من بدائع الفوائد لابن القيم

إنضم
06/03/2006
المشاركات
253
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
قال ابن القيم رحمه الله في تفسير قوله تعالى : " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين " آل عمران ( 42 - 43)
" قوله اركعي مع الراكعين ولم يقل اسجدي مع الساجدين فإنما عبر بالسجود عن الصلاة وأراد صلاتها في بيتها لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها مع قومها ثم قال لها اركعي مع الراكعين أي صلي مع المصلين في بيت المقدس ولم يرد أيضا الركوع وحده دون أجزاء الصلاة ولكنه عبر بالركوع عن الصلاة كما تقول ركعت ركعتين وأربع ركعات يريد الصلاة لا الركوع بمجرده فصارت الآية متضمنة لصلاتين صلاتها وحدها عبر عنها بالسجود لأن السجود أفضل حالات العبد وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من صلاتها في المسجد عبر عنها بالركوع لأنه في الفضل دون السجود وكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها وحدها في بيتها ومحرابها وهذا نظم بديع وفقه دقيق وهذه نبذ تسير بك إلى ما وراءها ترشدك وأنت صحيح "
بدائع الفوائد (2/63 )​
.
 
أرجو أخي الحبيب أن تدقق النظر فيما تكتب!

الكلام الذي نقلته عن ابن القيم؛ هل هو له؟

تأكد بارك الله فيك، وأعد قراءة ما نقلته عنه لتكتشف الخلل.
 
[align=justify]كنت قد قيدت هذا النقل أثناء قراءتي للكتاب، ثم تبين أنه من كلام السهيلي في النتائج حين وجدت بعده بصفحات تعقبا للإمام ابن القيم، فقد قال:
(( وأما قوله تعالى: (يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين) فقد أبعد النجعة فيما تعسفه من فائدة التقديم، وأتى بما ينبو اللفظ عنه.
وقال غيره: السجود كان في دينهم قبل الركوع وهذا قائل ما لا علم له به!

والذي يظهر في الآية -والله أعلم بمراده من كلامه- : أنها اشتملت على مطلق العبادة وتفصيلها، فذكر الأعم، ثم ما هو أخص منه، ثم ما هو أخص من الأخص، فذكر القنوت أولا، وهو الطاعة الدائمة، فيدخل فيه القيام والذكر والدعاء وأنواع الطاعة، ثم ذكر ما هو أخص منه، وهو السجود الذي يشرع وحده، كسجود الشكر والتلاوة، ويشرع في الصلاة، فهو أخص من مطلق القنوت، ثم ذكر الركوع الذي لا يشرع إلا في الصلاة، فلا يسن الإتيان به منفردا، فهو أخص مما قبله.

ففائدة الترتيب: النزول من الأعم، إلى الأخص، إلى أخص منه، وهما طريقتان معروفتان في الكلام: النزول من الأعم إلى الأخص، وعكسها وهو الترقي من الأخص، إلى ما هو أعم منه، إلى ما هو أعم.

ونظيرها قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير) فذكر أربعة أشياء، أخصها الركوع، ثم السجود أعم منه، ثم العبادة أعم من السجود، ثم فعل الخير العام المتضمن لذلك كله...إلخ )). [align=left](بدائع الفوائد 1/140-142).[/align][/align]
 
يقول السهيلي في ( نتائج الفكر ) 272 :

" إن قيل : فالركوع قبل السجود بالزمان وبالطبع والعادة لأنه انتقال من علو إلى انخفاض ، والعلو بالطبع قبل الانخفاض ، فهلاَّ قدَّم في الذكر على السجود لهاتين العلتين ؟!
فالجواب أن يقال لهذا السائل : انتبه لمعنى هذه الآية من قوله ( اركعي مع الراكعين ) ، ولم يقل : ( اسجدي مع الساجدين ) ؛ فإنما عبَّر بالسجود عن الصلاة كلها ، وأراد صلاتها في بيتها ، لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل لها من صلاتها مع قومها .

ثم قال لها : ( اركعي مع الراكعين ) أي : صلِّي مع المصلين في ( بيت المقدس) ، ولم يرد أيضاً الركوع وحده دون سائر أجزاء الصلاة ، ولكنه عبَّر بالركوع عن الصلاة كلها كما تقول : (ركعت ركعتين) و (ركعت أربع ركعات) إنما تريد الصلاة لا الركوع بمجرده ؛ فصارت الآية متضمنة لصلاتين ؛ صلاتها وحدها ، عبَّر عنها بالسجود ، لأن السجود أفضل حالات العبد ، وكذلك صلاة المرأة في بيتها أفضل لها ، ثم صلاتها في المسجد عبَّر عنها بالركوع ، لأنه في الفضل دون السجود ، وكذلك صلاتها مع المصلين دون صلاتها في بيتها ومحرابها ، وهذا نظم بديع ، وفقه دقيق" اهـ.
 
عودة
أعلى