من الفوائد التفسيرية لمعرفة ترتيب نزول الآيات او السياقات : سورة التوبة الآيات(1-13)نموذجا

إنضم
22/09/2008
المشاركات
187
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم1

{ بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2)

وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ(4)

فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) }

-----------------------

{ كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7)
كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)
فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (11)
وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) } التوبة

******

من البين من تلك الآيات الكريمة أنها نزلت قبل فتح مكة بدليل الملون بالأزرق بالآية 13
إذ أن المعروف أنه صلى الله عليه وسلم لم يهم بأن يخرجه غير قريش و من عاونهم فى مكة ( إن كان عاونهم غيرهم )
وإذ أن المعروف انه لم يحدث قتال بين كفار قريش و بين المسلمين بعد عام الفتح ( 8 هج. )
و ظاهر الآيه أن القتال لم يحدث بعد و أنها نزلت قبل التحرك للفتح مباشرة و من المحال أن تكون بعده

لكن بعض المفسرين يزعم أن تلك الآيات نزلت فى العام 9 فأنى له ذلك ؟!!!!!!

كما يلاحظ أن الآيات من 1 - 5 من المحتمل ( و ليس المؤكد ) أن تكون قد نزلت فى وقت متباعد عن الآيات
من 7 إلى 13 , او على الأقل لم تنزل معها فى نفس الزمن
فلغة السياق قد تشعر بذلك إذ أنه لا يوجد أى حرف من حروف العطف او أى اداة إستدراك
او تعقب بين السياقين

فمن المحتمل إذن أن السياق ( الآيات من 7 إلى 13 ) يكون قد نزل قبل السياق الآخر , وذلك قبل سنة 8 هج .
و السياق الآخر ( 1- 5 ) أو (1-6 ) يكون قد نزل سنة 9 او حتى بعدها

أرأيتم أيها الإخوة لو كنا قد حافظنا على العلم بتاريخ و مناسبة و سبب نزول كل آيات القرآن لما وجدت
تلك الإشكالات و كل هذه المبهمات !!!


بالإضافة إلى تعيين أصناف هؤلاء المشركين المعاهدين و غيرهم كمعرفة من هم المستثنون فى قوله جل وعلا :
{ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
وذلك على وجه أكثر دقة من مجرد تفسيرات و روايات متعارضة
فى تعيين كل تلك المبهمات و غيرها !!!!!
و لما لجأنا للرجم بالغيب !!!!!

و هذا الفن له الكثير من الفوائد الأخرى فى التفسير و السيرة فلا تستهينوا به
لكن يضيق الوقت الآن لذكر المزيد حول تلك الآيات الكريمة - ربما يتبع ان شاء الله
 
الأخ الكريم ( باحث عن الحق )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فمن المعلوم أن سورة التوبة ( براءة ) من أواخر ما نزل ، ففي الصحيحين عَنْ الْبَرَاءِ t قَالَ : آخِرُ آيَةٍ نَزَلَتْ : ] يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ [ ، وَآخِرُ سُورَةٍ نَزَلَتْ بَرَاءَةٌ ( [1] ) ؛ وروى ابن أبي شيبة عن عثمان t : كانت الأنفال من الأوائل مما أنزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر ما أنزل من القرآن ( [2] ) .
وروى أحمد عَنْ مُحَرَّرِ بْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ e إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ بِبَرَاءَةٌ ؛ فَقَالَ : مَا كُنْتُمْ تُنَادُونَ قَالَ : كُنَّا نُنَادِي أَنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ ، وَمَنْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ e عَهْدٌ فَإِنَّ أَجَلَهُ إِلَى أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ، فَإِذَا مَضَتِ الْأَرْبَعَةُ الْأَشْهُرِ فَإِنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ، وَلَا يَحُجُّ هَذَا الْبَيْتَ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ . قَالَ : فَكُنْتُ أُنَادِي حَتَّى صَحِلَ صَوْتِي ( [3] ) ، وهذا فيه دلالة على أن صدر سورة براءة نزلت سنة تسع يقينًا .

أما قولك : ( فمن المحتمل إذن أن السياق ( الآيات من 7 إلى 13 ) يكون قد نزل قبل السياق الآخر , وذلك قبل سنة 8 هج ) ؛ فهذا العلم لا يثبت بالاحتمال ، وإنما يثبت بالدليل ، أو بمعرفة التاريخ . وفقنا الله وإياك للحق وثبتنا عليه .

[1] - البخاري ( 4364 ، 4654 ) ومسلم ( 1618 ) .

[2] - ابن أبي شيبة ( 359503 ) .

[3] - أحمد : 2 / 299 . ورواه النسائي ( 2958 ) ، وابن حبان ( 3820 ) ، والحاكم : 2 / 331 ، وصححه ، ووافقه الذهبي .
 
الأخ الكريم بارك الله فيك و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

لعلك تعلم أنه ربما تتعارض الروايات ( وإن كانت فى الصحيحين ) فى تاريخ نزول أى آية أو سياق أو سورة
فهل لم يحدث هذا مع تلك السورة ؟

أما قولك :
أما قولك : ( فمن المحتمل إذن أن السياق ( الآيات من 7 إلى 13 ) يكون قد نزل قبل السياق الآخر , وذلك قبل سنة 8 هج ) ؛ فهذا العلم لا يثبت بالاحتمال ، وإنما يثبت بالدليل ، أو بمعرفة التاريخ
فإن مما يؤيد كلامى و يؤيد أن " براءة " لم تنزل جميعها فى زمن واحد إن كانت نزلت فى أواخر القرآن كما تقول الروايات :
{
وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) } التوبة
من البين من تلك الآيات الكريمة أنها نزلت قبل فتح مكة بدليل الملون بالأزرق بالآية 13& 12
إذ أن المعروف أنه صلى الله عليه وسلم لم يهم بأن يخرجه غير قريش و من عاونهم فى مكة ( إن كان عاونهم غيرهم )
وإذ أن المعروف انه لم يحدث قتال بين كفار قريش و بين المسلمين بعد عام الفتح ( 8 هج. )
و ظاهر الآيه أن القتال لم يحدث بعد و أنها نزلت قبل التحرك للفتح مباشرة و من المحال أن
تكون بعده ( أى بعد الفتح )
و من الواضح جداً أن هذا المعنى تحديداً لم ينزل إلا فى قريش و هم أئمة الكفر المعنيين بالآية
 
الأخ الفاضل ( باحث عن الحق )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

فشكر الله لك اهتمامك وجهدك ، ولكن كان ينبغي عليك أن ترجع إلى أئمة الشأن قبل أن تشرع في اجتهادك ، وليس هذا تنقصًا ، بل هذا من أصول هذا العلم .
أما قولك : ( لعلك تعلم أنه ربما تتعارض الروايات ( وإن كانت في الصحيحين ) في تاريخ نزول أي آية أو سياق أو سورة ، فهل لم يحدث هذا مع تلك السورة ؟ )
فلا أعلم في هذا نقل يخالف ما ذكرته ، فإن كان عندك فيه نقل فهاته ؛ لنرى هل هناك تعارض أم لا ؟
وأما قولك : ( فإن مما يؤيد كلامي و يؤيد أن " براءة " لم تنزل جميعها في زمن واحد إن كانت نزلت فى أواخر القرآن كما تقول الروايات : ] وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ . أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [ .
من البين من تلك الآيات الكريمة أنها نزلت قبل فتح مكة بدليل الملون بالأزرق بالآية ، إذ أن المعروف أنه e لم يهم بأن يخرجه غير قريش ومن عاونهم في مكة ( إن كان عاونهم غيرهم ) وإذ أن المعروف انه لم يحدث قتال بين كفار قريش و بين المسلمين بعد عام الفتح ( 8 هج ) ، وظاهر الآية أن القتال لم يحدث بعد ، وأنها نزلت قبل التحرك للفتح مباشرة ومن المحال أن تكون بعده ( أي : بعد الفتح ) .
فأخي الكريم :
أنا لم أقل أنها نزلت جميعها في وقت واحد ، ولا يفهم ذلك من النقل أيضًا ؛ فمن المعلوم أن السور التي نزلت جملة واحدة سور قليلة ، ولم يرد أن سورة التوبة منها .
أما القول بأن هاتين الآيتين نزلتا قبل الفتح فهذا الذي فيه البحث ؛ فالآية إخبار مشروط ، ولا يجب أن يقع المشروط - كما يقول العلماء - إنما هي لبيان ما يجب على الأمة إذا وقع المشروط ، ولذلك فهم بعض السلف أن ما في هذه الآية لم يقع بعد ، فروى ابن أبي شيبة وابن جرير عن حذيفة t : ما قوتل أهل هذه الآية بعد ( [1] ) ؛ قال ابن كثير - رحمه الله : والصحيح أن الآية عامة ، وإن كان سبب نزولها مشركي قريش ، فهي عامة لهم ولغيرهم ، والله أعلم .ا.هـ .
فقولك : ( ومن الواضح جدًا أن هذا المعنى تحديدًا لم ينزل إلا في قريش ، وهم ، أئمة الكفر المعنيين بالآية ) ؛ مسلَّم ، ولكنه ليس دليلا على أن الآيتين نزلتا قبل الفتح .
والعلم عند الله تعالى .

[1] - رواه ابن أبي شيبة ( 37148 ، 37392 ) ، وابن جرير : 10 / 63 .
 
التعديل الأخير:
فأخي الكريم :
أنا لم أقل أنها نزلت جميعها في وقت واحد ، ولا يفهم ذلك من النقل أيضًا ؛ فمن المعلوم أن السور التي نزلت جملة واحدة سور قليلة ، ولم يرد أن سورة التوبة منها .
أما القول بأن هاتين الآيتين نزلتا قبل الفتح فهذا الذي فيه البحث ؛ فالآية إخبار مشروط ، ولا يجب أن يقع المشروط - كما يقول العلماء - إنما هي لبيان ما يجب على الأمة إذا وقع المشروط ، ولذلك فهم بعض السلف أن ما في هذه الآية لم يقع بعد ، فروى ابن أبي شيبة وابن جرير عن حذيفة t : ما قوتل أهل هذه الآية بعد ( [1] ) ؛
قال ابن كثير - رحمه الله : والصحيح أن الآية عامة ، وإن كان سبب نزولها مشركي قريش ، فهي عامة لهم ولغيرهم ، والله أعلم .ا.هـ .

فقولك : ( ومن الواضح جدًا أن هذا المعنى تحديدًا لم ينزل إلا في قريش ، وهم ، أئمة الكفر المعنيين بالآية ) ؛
مسلَّم ، ولكنه ليس دليلا على أن الآيتين نزلتا قبل الفتح .

.
أخى الفاضل يعكر على هذا لغة السياق و الآية نفسيهما , فإن مراعاتها من أهم أصول التفسير
يقول سبحانه وتعالى :
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) } التوبة

فالواضح من الأسلوب الشرطى بالآيه 12 {إن نكثوا} وجوابه { فقاتلوا }
و الملون بالأحمر فى ذلك السياق أن ذلك القتال لم يحدث بعد
ومعلوم أن المقصود بقتالهم هاهنا فتح مكة = 8 هج .

يلاحظ أيضاً - مع ما سبق - أن السياق متصل جداً بالآيات من 7 إلى 13

النتيجة :
أن السياق بالآيات من 7 إلى 13 سياق واحد - فيما يبدو - ونزل قبل الفتح
إلا إذا إفترضنا أن الآية 13 نزلت وحدها بمعزل عما قبلها ثم وُضِعَت هنا توقيفاً لإكتمال المعنى
وهذا ينقصه دليل او قرينة بعكس ما سبق مما ذكرتُهُ

فلوكان العلم بترتيب النزول محفوظا لتلك الآيات لكانت تلك النتيجة بينة
بل و لاستطعنا أن نجزم بمدى صواب ما ذهبتُ إليه او صواب غيره
ولتركنا التخرصات و التخمينات و لعلمنا الحق جازمين على عكس حالنا الآن

و العجب من الآثار التى تزعم أن صحابة مثل علياً و ابن مسعود رضي الله عنهمايعلموا بدقة توقيتات النزول او الترتيب
فأين ذهب كل هذا العلم النفيس و كيف لم يصلنا عن أى من هؤلاء رضي الله عنهم أثراً فى ذلك ؟!!!
مع العلم بكثرة ما وصلنا عنهم فى السنة و غيرها !!!

وفقنا الله لما فيه معرفة صحيح العلم و الحق و الرشاد

 
الأخ الكريم ( باحث عن الحق ) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقولك : ( فلو كان العلم بترتيب النزول محفوظًا لتلك الآيات لكانت تلك النتيجة بينة ، بل ولاستطعنا أن نجزم بمدى صواب ما ذهبتُ إليه أو صواب غيره ، ولتركنا التخرصات والتخمينات ولعلمنا الحق جازمين على عكس حالنا الآن ) .
ماذا تعني بـ ( تلك النتيجة ) ، إن كنت تعني ما ذهبت إليه من أن نزول الآيتين قبل الفتح ؛ فغير مسلَّم ، وإن كنت تعني النتيجة المترتبة على معرفة التاريخ المترتب عليه ترتيب النزول ، فمسلَّم ؛ والجزء الأخير من الكلام صواب بلا شك ؛ لأنا إذا علمنا ذلك انقطع ما ذكرت .
وأما قولك : ( والعجب من الآثار التي تزعم أن صحابة مثل عليٍّ وابن مسعود يعلمون بدقة توقيتات النزول أو الترتيب ؛ فأين ذهب كل هذا العلم النفيس وكيف لم يصلنا عن أي من هؤلاء y أثرًا في ذلك ؟!!! مع العلم بكثرة ما وصلنا عنهم في السنة وغيرها !!!) .
فهل يُرَدُ بذلك أثر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ؟!!!
وهل نُقل عن هؤلاء الكرام فقط كل ما يتعلق بالباب أو في التفسير ؟ لا أعلم أحدا قال بذلك ؛ فما ثبت عن الصحابة في هذا الباب يسلَّم مع عدم وجود المخالف أو المعارضة ، وما ذكرته – أخي الكريم – لا ينهض أن يكون معارضة أو مخالفة .
وأما دعاؤك : ( وفقنا الله لما فيه معرفة صحيح العلم والحق والرشاد ) فأقول : آمين .
 
وقد ذكر أبو القاسم الحسن بن محمد النيسابوري (ت406) في كتابه ( التنبيه على فضل علوم القرآن )
من وجوه شرف علوم القرآن : معرفة تفصيل نزول القرآن الكريم زماناً، ومكاناً، وأوصافاً
فقال:
(( من أشرف علوم القرآن علم نزوله وجهاته، وترتيب ما نزل بمكة والمدينة،
وما نزل بمكة وحكمه مدني، وما نزل بالمدينة وحكمه مكي،
وما نزل بمكة في أهل المدينة، وما نزل بالمدينة في أهل مكة،
وما يشبه نزول المكي في المدني، وما يشبه نزول المدني في المكي،
وما نزل بالجحفة، وما نزل ببيت المقدس، وما نزل بالطائف، وما نزل بالحديبية،
وما نزل ليلاً، وما نزل نهاراً،
وما نزل مشيعاً، وما نزل مفرداً،
والآيات المدنيات، وما حمل من مكة إلى المدينة،وما حمل من المدينة إلى مكة، وما حمل من المدينة إلى الحبشة،
وما نزل مجملاً، وما نزل مفسراً،
وما اختلف فيه فقال بعضهم: مدني، وقال بعضهم:مكي،

فهذه خمسة وعشرون وجهاً من لم يعرفها، ويميز بينها، لم يحل له أن يتكلم في كتاب الله تعالى
))

انظروا ما قاله عن تلك التفصيلات الدقيقة
فما بالك بما أدعو له و هو الأهم فهو يفيد فى الناسخ و المنسوخ و ما شابه من علوم و تفسيرات
 
الأخ الكريم ( باحث عن الحق ) : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فقولك : ( فلو كان العلم بترتيب النزول محفوظًا لتلك الآيات لكانت تلك النتيجة بينة ، بل ولاستطعنا أن نجزم بمدى صواب ما ذهبتُ إليه أو صواب غيره ، ولتركنا التخرصات والتخمينات ولعلمنا الحق جازمين على عكس حالنا الآن ) .
ماذا تعني بـ ( تلك النتيجة ) ، إن كنت تعني ما ذهبت إليه من أن نزول الآيتين قبل الفتح ؛ فغير مسلَّم ،
أخى الكريم و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أنا أعنى بذلك الآيات
من 7 إلى 13 على الأقل
و أتعجب من قولك أن هذا غير مسلم بعد كل ما أوردته من قرائن :
{وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (12)
أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) } التوبة

فالواضح من الأسلوب الشرطى بالآيه 12 {إن نكثوا} وجوابه { فقاتلوا }
و الملون بالأحمر فى ذلك السياق أن ذلك القتال لم يحدث بعد
ومعلوم أن المقصود بقتالهم هاهنا فتح مكة = 8 هج .

يلاحظ أيضاً - مع ما سبق - أن السياق متصل جداً بالآيات من 7 إلى 13
النتيجة :
أن السياق بالآيات من 7 إلى 13 سياق واحد - فيما يبدو - ونزل قبل الفتح
إلا إذا إفترضنا أن الآية 13 نزلت وحدها بمعزل عما قبلها ثم وُضِعَت هنا توقيفاً لإكتمال المعنى
وهذا ينقصه دليل او قرينة بعكس ما سبق مما ذكرتُهُ
ذ أن المعروف أنه صلى الله عليه وسلم لم يهم بأن يخرجه غير قريش و من عاونهم فى مكة ( إن كان عاونهم غيرهم )
وإذ أن المعروف انه لم يحدث قتال بين كفار قريش و بين المسلمين بعد عام الفتح ( 8 هج. )
و ظاهر الآيه أن القتال لم يحدث بعد و أنها نزلت قبل التحرك للفتح مباشرة و من المحال أن
تكون بعده ( أى بعد الفتح )
كيف بعد كل هذا نقول أن السياق من من 7 إلى 13 نزل بعد الفتح !!!
 
ماوأما قولك : ( والعجب من الآثار التي تزعم أن صحابة مثل عليٍّ وابن مسعوديعلمون بدقة توقيتات النزول أو الترتيب ؛ فأين ذهب كل هذا العلم النفيس وكيف لم يصلنا عن أي من هؤلاء y أثرًا في ذلك ؟!!! مع العلم بكثرة ما وصلنا عنهم في السنة وغيرها !!!) .
فهل يُرَدُ بذلك أثر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما ؟!!!
وهل نُقل عن هؤلاء الكرام فقط كل ما يتعلق بالباب أو في التفسير ؟
لا أعلم أحدا قال بذلك ؛ فما ثبت عن الصحابة في هذا الباب يسلَّم مع عدم وجود المخالف أو المعارضة ،
وما ذكرته – أخي الكريم – لا ينهض أن يكون معارضة أو مخالفة .
يا أخى المسألة أكبر من الآثار نفسها
الأمر يتعلق بلغز محير ملئ بالإشكالات منها ما ذكرته و منها ما يتطلب عمل بحث كامل لذكره و الرد عليه
و على ما أوردتُهُ سابقاً
و أظن أنه يجب علينا رد تلك الإشكالات بالبحث العميق فى المسألة وهو الأمر الذى لا أظن أحد اقترب منه
حتى اليوم ,, ومن ذلك :
اذا كان ما وصلنا عن الصحابة الكرام ( الذين نُسب إليهم العلم بهذا الفن او العلم القرآني الهام ) بشأن آثار ترتيب
النزول قليلا حقاً ( إذا كان كذلك كما قال بعض الباحثين او غيرهم ) ...
و إذا صحت الآثار التى تحكى عنهم أنهم بالفعل لديهم طرفاً كبيراً من هذا العلم القرآني ....
فأين ذهب كل هذا العلم الكبير ؟ مع العلم أنهم هم أنفسهم من وصلنا عنهم الكثير فى السنة
بل و فى أمور أقل أهمية بكثير من هذا العلم القرآني مثل الزهد و الرقائق إلخ

فإذا قيل أن العلم لم يصلنا كله كما فى التراث المفقود بحجم مكتبات بأكملها..
فهنا أجدنى أسأل : فلما لم نفقد من علم هؤلاء و غيرهم إلا مثل هذا العلم ؟
لما لم نفقد الكثير من آثار الزهد مثلا التى رويت عن الإمام علي رضي الله عنه ؟!!!!!
و أظنها كثيرة بضعيفها و صحيحها ,,كذلك آثار الزهد عن غيره كثيرة جدا
بينما العكس هو الصحيح فى حالة علم ترتيب نزول الآيات
!!!!!!!

بمعنى آخر : أجد أنه من المنطقي فقدان كتب و مكتبات بأكملها
لكن فقدان علم أو فرع علمي كامل إن كان عند الصحابة أصلا قسطا كبيراً منه !!!!!!!!!!!!!!

أظن ذلك محير جدا على الأقل لى و غير منطقي أيضاً

فإذا قيل : يتبقى إحتمال أن هذا العلم لم يخرج على لسان أصحابه و لم يحدثوا به
أقول : فهذا غير منطقي فهذا على كرم الله وجهه و هذا ابن مسعود رضي الله عنه
بالرغم من كل ظروف الحياة و بالرغم من الفتن فقد وصلنا عنهم الكثير فى التفسير و الحديث و الفقه إلخ
 
الأخ الكريم ( باحث عن الحق )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأما ما نقلته عن أبي القاسم النيسابوري من كتابه ( التنبيه على فضل علوم القرآن ) فيما يتعلق بالنزول والمكي والمدني فقد فصله العلماء في ( علوم القرآن ) وهو مسلَّم ، ولكن لا يثبت ذلك إلا بالنقل أو معرفة التاريخ ... وهذا محل البحث .
ثم إليك هذه النقول :
قال ابن عاشور في ( التحرير والتنوير ) في قوله تعالى ] لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ [ : والمعنى : المرجو أنَّهم ينتهون عن الشرك ويسلمون ، وقد تحقَّق ذلك فإنَّ هذه الآية نزلت بعد فتح مكة ، وبعدَ حُنين ، ولم يقع نكث بعد ذلك ، ودخل المشركون في الإسلام أفواجًا في سَنَةِ الوفود .ا.هـ .
وقال ابن حجر في ( الفتح ) : والمراد بكونهم لم يُقاتلوا أن قتالهم لم يقع لعدم وقوع الشرط ، لأن لفظ الآية : ] وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا [ فلما لم يقع منهم نكث ولا طعن لم يقاتلوا .ا.هـ . وهذا يقينا بعد الفتح .
وأما ما رواه ابن أبي شيبة وغيره عن حذيفة ، فقد أورده ابن كثير في تفسير الآية ثم قال : وروي عن علي بن أبي طالب t مثله .ا.هـ . ثم رأيت السيوطي في ( الدر المنثور ) قال : وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب t قال : والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت : ] وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ [ .
وأما ما يتعلق بتواريخ النزول القرآني ، ولماذا لم ينقل إلينا الكثير منه ؟ فالذي يبدو لي – والعلم عند الله تعالى – أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا قوما عمليين ، يهتمون بالعمل بالذي يعلمونه ، كما هو بيِّن من الآثار عنهم ، ورأوا أن ما ينفع الناس في دنياهم هي القضايا العملية المتعلقة بما ذكرت ، وأما ما يتعلق بتواريخ النزول فكانوا قليلا ما يسألون عنه ، فيجيبون على قدر ذلك ، وربما تكون هناك أسباب أخرى ، ولكن هذا الذي بدا لي في هذه العجالة .
ثم إني أشكر لك مرة أخرى اهتمامك للوصول إلى الحق ، ولكن اسمح لي أن أقول لك : حنانيك في التشبث برأيك .. وفقني الله وإياك للحق والثبات عليه ... آمين .
 
الأخ الكريم ( باحث عن الحق )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
ثم إني أشكر لك مرة أخرى اهتمامك للوصول إلى الحق ، ولكن اسمح لي أن أقول لك : حنانيك في التشبث برأيك ..
وفقني الله وإياك للحق والثبات عليه ... آمين .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخى الكريم ليس تشبثاً بالرأي لكنه تمسك بقرائن ودلائل نحسن الظن بأنها الحق
وفقني الله وإياك للحق والثبات عليه ... آمين
 
قال ابن عاشور في ( التحرير والتنوير ) في قوله تعالى ] لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ [ :
والمعنى : المرجو أنَّهم ينتهون عن الشرك ويسلمون ، وقد تحقَّق ذلك فإنَّ هذه الآية نزلت بعد فتح مكة ، وبعدَ حُنين ، ولم يقع نكث بعد ذلك ، ودخل المشركون في الإسلام أفواجًا في سَنَةِ الوفود .ا.هـ .

طيب أين نجد الروايات التى تقرر أن الآيات من 7 إلى 13 أو بعضها ولا سيما 12 و 13 نزلت فى
هذا التاريخ ؟؟
 
وقال ابن حجر في ( الفتح ) : والمراد بكونهم لم يُقاتلوا أن قتالهم لم يقع لعدم وقوع الشرط ،
لأن لفظ الآية :
] وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا [ فلما لم يقع منهم نكث ولا طعن لم يقاتلوا .ا.هـ
. وهذا يقينا بعد الفتح .

وأما ما رواه ابن أبي شيبة وغيره عن حذيفة ، فقد أورده ابن كثير في تفسير الآية ثم قال :
وروي عن علي بن أبي طالب
t مثله .ا.هـ .

ثم رأيت السيوطي في ( الدر المنثور ) قال :
وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب
t قال : والله ما قوتل أهل هذه الآية منذ أنزلت :
]
وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ [ .
يرد على هذا كله أنه من المعروف أن قريشاً و حلفاءها نكثوا عهدهم بعد صلح الحديبية
و ليس لهم عهد مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذا
و الآية تقول : { وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ }
و من المعروف أنهم بالفعل نكثوا أيمانهم من بعد " عهدهم فى الحديبية" مما كان السبب فى فتح مكة
فكيف يقال أنهم لم ينكثوا بعده و لم يُقاتَلوا بعد حتى إن كان الكلام خاص بفترة بعد الفتح
او أى من هذه التفسيرات التى أوردتها أخى الكريم !!!

كيف ينسجم ذلك مع القول بأنها بعد الفتح و أنهم لم ينكثوا بعده كما أورد ابن حجر رحمه الله ؟!!!
فالعهد كان قبل الفتح و ليس بعده , و النكث بعده إنما كان قبل الفتح .. فكليهما قبل الفتح إذن
أضف إلى ذلك سائر القرائن المذكورة بالنقاش فيما مضى


أظن أن المشكلة حتى عند كبار العلماء التسرع فى قراءة النص أحياناً و قلة تدبر بعض عناصره و ألفاظه
 
وأما ما يتعلق بتواريخ النزول القرآني ، ولماذا لم ينقل إلينا الكثير منه ؟ فالذي يبدو لي – والعلم عند الله تعالى –
أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا قوما عمليين ، يهتمون بالعمل بالذي يعلمونه ، كما هو بيِّن من الآثار عنهم ،
ورأوا أن ما ينفع الناس في دنياهم هي القضايا العملية المتعلقة بما ذكرت ،
وأما ما يتعلق بتواريخ النزول فكانوا قليلا ما يسألون عنه ، فيجيبون على قدر ذلك ،
أتعجب من ذلك أيضاً إذ كيف لا يلاحظ الصحابة رضي الله عنهم أهمية هذا العلم فى معرفة الناسخ من المنسوخ
وغير ذلك من فوائد علمية و تفسيرية
ثم يلاحظها متأخرين من العلماء او الباحثين مثل حبنكة الميداني و دروزة و غيرهم ( مع إحترامى لهم )
و مثلى الفقير إلى الله
 
الأخ الكريم ( باحث عن الحق ) ينعكس عليك السؤال : وأين نجد النصوص التي تدل على أن هذه الآيات أو بعضها نزلت قبل الفتح ؟ ولم يقل بذلك أحد قبلك ؛ ثم العهد هاهنا اسم جنس لم يأت ما يخصصه بصلح الحديبية وإن كان داخلا فيه ، فالإشكالية هاهنا - فيما أرى - أنك حملت العهد على صلح الحديبية ، وبنيت عليه ما بعده ؛ ويبقى أن الحديث الذي يدل على أنها من أواخر ما نزل ، مع الآثار عن علي وحذيفة رضي الله عنهما ، مع وقائع السيرة ، هذه الأدلة والقرائن مجتمعة هي التي جعلت هؤلاء العلماء يجزمون بأنها بعد الفتح . أما قولك : لماذا لم يلاحظ الصحابة رضي الله عنهم أهمية هذا العلم ... الخ .. فلا يسلم لك ذلك ، فقد نقلوا لنا الناسح والمنسوخ - كما هو معلوم ؛ فبقي أن عدم ذكر بعض ما يتعلق بتاريخ النزول لا يلام عليه هؤلاء الكرام .. والعلم عند الله تعالى .
 
لا داعي للحيرة ، فالخطب يسير . . بإذن الله تعالى

لا داعي للحيرة ، فالخطب يسير . . بإذن الله تعالى

بمعنى آخر : أجد أنه من المنطقي فقدان كتب و مكتبات بأكملها
لكن فقدان علم أو فرع علمي كامل إن كان عند الصحابة أصلا قسطا كبيراً منه !!!!!!!!!!!!!!

أظن ذلك محير جدا على الأقل لى و غير منطقي أيضاً

بسم الله الرحمن الرحيم​

السلام عليكم . .

اسمحوا لي بمداخلة ، أسال الله تعالى أن يكون بها النفع والفائدة . . فيها جواب مجمل – قدر الإمكان – على تساؤل وحيرة الأخ " الباحث عن الحق " ، وفيها كذلك ، إحالة إلى بحث مفصّل فيه الجواب الشافي والكافي بإذن الله تعالى وهو الهادي إلى سواء السبيل . أما الجواب :

أولاً :

1- شاء الله الحكيم العليم أن ينزّل القرآن على قلب رسوله الكريم مفرّقاً على مكث، وهو " الترتيل " . فالتنزيل المفرق للقرآن ، كان له تنسيق وتنظيم مقصود ؛ هو الترتيل . كما في الآية الكريمة التالية :

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) } الفرقان

أي ؛ وآتيناك أيها الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم القرآن كذلك ، أي مفرقا على مكث ، لنجعل قلبك ومن معك ، ثابتاً على الحق دائماً - بدلالة الفعل المضارع في ( لِنُثَبِّتَ ) على الاستمرارية - فكلّما نُـزّل عليك شيء منه ازددت طمأنينة وثباتاً ، وخصوصا عند ورود أسباب القلق وتعرّض الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم – ومن معه – لمواقف تُزلزل . كما في قوله تعالى :

{ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } النحل 102

( لِيُثَبِّتَ . . مفعولاً لأجله ) أي ، تثبيتاً وهداية وبشارة للمسلمين ، أي المنقادين لحكمه تعالى . .

( وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً ) أي ، وكان الأمر في تنزيل القرآن مفرقاً ، أن رتّلناه ترتيلاً . . فجاء " الترتيل " هيئة للتنزيل المفرق ، فهو ليس أي تفريق بل هو المُرتّـل . . [ وتنكير ( تَرْتِيلاً ) للتفخيم ، أي كذلك نزّلناه ورتّـلناه ترتيلاً بديعاً لا يُـقادر قدره ] ( أنظر تفسير أبو السعود ) .

و الترتيل ، كما يُفهم من معاجم اللغة ، الأصل فيه : التبيـين ، بمعنى التميـيز وعدم الإختلاط ، ويقتضي ذلك التنسيق والتنظيم وحسن التنضيد والتأليف . . ويكون ذلك في المتفرق من الأشياء ، أو في المكون من أجزاء متفرقة . . ومنه الفم المرتل ، ومنه ترتيل القراءة ، وترتيل الكلام . .
فـ ترتيل نزول القرآن ، حقيقته : تنسيق وتنظيم التنزيل المفرّق لآياته وسوره بشكل حسن ، لتحقيق الغاية المرادة منه . . وهكذا فإن " الترتيل " هو : الكيفية التي أرادها الله جلّ وعلا لتـنزيل رسالته مفرقة على قلب رسوله الكريم بقصد تحقيق الغاية منها . .

فالمعنى: أي وآتيناك القرآن مفرقاً وبترسُّـل وتمكُّث ، بعضه اثر بعض وعلى هيئة مقصودة ، لتحقيق ذلك الأمر: ( لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ) أي لتستمر في البلاغ والبيان والإستقامة حتى تحقيق الغاية. وتثبيت الفؤاد يكون بإيـراد الحجة تلو الحجة أنه على الحق المبين . . وفي نفس الوقت بيان فساد دعاوى الكافرين وكشف تلبيسهم ، كلما قاموا بها ، وهذا ما يضمنه الترتيل في تنزيل آيات وسور القرآن الكريم ؛ فقال تعالى بعدها :
( وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً )

( الفعل في { يَأْتُونَكَ } ، فعل مضارع ) أي ؛ وكذلك كلّما يأتيك - أيها الرّسول – المشركون بشبهة أو تلبيس في إبطال أمرك ، جئناك – في الآيات المرتلة التنزيل - بالجواب الحق الدافع له وبأحسن بيان ، [ فهم محجوجون في كل أوان ، مدفوع قولهم بكل وجه وعلى كل حال ] ( انظر فتح القدير للشوكاني ) ، وعلى مدى سير الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى تحقيق الغاية من الرسالة . . كما في قوله تعالى :

{ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء 18

فالآيات السابقة تصف واقع الحال الذي كان عليه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم مع الكافرين – بأشكالهم المختلفة - من حيث إبلاغهم الحق ومن حيث موقفهم منه ، من بداية تبليغه أول ما نُـزّل من الرسالة حتى تحقيق الغاية من الرسالة ، وذلك :

 بدلالة { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } أي القرآن كلّه ،
 ودلالة الفعل المضارع في { يَأْتُونَكَ } بما يفيده من الإستمرار ،
 ودلالة المفرد النكرة { بِمَثَلٍ } بما يفيده من العموم ،
 ودلالة أسلوب النفي { َلَا } والإستثناء { إِلَّا } بما يفيده من الحصر والديمومة .
أي ، كلما قام الذين كفروا – مشركين وأهل كتاب وغيرهم - بهذا الأمر : ( يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ ) أي ، أي مثل ، كموقف لهم من الحق الذي بلغهم ، جئناك دائماً – في آيات القرآن المنزلة ترتيلاً - بالجواب الحق الدافع له ( المعالجات ) وبأحسن بـيان : ( جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً ) لإزالة تلبيسهم بين الحق والباطل ، وإقامة الحجة عليهم مـرّة أخرى . .

وهكذا استمر التنـزيل المرتّـل للآيات حتى تمام تلقي القرآن كاملاً ، وتحقُـق الغاية من إنزاله في الواقع الإنساني : ( وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً ) أي القرآن كلّه . .

فجاء خطاب الله تعالى – في الآية السابقة - لرسوله الكريم مبيّـناً له ومطمئناً له بمعيّته وتأييده الدائم المستمر له بالحق وبالحجة البالغة ، بترتيل آيات الله تبارك وتعالى ؛ القرآن الحكيم . . في كل مرة – دون استثناء – يثـير ( الَّذِينَ كَفَرُوا ) شبهات حول الحق الذي بلغهم ، ويلبسوه بالباطل ليصدوا عن سبيل الله .

و في الرواية عن عائشة رضي الله عنها في بيان سنة الله عزّ وجلّ وحكمته من الترتيل في تنزيل آيات القرآن وسوره ، حيث كان أول ما نُـزّل من القرآن الكريم ، الإيمان بالله واليوم الآخر، ثمّ نُـزّل التشريع والأحكام لاحقاً . . حيث قالت فيما رواه البخاري :
( أول ما أُنزل من القرآن سورة من المفصّل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام ، نزل الحلال والحرام ، ولو نزل من أول الأمر : لاتزنوا ، لقالوا لا ندع الزنا أبداً ، ولو نزل من أول الأمر : لا تشربوا الخمر، لقالوا : لا نترك الخمر أبداً . أُنزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وأنا جارية ألعب ( بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ) وهي من سورة القمر ، وما نزلت البقرة والنساء إلا وأنا عنده في المدينة ) .

وكذلك في قوله تعالى :

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } الإسراء 82

أي ، نـنزّل من القرآن – في كل مرة - ما هو في تقويم دين المؤمنين واستصلاح نفوسهم ، كالدواء الشافي للمرضى . . فكل بعض منه متصف بالشفاء لكن لا في كل حين ، بل عند تنزيله موافقاً لأحوالهم الداعية إلى نزوله . .
( وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً ) أي لا يزيد القرآن الكافرين المكذبين به ، الواضعين الأشياء في غير مواضعها - مع كونه في نفسه شفاء من الأسقام - إلا هلاكا بكفرهم وتكذيبهم . . من حيث أنهم كلما جددوا الكفر والتكذيب بالآيات النازلة تدريجيا ازدادوا بذلك هلاكا ، بسبب عدم انتفاعهم بما فيه من الشفاء والهدى والنور . وإسناد الزيادة المذكورة إلى القرآن مع أنهم هم المزدادون في ذلك بسوء صنيعهم ، باعتبار كونه سببا لذلك . وفيه تعجيب من أمره حيث يكون مداراً للشفاء والهلاك .
( انظر تفسير أبو السعود ) .

2- وبناءً على ما سبق ، فإن المُراد من الترتيل في تنزيل الآيات ليس إنزال الرسالة مجرد الإنزال ، بل هو تلقي القرآن ( الدّين أو العبادة ) بمنهج محدد ، من حيث العلم والعمل به ومن حيث الحركة به ، خطوة بعد خطوة ( عَلَى مُكْثٍ ) لجعله حقيقة في الواقع الإنساني حتى إكمال الدّين لله تبارك وتعالى ، فالترتيل في تـنـزيل الآيات إنما هو " ترتيل من أجل التلقي " :

{ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً } الإسراء 106

وبـتلقي القرآن " مُرتّلاً " كان بيان الطريق و خطوات السير ، وكان التثبيت على الطريق ، وكان إزالة العقبات عن الطريق . . لتحقيق المُراد ( الغاية ) من الرسالة :

{ هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } الحديد 9

ومن ثم فإن " ترتيل نزول آيات الرسالة " كان بياناً لكيفية تحقيق الغاية من الرسالة ، تماماً كما كان نصّ آيات الرسالة بياناً لتلك الكيفية :

{ .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } النحل 89

( وَنَزَّلْنَا . . الْكِتَابَ ) ، أي وآتيناك القرآن مفرقاً على مكث ، يعني مرتلاً ، ( تِبْيَاناً ) ( مفعولاً لأجله وبشكل صيغة مبالغة ) أي من أجل البيان الذي لا لبس فيه لكل شيء ؛ أي لكل شيء متعلّق بتحقيق الغاية من إنزاله – إكمال العبودية لله تبارك وتعالى – فما أُنزل القرآن إلا لبيان كيف يُعبَد الله وحده ، ولتحقيق ذلك في الواقع . . كما في قوله تعالى :

{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ . . } الحديد 25

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }
التوبة 33

فيتأتّى ذلك البيان الواضح ( التبـيان ) المتعلّق بتحقيق الغاية من إنزال القرآن ، من أمرين :
- من نص آياته ؛ ( الْكِتَابَ ) ، يعني مدلولاتها ومعانيها . فكلام الله تعالى هو الهدى والنور والفرقان . .
- من " ترتيل " الآيات ؛ ( وَنَزَّلْنَا ) ، أي تلقيها على مكث وترسًـل على هيئة مقصودة . .

فتنزيل القرآن مرتلاً على قلب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، كان من أجل البيان الواضح غاية الوضوح ( التبـيان ) ، لكل ما يتعلّق بتحقيق الغاية منه ؛ إكمال العبودية لله تبارك وتعالى .

( وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) ( مفعولاً لأجله ) معطوفاً على كون أن ترتيل القرآن جاء تبياناً لكل شيء ، ومبنياً عليه . . أي ، فإنه أيضاً هداية ورحمة وبشارة لمن أسلم وانقاد لله متبعاً قرآنه .

فكان " الترتيل " بياناً لكيفية تحقيق الغاية من الرسالة ، تماماً ، كما كان نصّ آيات الرسالة بياناً لتلك الكيفية ، فتحقيق الغاية من الرسالة ما كان إلا بتلقي الآيات المُبـيّنات مرتلة . .

لذلك لم يُنْزل الله جل وعلا القرآن على قلب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جملة واحدة ، فذلك لا يحقق الغاية من إنزاله ، في تقدير الله تبارك وتعالى وحسب سننه :

{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) } الفرقان

ثانياً :

إن أهمية العلم بالترتيب التفصيلي لنزول آيات وسور القرآن الكريم ، أكثر ما تكون لزوماً وضرورة ، في الفهم لكيفية تلقي الرسالة والسير بها من أجل جعلها حقيقة في الواقع الإنساني ، وليس فقط العلم بالناسخ والمنسوخ ، والذي هو قليل جداً ، فلا يشمل إلا القليل القليل من الأحكام ، وهي معروفة عند العلماء . . رغم أن من العلماء مَن توسّع فيه كثيراً . . والصحيح غير ذلك ، وفي هذا السياق ، ننصح بمراجعة موقف الإمام الطبري من النسخ وقد بيّنه في تفسيره . .

ومهما يكن من أمر ، فإن أهمية العلم بالترتيب التفصيلي لنزول آيات وسور القرآن الكريم ، أكثر ما تكون لزوماً وضرورة ، في الفهم لكيفية تحقيق الغاية من الرسالة الخاتمة في الواقع الإنساني ممثلة في أمة مسلمة لله عزّ وجلّ . . ذلك أن الأمّة المسلمة الخاتمة أُنشأت بالقرآن بوصفه رسالة الله الخاتمة ، على يد رسول الله الخاتم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لتستمر الأمّة من بعده في أداء مهمته – تحقيق الغاية من الرسالة - وتخْـلُفه فيها ، ألا وهي: عبادة الله تعالى وحمل رسالته رحمة للعالمين ، " لإخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام " . فما وُجدت هذه الأمّة إلا لتحافظ على تحقيق الغاية من الرسالة ، تطبيقاً على نفسها ، وحملاً للرسالة رحمة للعالمين :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) } الحج

{ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ . . }
آل عمران 110

وتلك النشأة الأولى للأمّة الخاتمة وتحقيق الغاية من الرسالة ، حدثا على مكث ، وعلى بصيرة ، وكانت البداية مع بداية تلقي الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم آيات القرآن الحكيم ، واستمرا باستمرار التلقي ، من نزول ( اقرأ باسم ربك . . ) حتى نزول ( اليوم أكملت لكم دينكم . . ) . . أولاً بأول وخطوة بخطوة . . فكلما نُـزّلت مجموعة آيات أو سورة من القرآن المجيد ، تلقاها المسلمون بحب وشغف ، وطبقوها في واقعهم عن رضا وتسليم . . وبهذا كانت تُضاف لبنة أخرى إلى بناء الأمّة ، سيراً نحو الوصول إلى الحالة المرادة للأمّة أن تكون عليها . . ومع قرب إتمام تنزيل آيات الرسالة الخاتمة وتلقيها ، كان إكمال عبودية الأمّة المسلمة وانقيادها لله عزّ وجلّ ، ونزلت البشارة بذلك في حجة الوداع :
{ .. الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً .. } المائدة 3

( أنظر تعقيب الإمام الطبري في تفسيره على هذا الجزء من الآية الكريمة )

و بذلك، فقد وصلت الأمة إلى اكتمال النشأة والتكوين ، وإلى حالة من توفر القدرة والإرادة ، جعلتها على أتم الإستعداد للقيام بالمهمة التي أُنشأت من أجلها ، والتي جعلها الله تعالى لها :

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً .. } البقرة 143

ثالثاً :

هذا ، وعند النظر في " ترتيل التلقي الأول " زمن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم ، نجد ما يلي:

1- أنه حصل عملياً على شكل ترتيب تفصيلي معين ، وهو ما كان بحسب تتابع وموالاة مواقف الناس – المؤمنين والكافرين - مما بلغهم من الرسالة ، كما أشرنا ، سواء في سياق ترقي الذين آمنوا في عبوديتهم لله وحتى الإكمال ، أو في سياق تطور مواقف الذين كفروا ، بأنواعهم المختلفة .
بمعنى ، أن " ترتيل التلقي الأول " كان هو الشكل العملي لـ " التلقي المرتل للآيات " ، أي تلقيها مفرقة على مكث وحسب الضوابط الشرعية والسننيّة الثابتة ، في زمن الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أثناء سيره لتحقيق الغاية من الرسالة .

2- أنه بحسب " ترتيل التلقي الأول " للآيات كانت تُـنزل المعالجات ، خطاباً وأعمالاً ، وبحسبه كان " ترتيب أعمال السير " ، من قيام الرسول الكريم بـ " الإنذار " ابتداءاً ، ( قم فأنذر ) وحتى تحقيق الغاية . .

3- أن كلاً من " ترتيل التلقي الأول " و " ترتيب أعمال السير " كانا من فعل الله جلّ وعلا وحسب أمره القدريّ ( السّنن ) في الوجود ، فهما من شأن الله عزّ وجلّ وحده فلا يستطيعهما أحد من خلقه ، فتتابُع حصول الأحداث وموالاة بعضها لبعض أثناء سير الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والمؤمنون معه ، كان بحسب سنن الله تعالى سواء في ترقي المسلمين في إكمالهم الدين لله سبحانه تعالى ، أو في ما يتخذه المجتمع ( القرية ) من مواقف وردود أفعال من دعوتهم إلى عبادة الله وحده ، وقد بلغتهم بـيّنة واضحة :

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } الإسراء 82

{ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } الفرقان 33

وكما ثبت عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في وصف تنزيل آيات القرآن على قلب رسول الله ، كمعالجات للواقع الإنساني ، قوله :
( ونزّله جبريل بجواب كلام العباد وأعمالهم ) . ( رواه الطبراني والبزار ) .

وفي رواية أخرى ، قوله :
( فكان المشركون إذا أحدثوا شيئاً أحدث الله لهم جواباً ) . ( أخرجه ابن أبي حاتم ) .

وأيضاً :
( نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا ، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه ) . ( موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور ) .

وعليه ، فإن " ترتيل التلقي الأول " لا يمكن أن يكون من أمر الله الشرعيّ ، أي ليس من التكليف الشرعي ، لا في حق الرسول ولا في حق المسلمين . . فهو مشروط بتتابع ومولاة حدوث ردود الأفعال والمواقف من الحق . . وحدوثها لا يكون إلا بحسب أمر الله القدريّ وسننه في الوجود ، وهذا من شأن الله عزّ وجلّ وحده ولا يستطيعه أحد من خلقه . .

وعلى هذا الأساس نشاهد الحقائق التالية :

1 – أنه لا يوجد نص من الوحي – قرآناً وسنةً – قد كلّف الله تعالى به الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بتلقي آيات القرآن الكريم حسب ترتيب معيّن والسير بها بحسب ذلك الترتيب . . فهذا أمر لا يستطيعه الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بل هو مستحيل في حقه ، فلا يُكلّف به ، وذلك :

• أنّ الله تعالى لم يُنـزّل آيات القرآن جملة واحدة على قلب الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، حتى يُكلِّـفه بترتيبها ترتيباً معيناً ، ابتداءاً ، ومن ثم بأخْذها وتلقيها بحسب ذلك الترتيب .

• وأنّ الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يعلم الغيب حتى يعلم كيف سيكون ترتيب حدوث الوقائع والأحداث بالتفصيل ، ومن ثم كيف سيكون الترتيل المفصّل لتلقي آيات القرآن الكريم لمعالجة تلك الأحداث :

{ قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } الأعراف 188

فالرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يعلم الغيب ، بل يُخبِر بالغيب بما أطلعه الله تعالى .

• وأنّ الله عزّ وجلّ لم يكن ليُطْلع الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أو مَن هو دونه ، على الغيب بهذا الشكل المفصّل ، فذلك ليس من سنة الله تعالى في هذا الأمر :

{ مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } آل عمران 179

{ قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } الأحقاف 9

فلم يحصل أن كَـلّف ( تعبّد ) الله سبحانه وتعالى الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بترتيب آيات القرآن الكريم – ابتداءً قبل السير - حسب ترتيب ( ترتيل ) معيّن ، حتى يُكلّـِفه ( يتعبّده ) بتلقي الآيات وأخْذها والسير بها بحسب ذلك الترتيب .

2 - أنه لم ترد لاحقاً - أثناء السير أو بعد انتهائه - نصوص من الوحي فيها تكليف بحفظ " ترتيل التلقي الأول " كما حصل من البداية حتى تحقـيق الغاية ، لا إجمالاً ولا تفصيلاً . . فلم يثبت عن الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه بالنسبة لـهذا الترتيب أنه أمَر بحفظه ونقله ، أو نهى عن عدم معرفته ، فهو ليس من الأمور التي طلب الشّرع العلم بها أو نهى عن الجهل بها . . [ فالروايات التي جاءت في هذا المجال – ترتيب نزول آيات القرآن – لم ترد إلا عن الصحابة الذين شاهدوا مكان الوحي وعرفوا زمانه ، أو التابعين الذين سمعوا وصف ذلك وتفصيله من الصحابة . أما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يرد عنه شيء من هذا القبيل ، لأنه عليه السلام ، كما يقول القاضي أبو بكر الباقلّاني في " الإنتصار" : { لم يؤمر به ، ولم يجعل الله علْم ذلك من فرائض الأمّة } ] انتهى .

( مباحث في علوم القرآن لـ د . صبحي الصالح )

3 – أن " ترتيل التلقي الأول " ، لم يُحفظ بتمامه وتفصيله كما حصل مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أثناء السير من البداية حتى تحقُق الغاية . . وعدم حفظه ، دليل قطعي على أنه ليس مما تعبدنا الله جلّ وعلا به وإلاّ حُفظ مع الوحي . . فلا يمكن فقدان شيء مما تعبّدنا الله جلّ وعلا بـه من الدّين ، فهو محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى ، حيث تكفّل الله بنفسه جلّ وعلا حفْظ القرآن الكريم – آياته وسوره - بوصفه ذكْـراً وتذكرة :

{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر 9

والقرآن لا يكون ذكراً وفيه العبرة والتذكرة إلا ببيانه ، مما يقتضي حفظ ذلك البيان كما حُفظ القرآن نفسه ، سواء فيما يتعلق بالفكر أو بالعمل ؛ مثل أعمال الصلاة وأعمال الحج وترتيبهما . . كما قال المعلّم الفراهي الهندي : ( إنما قال " الذكر" عوض القرآن ، ليدل على أن الحفظ متعلق بالمعنى واللفظ معا. فإن تغيّر المعنى لم يكن ذكرا بل كان قرآنا يتلونه كما يتلو اليهود والفرق المبتدعة منا، وليسوا منا ) . ( مقدمة كتاب مفردات القرآن الكريم )

فعـدم حفظ " ترتيل التلقي الأول " لآيات الرسالة ، دليل قطعي على أنه ليس من الأمور التي تعبدنا الله جلّ وعلا بها ، وإلاّ حُفظ مع الوحي . .

4 - أن ما فُـقد من " ترتيل التلقي الأول " ، فهو من أحد حالين :

- إما أنه لم تصلنا عنه أخبار ، فيكون قد فُـقـد واندَرَس ، ولم يعد بالإمكان العلم به بالتفصيل الذي حصل مع الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم . .

- وإما أنه وصلتنا عنه أخبار ، ولكن لم تثبت نسبتها للرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أي لم يثبت كونها من الوحي . .

وفي كلا الحالين ، لا يُمكن أن نُكـلّف بهما .

5- وأخيراً ، فقد حفظ الله جلّ وعلا آيات القرآن الكريم - بوصفه الرسالة الخاتمة - على ترتيل آخر غير " ترتيل التلقي الأول " ، ألا وهو التسوير ، وذلك بجعل مجموعة محددة من الآيات في سورة معينة . . وعددها 114 سورة .

رابعاً :

1- أصبح من الحق البيّن أن ترتيب تلقي الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، الآيات حسب ترتيب معيّن ( ترتيل التلقي الأول ) ، لم يكُـن تكليفاً شرعياً من الله تعالى ، أي ليس من العبادة ، كما تعبّدنا ربُّـنا – سبحانه - بترتيب أعمال الصلاة وأعمال الحج ، مثلاً . . فهو ليس من أمر الله الشرعي ، بل هو محصلة ونتيجة للسير في الواقع الإنساني آنذاك حسب سنن الله تعالى فيه ( أمره القدريّ ) ، وحسب اختيارات الناس للسير على أيٍّ من تلك السنن ؛ سنن الهداية أم سنن الضلال وقد بلغهم الحق بيًّـناً واضحاً ( الأمر الشرعي ) . . حتى تحققت الغاية من الرسالة ، كما أشرنا سابقاً . . فكان " ترتيل التلقي الأول " استجابة لما كان يَستجد من أحداث ومواقف ، حسب سنن الله تعالى في تفاعل " فكرة الرسالة " و " خطاب النذارة " في المجتمع آنذاك وموقفه منهما ، بقصد معالجته حتى تحقيق الغاية من الرسالة فيه :

{ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } الفرقان 33

{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } الإسراء 82

( فكان المشركون إذا أحدثوا شيئاً أحدث الله لهم جواباً ) . ( أخرجه ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس )

2 - ومن ثم ، فإن ما حصل مع الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم في زمانه وواقعه الإنساني أثناء سيره لتحقيق الغاية من الرسالة ، بشكله وترتيبه المفصّل ، لا يلزم أن يحصل مع المسلمين دائماً ، في كل زمان مكان . . فالأمر منوط ، ابتداءً ، بمشيئة الله سبحانه وتعالى ممثلة بسننه التي تضبط سير الوجود كله ومنه المجتمع الإنساني ، ومن ثم باختيارات القوم المُعيّنـين لمواقفهم من الحق وقد بلغهم بيّـناً واضحاً . . فهناك السنن التي قدّرها الله العزيز العليم لضبط خواص الخلق في وجودهم وسيرهم ليحقق كل مخلوق مراد الله منه ، وهناك اختيارات الناس لأيٍ من تلك السنن للسير بحسبها في سيرهم ومواقفهم . . فالسنن ثابتة لا تتغير فهي متعلقة بتقدير الله تعالى لخلقه وتنظيمهم بنظام دقيق . . أما ما يحصل فعلاً وواقعاً في حياة الناس ، فهو نتيجة اختياراتهم لمواقفهم من الحق وحركتهم في الحياة . . وهو خاص ومتغير حسب الواقع الإنساني المعين في زمانه ومكانه :

{ .. إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ .. } الرعد 11

{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } الروم 41

فالترتيب التفصيلي للأحداث كما حصل في ذلك الواقع الإنساني المعين – زمن الرسول - مرتبط بمواقف الناس في حينه من الرسالة والرسول . . لكنه ، وبوصفه الإنساني ، فإن له سنناً ثابتة تحكمه ، وبغض النظر عن الزمان والمكان .

3- فحقيقة " ترتيل التلقي الأول " أنه تطبيق عملي لكيفية تنزيل الرسالة على الواقع الإنساني - بوصفه إنسانياً - بقصد معالجته لتحقيق الغاية منها فيه . وبتعبير آخر هو تعليم لنا في كيفية تنزيل المعالجات الشرعية على المناط المعيّن بعد " تحقيق المناط " . . لذلك كانت القاعدة الأصولية الراجحة في فهم مراد الله تعالى في الرسالة الخاتمة هي : { العبرة بعموم اللفظ ( النصّ ) لا بخصوص السبب } ، فالعبرة ليست بمعالجة الحالة الإنسانية التي بسببها نزلت المعالجات ( أسباب النزول ) ، فهي بمثابة أمثلة ونماذج .. بل العبرة بالمعالجات الشرعية ( العبادة ) بوصفها معالجات للإنسان كإنسان حتى قيام الساعة .

إذاً فالأصل في النظرة إلى " ترتيل التلقي الأول " ، وإلى الترتيب التفصيلي لتتابع الأحداث في ذلك الواقع الإنساني المعين ، أن تكون نظرة سننيّة لأخذ العبرة وفهم الحكمة ، لأنه بوصفه الإنساني له سنن ثابتة تحكمه وبغض النظر عن الزمان والمكان . .
وعلى أساس السنن التي تحكم الواقع الإنساني ، تحققت العبرة للرسول وللمؤمنين ، بقصص الأنبياء والرسل السابقين الوارد ذكرها في القرآن الكريم . .
وعلى الأساس نفسه تتحقق العبرة دائماً ، في زماننا وفي كل زمان ومكان ، بقصص الأنبياء والمرسلين السابقين ، وبسيرة خاتمهم محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم :

{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } يوسف 111

فـ " ترتيل التلقي الأول " للآيات ، وتتابع سير الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم العملي بحسبه في واقعه ، يعتبر من باب تعليمنا " الحكمة " في التعامل مع الواقع الإنساني – بغض النظر عن زمانه ومكانه – بقصد معالجته بالرسالة حتى تحقيق الغاية ، وذلك من خلال التطبيق العملي والواقعي على حالة إنسانية معينة أو واقع إنساني معين ، وهو الواقع الذي شاء الله تعالى أن يبعث فيه خاتم أنبيائه ورسله محمداً صلّى الله عليه وآله وسلّم برسالته الخاتمة رحمة للعالمين :

{ .. اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ .. } الأنعام 124

خامساً :

لكن . . ماذا نفعل نحن الآن ؟ وكيف يكون الإقتداء في الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بتلقي الرسالة من أجل تحقيق الغاية منها في واقعنا الآن ؟

وأين نجد بيان كيفية التلقي ، وما هي ضوابطها ؟

وما علاقة " ترتيل التلقي الأول " لنزول الرسالة ، مع " الترتيل النهائي " لآيات الرسالة الخاتمة ، وقد جعلها الله تعالى جملة واحدة ، موزعة على 114 سورة ؟ . .

وما هي دلالة " الترتيل النهائي " ، أي التسوير ، وما علاقته بمنهج التلقي للرسالة الخاتمة لأجل تحقيق الغاية منها في زمننا الحالي ؟ . .

كل هذه الأسئلة ، وغيرها ستجدون الجواب الشافي والكافي والمفصّل عنها . . بإذن الله تعالى في البحث التالي :

( منهاج النبوة في تحقيق الغاية من الرسالة الخاتمة )

وهو موجود على الروابط التالية :

منهاج النبوة : Free Download & Streaming : Internet Archive

http://www.tafsir.net/mlffat/files/2510.rar

منهاج النبوة في تحقيق الغاية من الرسالة الخاتمة.rar - 4shared.com - online file sharing and storage - download


هذا ، ما يسّره الله تعالى . .

فإن أصبت فبتوفيق الله تعالى وحده . . وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان . .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
تفصيل وبيان . .

تفصيل وبيان . .

{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر 9
والقرآن لا يكون ذكراً وفيه العبرة والتذكرة إلا ببيانه ، مما يقتضي حفظ ذلك البيان كما حُفظ القرآن نفسه ، سواء فيما يتعلق بالفكر أو بالعمل ؛ مثل أعمال الصلاة وأعمال الحج وترتيبهما . .

بسم الله الرحمن الرحيم​

وبيان القرآن له مقومان رئيسان :

الأول : اللسان العربي :

{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } النحل 103
{ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } الدخان 58

الثاني : سنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو ما ثبت عنه قولاً وفعلاً وتقريراً :

{ .. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } النحل 44

فما حُفظ و ثَبُت من السنة النبوية ومن اللسان العربي ، فيه البيان للقرآن . . ولكن ضمْن بيان القرآن لنفسه ، فبيان القرآن للقرآن هو الأصل وهو المهيمن . .

أولاً :

بالنسبة للسنّة ؛ فإن ما لم يُحفظ من أفعال الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم وأقواله ومواقفه – سواء لم يصلنا أو وصلنا ولم تثبت نسبته لرسول الله – فلا يُعتبر دليلا شرعيّاً ولا تُؤخذ منه عبادة . فلا تُعرف عبادة الله عزّ وجلّ – إيماناً وعملاً صالحاً ودعوة - إلا بالدليل الشرعيّ ، أي بالوحي ؛ قرآناً وسنّة وما دلّا عليه .

ومن جهة أخرى ، فإن عدم حفظ ما لم يُحفظ ، دليل قطعي على أنه ليس فيه دلالة على العبادة ، وإلا حُفظ مع الدّين ، فلا يمكن أن يُفقد شيء من الدّين ( العبادة ) ، فهو محفوظ بحفظ الله جلّ وعلا له .

فحفْظ القرآن بوصفه ذكراً وتذكرة ، يقتضي حفظ بيانه كما حُفظ القرآن نفسه ، والسنّة من بيان القرآن مما يعني أنّها محفوظة أيضاً . . فكما حفظ الله تبارك وتعالى القرآن الكريم بما أمر به النبيّ من ترتيب وجمع للآيات في السور ، وبما حُفظ في الصدور وتناقلته أجيال المسلمين جيلاً بعد جيل متواتراً ، وبما هَـدى إليه الصحابة الكرام من جمعٍ ونسخٍ للسور في المصحف . . كذلك حفظ الله تعالى السّنة من النقص ومن الزيادة بوصفها بياناً للقرآن ، وإن لم يكن التواتر شرطاً في ذلك ، كما دلّت على ذلك النصوص . . وما عليه جمهور علماء المسلمين .

- وأما حفظها من النقص ؛ فلا يمكن أن يُفقد شيء مما قام به الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم من أعمال ، قولاً كان أو فعلاً أو إقراراً وفيه بيان للقرآن ، أي من السّنة . فلا يمكن أن يُفقد شيء من السنّة وفيه البيان لجزء من الدّين الذي تعبّدنا الله عزّ وجلّ به ، سواء بيان حكم من أحكامه أو فكر من أفكاره . . فذلك يتعارض مع أصول شرعية يقيـنـية قطعية ، منها :

 أنه يتعارض مع الغاية من بعث الرسول بالرسالة ، ألا وهي إكمال الدين لله تعالى ، أي جعل الدين خالصاً لله ، وفقدان جزء من الدين يعني حصول نقص فيه ، مما يعني عدم إمكانية الوقوف على حكم شرعي أو معالجة شرعية لأمر ما أو حادثة معينة ( مناط ) مما يستجد من وقائع وأحوال في الحياة الإنسانية حتى قيام الساعة . . وعندها ، يُحكم فيها بغير دين الله جل وعلا ، فلا يُعبد الله تعالى في تلك الحادثة التي ليس لها حكم في دين الله تعالى ، فيعُبد إله آخر غير الله - تعالى وتنزّه عن الشريك – فلا يكون الدين حينئذٍ كاملاً لله ، ولا يكون الدين خالصاً لله . . وعليه فلا يمكن أن يُـفقد أي جزء من دين الله تعالى .

 وأنه يتعارض كذلك ، مع حقيقة أن التكليف قائم على فهم مراد الله تعالى من كلامه في رسالته ، ويتعارض مع إقامة " الحجة الرسالية " على مَنْ أبـى ( البلاغ المبين ) :

{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً (164) رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (165) } النساء

فهذا دليل قطعي على أنه لا يمكن أن يُفقد جزء من دين الله تعالى ؛ القرآن وبيانه من السنة .

من ثم فإن ما لم يُحفظ من سنة نبيّنا صلّى الله عليه وآله وسلّم ، سواء لم تصلنا أو وصلتنا ولم تثبت نسبتها لرسول الله ، ليس فيه دلالة على العبادة .

- وأما حفظ السنّة من الزيادة ؛ فقد قيّض الله تعالى لها وفي مختلف العصور علماء جهابذة ، وفّـقهم – بلطفه وكرمه - لإزالة ما ليس منها عنها ، وهداهم – برحمته وفضله - لتقعيد القواعد ووضع الضوابط العقلية منها والشرعية بما يضمن ذلك ، سواء من حيث السند أو المتن . .

ويحسُن في ختام هذه النقطة ، أن نشير إلى :

1- أنه لا تعارض بين حقيقة كون [ أن السنة محفوظة من الزيادة والنقصان ] وبين القول : [ أنه لا يُشترط القطعية في ثبوت السنة ] ، من حيث أن هذا القول مدعاة إلى الخلاف في تحديد ما هو من السنة وما ليس منها ، مما يعني أن السنة معرضة للزيادة أو النقصان . . والحقيقة أنه لا تعارض بينهما ، وذلك :

 لأن العبرة بمجموع ما ثبت من السنة عند جميع العلماء ، و بغض النظر عن درجة الثبوت ، وليس بما ثبت عند بعض العلماء ولم يثبت عند البعض الآخر ، فما فات بعض العلماء استدركه آخرون .

 و لأن الشرع – وله القول الفصل - قد أجاز عدم اشتراط القطعية في ثبوت السنة كما يُفهم من عموم الأدلة . . وهذا من رحمة الله بالناس . لذلك فإن المسلم يتعبّد الله تعالى بما ترجّح عنده من الأدلة الشرعية ظنية الثبوت ، وبما ترجّح عنده من فهم ودراية لتلك النصوص ، إن كانت ظنية الدلالة .

 بالإضافة إلى أن عدد ما اختُـلف في ثبوته قياساُ إلى مجموع ما هو متفق على ثبوته – بغض النظر عن درجة الثبوت – يُعتبر قليلاً جداً .

2- أن بيان القرآن للقرآن هو الأصل وهو المهيمن . . وذلك ، بما جعل الله في القرآن الحكيم – المحفوظ نصّه ورسمه وترتيبه - من خصائص ذاتية تجعل فيه الإمكان القدرة على بيانه لنفسه . ومن أهم أدوات بيان القرآن لنفسه : " الآيات المحكمات " ؛ فهنّ أم الكتاب ، أي أصله وأسّه . . وأيضاً أداة " الإصطلاح " وهو إعطاء القرآن اللفظة معنى خاص زائداً على معناها في اللغة . . وهو ما يُعرف أيضاً بـ " عادة القرآن " في استعمال الكلمة المعينة . أو " العرف القرآني " للمفردة العربية . . في مقابل " العرف اللغوي " .

ثانياً :

أما بالنسبة للسان العربي ؛ فأغلب ما قلناه آنفاً في السنة يًقال فيه ، لأن الأصل في ثبوت اللغة هو النقل بالرواية عن العرب الأقحاح وحتى نهاية القرن الثالث الهجري . . فلا تثبت اللغة لا بالعقل ولا بالقياس . .

فاللغة العربية - بتقدير الله تعالى وحكمته - فيها من الخصائص والمقومات الذاتية ما يضمن استمرارها وحياتها وعدم فنائها . . وغني عن الذكر ، أن القرآن الكريم هو أكبر مقومات حياة اللغة العربية وحفظها واستمرارها . .
ومن أهم تلك الخصائص الذاتية : وجود قوانين ووسائل قياس وضبط لعلوم اللغة الأساس مثل علم الصرف ، وعلم النحو . . وأعتقد أن من أهم تلك الخصائص الحيوية أيضاً هو جود ما يُعرف بـ " الدلالة المحورية " للكلمة والمفردة العربية . . وهذه الخاصية عندما تُضاف إلى ما في القرآن الكريم من خصائص ذاتية للبيان ، فإنها تُعطي للمتدبّر لكلام الله تعالى قدرات وإمكانات كبيرة على الفهم وضبط مراد الله تعالى من كلامه .

هذا والله تعالى أعلم

والحمد لله رب العالمين
 
وعليه ، فإن " ترتيل التلقي الأول " لا يمكن أن يكون من أمر الله الشرعيّ ، أي ليس من التكليف الشرعي ،
لا في حق الرسول ولا في حق المسلمين . .
وعلى هذا الأساس نشاهد الحقائق التالية :

1 – أنه لا يوجد نص من الوحي – قرآناً وسنةً – قد كلّف الله تعالى به الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم

بتلقي آيات القرآن الكريم حسب ترتيب معيّن والسير بها بحسب ذلك الترتيب . .

• وأنّ الله عزّ وجلّ لم يكن ليُطْلع الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أو مَن هو دونه ، على الغيب بهذا

الشكل المفصّل ، فذلك ليس من سنة الله تعالى في هذا الأمر :

فلم يحصل أن كَـلّف ( تعبّد ) الله سبحانه وتعالى الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم بترتيب آيات القرآن
الكريم – ابتداءً قبل السير - حسب ترتيب ( ترتيل ) معيّن ، حتى يُكلّـِفه ( يتعبّده ) بتلقي الآيات وأخْذها والسير بها بحسب ذلك الترتيب .

- أنه لم ترد لاحقاً - أثناء السير أو بعد انتهائه - نصوص من الوحي فيها تكليف بحفظ " ترتيل التلقي الأول " كما حصل من البداية حتى
تحقـيق الغاية ، لا إجمالاً ولا تفصيلاً . . فلم يثبت عن الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه بالنسبة لـهذا الترتيب أنه أمَر بحفظه ونقله ،
أو نهى عن عدم معرفته ، فهو ليس من الأمور التي طلب الشّرع العلم بها أو نهى عن الجهل بها . .
[ فالروايات التي جاءت في هذا المجال – ترتيب نزول آيات القرآن – لم ترد إلا عن الصحابة الذين شاهدوا مكان الوحي وعرفوا زمانه ، أو التابعين الذين سمعوا وصف ذلك وتفصيله من الصحابة . أما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلم يرد عنه شيء من هذا القبيل ،
لأنه عليه السلام ، كما يقول القاضي أبو بكر الباقلّاني في " الإنتصار" : ( لم يؤمر به ، ولم يجعل الله علْم ذلك من فرائض الأمّة ) ] انتهى .

( مباحث في علوم القرآن لـ د . صبحي الصالح )

3 – أن " ترتيل التلقي الأول " ،
لم يُحفظ بتمامه وتفصيله كما حصل مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أثناء السير من البداية حتى تحقُق الغاية . . وعدم حفظه دليل قطعي على أنه ليس مما تعبدنا الله جلّ وعلا به وإلاّ حُفظ مع الوحي . . فلا يمكن فقدان شيء مما تعبّدنا الله جلّ وعلا بـه من الدّين ،
فهو محفوظ بحفظ الله تبارك وتعالى ، حيث تكفّل الله بنفسه جلّ وعلا حفْظ القرآن الكريم – آياته وسوره - بوصفه ذكْـراً وتذكرة :
فعـدم حفظ " ترتيل التلقي الأول " لآيات الرسالة ،
دليل قطعي على أنه ليس من الأمور التي تعبدنا الله جلّ وعلا بها ، وإلاّ حُفظ مع الوحي . .
الأخ الكريم بارك الله فيكم وزادكم علما
لم أقل أنه - فى حد ذاته - تكليفاً شرعياً بل إنه من جملة العلوم التى كان يجب أن تحفظ لأهميتها الشديده

فإن كان المنسوخ قليل من آيات القرآن , بعكس المزعوم نسخه وهو أكثر مما صح نسخه
فهذا فيه دلاله تؤكد أهمية هذا العلم الذى كان سيساهم فى حسم أغلب - إن لم يكن كل - إدعاءات النسخ

كما أن أهميته لا تنحصر في النسخ لكن أيضاً فى فوائد كثيرة فى التفسير و الأحكام كالتى ضربت بها المثل فى مقالى هذا
و من أهم تلك الفوائد معرفة بداية السياق ( النجم القرآني ) و آخره و ذلك له أهميته الكبيره فى التفسير
و لعله لا يخفى عليكم خطورة التفسير بإخراج الآيه عن سياقها أو ربطها بسياق سابق عليها او لاحق لها
ربطا متعسفاً
كما فعل بعض من صنَّف فى تناسب الآيات و السور و علم المناسبات

أما القول بأن النبيصلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله عنهم لم يُكلفوا او يهتموا بالترتيب وفق النزول , فقد يكون حقاً
لكن هذا لا ينفى أهميته كعلم له فوائده فى التفسير و السيرة و تاريخ الإسلام و غير ذلك
بدليل الواقع الذى ظهر لنا ( كما بينتُ أعلاه ) وكم من علم له أهميته ظهر او تطور فى غير عصر الصحابة

ثم أن مسألة عدم إهتمام الصحابه ( او ربما حقيقة اهتمامهم ) بهذا الأمر فيها نظر أو أنها مُشكلة
فهى تختلف عن آثار تدل على غير ذلك مثل الآثار المذكورة عن علي رضي الله عنه و غيره
مما يُفهَم منه أنهم حفظوا - على الأقل - قدراً كبيراً من هذا العلم و هنا نجد إشكالا بين تلك الآثار و بين الواقع


ولى عودة إن شاء الله
 
الأخ الكريم ( باحث عن الحق ) ينعكس عليك السؤال : وأين نجد النصوص التي تدل على أن هذه الآيات أو بعضها
نزلت قبل الفتح ؟ ولم يقل بذلك أحد قبلك ؛ .
إن كان المقصود بالعهد صلح الحديبية فلا أحتاج لدليل آخر نظراً لكل ما سبق
ثم العهد هاهنا اسم جنس لم يأت ما يخصصه بصلح الحديبية وإن كان داخلا فيه ،
فالإشكالية هاهنا - فيما أرى - أنك حملت العهد على صلح الحديبية ، وبنيت عليه ما بعده
؛
ويبقى أن الحديث الذي يدل على أنها من أواخر ما نزل ، مع الآثار عن علي وحذيفة رضي الله عنهما ، مع وقائع السيرة ، هذه الأدلة والقرائن مجتمعة هي التي جعلت هؤلاء العلماء يجزمون بأنها بعد الفتح .
ملحوظة أخى الكريم : لقد فهمتَ " الآثار عن علي و حذيفة " خطأ لأنها لا علاقة لها بتلك النقطة
رجاء إعادة قراءة أول مشاركتين جيداً

ثم أن المفسرون هم من زعم أن العهد هو الحديبية و بذلك بدأ الإشكال
راجع مثلا :تفسير ابن كثير (4 /114 - 115 ) و تفسيرهم لقوله تعالى {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فما يفهم من تفسير مجمل السياق ( من هنا إلى آخر الآيه 13 ) عندهم :
الكلام على الحديبية

إلاأنه من المحتمل أن يكون المقصود عهد آخر كما بالآثار التى فيها معاهدة المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح
( أرجو ذكر بعض هذه الآثار )
لكن هنا إشكال أن الآيات فى السياق ( 7- 13 ) تخاطب مشركين بينما هؤلاء كانوا قد أسلموا بعد الفتح
و ليس من الطبع القرآني التشديد هكذا فى اللهجة على من أسلم حديثاً

بل العكس هو الواضح من التعامل مع من يظهر إسلامه (على ما أظن ) و عدم التسرع فى الحكم عليه

و من الواضح جدا أن هذا السياق يخاطب قريشاً بالذات
بإستثناء قوله { إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام }
( فهم مبهمون إلا أن أصح تفسير أنهم بعض من دخل فى الحديبية من غير قريش من حلفائهم , و هذا يتفق مع سائر السياق )

فما ردكم على هذا الإشكال !!!!!


أضف إلى ذلك - وهو الأهم - قوله تعالى فى الآيات 14 - 15 :
{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) }
فعل الأمر قاتلوهم ( المعاد لثانى مرة - على الأقل - للتأكيد ) يحسم الأمر كله لأن الأمر لا يكون بشئ حدث بالماضى لكن بالمستقبل

و ما فائدة ذكر كل الكلام الذى بالسياق كله و التطويل فى وصف هؤلاء الكفار و شفاء صدر المؤمنين و موقفهم من قتالهم إلخ إن كان هذا أمراً حدث بالماضى !!!!!
المنطقي هو العكس أن كل هذا تمهيداً لقتال هذا الصنف من المشركين
يعنى أن الآيات نزلت قبل الفتح

ثم أين الآثار التى تجزم أن هذا السياق المترابط من الآيه 7 إلى 15 قد نزل مع باقى سورة التوبة التى هى من أواخر ما نزل ؟!!!!
محمد[/COLOR قال:
محمود إبراهيم عطية;177351]
أما قولك : لماذا لم يلاحظ الصحابة رضي الله عنهم أهمية هذا العلم ... الخ .. فلا يسلم لك ذلك ،
فقد نقلوا لنا الناسح والمنسوخ - كما هو معلوم ؛ فبقي أن عدم ذكر بعض ما يتعلق بتاريخ النزول لا يلام عليه هؤلاء الكرام
أساسا ليس كل ما نسب إليهم فى الناسخ و المنسوخ و غيره صحيحاً عنهم
وتم الرد على تلك الجزئية فى المشاركة التى سبقت هذه بما يدل على أن إستشكالى فى ذلك صحيحاً
 
الأخ الكريم / باحث عن الحق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما قولك : ( إن كان المقصود بالعهد صلح الحديبية فلا أحتاج لدليل آخر نظراً لكل ما سبق ) .
فأنت – بارك الله فيك – لم تأت بدليل على ذلك ، وإنما ذهبت إلى أمر لم تسبق إليه ، ولم تأت بقول لأهل التفسير يدل عليه ، ولما نقلت لك بعض النقول استغربتها ، ثم اتهمت حتى الكبار في التسرع في قراءة النص !!
وأما قولك : ( ملحوظة أخى الكريم : لقد فهمتَ " الآثار عن علي و حذيفة " خطأ لأنها لا علاقة لها بتلك النقطة )
أي نقطة تريد ؟
أنا أنقل لك ما قاله ابن كثير – رحمه الله – قال : يقول تعالى : وإن نكث هؤلاء المشركون الذين عاهدتموهم على مدة معينة ( أيمانهم ) أي : عهودهم ومواثيقهم ...... إلى أن نقل قول حذيفة رضي الله عنه – ثم قال : والصحيح أن الآية عامة ، وإن كان سبب نزولها مشركي قريش ، فهي عامة لهم ولغيرهم . فاستدل ابن كثير بقول حذيفة على أن الآية لا يقصد بها فتح مكة ؛ فإذا كان كذلك ، فكيف تقول : (أخى الكريم : لقد فهمتَ " الآثار عن علي و حذيفة " خطأ ؛ لأنها لا علاقة لها بتلك النقطة ) ؟
وأما قولك : ( ثم أن المفسرون ( إن المفسرين ) هم من زعم أن العهد هو الحديبية ... راجع مثلا : تفسير ابن كثير (4 /114 - 115 ) و تفسيرهم لقوله تعالى : ( كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) .
أقول : أرجو أن تراجع أنت تفسير ابن كثير بتجرد ؛ فمشكلتك أنك اعتقدت شيئا ، وتريد ان تسحب الآيات عليه ، وهذا خطأ منهجي .
فقول ابن كثير وغيره من المفسرين عند قوله تعالى : ( إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام ) صحيح في أن المراد صلح الحديبية ففي الآية ما يدل عليه ؛ ومعلوم أن صلح الحديبية دخل فيه غير قريش ، وأن منهم من لم يسلم عند الفتح ، فخاطبهم القرآن بالاستثناء إذا هم استقاموا على العهد .
أما قوله تعالى بعد ذلك بآيات : ( وإن نكثوا .. ) الآية ، فليس فيها ما يدل على الحديبية .
فقولك : ( فما يفهم من تفسير مجمل السياق ( من هنا إلى آخر الآيه 13 ) عندهم : الكلام على الحديبية ) . ليس صوابا . ولذلك قال ابن كثير : والصحيح أن الآية عامة .
ثم إنك تقول كالمحتج على نفسك : ( إلا أنه من المحتمل أن يكون المقصود عهد آخر كما بالآثار التى فيها معاهدة المشركين للنبي بعد الفتح ) ، فإذا وقع الاحتمال – وهو الصواب إن شاء الله – سقط قولك باختصاص الآية بالفتح ، وبالتالي سقط قولك بأن الآيات نزلت قبل الفتح .
وأما قولك : ( لكن هنا إشكال أن الآيات فى السياق ( 7- 13 ) تخاطب مشركين بينما هؤلاء كانوا قد أسلموا بعد الفتح و ليس من الطبع القرآني التشديد هكذا فى اللهجة على من أسلم حديثاً ، بل العكس هو الواضح من التعامل مع من يظهر إسلامه (على ما أظن ) و عدم التسرع فى الحكم عليه ؛ و من الواضح جدا أن هذا السياق يخاطب قريشاً بالذات بإستثناء قوله إلا الذين عاهدتم عند المسجد الحرام فهم مبهمون ، إلا أن أصح تفسير أنهم بعض من دخل فى الحديبية من غير قريش من حلفائهم , و هذا يتفق مع سائر السياق )فما ردكم على هذا الإشكال !!!!! )
أولا : قولك : من الطبع القرآني ، عبارة لم أسمع ولم أقرأ باستعمالها من قبل عند العلماء ، وهي مشكلة هاهنا ، إذ القرآن كلام الله تعالى ، والذي يستعمل هاهنا : الأسلوب القرآني .
ثم إنك بقولك : إن أصح تفسير أنهم بعض من دخل فى الحديبية من غير قريش من حلفائهم ) قد كفيتني مؤونة الرد . وهذا ذكرته أنا آنفًا .
وأما قولك : ( أضف إلى ذلك - وهو الأهم - قوله تعالى فى الآيات 14 - 15 : ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15 ) ؛ فعل الأمر قاتلوهم ( المعاد لثانى مرة - على الأقل - للتأكيد ) يحسم الأمر كله لأن الأمر لا يكون بشئ حدث بالماضى لكن بالمستقبل ؛ وما فائدة ذكر كل الكلام الذى بالسياق كله والتطويل فى وصف هؤلاء الكفار و شفاء صدر المؤمنين ، وموقفهم من قتالهم إلخ ...إن كان هذا أمراً حدث بالماضى !!!!! المنطقي هو العكس أن كل هذا تمهيداً لقتال هذا الصنف من المشركين ، يعنى أن الآيات نزلت قبل الفتح ثم أين الآثار التى تجزم أن هذا السياق المترابط من الآيه 7 إلى 15 قد نزل مع باقى سورة التوبة التى هى من أواخر ما نزل؟!!!! )
أخي ، لا أرى هذا الاستشكال إلا عندك ، لما تريد أن ترتب عليه من قولك أن هذه الآيات نزلت قبل الفتح ، أم عند المفسرين فلم أرى أحدا استشكل الآيات ، وراجع أنت قول المفسرين بتجرد .. وأسأل الله أن يهلمني وإياك الصواب .
أما قولك : ( أساسا ليس كل ما نسب إليهم فى الناسخ و المنسوخ و غيره صحيحاً عنهم ! وتم الرد على تلك الجزئية فى المشاركة التى سبقت هذه ، بما يدل على أن إستشكالى فى ذلك صحيحا ) .
ومن الذي قال أن كل ما نقل عنهم صحيحا ؛ أخي ، تحتاج أن تقرأ في علم الناسخ والمنسوخ ، وتحقيق ما ورد فيه ، ولا يخفاك ان ممن كتب في هذا العلم جمع كل ما وجده ، وتناوله من بعده بالتحقيق كابن الجوزي والسيوطي ، وهناك رسائل علمية جامعية حديثة مفيدة في هذا الباب .
ولكن ما دخل هذا الأمر في مسألتنا ؟ أولا ، ثم لا يعني هذا أن استشكالك صحيح .
أرجو أن يكون لك نصيب من اللقب الذي اخترته لنفسك ( باحث عن الحق ) ، وأهم صفات الباحث عن الحق : التجرد ، فتجرد عن الفكرة ، ثم راجع أقوال أهل التفسير في المسألة ، ثم بعد ذلك إن رأيتهم اختلفوا ، لك أن تنظر في هذا الاختلاف ، فإن أمكن الجمع ، فذاك ، وإلا فالترجيح بالأدلة والقرائن .
أما أن ترد أقوالهم بما تزعمه في هذه المقالات ، - فهذا أخي – غير مقبول ، والعلم عند الله تعالى .
 
اخى الكريم الفيصل فى كل هذا الجدل اثبات ان كل براءة نزلت عام 9 هج او بعد الفتح
فهل فى الأخبار و الآثار ما دل دلالة صريحة واضحة على ذلك ؟!!


و بالنسبة لمشاركتكم السابقة فعذرا لن ارد عليها الأن لأنى قرأتها قراءة عابرة
و لن ارد عليها - ان كان لدي تعقيبا - الا بعد قراءتها بتمعن فى وقت لاحق ان شاء الله
 
الأخ / باحث عن الحق .
هذا افتراض جدلي ... من الذي قال أن الأصل إثبات ما ذكرته ؟
ثم تقول : فهل في الأخبار والآثار ما دل دلالة صريحة على ذلك ؟ ما هذا الذي تقوله - أخي ؟
الأصل أن تأتي أنت بالدليل على كلامك ، ولا تحول المسألة إلى هذا العموم .
لا يا - باحث عن الحق ... اسمح لي أن أقول لك : ليست هذه طريقة البحث عن الحق .
أسأل الله تعالى أن يهديني وإياك لما اختلف فيه من الحق بإذنه ... آميييين .
 
اخى الكريم اظن فى كل الاشكالات التى طرحتها سابقا دليلا كافيا يجعلنا نشك فى اتصال وقت نزول السياقات المذكورة
ولا اظن انه يوجد دليل قوي يرد ذلك الا نص صريح فى ان ( التوبة ) نزلت كاملة فى زمن متقارب
وحينها سيتطلب الجمع بين الأمرين لحل الاشكال !
اما الافتراضات النظرية التى افترضها المفسرون ان عارضت السياق فهى باطلة و العبرة فى النهاية بالأدلة
أسأل الله تعالى أن يهديني وإياك لما اختلفنا فيه من الحق بإذنه ... آمين .

 
أخي - هداني الله وإياك للحق وثبتنا عليه - من الذي يقول أن الإشكالات تكون دليلا ؟!!!!!
إذا وصل الأمر معك إلى هذا ، فأرجو الله تعالى أن يوفقني وإياك لما يحبه ويرضاه .. ولا أحسبك تقبل قولا يخالف ما تظنه ، وإن كان ظاهر الصواب ، وما أدري من أنت علميًّا حتى تستجيز لنفسك هذه الجرأة في رد كلام العلماء بظنك أنت ؟ أخي : العجب محبط الأعمال ، فانظر في قلبك وداوه ... ثم اطلب العلم من طريقه الصحيح ... حينها يمكن أن تفهم كلام العلماء ، وتكون فعلا طالب حق ... هداني الله وإياك سبيله القويم .
 
عودة
أعلى