وجود رقعة مصحف من أيام الدولة الأموية بالرسم العثماني تطور جديد في مجال الدرس القرآني،لكن التوفر على مصحف في أكثر من مائتي لوحة سقطت منه الفاتحة وقسم من سورة البقرة ويبتدىء من قوله تعالى(وأمره الى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار...)فهذا مما لا يملك الباحث حياله الا أن يحمد ربه يثني على نعمه أن سخر المكتبة الرقمية لخدمة القرآن الكريم.
هذا المصحف من ذخائر المكتبة الوطنية الفرنسية ويمكن تحميله بمحرك غوغل على: gallica manuscrits du coran n 328
وبعد قلب 8 صفحات الأولى بعد التجليد بالزر الأخضر على اليمين ،يبتدىء آخر البقرة،والمصحف شاهد من شواهد نقل القرآن الى زماننا الحالي حيث نجد رسمه هو نفس رسم مصاحفنا اليوم والحمد لله.
وهذا المصحف كان موضوع دراسة بالفرنسية بعنوان"التدوين الكتابي للقرآن في بداية الاسلام" منشورة مع دراسات أخرى ضمن كتاب " texts and studies on the quran نصوص ودراسات حول القرآن"الصادر عن مكتبة بريل في ليدن.
ففي هذه الدراسة التي خصصت لهذا المصحف انتهى خبير الباليوغرافيا د.ديروش الى تحديد زمن كتابة الوثيقة بالربع الثالث من القرن الأول للهجرة.
د. عبدالرزاق
جزاك الله خيرا
جميل ان يقرأ الانسان في بداية يومه مثل هذه الأخبار التي تبث الفرح في الروح و تبعث الأمل في النفس، خاصة بعد قراءة الأخبار السياسية التي لا تدعو الى اي شيء إيجابي.
لفت نظري ان الخط المكتوب به المصحف الذي أشار اليه د٠عبدالرزاق أعلاه مائل،
رابط لصفحة من المصحف: Coran
و في نفس الوقت كان يلفت نظري اثناء اطلاعي على موقع كورنيكا ان الخط الذي يهتم به المشروع هو الخط الحجازي.
documenta coranica — Coranica
((Coranica will consider those which were prior to the end of the Umayyad era, limited to those in Hijazi script.))
هل الخط المائل في المصحف هو الخط الحجازي؟
هل هناك دلالة معينة من اختيار مشروع كورنيكا للخط الحجازي؟
الاستاذ هرماس المحترم ،
لقد قدّمت للمشاركين في هذا الملتقى إحدى المجموعات الثمينة المحفوظة في باريس. للأسف لم أحصل إلى الآن على الدراسة المذكورة للزميل Deroche حول هذه المجموعة بالضبط . أما الخط فهو الخط الحجازي أو الخط المائل . وهنا أيضا يطرح السؤال نفسه : هل تم تحليل المادة (الرق / الجلد الحيواني) بكاربون ١٤ وهل تم كذلك تحليل الحبر ( وهو تعود على مكونات النبتات وغير ذلك ) ؟
سؤال "زمزم بيان":"هل هناك دلالة معينة من اختيار مشروع كورنيكا للخط الحجازي؟"
جوابه أن الأصل أن هذا المشروع أنه ممول من قبل الايطالي سيرجيو نوصيدا تـ2008م الذي كان أستاذ كرسي اللغة والآداب العربية في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو،وكان سيرجيو سليل أسرة أرسطوقراطية فحول جزءا من ثروته لخدمة مشروعين لهما تعلق بالقرآن الأول في ايطاليا والثاني في ألمانيا.
أما السبب وراء اختيار الخط الحجازي فيرجع الى كون "دينامو" المشروع الذي اختار نوصيدا العمل معه هو د.فرانسو ديروش بالاضافة الى كريستيان روبان،واذا رجعنا الى مؤلف ديروش:" les manuscrits du Coran aux origines de la calligraphie coranique-مخطوطات المصاحف منذ نشأة الرسم القرآني " الذي صدر مجلده الأول 1983 والثاني 1985،فان جل المصاحف التي درسها بالخط الحجازي.
[FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]أما سؤال الدكتور موراني:[/FONT][FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]"هل تم تحليل المادة (الرق / الجلد الحيواني) بكاربون ١٤ وهل تم كذلك تحليل الحبر ( وهو تعود على مكونات النبتات وغير ذلك )[/FONT][FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic] ؟"[/FONT]
[FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]فجوابه أنني من خلال تتبع الطريقة العلمية التي يسير عليها الدكتور ديروش ألاحظ أنه[/FONT][FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic] استفاد من مراحل تحسين كتابة المصاحف القديمة منذ طور الكتابة بالرسم فقط زمن الصحابة رضي الله عنهم الى ما بعد مرحلة ضبط المصاحف بالشكل الذي ابدعه الخليل بن أحمد[/FONT][FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]،وعن طريق الدراسة العلمية لهذه المراحل استطاع ضبط خصائص مصاحف النصف الثاني من القرن الأول الهجري،ثم خصائص مطلع الثاني وهكذا...وحتى مصاحف عصر المماليك...[/FONT]
[FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]على أنه بعد تحديد المرحلة يتم الانتقال الى الخطوة الثانية[/FONT][FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic] وهي جد مكلفة ماديا[/FONT][FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]،أي اجراء اختبار بالنظير المشع للكربون 14 الذي يحدد السنة بدقة متناهية.والعمل في هذا المشروع طويل ومكلف و لايمكن أن يقوم به باحث واحد أو بضعة باحثين...[/FONT]
[FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic]وأعتقد أن الدكتور موراني يعرف ذلك كما يعرف أن علم الباليوغرافيا paléographie الذي يستخدم النظير المشع من جديد مبتكرات عصرنا وقبل سنوات لم نكن نحلم بالنتائج التي نقرأ عنها اليوم في هذا المضمار ... والمرجو أن يسهم ملتقى أهل التفسير -أحسن الله لمن أنشأه ولمن يدعمه- أن يثير اهتمام الباحثين الى هذه الجوانب البكر في الدراسات القرآنية...فآفاق البحث فيها تجمع الحسنيين: خدمة كتاب الله تعالى+ متعة علمية لا نظير لها.
وأذكر أنه قبل أكثر من ربع قرن أثارت جمالية وبهاء مصاحف المكتبة الوطنية الفرنسية محافظها آنذاك د.أندريه ميكيل،فقرر عام 1987م أن يكون أحد منشورات المكتبة هي رقع من هذه المصاحف عن طريق التصوير وذلك قبل أن ينعم الله علينا بنعمة الانترنيت،وهاهو غلاف المطبوع بعنوان:"عـز و جـلال:مصاحف المكتبة الوطنية" [/FONT]مشاهدة المرفق 7558
الأستاذ هرماس : للكربون 14 الذي يحدد السنة بدقة متناهية
هذا التحليل لا يحدد السنة بالدقة بل يحددها ما يتراوح بين ٢٥ إلى ٥٠ عام على الأقل . إن كان إنتاج المادة (الرق) حسب التحليل عام ٥٠ فإنه ربما كان عام ٧٥ إلى ١٠٠ (على سبيل المثال) . أما الكتابة بالخط الحجازي المائل فإنها تؤرَّخ بالضرورة بعد هذه السنوات . الكتابة دائما أحدث من إنتاج المادة ، جلدا كانت أو ورقا أو كاغذا أو برديا .
(أما السبب وراء اختيار الخط الحجازي فيرجع الى كون"دينامو" المشروع الذي اختار نوصيدا العمل معه هو د.فرانسو ديروش بالاضافة الى كريستيان روبان،واذا رجعنا الىمؤلف ديروش:" les manuscrits du Coran aux origines de la calligraphie coranique-مخطوطاتالمصاحف منذ نشأة الرسم القرآني " الذي صدر مجلده الأول 1983 والثاني1985،فان جلالمصاحف التي درسها بالخط الحجازي. )
جزاك الله خيرا.
اجابتك عن سبب اختيار الخط الحجازي المائل في مشروعكورنيكا وضحت الصورة لي أكثر، لكن و العلم عند الله، الحاسة السادسة عند زمزم تقوللها انه ربما يوجد سبب اخر لاختيار هذا الخط بجانب السبب الذي ذكرته.
ادعو الكريم ان تثمر كلماتك يا دكتور عبدالرزاق (...أن يثير اهتمام الباحثين الى هذه الجوانب البكرفي الدراسات القرآنية...فآفاق البحث فيها تجمع الحسنيين: خدمة كتاب الله تعالى+متعة علمية لا نظير لها.) ثمار يانعة.
فعلا انها افاق عالية ان يوفق المسلم الى خدمةكتاب الله مع اشباع رغبة البحث العلمي.
(إن كان إنتاج المادة (الرق) حسب التحليل عام٥٠ فإنه ربما كان عام ٧٥ إلى ١٠٠ (على سبيل المثال) . أما الكتابة بالخط الحجازيالمائل فإنها تؤرَّخ بالضرورة بعد هذه السنوات . الكتابة دائما أحدث من إنتاج المادة ، جلدا كانتأو ورقا أو كاغذا أو برديا .)
دكتور موراني المحترم:
فهمت زمزم من كلامك اعلاه ((الكتابة دائما أحدث من انتاج المادة)) معنى لا يمكنها ان تتعجل و تعبر عنه الان،
لو سمحت هل يمكن ان توضح كلامك أكثر؟
لو سمحت ما دلالة عبارتك ((الكتابة دائما أحدث من انتاج المادة)) على المخطوطات و خاصة مخطوطات المصاحف؟
اتمنى ان ارى اجابتك.
على فكرة: دكتور موراني: تعليقاتك تثري الحوار.
ادعو الكريم ان يشرح صدرك لما يحب ويرضى...آمين...فهو كريم.
زمزم بيان المحترمة :
أشكر لك على هذا الاهتمام في هذا الموضوع الهام .
للتوضيح : المادة التي يُكتب عليها ، جلدا حيوانيا (الرق) كانت أو ورقا ...وهلم جرا ...هي الأولى .
ربما تجمع هذه المواد للمدة بعد انتاجها ولا يُكتب عليها شيء ، لأنها سلعة تباع ولها قيمة . لدينا عدد من هذه الأمثلة...
الكتابة على هذه المادة تأتي دائما في طبيعة الحال فيما بعد.... ومن هنا نتساءل : ما هي المدة الزمنية بين انتاج المادة والكتابة عليها ؟
د. موراني المحترم:
أشكرك على إجابتك على السؤال الاول.
يبقى السؤال الثاني:
لو سمحت ما دلالة عبارتك ((الكتابة دائما أحدث من انتاج المادة)) مع عبارتك ( ما هي المدة الزمنية بين انتاج المادة والكتابة عليها ؟) على المخطوطات و خاصة مخطوطات المصاحف؟
هل هناك نتائج علمية معتبرة عن الفترة الزمنية بين المادة و الكتابة عليها؟
لانه لو وجدت نتائج علمية معتبرة بهذا الخصوص فهي بلا شك ستفتح أفاق مثيرة في علم المخطوطات.
زمزم بيان :
صناعة الرق وغيره شيء والكتابة عليه شيء آخر وهي تتم على أيدي النساخ . والمدة بين الصناعة والكتابة غير معورف إلا في حالة تحليل الكتابة نفسها من طريق الكاربون ١٤ . حسب علمي ليس هناك مقارنات بين الفترتين إلا في الأبحاث المصرية القديمة الفرعونية .
أما الرق ، أي الجلد الحيواني ، فإنه كان في حوزة صنّاع الرق وكثيرا ما كان يعتبر مالا ؛ لدينا وثائق ، مثلا بالقيروان ، (عقد النكاح ، بيع حانوت إلخ) تمّ دفع الرسوم عليها بكذا وكذا لوحة من الرق الصافي ولا بالمال .
لقد أصبح الرق مالا....وبالتالي : ما هي المدة تحديدا التي كان الرق مخزّنا فيها لدى الصناع أو التجار؟
تصفحت النسخة المخطوطة من المصحف المحفوظ بالمكتبة الوطنية بباريس والذي ذكر أنه يرجع إلى الربع الثالث من القرن الأول، فوجدتها قد اشتملت على أجزاء من ثلاثة مصاحف كتبت بخط متقارب متفق هو الخط الحجازي المائل، وهذا وصفها:
1- أجزاء المصحف الأول
يبتدئ المصحف من قوله تعالى في البقرة: ﴿وأمره إلى الله ومن عاد..﴾ إلى أن يصل إلى اللوحة 10، ونهايتها قوله تعالى في آل عمران: ﴿واركعي مع الراكعين﴾.
ثم ينتقل في اللوحة 11 إلى قوله تعالى: ﴿لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ومن يبتغ..﴾ ويستمر إلى أن يصل في اللوحة 48 إلى قوله تعالى من سورة المائدة: ﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم..﴾.
ثم ينتقل في اللوحة 49 إلى قوله تعالى من سورة الأنعام: ﴿أنفسهم فهم لا يومنون. ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا﴾ ثم تستمر إلى أن تصل في اللوحة 84 إلى قوله تعالى: ﴿واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون واتقوا فتنة﴾.
ثم تبتدئ اللوحة 85 من قوله تعالى في التوبة: ﴿مجرمين. المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يامرون بالمنكر..﴾ وتستمر إلى أن تصل في اللوحة 100 إلى قوله تعال في سورة يونس: ﴿قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا ولا يفلح الساحرون قالوا أجئتنا لتلفتنا عما﴾
ثم تبتدئ في اللوحة 101 من قوله تعالى في سورة يوسف: ﴿كظيم. قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف ﴾ وتستمر إلى ان تصل في اللوحة 112 إلى قوله تعالى في سورة الحجر: ﴿إن ربك هو الخلاق العليم. ولقد ءاتيناك سبعا من ﴾.
ثم تبتدئ في اللوحة 113 من قوله تعالى في سورة فاطر: ﴿ الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير﴾. إلى أن تصل في اللوحة 114 إلى قوله تعالى في نفس السورة ـ سورة فاطر ـ ﴿بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضاً إلا غرورا. إن الله﴾.
ثم تبتدئ في اللوحة 115 من قوله تعالى في سورة ص: ﴿رب السماوات والارض وما بينهما العزيز الغفار. قل هو نبؤا عظيم﴾ إلى أن تصل في اللوحة التي بعدها (116) إلى قوله تعالى في سورة الزمر: ﴿قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن﴾.
ثم تبتدئ في اللوحة 117 من قوله تعالى في سورة فصلت: ﴿في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون. نزلا من غفور رحيم﴾ إلى أن تصل في اللوحة 132 إلى قوله تعالى في سورة الأحقاف : ﴿أم يقولون افتراه قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم﴾.
ثم تبتدئ في اللوحة 133 من قوله تعالى في سورة الممتحنة: ﴿عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم. لا ينهاكم الله..﴾ إلى أن تصل في اللوحة 136 إلى قوله تعالى في سورة المنافقين: ﴿يأيها الذين ءامنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم﴾.
ثم تبتدئ في اللوحة 137 من قوله تعالى في سورة الطلاق: ﴿يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب﴾ إلى أن تصل في اللوحة 140 إلى قوله تعالى في سورة الملك: ﴿قل إنما العلم عند الله وغنما أنا نذير مبين. فلما رأوه﴾.
ثم تبتدئ في اللوحة 141 من قوله تعالى في سورة الحاقة: ﴿وما أدراك ما الحاقة﴾ إلى أن تصل في اللوحة 144 إلى قوله تعالى من سورة الجن: ﴿إنا سمعنا قرءانا عجبا. يهدي إلى ﴾.
2- أجزاء المصحف الثاني
ثم يبتدئ في اللوحة 145مصحف آخر من قوله تعالى في سورة يونس: ﴿قل الله يهدي للحق أفمن يهدي للحق أحق أن يتبع..﴾ إلى أن يصل في اللوحة 158 إلى قوله تعالى في سورة هود: ﴿ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة﴾.
ثم يبتدئ في اللوحة 159 من قوله تعالى في سورة طه: ﴿عليك من انباء ما قد سبق﴾ إلى أن يصل في اللوحة 176 إلى قوله تعالى في سورة المومنون: ﴿فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا ووحينا فإذا جاء﴾.
ثم تبتدئ في اللوحة 177 من قوله تعالى في سورة الشورى: ﴿دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل﴾ إلى أن يصل في اللوحة 182 إلى قوله تعالى في سورة الزخرف: ﴿أم اتخذ مما يخلق بنات وأصفاكم بالبنين وإذا بشر﴾.
3- أجزاء المصحف الثالث:
ثم تبتدئ في اللوحة 183 من مصحف آخر من سورة المائدة من قوله تعالى: ﴿قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله إن الله عليم بذات الصدور﴾. إلى أن تصل في اللوحة 188 من سورة المائدة إلى قوله تعالى: ﴿ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين. ولو أن أهل﴾
ثم تبتدئ في اللوحة 189 من قوله تعالى في سورة الأنعام: ﴿يشأ يجعله على صراط مستقيم. قل أرأيتكم إن اتاكم عذاب الله﴾. إلى أن تصل في اللوحة 194 إلى قوله تعالى في سورة الانعام: ﴿ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون. ولتصغى إليه﴾.
وأما اللوحة 195 فتبدأ من قوله تعالى في آخر سورة الفرقان: ﴿دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما﴾ إلى أن تصل في اللوحة رقم 196 إلى قوله تعالى: ﴿ قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون. إنا نطمع﴾.
وتبدأ اللوحة 197 من قوله تعالى في سورة القصص: ﴿ربطنا على قلبها لتكون من المومنين﴾ إلى أن تصل في اللوحة 198 إلى قوله تعالى من سورة القصص: ﴿يـموسى أقبل ولا تخف إنك من الامنين. اسلك يدك في جيبك تخرج﴾.
الأجزاء المتفرقة مسجلة بأرقام على الهامش اللوحات أعلاها وأدناها . ويبدو لي لأول الوهلة أن الكتابة ليس من عمل ناسخ واحد ، ولون الحبر أيضا يختلف . إلا أن هذه الظواهر لا تقل شيئا عن قيمة هذه المجموعة التي لم تُذكر فيها أسماءُ السور كما أرى .
الأجزاء المتفرقة مسجلة بأرقام على الهامش اللوحات أعلاها وأدناها . ويبدو لي لأول الوهلة أن الكتابة ليس من عمل ناسخ واحد ، ولون الحبر أيضا يختلف . إلا أن هذه الظواهر لا تقل شيئا عن قيمة هذه المجموعة التي لم تُذكر فيها أسماء السور كما أرى .
صحيح
فالارقام المسجلة في أعلى اللوحات وأدناها أرقام السور والآيات، وهذا الترقيم المدرج يختلف عن عد الآي المعتمد في المصاحف،
ولعل عدم ذكر أسماء السور راجع الى مذهب السلف في استحباب تجريد المصحف من الأعشار والأخماس وأسماء السور.
الاختبار بقياس الإشعاع الكربوني 14 اكتشاف قديم وليس بالحديث ومعمول به في مجالات من العلوم كثيرة خاصة علم اﻵثار ؛ وقد يكون العمل به في الؤسسات العلمية للمكتبات في البلدان النامية أمر نادر ومقصور على أقسام دراسة الفيزياء الإشعاعية بالجامعات ، ولو أن هذا الملتقى المبارك رعى تكليف قسم الفيزياء بجامعة الرياض حيث مقر الملتقى أو جامعة في المغرب حيث يمكن الدكتور عبدالرزاق - فهو خير ممثل للملتقى - لتكليف الجامعة بهذا العمل والتنسيق بينها وبين المؤسسة العلمية الباريسية المؤتمنة على هذه المخطوطة وذلك لتحديد دقيق لتاريخ كتابة هذه المخطوطة - إن كانت بهذه الأهمية كما يذكر الاخوة هنا - أو اختيار غيرها من المخطوطات لنسخ القرآن الكريم المحفوظة في المكتبات الغربية ، لكان ذلك مما يحمد لهذا الملتقى فهو في صميم اختصاصه وعمله في تصوري .
يعود اكتشاف لهذا التحليل إلى عام ١٩٤٦ وتطور حتى الستينات من القرن الماضي .
إنّ المبادرة التي يذكره الأستاذ محمد عبد الله الأشرف مرتبطة بتكاليف عالية جدا . وبدلا من القيام بهذه المبادرة قد يكون من المستحسن ترميم وصيانة عددٍ لا يُحْصَى من المخطوطات المنتشرة في المكتبات على أحوالها السيّئة جدا !
د. موراني المحترم:
شكر على إجابتك في المشاركة ١٢ (صناعة الرق وغيره شيء والكتابة عليه شيء آخر وهي تتم على أيدي النساخ . والمدة بين الصناعة والكتابة غير معورف إلا في حالة تحليل الكتابة نفسها من طريق الكاربون ١٤ . حسب علمي ليس هناك مقارنات بين الفترتين إلا في الأبحاث المصرية القديمة الفرعونية ...)
( يعود اكتشاف لهذا التحليل إلى عام ١٩٤٦ وتطور حتى الستينات من القرن الماضي .
إنّ المبادرة التي يذكره الأستاذ محمد عبد الله الأشرف مرتبطة بتكاليف عالية جدا)
رغم التكاليف العالية المرتبطة الاختبار بقياس الإشعاع الكربوني ١٤، الا انه سيضيف الكثير الى معرفتنا بالمخطوطات و خاصة مخطوطات القران، و غالبا كثير من المكتشفات العلمية في بدايتها كانت مكلفة، لكن مع مرور الزمن و تطور البحث فيها، تبدأ التكلفة تقل بشكل ملحوظ.
الخلاصة: أعود الى ما كتبه د. عبدالرزاق في مشاركته رقم (٥) ((...أن يثير اهتمام الباحثين الى هذه الجوانب البكر في الدراسات القرآنية...فآفاق البحث فيها تجمع الحسنيين: خدمة كتاب الله تعالى+ متعة علمية لا نظير لها.))
فعلا انها افاق عالية ان يوفق المسلم الى خدمةكتاب الله مع اشباع رغبة البحث العلمي.
ما كتبته اعلاه لا ينافي ضرورة القيام بالاقتراح الذي كتبه الدكتور المحترم موراني في مشاركته (١٨)، عن ضرورة ترميم عدد لا يحصى من المخطوطات .
( وبدلا من القيام بهذه المبادرة قد يكون من المستحسن ترميم وصيانة عددٍ لا يُحْصَى من المخطوطات المنتشرة في المكتبات على أحوالها السيّئة جدا !)
أبواب الخير كثيرة.
أبواب البحث العلمي كثيرة.
المهم ان تثمر هذه الدعوات أفعالا إيجابية.
اللهم الهمنا الصواب.
قمت بمراجعة سريعة لبعض المواضع في هذا المصحف، فتبين لي أنه رسمه قريب من رسم المصحف الشامي، ينظر مثلا الكلمات الآتية:
سارعوا دون إثبات الواو
وبالزبر بإثبات الباء فيها
ينشركم في يونس
شركاؤهم في الأنعام الهمزة غير واضحة أهي بالياء أم بالواو
يتذكرون في سورة الأعراف
ما كنا لنهتدي أثبتت الواو لكنها بخط مغاير، لعلها أضيفت
قال الملأ في قصة صالح بإضافة واو في الأعراف
وينظر كذلك كلمة أنجيناكم في سورة الأعراف.
والله أعلم
...ومن يهتم بهذه المصاحف فله مثل هذه المجموعة في مكتبة Cambridge في البريطانيا : Islamic Manuscripts
بصرف النظر عن المجموعات الأخرى الكثيرة التي تمّ صيانتها وترميمها في المكتبات الغربية
قال محمد عبدالله آل الأشرف:"ولو أن هذا الملتقى المبارك رعى تكليف قسم الفيزياء بجامعة الرياض حيث مقر الملتقى أو جامعة في المغرب "
هذا الأمل كما في المثل العربي"دونه خرط القتاد"...
فأولا- ما ذكره الأستاذ موراني عن الحالة المؤلمة التي توجد عليها المخطوطات...
وثانيا- هناك الحاجة التى تأهيل الخبرات و الكفاءات...ووجود أقسام فيزياء في الجامعة غير كاف.
وثالثا- ظاهرة شكلت أكبر تحدي أمام خدمة التراث الاسلامي المخطوط منذ القرن 13هـ وهي"تزييف المخطوطات" في العالم العربي...واستفحلت الظاهرة قبل بضع وثلاثين سنة بعد أن بيعت رقع عتيقة لمصاحف مسجد صنعاء بملايين خيالية من في انجلترا والولايات المتحدة ووجد في اليمن مثلا من احترف تزييف هذه الرقع بطريقة احترافية...
والأمر لا يقتصر على اليمن بل في كثير من الدول العربية ومن يعاشر تجار المخطوطات يعرف ذلك جيدا...
فاذا ظفر أحدهم بمخطوط قد يكون مسروقا ويعرف أن عمره 6 أو سبعة قرون مثلا، أول ما يفكر فيه انتزاع الأوراق الفارغة في أوله وآخره...، وتحول هذه الأوراق بطرق معروفة الى مصاحف قديمة...وبعد انفاق أموال على اختبار الورق لا يكتشف التزوير،ثم لما يختبر المداد يكشف بآخرة... وهذه أكبر معضلة واجهت المهتمين في أوربا حتى الآن.
الأستاذ هرماس :
كما يقال : احكي لي وأنا أشكي لك !
تزييف ؟ حاجة بسيطة ، ويمكن إهماله .
بل : بعيت مئات من ألواح المصاحف الأصلية وسرقت مخطوطات أخرى فتجدها في حوزة أفراد...
وهذا النشاط لم يزل منتشرا إلى يومنا هذا...وربّنا يستر - كما يقال أيضا .
قياس الإشعاع لكربون 14 يتم في مختبرات الفيزياء الإشعاعية في كثير من الجامعات العربية وأكثر من يستفيد منه علماء اﻵثار الآثار في هذه الجامعات دون غيرهم ممن قد تكون حاجتهم وعملهم أعظم أهمية وأولى من غيرهم ، والرجوع لأساتذة الفيزياء يسير لتقدير الكلفة المالية لمثل هذا العمل ، والمحاولة واجبة في نظري ، واتباع سنن اليهود في بناء حائط للبكاء عنده دلالة على العجز والخذلان فعل عقيم .
منذ اطلاعي على المخطوطات الاسلامية ما يسمى عادةً بـ[التراث الاسلامي] خلال ٢٠ - ٢٥ عاما مضت ،
وأكثر ، لم أذكر في الكاربون ١٤ بمرة . بل كنت أتأسف على الحالة السيئة لهذه الكنوز كما وجدتها في المكتبات . عند فتح ملّفٍ ما نزلت الأوراق بين يديّ ترابا!
من هنا نبدأ ، ولا من الكاربون ١٤ ...
للأسف : كما يقال في المثل المصري باللغة العامية : عَرَايَا ويَطْلُبُو السّجاجيدْ . ( أنظر: الأمثال العامية بقلم أحمد تيمور باك . الطبعة الثانية. القاهرة ١٩٥٦ . ص ٣٣٨. الرقم ١٨٧٥) .
ودمتم جميعا بخير .
يا أستاذ موراني
الحديث هنا عن رقع كتب عليها القرآن الكريم في عصر متقدم كنت أنت أول من أكد أهميته الشديدة تعليقا على عرض الأستاذ عبدالرزاق وثنى غيرك على ماذكرته تأييدا فظهر الأمر أعظم أهمية من عموم المخطوطات التي غطاها التراب أو نقلتها مؤسسات الغرب العلمية أمانة عندها تحفظها من عبث أهلها بها.
فإن كان ما ذكرته أنت وذكره الإخوة حقا فتوصيتي في محلها وينبغي العمل بها ما أمكن ..
قال تعالى في سورة التوبة:"وما كان المؤمنون لينفروا كافة،فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة..."
النقاش في الموضوع حين أثير القصد منه التنبيه الى أهمية الالتفات الى هذا العمل الأكاديمي،وهو الدراسة العلمية لمخطوطات المصاحف.
نعم في فرنسا انتهوا منذ سنين من ترميم وصيانة وفهرسة هذه المخطوطات،وتطور العلم عندهم يقتضي الانتقال الى البحث فيها ومنه ما تقدم الكلام عنه.
عندنا في العالم العربي قسم كبير من المخطوطات غير مفهرس بل غير معروف وكثير من المجاميع بالمغرب كذلك، وقسم منه يتهالك عليه الورثة الى اليوم.
مكتبة مخطوطات نفيسة في البلدة التي أنا فيها ضمت مصاحف وغيرها ظلت مغلقة منذ ثلاثينيات القرن العشرين حتى مات جيلان من الورثة كانت عقيدتهم ألا يدخلها أحد (حتى يلج الجمل في سم الخياط) ...؛ثم بيعت قبل بضع عشرة سنة لأحد الوجهاء في الساحل الغربي للخليج العربي "في جنح الليل" لأن الجيل الثالث من الورثة صدق عليهم قول الله تعالى في سورة القلم"...اذ أقسموا ليصرمنها مصبحين".
لقد كان القصد من اثارة هذا الموضوع أن يهتم به نفر من الباحثين في الدراسات القرآنية،أما غيره من المجالات فله أهله.
في فرنسا اليوم خبير هذه المصاحف العتيقة هو د.فرانسوا ديروش ثم تلميذته الاسبانية (الاندلسية):السيدة نورية مارتنيز دي كاستييا
Mme Nuria MARTINEZ de CASTILLA
والدكتور ديروش وحده عنده- بغض النظر عن الفهارس التي ألفها- سلسلة من ثلاثة كتب متخصصة في باليوغرافيا(علم الكتابات القديمة) المصاحف و لا زال يعد بالزيادة...
لكن الاهتمام بعلم الباليوغرافيا غائب بين المشتغلين بالقرآن بين أظهرنا،فكان لابد من التنبيه الى ذلك في الملتقى،وكما قلت سابقا،لقد كان علم الرسم عند أئمته يؤخذ من هذه المصاحف العتق،فانظروا من أين نأخذه اليوم؟؟
خدمة التراث المخطوط حفظا وفهرسة وصيانة دين في الأعناق.
وخدمة مخطوطات المصاحف خاصة واجب على أهل الدراسات القرآنية.
والاستفادة من التقدم العلمي الحديث أيا كان هو باب التطور والابداع و لاسبيل لبلوغ ذلك الا بالبحث...وأحمد الله أن هناك اليوم بالعالم العربي مؤسسات تخدم هذا التراث المخطوط من مستويات مختلفة لكنها كثيرا ما ابتليت بـ "أرضة" تمشي على قدمين.
دكتور عبدالرزاق:
جزاك الله خيرا
قال تعالى في سورة التوبة:"وما كان المؤمنون لينفروا كافة،فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة..."
على فكرة:
تستوقفني تشبيهاتك، و منها
(لكنها كثيرا ما ابتليت بـ "أرضة" تمشي على قدمين)
لست خيالية، لكن عندي يقين في فضل الكريم، عندي يقين ان في الأمة خير، و كل ليل بعده نهار.
اللهم الهمنا الصواب... امين.
عفوا يا أستاذ محمد عبد الله آل الأشرف :
شخصيا لا أرى فرقا بين مخطوطات في الفقه والمصاحف العتيقة وغيرها . كم من المكتبات زرتُها من المغرب الأقصى إلى ما شاء الله... ورأيت فيها ما رأيت مصحفا كان أو غيره ، وخطر ببالي ما كتبه محمد بيرم بك السادس حول زيارته لمكتبة القيروان عام ١٨٩٦ م قائلا : (رأيت هذه الرِزَم وفككتها وقلّبتها وقد انصدع فؤادي لما حلّ بها ثم فارقتها متحسرا عليها....) . نعم ، كم من مرة انصدع فؤادي أنا حتى نهاية القرن العشرين ... والتراث دائما يدفع الثمن ويتلاشى .
[FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic] من طرائف الخزانات المغربية [/FONT][FONT=KFGQPC Uthman Taha Naskh, Traditional Arabic] في فهرس خزانة القرويين بفاس ج1 ص41 المخطوط رقم 3 وهو مصحف تام بزخارف ملونة كتبت وسطها أسماء السور...[/FONT]،كتب بأول ورقة منه ما يلي:
"...استعاره أحد من الناس وباعه وقبض،وحيز من يده الآن وأدخل أيضا للخزانة المذكورة معاينة،فمن علم ما ذكر وشاهده قيد به شهادته في ثلاث عشر جمادى الثانية..."
د. موراني المحترم:
(فارقتها متحسرا عليها....) . نعم ، كم من مرة انصدع فؤادي أنا حتى نهاية القرن العشرين ... والتراث دائما يدفع الثمن ويتلاشى .)
أتفهم ما كتبته اعلاه... لكن الحياة مليئة بأشياء لا تصدع الفؤاد فقط، بل تمزق الروح... هكذا الحياة الدنيا.
و من ناحية اخرى، هذه الأشياء التي تصدع الفؤاد و تمزق الروح فرص و استثمار للإنسان الذي يواجهها... احيانا تكون فرصة لنموه الى آفاق رائعة، احيانا تكون فرص لبذر الخير، احيانا تكون فرص لإيجاد منجزات تفيد الانسانية... و اهم من ذلك كله، يمكن ان تكون فرص يمنحها الكريم لمن يختارهم حتى تكون سببا لدخولهم جنة عرضها السموات و الارض.
اللهم الهمنا الصواب.
اللهم إرنا الحق حقاً و أرزقنا اتباعه، و إرنا الباطل باطلا و أرزقنا اجتنابه
... امين.
