ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
من العلم النافع:
يقول العلامة ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الماتع:"مختصر منهاج القاصدين":
" من صفات علماء الآخرة أن يعلموا أن الدنيا حقيرة، وأن الآخرة شريفة، وأنهما كالضرتين، فهم يؤثرون الآخرة، ولا تخالف أفعالهم أقوالهم، ويكون ميلهم إلى العلم النافع فى الآخرة، ويجتنبون العلوم التي يقل نفعها إيثاراً لما يعظم نفعه، كما روي عن شقيق البلخي رحمه الله أنه قال لحاتم : قد صحبتني مدة، فماذا تعلمت ؟
قال : ثمانية مسائل :
أما الأولى : فإني نظرت إلى الخلق، فإذا كل شخص له محبوب، فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه، فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي .
وأما الثانية : فإني نظرت إلى قوله تعالى : { ونهى النفس عن الهوى } [ النازعات : 40 ] فأجهدتها فى دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى .
وأما الثالثة : فإني رأيت كل من معه شئ له قيمة عنده يحفظه، ثم نظرت فى قوله سبحانه وتعالى : { ما عندكم ينفد وما عند الله باق } [ النحل : 96 ] فكلما وقع معي شئ له قيمة، وجهته إليه ليبقى لى عنده .
وأما الرابعة : فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف، وليست بشئ، فنظرت فى قوله الله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [ الحجرات : 13 ] فعملت فى التقوى لأكون عنده كريماً .
أما الخامسة : فأنى رأيت الناس يتحاسدون، فنظرت فى قوله تعالى : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم } [ الزخرف : 32 ] فتركت الحسد .
والسادسة : رأيتهم يتعادون، فنظرت فى قول الله تعالى : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً } [ فاطر : 6 ] فتركت عدواتهم واتخذت الشيطان وحده عدواً .
السابعة : رأيتهم يذلون أنفسهم، فنظرت فى قول تعالى : { وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها } [ هود : 6 ] فاشتغلت بما له علي وتركت ما لى عنده .
والثامنة : رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم، فتوكلت على الله تعالى ." اهـــ.
فما أحوجنا إلى أن نفقه العلم كفقه سلفنا.
فتصور أخي لو أن أحدا من طلبة العلم في عصرنا سئل مثل ذاك السؤال هل سيكون جوابه مثل هذا الجواب، أم سيسرد المسائل التي تعلمها في فنه سردا.
الفرق أن نظرة أولائك القوم ليست كنظرتنا.
فشتان شتان بيننا وبينهم.
والله المستعان.
من العلم النافع:
يقول العلامة ابن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى في كتابه الماتع:"مختصر منهاج القاصدين":
" من صفات علماء الآخرة أن يعلموا أن الدنيا حقيرة، وأن الآخرة شريفة، وأنهما كالضرتين، فهم يؤثرون الآخرة، ولا تخالف أفعالهم أقوالهم، ويكون ميلهم إلى العلم النافع فى الآخرة، ويجتنبون العلوم التي يقل نفعها إيثاراً لما يعظم نفعه، كما روي عن شقيق البلخي رحمه الله أنه قال لحاتم : قد صحبتني مدة، فماذا تعلمت ؟
قال : ثمانية مسائل :
أما الأولى : فإني نظرت إلى الخلق، فإذا كل شخص له محبوب، فإذا وصل إلى القبر فارقه محبوبه، فجعلت محبوبي حسناتي لتكون في القبر معي .
وأما الثانية : فإني نظرت إلى قوله تعالى : { ونهى النفس عن الهوى } [ النازعات : 40 ] فأجهدتها فى دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى .
وأما الثالثة : فإني رأيت كل من معه شئ له قيمة عنده يحفظه، ثم نظرت فى قوله سبحانه وتعالى : { ما عندكم ينفد وما عند الله باق } [ النحل : 96 ] فكلما وقع معي شئ له قيمة، وجهته إليه ليبقى لى عنده .
وأما الرابعة : فإني رأيت الناس يرجعون إلى المال والحسب والشرف، وليست بشئ، فنظرت فى قوله الله تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [ الحجرات : 13 ] فعملت فى التقوى لأكون عنده كريماً .
أما الخامسة : فأنى رأيت الناس يتحاسدون، فنظرت فى قوله تعالى : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم } [ الزخرف : 32 ] فتركت الحسد .
والسادسة : رأيتهم يتعادون، فنظرت فى قول الله تعالى : { إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً } [ فاطر : 6 ] فتركت عدواتهم واتخذت الشيطان وحده عدواً .
السابعة : رأيتهم يذلون أنفسهم، فنظرت فى قول تعالى : { وما من دابة فى الأرض إلا على الله رزقها } [ هود : 6 ] فاشتغلت بما له علي وتركت ما لى عنده .
والثامنة : رأيتهم متوكلين على تجارتهم وصنائعهم وصحة أبدانهم، فتوكلت على الله تعالى ." اهـــ.
فما أحوجنا إلى أن نفقه العلم كفقه سلفنا.
فتصور أخي لو أن أحدا من طلبة العلم في عصرنا سئل مثل ذاك السؤال هل سيكون جوابه مثل هذا الجواب، أم سيسرد المسائل التي تعلمها في فنه سردا.
الفرق أن نظرة أولائك القوم ليست كنظرتنا.
فشتان شتان بيننا وبينهم.
والله المستعان.