لغة العرامين
New member
بسم1
في اية ((وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)البقرة
لقد أشكلت هذه الاية الكريمة في تأويلها على جلِّ المفسرين ومال أكثرهم إلى أن الأسماءَ التي عُلِّمها ادم هي أسماءُ الأشياء كلها التي سيتعامل معها ادم عليه السلام على الأرض لما أُهبِط إليها ،ولكن هذا التأويل الذي عليه أغلب المفسرين قد جانب الصواب وتفصيل ذلك :
1-السياقُ الذي جاءت فيه الاية الكريمة لا يدل على ذلك لأن الملائكة لما تعجبت من قوله تعالى لهم:((إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)) فلم يكن استغرابُهم من أسماء الأشياء وهي لا تسفك دماءً ولا تفسد في الأرض -إن كانت على حد زعم منْ أوَّلها -أسماءً للطيور والحيوانات البرية والبحرية والنباتات والأشجار والثمار والحشرات والحجارة والرمال، حتى قالوا إنه قد ُعُلِّم كلَّ شيءٍ حتى الفسوة والفُسية ونسبوا ذلك لابن عباس .....الخ ولم يفطنوا إلى أن هذه الأشياء غير مكلفة أصلا ولا تُحاسب وليس لها جنة أو نار ،لأنه مع ذكر الفساد وسفك الدماء لزم ان يكون معه جزاء من الله تعالى عليه وهو بلا شك من فعل فاعل فلا يبقى إلا أن هذا الفاعل هو الإنسان المكلف ،قال تعالى:((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)) الروم(41) فأين محل الأشياءِ التي ذكرنا في هذه الاية من الفساد؟ فقد خُصَّ بالفسادَ الإنسانُ .فأينما يُذكر الفساد في كتاب الله يُذكر معه الإنسان.
2- لما قالت الملائكة -بعد الاستغراب ممنْ سيفسدُ في الأرض ويسفك الدماء-:(( ونحنُ نسبح بحمدك ونقدس لك))يُفهم من قولهم هذا أنهم قاسوا على أنفسهم أمرَ أو حالَ الخليفةِ الذي سيجعله الله في الأرض (يفسد فيها ويسفك الدماء) لِمَ لا يكون مثلُهم؟ (يسبح بحمد الله ويقدس له)فلا يفسد ولا يسفك الدماء، ويكون مجبولاً على الطاعة كالملائكة ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) التحريم(6)وقال تعالى:((وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (19) يسبحون الليل والنهار لا يفترون (20)الأنبياء ، فجاء الجواب لهم من الله تعالى((قال إني أعلم ما لا تعلمون)) ومعنى ذلك أن أمراً ما قد غاب عنهم وخفي عليهم فلا يعلمونه، وهو- على غلبة الظن- الحكمة من وراء خلق هذا الخليفة ،ثم إنهم قد أسرَّوا أمرا يعلمه الله تعالى وربما يكون -بغلبة الظن كذلك- (أن الحكمة قد تمت بعبادتنا الخالصة لك فلا حاجة لمخلوق يفسد ويسفك الدماء) وما يوحي بذلك قوله تعالى في نهاية الاية((وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))فجاءهم الجواب في قوله تعالى((إني أعلم ما لا تعلمون))أي هناك ما لا تعلمونه من حكمة أردتها من وراء خلقه.
يتبع إن شاء الله...
الشاعر / داود العرامين. فلسطين
في اية ((وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)البقرة
لقد أشكلت هذه الاية الكريمة في تأويلها على جلِّ المفسرين ومال أكثرهم إلى أن الأسماءَ التي عُلِّمها ادم هي أسماءُ الأشياء كلها التي سيتعامل معها ادم عليه السلام على الأرض لما أُهبِط إليها ،ولكن هذا التأويل الذي عليه أغلب المفسرين قد جانب الصواب وتفصيل ذلك :
1-السياقُ الذي جاءت فيه الاية الكريمة لا يدل على ذلك لأن الملائكة لما تعجبت من قوله تعالى لهم:((إني جاعلٌ في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)) فلم يكن استغرابُهم من أسماء الأشياء وهي لا تسفك دماءً ولا تفسد في الأرض -إن كانت على حد زعم منْ أوَّلها -أسماءً للطيور والحيوانات البرية والبحرية والنباتات والأشجار والثمار والحشرات والحجارة والرمال، حتى قالوا إنه قد ُعُلِّم كلَّ شيءٍ حتى الفسوة والفُسية ونسبوا ذلك لابن عباس .....الخ ولم يفطنوا إلى أن هذه الأشياء غير مكلفة أصلا ولا تُحاسب وليس لها جنة أو نار ،لأنه مع ذكر الفساد وسفك الدماء لزم ان يكون معه جزاء من الله تعالى عليه وهو بلا شك من فعل فاعل فلا يبقى إلا أن هذا الفاعل هو الإنسان المكلف ،قال تعالى:((ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون)) الروم(41) فأين محل الأشياءِ التي ذكرنا في هذه الاية من الفساد؟ فقد خُصَّ بالفسادَ الإنسانُ .فأينما يُذكر الفساد في كتاب الله يُذكر معه الإنسان.
2- لما قالت الملائكة -بعد الاستغراب ممنْ سيفسدُ في الأرض ويسفك الدماء-:(( ونحنُ نسبح بحمدك ونقدس لك))يُفهم من قولهم هذا أنهم قاسوا على أنفسهم أمرَ أو حالَ الخليفةِ الذي سيجعله الله في الأرض (يفسد فيها ويسفك الدماء) لِمَ لا يكون مثلُهم؟ (يسبح بحمد الله ويقدس له)فلا يفسد ولا يسفك الدماء، ويكون مجبولاً على الطاعة كالملائكة ((لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)) التحريم(6)وقال تعالى:((وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون (19) يسبحون الليل والنهار لا يفترون (20)الأنبياء ، فجاء الجواب لهم من الله تعالى((قال إني أعلم ما لا تعلمون)) ومعنى ذلك أن أمراً ما قد غاب عنهم وخفي عليهم فلا يعلمونه، وهو- على غلبة الظن- الحكمة من وراء خلق هذا الخليفة ،ثم إنهم قد أسرَّوا أمرا يعلمه الله تعالى وربما يكون -بغلبة الظن كذلك- (أن الحكمة قد تمت بعبادتنا الخالصة لك فلا حاجة لمخلوق يفسد ويسفك الدماء) وما يوحي بذلك قوله تعالى في نهاية الاية((وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون))فجاءهم الجواب في قوله تعالى((إني أعلم ما لا تعلمون))أي هناك ما لا تعلمونه من حكمة أردتها من وراء خلقه.
يتبع إن شاء الله...
الشاعر / داود العرامين. فلسطين