على طريقة عرض الشبهة بحسب ما يراه المذهب الأول:
تعرضت صفحات الإنترنت التابعة لمواقع الإنترنت التنصيرية والإلحادية المثيرة للشبهات حول القرآن الكريم إلى مصدر القرآن الكريم من تراث الشعوب المختلفة .. وهي حصرا بحسب الاستقراء لمزاعمهم كما يلي:
أولاً: الوثنيون:
كانت بيئة جزيرة العرب الوثنية، أول ما خطر ببال الباحثين عن أصل محتوى القرآن الكريم من تشريعات. حتى خصص موقع (الكلمة) التنصيري صفحة ويب كاملة بعنوان (الجذور الوثنية للديانة الإسلامية).
فبحثت تلك الصفحة عن أدلة على ما أطلقت عليه " العلاقة الوثيقة بين الشمس وبين العبادات القرآنية ":
" لا يحتاج المرء لكثير من الجهد، ليجد العلاقة الوثيقة بين الشمس وكثير من المفاهيم والعبادات القرآنية والاسلامية، فكلمة الشمس تكررت في اكثر من اية قرآنية، وذلك ليس اعتباطيا [1]
فالشمس في الديانات الوثنية استقطبت ادبياتها وكانت غالبا محورا للعبادات الفلكية، وهي رمز معنوي ومادي لهذا العبادة، وقد عبد العرب الشمس كإله، ونذكر احد فروع قبيلة النبي. قريش. كان يسمى بعبد شمس، والقران نفسه، أقسم بالشمس:" والشمس وضحاها"(سورة الشمس الاية الاولى) إلا أن الغريب في القرآن، ارتباط مواقيت الصلاة بحركة الشمس، ولو فهمنا سبب هذا الارتباط لزالت الغرابة، فالديانات الوثنية الفلكية التي كانت الشمس محور عبادتها، كانت ابتهالاتها لهذا الإله يرتبط بحركته في السماء، وانتقل هذا الشكل من العبادة إلى الاسلام.
والصلاة في الاسلام تقدم [الصواب: يُقدَّم] توقيتها ويتأخر بحسب حركة الشمس. لقد كان ثمة رهبة من هذا الإله، أي الشمس، وخوف منه خاصة إذا كانت أي ظاهرة منه غير مفهومة، فغياب الشمس وغروبها لم يكن عند القدماء وبالطبع عند محمد مفهوما، لذلك جاء في القرآن: أقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل...." [الإسراء:78] وبعدها:" وسبح بحمد ربك طلوع الشمس وقبل غروبها...." [طه:130] وهذه الدعوة هي بدافع المعتقدات السابقة ".
وجاء في صفحة (هل القرآن معصوم؟) تحت عنوان " ما أخذه عن عرب الجاهلية ":
" كان العرب يتعبدون بشريعة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد نقلوها من ولده اسماعيل. [2] فكانوا يعتقدون أن الله واحد لا شريك له ولا وزير وهو السميع البصير. وكانوا يصلّون ويصومون ويحجّون ويزكّون. ثم على تمادي الأيام زاغوا وافترقت كلمتهم وانقسموا في التعبّد إلى أقسام. ومنهم بقيةٌ لم تتغير ولم تبدل من شريعة إسماعيل بن إبراهيم ملتزمين ما كانوا عليه من تعظيم البيت والطواف والحج والعمرة ".
وأقوى أدلة صفحة (مصادر الإسلام) على كون بيئة مكة الوثنية مصدر الإسلام الرئيس: هي كلمة: (الله) جل جلاله.
جاء في تلك الصفحة: " وقال هيرودوت [3]، أشهر مؤرخي اليونان (نحو 400 ق م) إن العرب سكان تلك الجهات كانوا يعبدون معبودين فقط، هما «أُرُتال» و«ألإلات» (تاريخ هيرودوت، كتاب 3 فصل 8). وقصد هيرودوت بالمعبود »أُرُتال« الله، فإن هذا هو اسمه الحقيقي. ومع أن هيرودوت زار بلاد العرب، إلا أنه كان أجنبياً، فلم يتيسَّر له ضبط هذا الاسم، فحرَّفه لجهله باللغة العربية وتهجئتها والنطق بها ". [4]
ثم ذكر أبرز ما اتفق فيه الإسلام مع شعائر كانت معروفة للعرب قبل النبوة، كتقديس الكعبة، والحجر الأسود، والحج، والعمرة، والمحرمات من النساء، والختان، وكثرة من تسمى باسم عبدالله.
حتى الوفاء بالعقود عادة جاهلية اقتبسها الإسلام!! جاء في صفحة (قراءة نقدية للإسلام) تحت عنوان: عادات جاهلية اقتبسها الإسلام: " الحقيقة تخبرنا أن الإسلام لم يأت بجديد، بل اقتبس عادات العرب القديمة وألبسها لبوس التنزيل وجعلها جزءاً من القرآن. فقد ذكر الإخباريون أنه كان لأهل الجاهلية سنن ساروا عليها، أبقى الاسلام أعظمها وأسقط بعضاً منها. ومن هذه السنن: الطلاق الثلاث، والخطبة، أي خطبة المرأة إلى أبيها أو أخيها أو أولياء أمرها. والحج الى البيت، والعمرة، والطواف، والتلبية، والوقوف بعرفات، والهدي ورمي الجمار، والاغتسال من الجنابة، وتغسيل الموتى وتكفينهم، وقطع يد السارق والوفاء بالعقود والصوم ".
بينما زعمت صفحة (هل الإسلام من عند الله؟) أن الإسلام أضاف صنماً: " رغم ادعاء الإسلام بأنه أزال الأصنام، فلا تزال الأصنام موجودة وتكاثرت، والواقع أن الإسلام أضاف إلى هذه الأصنام صنماً آخر، وهو الإسلام ذاته وشعائره بالطواف حول الكعبة وهي حجر لا يسمع ولا يتكلم ويلثمون الحجر الأسود وهي عبادات صنمية بحتة ". [5]
وإن تعجب من تلك (الأدلة)، فالعجب أشد من أدلة صفحة (يوم قبل وفاة محمد) تحت عنوان " مواطن تأثُّر الإسلام بالوثنية ": " قد يدهش الكثير من القراء عند ما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيرا من الشؤون الدينية الشعائرية من الحياة الوثنية. ففي الخطاب القرآني ورد ذكر كثير من أصنام العرب في معرض التنديد غالبا. وأحيانا في معرض الإشارة كتلك الآية المنسوخة من سورة النجم والتي ورد فيها: "واللاة والعزى ومناة الثالثة الأخرى [6]… تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى". وهي الآية التي يذكر المفسرون أن الشيطان ألقاها في فم محمد عندما كان جبريل يلقنه الوحي.... ومن ذلك ما ورد في الخطاب القرآني من تسمية زوج المرأة ب "البعل" [7] تعظيما لمكانته وسطوته عليها..
أما الإله الصنم عزيز وهو ذكر "العزى" فقد تحول إسمه في الخطاب القرآني إلى "عزيز"، وربما كان سبب الاختلاف هو التنقيط الذي أدخل على حروف القرآن. بل إن الخطاب القرآني اشتق من "عزيز" فعل التعزير [8] كقوله: "… لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم…… ". [المائدة:12] والمقصود ب "عزرتموهم" هو (قبلتم أن رسلي هم من عزير). وتكرر الفعل المشتق من عزير في الآية القائلة: "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور.. ". [الأعراف: 157] وكذلك في قوله: "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه … ". [الفتح: 9] وأنكر الخطاب القرآني في الآن ذاته على اليهود أن يزعموا بأن العزيز (عزير) هو ابن الله: "وقالت اليهود عزير ابن الله" [التوبة:30]....
جاء الإسلام وورث من العرب فريضة الحج بذات المناسـك واستخـدم الألفاظ نفسها في التلبية بعد أن طهرها من عبارات الشرك، وأضاف عليها عبارات التوحيد. ورغم ذلك فإن الطواف يستمر حول حجر أسود، والسعي بين الصفا والمروة يبقى سعيا بين الصنمين "أساف" و "نائله" ". [9]
ثانياً: الفرس:
جعلت صفحة (مصادر الإسلام) من تسلط الفرس على العرب سبباً في نظرة العرب إليهم نظرة احترام وتقدير، فقد لمسوا فيهم الشعب الراقي والحضارة المتقدمة. ومن ثم تلقي كل ما صدر عن عقيدتهم (الزرادشتية) [10] من أفكار ومعتقدات ـ حتى لو كانت خرافية ـ بالقبول.. وسار الإسلام على نفس النهج.
ومما كتب في الفصل الخامس من تلك الصفحة تحت عنوان: " تأثيرات زردشتية في القرآن والحديث " : كان بين أهل الفرس وبين العرب تواصلٌ واختلاط زمن أيام محمد، وقبله. وبما أن الفرس كانوا متقدمين في العلوم والمدنيَّة أكثر من العرب في زمن الجاهلية، كان لابد أن دينهم وعلومهم وعاداتهم وفروضهم أثرت تأثيراً عظيماً في العرب...
يؤكد منتقدو القرآن أن كل قضية من هذه القضايا أثرت تأثيراً مهماً في القرآن والأحاديث إلى درجة بليغة، حتى أصبحت قصص قدماء الفرس واعتقاداتهم أحد مصادر الإسلام ". [11]
ثم ذكرت منها:
1) المعراج: " وإذا سأل سائل: ما هو مصدر قصة المعراج؟ قلنا: كتاب «أرتاويراف نامك» [12] ".
2) نعيم أهل الجنة: " قال المسلمون عن الحور في سورة الرحمن 72 «حور مقصورات في الخيام» وفي سورة الواقعة 23 «وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون» وهو مأخوذ مما قاله الزردشتية القدماء ".
3) الصراط: " وتعني كلمة «صراط» في الأصل «الجسر الممدود» فقط، إلا أنهم توسعوا في معنى هذه الكلمة بعد ذلك، فصارت تفيد الطريق.. (الذي لا يمكن أن يُستفاد من العربية) [13] ".
إن سألتهم كيف اطلع سيدنا محمد على تلك العقائد المكتوبة بلغة الفرس؟ ستجد الجواب التالي " وإذا قال قائل لا يصح أن محمداً استحسن استحساناً تاماً قصص الزردشتية وفروضهم حتى أدرجها في القرآن والأحاديث، لأنه لا يُتصوَّر أن هذا النبي الأمي يعرف كل هذه الأشياء. قلنا إن المعترضين ردوا على هذا بثلاثة أفكار:
أولاً: ورد في «روضة الأحباب» [14] أن محمداً اعتاد محادثة ومسامرة ومحاورة كل من يقصدونه على اختلاف مللهم ونحلهم، وكان يخاطبهم بألفاظ قليلة من لغتهم. وبما أنه كان كثيراً ما يتكلم بالفارسية تداولت بعض الألفاظ الفارسية في اللغة العربية.
ثانياً: إذا ثبت مما تقدم أن محمداً استحسن خرافات اليهود وروايات العرب الوثنيين عبدة الأصنام وفروضهم حتى أدرجها في القرآن، فما الفرق بين هذا وبين استحسانه لقصص الفُرس؟ أما القصص الكثيرة الواردة في القرآن فكانت متواترة بين العرب تواتراً عظيماً..
ثالثاً: في «السيرة» لابن هشام وابن إسحق أنه كان من صحابة محمد شخص فارسي اسمه سلمان، وهو الذي أشار على محمد وقت حصار المدينة بحفر الخندق فتبع نصيحته. وكان سلمان الفارسي أول من أشار على محمد باستعمال المنجنيق في غزوة ثقيف الطائف. وأكد أعداء محمد في عصره أن سلمان هذا ساعد محمداً على تأليف القرآن ". [15]
ولم تدع صفحة (هل القرآن معصوم؟) تلك الأدلة تغيب عنها، فذكرت تحت عنوان " ما أخذه من كتب الفرس ": " يشهد القرآن أن النضر بن الحارث كان يعيّر محمداً بأنه ناقل أقوال الفرس ولم يأخذ من الوحي شيئاً. ومن المعلوم أن الفرس كانوا متسلطين على كثير من قبائل العرب قبل مولد محمد وفي عصره، فانتشرت قصص ملوكهم وعقائدهم وخرافاتهم بين العرب، فتركت تأثيرها على محمد ودوَّن منها الشيء الكثير في قرآنه. وكان النضر بن الحارث يحدث الناس عن أخبار ملوك الفرس ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثاً مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبتُها. فرد عليه محمد في قرآنه بقوله: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (القلم 15). وجعل يسبّ النضر قائلاً: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (سورة الجاثية 7 و8). [16]
ونحن نسأل: كيف يسمح محمد لنفسه أن يشتم النضر وقد اقتبس في قرآنه من أساطير الفرس ما كان من معراج أرتيوراف، ووصف الفردوس بحوره وولدانه؟ وقد جعل محمد فعلاً معلّمه سلمان الفارسي واحداً من الصحابة؟ ". [17]
ثالثاً: الصابئة: [18]
جاء في صفحة (مصادر الإسلام):" للصابئين عبادات منها سبع صلوات [19]، منهن خمسٌ توافق صلوات المسلمين، والسادسة صلاة الضحى، والسابعة صلاة يكون وقتها في تمام الساعة السادسة من الليل. وصلواتهم كصلاة المسلمين من النية وأن لا يخلطها المصلي بشيء من غيرها. ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود. ويصومون ثلاثين يوماً [20]، وإن نقص الشهر الهلالي صاموا تسعة وعشرين يوماً ". [21]
وفي صفحة (هل القرآن معصوم): " وقد نقل الإسلام عنهم عقائدهم المعمول بها فيه إلى الآن.. وللصابئة خمس صلوات توافق صلوات المسلمين الخمس ". [22]
رابعاً: الفراعنة:
توجهت صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) غرباً إلى مصر، فجاء فيها:
" إن كلمة "صمد" في العربية هي من الأسماء الحسنى،.. وأشهر استعمال لها في الصمدية ثلاثة: باللغة المصرية القديمة = خمت. وطبقاً لقوانين الفونوطيقيا [23] "خمت" المصرية = صمد العربية. "قانون خ الحامية = س السامية". فإذا كان الأمر كذلك كان معنى الصمدية: الثالوث أو الثلاثة [24] (فقه اللغة العربية. د. لويس عوض صفحة 306) ". [25]
خامساً: الهنود:
وتوجهت صفحة (هل الإسلام من عند الله؟) إلى الشرق البعيد، فوجدت ضالتها في أدغال الهند القديمة !!: " مكة التي تحتوي على الكعبة كان يقدسها الهنود الوثنيون القدامى وكانوا يطلقون عليها (موكشاشانا) أي بيت الله! [26] إنه نفس بيت الله الذي كان عند الوثنيين العرب، ثم بيت الله عند مسلمي اليوم، امتداد وثني عبر القرون، والله لا يسكن في بيوت من حجارة، فهذا فكر وثني متخلف ولا يتفق مع ألوهية الله ". [27]
سادساً: الأرمن:
ابتعدت صفحة (مصادر الإسلام) وهي تبحث في مصدر محتمل للقرآن الكريم، حتى توجهت شمالاً إلى أرمينيا !! ومما جاء فيها: " إننا نرى بعد التحري أن هاروت وماروت هما اسما إلهين قديمين كاذبين كانا يعبدهما الأرمن في الأزمنة القديمة. وقد ذكر مؤرخو الأرمن أن الأرمن كانوا يعبدون إلهين اسمهما باللغة الأرمنية « هوروت وموروت » ".
الحواشي :
------------------------------
1) الصواب: جزافاً. وقد تكرر ذكر الشمس في القرآن الكريم (33) مرة. وذكرت في القرآن الكريم كأي ظاهرة كونية تدل على إبداع خلق الله جل وعلا. ومنها قوله تعالى (في سورة فصلت): لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)، وهي تنسف ما يزعمه هنا. وينسفه أيضاً حديث صريح في ذلك رواه البخاري في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس (583): "إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ..". وللبخاري ومسلم معاً (24) حديثاً في هذا المعنى. وهذا يدل على تدليسهم.
كيف يفسرون توجه الكنائس إلى جهة الشرق ؟ وكيف يجعلون من حركة الشمس التي هي دليلٌ الوقت، دليلاً على عبادتها؟
وإن قيل للنصراني: صلِّ يوم الأحد عند الساعة التاسعة والنصف، هل ذلك يعني أمره بعبادة الساعة التاسعة والنصف؟
وفوق ذلك، تكرر ذكر الشمس في (الكتاب المقدس) أكثر من 90 مرة.. " وذلك ليس اعتباطيا " ـ جُزافاً ـ بحسب منطقهم!
2) صدق في ذلك، وهذا ما نقول به، وهو يؤكد ألوهية مصدر تلك التشريعات.
3) هيرودوت (Herodotus) : مؤرخ ورحالة يوناني (484 ـ 425 ق.م) كتب كتاب (التاريخ) ويعد كتابه أهم مراجع أخبار الأمم القديمة. انظر: المنجد، لويس المعلوف 2/ 606.
4) سبحان الله، لو كانت كلمة (الله) سبحانه وتعالى غير عربية، لقالوا: كيف يأخذ المسلمون هذه الكلمة من غير العرب؟!!
5) ليس تقبيل الحجر الأسود دليلاً على عبادته، فالنصارى يقبِّلون بابا الفاتيكان فهل هم يعبدونه ؟ والجندي إذ يقبل علم بلاده هل معنى ذلك أنه يعبده ؟ إن التقبيل رمز الاحترام والمحبة ولا يدل على عبادة المقبَّل، كما هو معلوم عقلاً. كما لم يُعهَد أن عبَدت طائفة من العرب الكعبة لذاتها أو الحجر الأسود، رغم كثرة أصنامهم.. ورغم ذلك تكرر الاستدلال بتقبيل الحجر الأسود ـ بصفته أقوى أدلة وثنية الإسلام ـ في المواقع التنصيرية أكثر من عشر مرات.
والغريب أن نصفها استشهد بالقول المشهور للصحابي الجليل عمر بن الخطاب : " أما والله لقد علمت أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قبَّلك ما قبَّلتُك ". انظر مثلاً صفحة (هل القرآن معصوم؟) تحت عنوان: " نظم وثنية ".
6) هذا من تدليسهم؛ فصواب الآيات من سورة النجم: " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى(19)وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى(20)". أما ما ذكره بعد ذلك من خرافة الغرانيق، وإلقاء الشيطان الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيتم بيانه في موضع آخر بإذن الله
7) خطأ: البعل: الزوج والصاحب، يقال: بَعَلَ إذا صار بعلاً.انظر: مجمل اللغة، ابن فارس، 1/128.
8) لجهله الواضح باللغة، لم يفرق بين التعزير والتعزيز. فأصل التعزير: التطهير والتعظيم. بينما أصل التعزيز: من العِزة، وهي الغلبة وعدم النظير. انظر: الكليات، الكفوي، ص314 و636. وانظر كيف جعلَ (عزيز) ذكَر (العزى) بلا دليل !
9) قوله متناقض: طهَّرها من الشرك، أم لا ؟؟!!
ولو كانت مناسك الحج ذاتها، لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين: " لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ " ؟ والحديث رواه مسلم في الحج باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكباً.. (1297) عن جابر .
10) ذكر ابن حزم في الفِصَل 1/35 أنهم المجوس، ولخص عقيدتهم بما يلي: " إنهم يقولون إن الباري عز وجل لما طالت وحدته استوحش، فلما استوحش فكر فكرة سوء، فتجسمت فاستحالت ظلمة، فحدث منها أهرمن ـ وهو إبليس ـ فرام البارىء ـ تعالى عن ذلك ـ إبعاده عن نفسه، فلم يستطع. فتحرز منه بخلق الخيرات، وشرع أهرمن في خلق الشر ".
قلت: المجوس (Magi) : الكهنة الرئيسون في الديانة الزرادشتية، ويتولون الدعوة إليها وتعليمها للناس. انظر: المعتقدات الدينية لدى الشعوب، جيفري بارندر، ترجمة: د. إمام عبد الفتاح، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، عدد 173، ص102.
11) صحيح أن بعض العرب ـ كالمناذرة ـ كانوا يتقربون من الفرس للحصول على الطعام والمرعى، إلا أن ذلك لم يمنع محاربتهم بل والانتصار عليهم كيوم ذي قار (انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير 1/166)، ولك أن تحكم على مقدار احترام ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس حين دخل عليه برمحه وأخذ يتلف به الوسائد والستائر استخفافاً (انظر: المصدر السابق 1/475).
12) " أرده ويراف ": ناسك زرادشتي، أمره الملك الساساني بالقيام برحلة روحية إلى الحياة الثانية؛ ليصف للملك وحاشيته الجنة والنار.. فوافق. عندها أجلسوه على منصة، وتحلَّق حوله كبار رجال الدين وقادة الجيش. وبعدَ تراتيل وابتهالات، قدموا له كأساً من شراب مقدس (هوما)، وعندما شربه، فقدَ الوعي سبعة أيام.. وبعد أن استيقظ، حدَّثهم بما شاهَد من كواكب ونجوم.. انظر: زرادشت والديانة الزرادشتية، فارس عثمان، ص 116. قلت: تختلف ظروف خيالات " أرده ويراف "، عن إسراء ومعراج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بجسده.
13) بل كلمة عربية، جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس 3/268 (صرط) : " الصاد والراء والطاء.. وهو الطَّرِيق ".
14) روضة الأحباب في سير النبيّ صلى الله عليه والآل والأصحاب، لجمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الدشتكي الشيرازي النيسابوري (ت926هـ)، يقع الكتاب في مجلدين، كُتِبا بالفارسية. انظر: كشف الظنون، حاجي خليفة 1/922. وجمال الدين شيعي، كما ورد في أعيان الشيعة لمحسن الأمين 8/145 وقال: إنه من علماء الجمهور، ابن السيد الحكيم الأمير غياث الدين منصور، صاحب المدرسة المنصورية بشيراز.
قلت: ليست أقوال رجال الشيعة الروافض ـ ولا غيرهم ـ حجة على القرآن الكريم، وصحيح السنة النبوية الشريفة.
15) لماذا لم يكن سلمان مدعياً النبوة لو كان الأمر بتلك السهولة ؟ وأيضاً: سلمان أسلم بعد الهجرة، انظر: سيرة ابن هشام1/173، (حديث إسلام سلمان ). وكان زمن نزول الآيات المكية ـ التي تحوي عقائد وقصصاً مزعومٌ أخذها عن الفرس ـ يطوف بلاد الشام بحثاً عن الحقيقة ولم ير النبي إلا بعد الهجرة، أي بعد نزول الآيات المكية.
16) من المشهور أن آيات سورة القلم نزلت في الوليد بن المغيرة لا النضر بن الحارث، وقيل: نزلت في الأخنس بن شريق; وقيل: الأسود بن عبد يغوث ـ أو عبد الرحمن بن الأسود ـ وقيل: أبو جهل بن هشام. ولم يقل أحد إنها نزلت في النضر بن الحارث. أما آيات الجاثية فقيل: نزلت في النضر بن الحارث. وعن ابن عباس أنه الحارث بن كلدة. وحكى الثعلبي أنه أبو جهل وأصحابه. وجمهور المفسرين على أنها على عمومها، بلا سبب نزول. انظر: تفسير القرطبي لآية الجاثية 16/158 والقلم 18/232.
17) لماذا رضي سلمان أن يحظى محمد بشرف النبوة ؟! وهل من الحكمة أن يكون مصدر القرآن الكريم المفترَض مختلطاً بالصحابة والمنافقين والمشركين واليهود، مشاركاً بالغزوات والسرايا.. معرَّضاً للقتل أو الأسر ؟!
18) ذكر الحكمي في معارج القبول 2/470 أنهم أبناء القوم الذين ناظرهم سيدنا إبراهيم عليه السلام في عبادة الكواكب، وأنهم يقدسون الشمس ويعدونها من الملائكة، ولهم كعبة يقصدونها ثلاث مرات في اليوم.. وقال: " وهم إذا طلعت الشمس سجدوا كلهم، وإذا غربت، وإذا توسطت الفلك. ولهذا يقارفها الشيطان في هذه الأوقات الثلاثة، لتقع عبادتهم وسجودهم له؛ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تحري الصلاة في هذه الأوقات؛ قطعاً لمشابهة الكفار ظاهراً، وسداً لذريعة الشرك، وعبادة الأصنام ". ألا يكفي كل هذا لنقض زعمهم؟ ودليلاً على جهلهم ببدهيات وأساسيات العقيدة الإسلامية؟
19) الصواب: يؤدي الصابئي ثلاث صلوات في اليوم.. وتقتصر صلاتهم على الوقوف والركوع والجلوس بلا سجود، وتستغرق قراءة الأذكار فيها ساعة وربع تقريباً، ويستقبلون جهة الشمال. انظر: العبادات في الأديان السماوية، د. عبد الرزاق الموحي، ص51-52. عن مقابلة شخصية له مع شيخ الصابئة في العراق " الشيخ رافد الشيخ عبد الله ". وانظر أيضاً: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ص320.
20) الصواب: الصيام عندهم صيامان: كبير (عن الاعتداء والذنوب والنميمة..) وصغير (الامتناع عن تناول اللحوم مدة 32 يوماً) ولا يجوز ذبح أي ذبيحة طيلة أيام الصيام الصغير. وعادتهم فيه كعادات صيام الكنيسة الشرقية!! انظر: العبادات في الأديان السماوية، عبد الرزاق الموحي، ص54. وجاء في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ص320 : أنهم يصومون عن تناول اللحوم ـ كصوم النصارى ـ (36) يوماً ! فمن المقتبسة ديانته من الصابئة؟
21) خطأ؛ فصومهم بحسب الشهور الشمسية، ويصومون أياماً متفرقة من شهور: كانون ثاني، شباط، أيار، حزيران، تموز، آب، أيلول، تشرين أول. انظر تحديد تلك الأيام في كتاب: العبادات في الأديان السماوية، د. عبد الرزاق الموحي، ص55.
22) لم تذكر أي من الصفحتين التنصيريتين عبادة " التعميد " عند الصابئة، وتسمى عندهم (المصبتا). مع أن لها قدسية تفوق قدسية الصلاة والصيام، وبدونها لا يكون المرء صابئياً. والسبب واضح، وهو الخشية من أن ينقلب الدليل عليهم في كون التعميد المسيحي مقتبس عن الصابئة. انظر تفصيل التعميد عند الصابئة في كتاب: العبادات في الأديان السماوية، د. عبد الرزاق الموحي، ص51.
وكذا لم يذكروا عدم جواز الطلاق عند الصابئة إلا بسبب خطيئة الزوجة، وكونهم يقدسون يوم الأحد ولا يعملون فيه شيئاً.. انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، ص323.
23) علم الأصوات اللغوية (Phonology) : هو العلم الذي يُعنى بالعناصر الصوتية التي يؤدي اختلافها إلى اختلاف المعنى، (مثل: نقد ونقض). معتبراً اللغة مجموعة متناسقة من الأصوات.. انظر: قاموس المصطلحات اللغوية، د. إميل يعقوب وآخرون، ص267.
24) الصواب: الصمد عربية فصيحة، كما ذكر ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 3/239 (صمد): " الصاد والميم والدال أَصلان: أحدهما القَصْد، والآخَر الصَّلابة في الشَّيء. فالأوَّل: الصَّمْد: القصد. يقال صَمَدْتُه صَمْداً. وفلان مُصَمَّدٌ، إِذا كان سيِّداً يُقصَدُ إليه في الأمور. وصَمَدٌ أيضاً. والله جلَّ ثناؤه الصَّمَد؛ لأنه يَصْمِد إليه عبادُهُ بالدُّعاء والطَّلَب. قال [عمرو بن الأسلع] في (الصَّمَد):
علوتُهُ بحُسامٍ ثم قلتُ لـه خذْها حُذَيفُ فأنت السيِّد الصَّمَدُ
وقال في (المصَمَّد) طَرَفَة:
وإِنْ يَلْتَقِي الحيُّ الجميعُ تُلاقِني إلى ذِروةِ البيت الرَّفيعِ المُصمَّدِ
والأصل الآخر: (الصَّمْد)، وهو كلُّ مكانٍ صُلْب. قال أبو النَّجم:
يغادِرُ الصَّمْدَ كظَهْر الأَجزَلِ ".
وردَّ الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بأن مزاعم د. لويس عوض مجرد أوهام لا تجد الدليل العلمي. انظر: المأخذ رقم (2) على كتاب " مقدمة في فقه اللغة العربية " الملحق بكتاب: " لويس عوض ومعاركه الأدبية " لنسيم حلمي، ص516. وقد حاول لويس عوض الرد على الأمين العام المساعد في ملحق بالكتاب ذاته ص558، وظل يراوغ دون الإتيان بدليل علمي على زعمه.
25) انظر ص236-237. بحثَ فيه أصل كلمة: " ثلاثة " بالعربية، ذاكراً عدة احتمالات من لغات مختلفة وختم بالفرعونية.
ولويس عوض كاتب قبطي معروف بكرهه للجنس العربي، وله مقالات تتهم العرب بأنهم سبب تخلف مصر، ويدعو فيها إلى العودة إلى الجذور الفرعونية المتقدمة. كما أنه يدعو إلى مكافحة ما يسميه (أسلمة مصر)، مطالباً بمنع تدريس التربية الإسلامية في المدارس المصرية، وإلغاء الأزهر. وينادي بتكوين دين يجمع بين الديانات السماوية الثلاثة، بمسحة مسيحية. وقد اتهمه الأديب نجيب محفوظ بأنه يفسر كتب التراث تفسيراً مسيحياً، بعيداً عن المنهج العلمي. كما اشتهر بشتم علماء المسلمين، وكان يطلق عليهم تعبيرات مثل (غوغاء، كهنة..). ومؤلفاته تكاد تنسب كل اكتشاف واختراع عرفه الإنسان إلى الفراعنة.. لمعرفة المزيد عن أفكاره، انظر كتاب: لويس عوض الأسطورة والحقيقة، د. حلمي القاعود، دار الاعتصام، القاهرة، 1994م.
26) المقصود ببيت الرب عند وثنيي الهند: غرفة مظلمة داخل المعبد لا يدخلها أحد، تسمى: " غرفة الرحم ". وهي بيت الإله الرئيسي (مثل قدس الأقداس " بيت الرب "، في الهيكل كما تزعم التوراة المحرفة)، وباب حجرتها إلى جهة الشرق (كقبلة النصارى). ويمتلئ معبدهم بصوَر الآلهة والملائكة وغيرهم (كمعابد النصارى). انظر: الهند عقائدها وأساطيرها، عبد الرحمن حمدي، ص 98.
27) يُطلِق المسلمون لقب بيت الله على كل مسجد، لا على الكعبة فقط. ولم يقل أحد من المسلمين إن الله يسكن الكعبة. وإضافة بيت الله إليه ـ ـ للتشريف، كقوله تعالى: نَاقَةَ اللَّهِ [الشمس: 13].
بينما الكتاب المقدس هو الذي ذكر أن الرب (يسكن) في بيوت من حجارة.. مثلاً جاء في سفر إشعيا [66/1]: " هكذا قال الرب.. أين البيت الذي تبنون لي ؟ وأين مكان راحتي؟ ". وفي سفر حزقيال [44/2]: " فقال لي الرب: هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً ".
وجاء في تفسير الكتاب المقدس / كتب الحكمة، جمعيات الكتاب المقدس، ص 1172: " الهيكل حيث يسكن الله، كان على كل إسرائيلي تقي أن يزوره كل سنة (انظر سفر الخروج 23/14-16) ".
أولاً: عرض الشبهة:
انقسم المهتمون بالانتصار للقرآن الكريم إلى مذهبين رئيسين في عرض الشبهة
يرى الرأي الأول أهمية عرضها حرفيا بشكلها وأخطائها اللغوية والتركيبية
بينما يرى الفريق الثاني اختصارها
أنا مع المذهب الأول؛ لأن الباحث عن الرد يستطيع كتابة الشبهة حرفيا على جوجل
كما أنك قد تتهم أحيانا بانتقاء ما تستطيع عليه الرد من السؤال حين تختصره أنت بلغتك
ومن الجميل أن يرى الطرف المحايد أخطاء مثيري الشبهة إملاءً وتركيباً
وفي جلسة علمية جمعته مع أخيكم سنة 2006م امتدح فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور محمد عجاج الخطيب كثرة الحواشي أثناء الرد على الشبهات مبيناً أنها تؤثر نفسيا في الطرف الآخر وتبين له أنك لا تترك لمثير الشبهة مجالاً للتنفس بأريحية، كما تؤسس لأرضية مهمة للرد على الشبهة.. الخ
كما وأكد فضيلته أنها طريقة المحققين من العلماء وذكر أنها الأسلوب المفضل عندهم بحسب ما سمع من فضيلة الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله تعالى.
* مثال على طريقة عرض الشبهة بحسب ما يراه المذهب الأول:
تعرضت صفحات الإنترنت التابعة لمواقع الإنترنت التنصيرية والإلحادية المثيرة للشبهات حول القرآن الكريم إلى مصدر القرآن الكريم من تراث الشعوب المختلفة .. وهي حصرا بحسب الاستقراء لمزاعمهم كما يلي:
أولاً: الوثنيون:
كانت بيئة جزيرة العرب الوثنية، أول ما خطر ببال الباحثين عن أصل محتوى القرآن الكريم من تشريعات. حتى خصص موقع (الكلمة) التنصيري صفحة ويب كاملة بعنوان (الجذور الوثنية للديانة الإسلامية).
فبحثت تلك الصفحة عن أدلة على ما أطلقت عليه " العلاقة الوثيقة بين الشمس وبين العبادات القرآنية ":
" لا يحتاج المرء لكثير من الجهد، ليجد العلاقة الوثيقة بين الشمس وكثير من المفاهيم والعبادات القرآنية والاسلامية، فكلمة الشمس تكررت في اكثر من اية قرآنية، وذلك ليس اعتباطيا [1]
فالشمس في الديانات الوثنية استقطبت ادبياتها وكانت غالبا محورا للعبادات الفلكية، وهي رمز معنوي ومادي لهذا العبادة، وقد عبد العرب الشمس كإله، ونذكر احد فروع قبيلة النبي. قريش. كان يسمى بعبد شمس، والقران نفسه، أقسم بالشمس:" والشمس وضحاها"(سورة الشمس الاية الاولى) إلا أن الغريب في القرآن، ارتباط مواقيت الصلاة بحركة الشمس، ولو فهمنا سبب هذا الارتباط لزالت الغرابة، فالديانات الوثنية الفلكية التي كانت الشمس محور عبادتها، كانت ابتهالاتها لهذا الإله يرتبط بحركته في السماء، وانتقل هذا الشكل من العبادة إلى الاسلام.
والصلاة في الاسلام تقدم [الصواب: يُقدَّم] توقيتها ويتأخر بحسب حركة الشمس. لقد كان ثمة رهبة من هذا الإله، أي الشمس، وخوف منه خاصة إذا كانت أي ظاهرة منه غير مفهومة، فغياب الشمس وغروبها لم يكن عند القدماء وبالطبع عند محمد مفهوما، لذلك جاء في القرآن: أقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل...." [الإسراء:78] وبعدها:" وسبح بحمد ربك طلوع الشمس وقبل غروبها...." [طه:130] وهذه الدعوة هي بدافع المعتقدات السابقة ".
وجاء في صفحة (هل القرآن معصوم؟) تحت عنوان " ما أخذه عن عرب الجاهلية ":
" كان العرب يتعبدون بشريعة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد نقلوها من ولده اسماعيل. [2] فكانوا يعتقدون أن الله واحد لا شريك له ولا وزير وهو السميع البصير. وكانوا يصلّون ويصومون ويحجّون ويزكّون. ثم على تمادي الأيام زاغوا وافترقت كلمتهم وانقسموا في التعبّد إلى أقسام. ومنهم بقيةٌ لم تتغير ولم تبدل من شريعة إسماعيل بن إبراهيم ملتزمين ما كانوا عليه من تعظيم البيت والطواف والحج والعمرة ".
وأقوى أدلة صفحة (مصادر الإسلام) على كون بيئة مكة الوثنية مصدر الإسلام الرئيس: هي كلمة: (الله) جل جلاله.
جاء في تلك الصفحة: " وقال هيرودوت [3]، أشهر مؤرخي اليونان (نحو 400 ق م) إن العرب سكان تلك الجهات كانوا يعبدون معبودين فقط، هما «أُرُتال» و«ألإلات» (تاريخ هيرودوت، كتاب 3 فصل 8). وقصد هيرودوت بالمعبود »أُرُتال« الله، فإن هذا هو اسمه الحقيقي. ومع أن هيرودوت زار بلاد العرب، إلا أنه كان أجنبياً، فلم يتيسَّر له ضبط هذا الاسم، فحرَّفه لجهله باللغة العربية وتهجئتها والنطق بها ". [4]
ثم ذكر أبرز ما اتفق فيه الإسلام مع شعائر كانت معروفة للعرب قبل النبوة، كتقديس الكعبة، والحجر الأسود، والحج، والعمرة، والمحرمات من النساء، والختان، وكثرة من تسمى باسم عبدالله.
حتى الوفاء بالعقود عادة جاهلية اقتبسها الإسلام!! جاء في صفحة (قراءة نقدية للإسلام) تحت عنوان: عادات جاهلية اقتبسها الإسلام: " الحقيقة تخبرنا أن الإسلام لم يأت بجديد، بل اقتبس عادات العرب القديمة وألبسها لبوس التنزيل وجعلها جزءاً من القرآن. فقد ذكر الإخباريون أنه كان لأهل الجاهلية سنن ساروا عليها، أبقى الاسلام أعظمها وأسقط بعضاً منها. ومن هذه السنن: الطلاق الثلاث، والخطبة، أي خطبة المرأة إلى أبيها أو أخيها أو أولياء أمرها. والحج الى البيت، والعمرة، والطواف، والتلبية، والوقوف بعرفات، والهدي ورمي الجمار، والاغتسال من الجنابة، وتغسيل الموتى وتكفينهم، وقطع يد السارق والوفاء بالعقود والصوم ".
بينما زعمت صفحة (هل الإسلام من عند الله؟) أن الإسلام أضاف صنماً: " رغم ادعاء الإسلام بأنه أزال الأصنام، فلا تزال الأصنام موجودة وتكاثرت، والواقع أن الإسلام أضاف إلى هذه الأصنام صنماً آخر، وهو الإسلام ذاته وشعائره بالطواف حول الكعبة وهي حجر لا يسمع ولا يتكلم ويلثمون الحجر الأسود وهي عبادات صنمية بحتة ". [5]
وإن تعجب من تلك (الأدلة)، فالعجب أشد من أدلة صفحة (يوم قبل وفاة محمد) تحت عنوان " مواطن تأثُّر الإسلام بالوثنية ": " قد يدهش الكثير من القراء عند ما يعرف أن الإسلام قد أخذ من الجاهلية كثيرا من الشؤون الدينية الشعائرية من الحياة الوثنية. ففي الخطاب القرآني ورد ذكر كثير من أصنام العرب في معرض التنديد غالبا. وأحيانا في معرض الإشارة كتلك الآية المنسوخة من سورة النجم والتي ورد فيها: "واللاة والعزى ومناة الثالثة الأخرى [6]… تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى". وهي الآية التي يذكر المفسرون أن الشيطان ألقاها في فم محمد عندما كان جبريل يلقنه الوحي.... ومن ذلك ما ورد في الخطاب القرآني من تسمية زوج المرأة ب "البعل" [7] تعظيما لمكانته وسطوته عليها..
أما الإله الصنم عزيز وهو ذكر "العزى" فقد تحول إسمه في الخطاب القرآني إلى "عزيز"، وربما كان سبب الاختلاف هو التنقيط الذي أدخل على حروف القرآن. بل إن الخطاب القرآني اشتق من "عزيز" فعل التعزير [8] كقوله: "… لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم…… ". [المائدة:12] والمقصود ب "عزرتموهم" هو (قبلتم أن رسلي هم من عزير). وتكرر الفعل المشتق من عزير في الآية القائلة: "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور.. ". [الأعراف: 157] وكذلك في قوله: "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه … ". [الفتح: 9] وأنكر الخطاب القرآني في الآن ذاته على اليهود أن يزعموا بأن العزيز (عزير) هو ابن الله: "وقالت اليهود عزير ابن الله" [التوبة:30]....
جاء الإسلام وورث من العرب فريضة الحج بذات المناسـك واستخـدم الألفاظ نفسها في التلبية بعد أن طهرها من عبارات الشرك، وأضاف عليها عبارات التوحيد. ورغم ذلك فإن الطواف يستمر حول حجر أسود، والسعي بين الصفا والمروة يبقى سعيا بين الصنمين "أساف" و "نائله" ". [9]
ثانياً: الفرس:
جعلت صفحة (مصادر الإسلام) من تسلط الفرس على العرب سبباً في نظرة العرب إليهم نظرة احترام وتقدير، فقد لمسوا فيهم الشعب الراقي والحضارة المتقدمة. ومن ثم تلقي كل ما صدر عن عقيدتهم (الزرادشتية) [10] من أفكار ومعتقدات ـ حتى لو كانت خرافية ـ بالقبول.. وسار الإسلام على نفس النهج.
ومما كتب في الفصل الخامس من تلك الصفحة تحت عنوان: " تأثيرات زردشتية في القرآن والحديث " : كان بين أهل الفرس وبين العرب تواصلٌ واختلاط زمن أيام محمد، وقبله. وبما أن الفرس كانوا متقدمين في العلوم والمدنيَّة أكثر من العرب في زمن الجاهلية، كان لابد أن دينهم وعلومهم وعاداتهم وفروضهم أثرت تأثيراً عظيماً في العرب...
يؤكد منتقدو القرآن أن كل قضية من هذه القضايا أثرت تأثيراً مهماً في القرآن والأحاديث إلى درجة بليغة، حتى أصبحت قصص قدماء الفرس واعتقاداتهم أحد مصادر الإسلام ". [11]
ثم ذكرت منها:
1) المعراج: " وإذا سأل سائل: ما هو مصدر قصة المعراج؟ قلنا: كتاب «أرتاويراف نامك» [12] ".
2) نعيم أهل الجنة: " قال المسلمون عن الحور في سورة الرحمن 72 «حور مقصورات في الخيام» وفي سورة الواقعة 23 «وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون» وهو مأخوذ مما قاله الزردشتية القدماء ".
3) الصراط: " وتعني كلمة «صراط» في الأصل «الجسر الممدود» فقط، إلا أنهم توسعوا في معنى هذه الكلمة بعد ذلك، فصارت تفيد الطريق.. (الذي لا يمكن أن يُستفاد من العربية) [13] ".
إن سألتهم كيف اطلع سيدنا محمد على تلك العقائد المكتوبة بلغة الفرس؟ ستجد الجواب التالي " وإذا قال قائل لا يصح أن محمداً استحسن استحساناً تاماً قصص الزردشتية وفروضهم حتى أدرجها في القرآن والأحاديث، لأنه لا يُتصوَّر أن هذا النبي الأمي يعرف كل هذه الأشياء. قلنا إن المعترضين ردوا على هذا بثلاثة أفكار:
أولاً: ورد في «روضة الأحباب» [14] أن محمداً اعتاد محادثة ومسامرة ومحاورة كل من يقصدونه على اختلاف مللهم ونحلهم، وكان يخاطبهم بألفاظ قليلة من لغتهم. وبما أنه كان كثيراً ما يتكلم بالفارسية تداولت بعض الألفاظ الفارسية في اللغة العربية.
ثانياً: إذا ثبت مما تقدم أن محمداً استحسن خرافات اليهود وروايات العرب الوثنيين عبدة الأصنام وفروضهم حتى أدرجها في القرآن، فما الفرق بين هذا وبين استحسانه لقصص الفُرس؟ أما القصص الكثيرة الواردة في القرآن فكانت متواترة بين العرب تواتراً عظيماً..
ثالثاً: في «السيرة» لابن هشام وابن إسحق أنه كان من صحابة محمد شخص فارسي اسمه سلمان، وهو الذي أشار على محمد وقت حصار المدينة بحفر الخندق فتبع نصيحته. وكان سلمان الفارسي أول من أشار على محمد باستعمال المنجنيق في غزوة ثقيف الطائف. وأكد أعداء محمد في عصره أن سلمان هذا ساعد محمداً على تأليف القرآن ". [15]
ولم تدع صفحة (هل القرآن معصوم؟) تلك الأدلة تغيب عنها، فذكرت تحت عنوان " ما أخذه من كتب الفرس ": " يشهد القرآن أن النضر بن الحارث كان يعيّر محمداً بأنه ناقل أقوال الفرس ولم يأخذ من الوحي شيئاً. ومن المعلوم أن الفرس كانوا متسلطين على كثير من قبائل العرب قبل مولد محمد وفي عصره، فانتشرت قصص ملوكهم وعقائدهم وخرافاتهم بين العرب، فتركت تأثيرها على محمد ودوَّن منها الشيء الكثير في قرآنه. وكان النضر بن الحارث يحدث الناس عن أخبار ملوك الفرس ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثاً مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبتُها. فرد عليه محمد في قرآنه بقوله: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (القلم 15). وجعل يسبّ النضر قائلاً: وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آيَاتِ اللهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (سورة الجاثية 7 و8). [16]
ونحن نسأل: كيف يسمح محمد لنفسه أن يشتم النضر وقد اقتبس في قرآنه من أساطير الفرس ما كان من معراج أرتيوراف، ووصف الفردوس بحوره وولدانه؟ وقد جعل محمد فعلاً معلّمه سلمان الفارسي واحداً من الصحابة؟ ". [17]
ثالثاً: الصابئة: [18]
جاء في صفحة (مصادر الإسلام):" للصابئين عبادات منها سبع صلوات [19]، منهن خمسٌ توافق صلوات المسلمين، والسادسة صلاة الضحى، والسابعة صلاة يكون وقتها في تمام الساعة السادسة من الليل. وصلواتهم كصلاة المسلمين من النية وأن لا يخلطها المصلي بشيء من غيرها. ولهم الصلاة على الميت بلا ركوع ولا سجود. ويصومون ثلاثين يوماً [20]، وإن نقص الشهر الهلالي صاموا تسعة وعشرين يوماً ". [21]
وفي صفحة (هل القرآن معصوم): " وقد نقل الإسلام عنهم عقائدهم المعمول بها فيه إلى الآن.. وللصابئة خمس صلوات توافق صلوات المسلمين الخمس ". [22]
رابعاً: الفراعنة:
توجهت صفحة (أكذوبة الإعجاز العلمي) غرباً إلى مصر، فجاء فيها:
" إن كلمة "صمد" في العربية هي من الأسماء الحسنى،.. وأشهر استعمال لها في الصمدية ثلاثة: باللغة المصرية القديمة = خمت. وطبقاً لقوانين الفونوطيقيا [23] "خمت" المصرية = صمد العربية. "قانون خ الحامية = س السامية". فإذا كان الأمر كذلك كان معنى الصمدية: الثالوث أو الثلاثة [24] (فقه اللغة العربية. د. لويس عوض صفحة 306) ". [25]
خامساً: الهنود:
وتوجهت صفحة (هل الإسلام من عند الله؟) إلى الشرق البعيد، فوجدت ضالتها في أدغال الهند القديمة !!: " مكة التي تحتوي على الكعبة كان يقدسها الهنود الوثنيون القدامى وكانوا يطلقون عليها (موكشاشانا) أي بيت الله! [26] إنه نفس بيت الله الذي كان عند الوثنيين العرب، ثم بيت الله عند مسلمي اليوم، امتداد وثني عبر القرون، والله لا يسكن في بيوت من حجارة، فهذا فكر وثني متخلف ولا يتفق مع ألوهية الله ". [27]
سادساً: الأرمن:
ابتعدت صفحة (مصادر الإسلام) وهي تبحث في مصدر محتمل للقرآن الكريم، حتى توجهت شمالاً إلى أرمينيا !! ومما جاء فيها: " إننا نرى بعد التحري أن هاروت وماروت هما اسما إلهين قديمين كاذبين كانا يعبدهما الأرمن في الأزمنة القديمة. وقد ذكر مؤرخو الأرمن أن الأرمن كانوا يعبدون إلهين اسمهما باللغة الأرمنية « هوروت وموروت » ".
الحواشي :
------------------------------
1) الصواب: جزافاً. وقد تكرر ذكر الشمس في القرآن الكريم (33) مرة. وذكرت في القرآن الكريم كأي ظاهرة كونية تدل على إبداع خلق الله جل وعلا. ومنها قوله تعالى (في سورة فصلت): لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37)، وهي تنسف ما يزعمه هنا. وينسفه أيضاً حديث صريح في ذلك رواه البخاري في مواقيت الصلاة، باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس (583): "إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَأَخِّرُوا الصَّلَاةَ حَتَّى تَغِيبَ..". وللبخاري ومسلم معاً (24) حديثاً في هذا المعنى. وهذا يدل على تدليسهم.
كيف يفسرون توجه الكنائس إلى جهة الشرق ؟ وكيف يجعلون من حركة الشمس التي هي دليلٌ الوقت، دليلاً على عبادتها؟
وإن قيل للنصراني: صلِّ يوم الأحد عند الساعة التاسعة والنصف، هل ذلك يعني أمره بعبادة الساعة التاسعة والنصف؟
وفوق ذلك، تكرر ذكر الشمس في (الكتاب المقدس) أكثر من 90 مرة.. " وذلك ليس اعتباطيا " ـ جُزافاً ـ بحسب منطقهم!
2) صدق في ذلك، وهذا ما نقول به، وهو يؤكد ألوهية مصدر تلك التشريعات.
3) هيرودوت (Herodotus) : مؤرخ ورحالة يوناني (484 ـ 425 ق.م) كتب كتاب (التاريخ) ويعد كتابه أهم مراجع أخبار الأمم القديمة. انظر: المنجد، لويس المعلوف 2/ 606.
4) سبحان الله، لو كانت كلمة (الله) سبحانه وتعالى غير عربية، لقالوا: كيف يأخذ المسلمون هذه الكلمة من غير العرب؟!!
5) ليس تقبيل الحجر الأسود دليلاً على عبادته، فالنصارى يقبِّلون بابا الفاتيكان فهل هم يعبدونه ؟ والجندي إذ يقبل علم بلاده هل معنى ذلك أنه يعبده ؟ إن التقبيل رمز الاحترام والمحبة ولا يدل على عبادة المقبَّل، كما هو معلوم عقلاً. كما لم يُعهَد أن عبَدت طائفة من العرب الكعبة لذاتها أو الحجر الأسود، رغم كثرة أصنامهم.. ورغم ذلك تكرر الاستدلال بتقبيل الحجر الأسود ـ بصفته أقوى أدلة وثنية الإسلام ـ في المواقع التنصيرية أكثر من عشر مرات.
والغريب أن نصفها استشهد بالقول المشهور للصحابي الجليل عمر بن الخطاب : " أما والله لقد علمت أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قبَّلك ما قبَّلتُك ". انظر مثلاً صفحة (هل القرآن معصوم؟) تحت عنوان: " نظم وثنية ".
6) هذا من تدليسهم؛ فصواب الآيات من سورة النجم: " أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى(19)وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى(20)". أما ما ذكره بعد ذلك من خرافة الغرانيق، وإلقاء الشيطان الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسيتم بيانه في موضع آخر بإذن الله
7) خطأ: البعل: الزوج والصاحب، يقال: بَعَلَ إذا صار بعلاً.انظر: مجمل اللغة، ابن فارس، 1/128.
8) لجهله الواضح باللغة، لم يفرق بين التعزير والتعزيز. فأصل التعزير: التطهير والتعظيم. بينما أصل التعزيز: من العِزة، وهي الغلبة وعدم النظير. انظر: الكليات، الكفوي، ص314 و636. وانظر كيف جعلَ (عزيز) ذكَر (العزى) بلا دليل !
9) قوله متناقض: طهَّرها من الشرك، أم لا ؟؟!!
ولو كانت مناسك الحج ذاتها، لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين: " لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّي لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتِي هَذِهِ " ؟ والحديث رواه مسلم في الحج باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكباً.. (1297) عن جابر .
10) ذكر ابن حزم في الفِصَل 1/35 أنهم المجوس، ولخص عقيدتهم بما يلي: " إنهم يقولون إن الباري عز وجل لما طالت وحدته استوحش، فلما استوحش فكر فكرة سوء، فتجسمت فاستحالت ظلمة، فحدث منها أهرمن ـ وهو إبليس ـ فرام البارىء ـ تعالى عن ذلك ـ إبعاده عن نفسه، فلم يستطع. فتحرز منه بخلق الخيرات، وشرع أهرمن في خلق الشر ".
قلت: المجوس (Magi) : الكهنة الرئيسون في الديانة الزرادشتية، ويتولون الدعوة إليها وتعليمها للناس. انظر: المعتقدات الدينية لدى الشعوب، جيفري بارندر، ترجمة: د. إمام عبد الفتاح، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، عدد 173، ص102.
11) صحيح أن بعض العرب ـ كالمناذرة ـ كانوا يتقربون من الفرس للحصول على الطعام والمرعى، إلا أن ذلك لم يمنع محاربتهم بل والانتصار عليهم كيوم ذي قار (انظر: الكامل في التاريخ، ابن الأثير 1/166)، ولك أن تحكم على مقدار احترام ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس حين دخل عليه برمحه وأخذ يتلف به الوسائد والستائر استخفافاً (انظر: المصدر السابق 1/475).
12) " أرده ويراف ": ناسك زرادشتي، أمره الملك الساساني بالقيام برحلة روحية إلى الحياة الثانية؛ ليصف للملك وحاشيته الجنة والنار.. فوافق. عندها أجلسوه على منصة، وتحلَّق حوله كبار رجال الدين وقادة الجيش. وبعدَ تراتيل وابتهالات، قدموا له كأساً من شراب مقدس (هوما)، وعندما شربه، فقدَ الوعي سبعة أيام.. وبعد أن استيقظ، حدَّثهم بما شاهَد من كواكب ونجوم.. انظر: زرادشت والديانة الزرادشتية، فارس عثمان، ص 116. قلت: تختلف ظروف خيالات " أرده ويراف "، عن إسراء ومعراج سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بجسده.
13) بل كلمة عربية، جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس 3/268 (صرط) : " الصاد والراء والطاء.. وهو الطَّرِيق ".
14) روضة الأحباب في سير النبيّ صلى الله عليه والآل والأصحاب، لجمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الدشتكي الشيرازي النيسابوري (ت926هـ)، يقع الكتاب في مجلدين، كُتِبا بالفارسية. انظر: كشف الظنون، حاجي خليفة 1/922. وجمال الدين شيعي، كما ورد في أعيان الشيعة لمحسن الأمين 8/145 وقال: إنه من علماء الجمهور، ابن السيد الحكيم الأمير غياث الدين منصور، صاحب المدرسة المنصورية بشيراز.
قلت: ليست أقوال رجال الشيعة الروافض ـ ولا غيرهم ـ حجة على القرآن الكريم، وصحيح السنة النبوية الشريفة.
15) لماذا لم يكن سلمان مدعياً النبوة لو كان الأمر بتلك السهولة ؟ وأيضاً: سلمان أسلم بعد الهجرة، انظر: سيرة ابن هشام1/173، (حديث إسلام سلمان ). وكان زمن نزول الآيات المكية ـ التي تحوي عقائد وقصصاً مزعومٌ أخذها عن الفرس ـ يطوف بلاد الشام بحثاً عن الحقيقة ولم ير النبي إلا بعد الهجرة، أي بعد نزول الآيات المكية.
16) من المشهور أن آيات سورة القلم نزلت في الوليد بن المغيرة لا النضر بن الحارث، وقيل: نزلت في الأخنس بن شريق; وقيل: الأسود بن عبد يغوث ـ أو عبد الرحمن بن الأسود ـ وقيل: أبو جهل بن هشام. ولم يقل أحد إنها نزلت في النضر بن الحارث. أما آيات الجاثية فقيل: نزلت في النضر بن الحارث. وعن ابن عباس أنه الحارث بن كلدة. وحكى الثعلبي أنه أبو جهل وأصحابه. وجمهور المفسرين على أنها على عمومها، بلا سبب نزول. انظر: تفسير القرطبي لآية الجاثية 16/158 والقلم 18/232.
17) لماذا رضي سلمان أن يحظى محمد بشرف النبوة ؟! وهل من الحكمة أن يكون مصدر القرآن الكريم المفترَض مختلطاً بالصحابة والمنافقين والمشركين واليهود، مشاركاً بالغزوات والسرايا.. معرَّضاً للقتل أو الأسر ؟!
18) ذكر الحكمي في معارج القبول 2/470 أنهم أبناء القوم الذين ناظرهم سيدنا إبراهيم عليه السلام في عبادة الكواكب، وأنهم يقدسون الشمس ويعدونها من الملائكة، ولهم كعبة يقصدونها ثلاث مرات في اليوم.. وقال: " وهم إذا طلعت الشمس سجدوا كلهم، وإذا غربت، وإذا توسطت الفلك. ولهذا يقارفها الشيطان في هذه الأوقات الثلاثة، لتقع عبادتهم وسجودهم له؛ ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تحري الصلاة في هذه الأوقات؛ قطعاً لمشابهة الكفار ظاهراً، وسداً لذريعة الشرك، وعبادة الأصنام ". ألا يكفي كل هذا لنقض زعمهم؟ ودليلاً على جهلهم ببدهيات وأساسيات العقيدة الإسلامية؟
19) الصواب: يؤدي الصابئي ثلاث صلوات في اليوم.. وتقتصر صلاتهم على الوقوف والركوع والجلوس بلا سجود، وتستغرق قراءة الأذكار فيها ساعة وربع تقريباً، ويستقبلون جهة الشمال. انظر: العبادات في الأديان السماوية، د. عبد الرزاق الموحي، ص51-52. عن مقابلة شخصية له مع شيخ الصابئة في العراق " الشيخ رافد الشيخ عبد الله ". وانظر أيضاً: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ص320.
20) الصواب: الصيام عندهم صيامان: كبير (عن الاعتداء والذنوب والنميمة..) وصغير (الامتناع عن تناول اللحوم مدة 32 يوماً) ولا يجوز ذبح أي ذبيحة طيلة أيام الصيام الصغير. وعادتهم فيه كعادات صيام الكنيسة الشرقية!! انظر: العبادات في الأديان السماوية، عبد الرزاق الموحي، ص54. وجاء في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ص320 : أنهم يصومون عن تناول اللحوم ـ كصوم النصارى ـ (36) يوماً ! فمن المقتبسة ديانته من الصابئة؟
21) خطأ؛ فصومهم بحسب الشهور الشمسية، ويصومون أياماً متفرقة من شهور: كانون ثاني، شباط، أيار، حزيران، تموز، آب، أيلول، تشرين أول. انظر تحديد تلك الأيام في كتاب: العبادات في الأديان السماوية، د. عبد الرزاق الموحي، ص55.
22) لم تذكر أي من الصفحتين التنصيريتين عبادة " التعميد " عند الصابئة، وتسمى عندهم (المصبتا). مع أن لها قدسية تفوق قدسية الصلاة والصيام، وبدونها لا يكون المرء صابئياً. والسبب واضح، وهو الخشية من أن ينقلب الدليل عليهم في كون التعميد المسيحي مقتبس عن الصابئة. انظر تفصيل التعميد عند الصابئة في كتاب: العبادات في الأديان السماوية، د. عبد الرزاق الموحي، ص51.
وكذا لم يذكروا عدم جواز الطلاق عند الصابئة إلا بسبب خطيئة الزوجة، وكونهم يقدسون يوم الأحد ولا يعملون فيه شيئاً.. انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، ص323.
23) علم الأصوات اللغوية (Phonology) : هو العلم الذي يُعنى بالعناصر الصوتية التي يؤدي اختلافها إلى اختلاف المعنى، (مثل: نقد ونقض). معتبراً اللغة مجموعة متناسقة من الأصوات.. انظر: قاموس المصطلحات اللغوية، د. إميل يعقوب وآخرون، ص267.
24) الصواب: الصمد عربية فصيحة، كما ذكر ابن فارس في معجم مقاييس اللغة 3/239 (صمد): " الصاد والميم والدال أَصلان: أحدهما القَصْد، والآخَر الصَّلابة في الشَّيء. فالأوَّل: الصَّمْد: القصد. يقال صَمَدْتُه صَمْداً. وفلان مُصَمَّدٌ، إِذا كان سيِّداً يُقصَدُ إليه في الأمور. وصَمَدٌ أيضاً. والله جلَّ ثناؤه الصَّمَد؛ لأنه يَصْمِد إليه عبادُهُ بالدُّعاء والطَّلَب. قال [عمرو بن الأسلع] في (الصَّمَد):
علوتُهُ بحُسامٍ ثم قلتُ لـه خذْها حُذَيفُ فأنت السيِّد الصَّمَدُ
وقال في (المصَمَّد) طَرَفَة:
وإِنْ يَلْتَقِي الحيُّ الجميعُ تُلاقِني إلى ذِروةِ البيت الرَّفيعِ المُصمَّدِ
والأصل الآخر: (الصَّمْد)، وهو كلُّ مكانٍ صُلْب. قال أبو النَّجم:
يغادِرُ الصَّمْدَ كظَهْر الأَجزَلِ ".
وردَّ الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية في الأزهر بأن مزاعم د. لويس عوض مجرد أوهام لا تجد الدليل العلمي. انظر: المأخذ رقم (2) على كتاب " مقدمة في فقه اللغة العربية " الملحق بكتاب: " لويس عوض ومعاركه الأدبية " لنسيم حلمي، ص516. وقد حاول لويس عوض الرد على الأمين العام المساعد في ملحق بالكتاب ذاته ص558، وظل يراوغ دون الإتيان بدليل علمي على زعمه.
25) انظر ص236-237. بحثَ فيه أصل كلمة: " ثلاثة " بالعربية، ذاكراً عدة احتمالات من لغات مختلفة وختم بالفرعونية.
ولويس عوض كاتب قبطي معروف بكرهه للجنس العربي، وله مقالات تتهم العرب بأنهم سبب تخلف مصر، ويدعو فيها إلى العودة إلى الجذور الفرعونية المتقدمة. كما أنه يدعو إلى مكافحة ما يسميه (أسلمة مصر)، مطالباً بمنع تدريس التربية الإسلامية في المدارس المصرية، وإلغاء الأزهر. وينادي بتكوين دين يجمع بين الديانات السماوية الثلاثة، بمسحة مسيحية. وقد اتهمه الأديب نجيب محفوظ بأنه يفسر كتب التراث تفسيراً مسيحياً، بعيداً عن المنهج العلمي. كما اشتهر بشتم علماء المسلمين، وكان يطلق عليهم تعبيرات مثل (غوغاء، كهنة..). ومؤلفاته تكاد تنسب كل اكتشاف واختراع عرفه الإنسان إلى الفراعنة.. لمعرفة المزيد عن أفكاره، انظر كتاب: لويس عوض الأسطورة والحقيقة، د. حلمي القاعود، دار الاعتصام، القاهرة، 1994م.
26) المقصود ببيت الرب عند وثنيي الهند: غرفة مظلمة داخل المعبد لا يدخلها أحد، تسمى: " غرفة الرحم ". وهي بيت الإله الرئيسي (مثل قدس الأقداس " بيت الرب "، في الهيكل كما تزعم التوراة المحرفة)، وباب حجرتها إلى جهة الشرق (كقبلة النصارى). ويمتلئ معبدهم بصوَر الآلهة والملائكة وغيرهم (كمعابد النصارى). انظر: الهند عقائدها وأساطيرها، عبد الرحمن حمدي، ص 98.
27) يُطلِق المسلمون لقب بيت الله على كل مسجد، لا على الكعبة فقط. ولم يقل أحد من المسلمين إن الله يسكن الكعبة. وإضافة بيت الله إليه ـ ـ للتشريف، كقوله تعالى: نَاقَةَ اللَّهِ [الشمس: 13].
بينما الكتاب المقدس هو الذي ذكر أن الرب (يسكن) في بيوت من حجارة.. مثلاً جاء في سفر إشعيا [66/1]: " هكذا قال الرب.. أين البيت الذي تبنون لي ؟ وأين مكان راحتي؟ ". وفي سفر حزقيال [44/2]: " فقال لي الرب: هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً ".
وجاء في تفسير الكتاب المقدس / كتب الحكمة، جمعيات الكتاب المقدس، ص 1172: " الهيكل حيث يسكن الله، كان على كل إسرائيلي تقي أن يزوره كل سنة (انظر سفر الخروج 23/14-16) ".