من الذي عبس في سورة عبس

عصام جعفر

New member
إنضم
09/09/2015
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
35
الإقامة
سوريا
عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى
نطرح عدة أسئلة :
1- من الذي عبس وتولى ؟
2- لماذا عبس بسبب مجيء الأعمى ولماذا الأعمى حصراً وليس غيره
3- ولمن الخطاب في قوله وما يدريك لعله يزكى
4- ولمن الخطاب في قوله كلا إنها تذكرة
5- ولمن الخطاب في قوله ( قتل الإنسان ما أكفره )
بإمكانك أن تقرأ الخلاصة في النهاية لعدم الاطالة

التفصيل:
أجمع المفسرون في أن الذي عبس هو النبي وأن هذا الخطاب هو عتاب للنبي
فاعترض آخرون قد استشكلوا هذا التفسير وقالوا كيف يعبس النبي في وجه الأعمى وهو أطهر القلوب وهو الذي قال الله عنه
( وإنك لعلى خلق عظيم ) – وأيضاً قوله (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) ثم يعبس ويتولى
والله يقول ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ثم يعبس ويتولى ؟
وقيل أن صاحب الإيمان الضعيف لا يفعل هذا الفعل فيكف برسول الله ؟؟
وقال فخر الدين الرازي في تفسيره (إن النبي - كثيرا ما كان يؤدب أصحابه ويزجرهم عن أشياء، وكيف لا يكون كذلك وهو -عليه الصلاة والسلام- إنما بعث ليؤدبهم وليعلمهم محاسن الآداب، وإذا كان كذلك كان ذلك التعبيس داخلا في إذن الله تعالى إياه في تأديب أصحابه، وإذا كان ذلك مأذونا فيه، فكيف وقعت المعاتبة عليه؟ فهذا جملة ما يتعلق بهذا الموضع من الإشكالات .
وهذا الكلام صحيح، فالنبي يزجر وينهى أصحابه ولم يعاتبه الله بذلك فلماذا يعاتبه الآن هذا صحيح !!- لكنهم خفي عنهم أحداث القصة !!
ثم ارتئى هؤلاء أن الذي عبس ليس النبي بل هو الوليد بن المغيرة الذي كان جالساً مع النبي
فقالوا أن السياق هو أن الله يخبرنا عن قصة جرت بصيغة الغائب ( عبس الوليد وتولى عندما رأى أن الأعمى جاء للنبي ) جاءه الأعمى أي جاء للنبي
وقالوا أن الخطاب هنا رواية قصة بصيغة الغائب وليس مخاطب
ثم قالوا – ( وما يدريك لعله يزكى ) أن الله انتقل من رواية الغائب إلى المخاطب فهنا انتقل لمخاطبة النبي
فالسياق عبس الوليد وتولى عندما رأى أن النبي جاء للأعمى
وما يدريك يا محمد لعل الأعمى يزكى
( والحقيقة في هذا ركاكة كبيرة واللغة العربية لا تساعدهم في ذلك لمن أخذ هذا الرأي)

لأن قوله (وما يدريك لعله يزكى) هي معاتبة بسبب العبس ؟؟؟؟؟؟؟
إذا كان قوله تعالى : (( عبس وتولى * أن جاءه الأعمى )) خطابا للوليد بن المغيرة , فعلى أي القواعد العلمية ،والبراهين المنطقية نحمل قوله تعالى في الآية التي تليها – مباشرة – : (( وما يدريك لعله يزكى )) فالسياق واحد والموضوع متحد , والعتاب هو هو , لم ينتقل بعد إلى أمر آخر , فإما أن يكون المخاطب في قوله تعالى : ((وما يدريك لعله يزكى)) هو :

* النبي وهو الصواب فيكون هو المخاطب أيضا بما قبلها ((عبس وتولى)) إذ النص لا زال متصلا بالعتب الرقيق ...

* أو يكون المخاطب في قوله تعالى : ((وما يدريك لعله يزكى)) هو الوليد بن المغيرة , حملا لها على ما قبلها , - عند من يقول أن الذي عبس هو الوليد - , إذ السياق لا زال متحدا موضوعيا , وهنا السؤال : هل يصلح أو يستقيم أن يخاطب ربنا الوليد – المشرك – بقول ((وما يدريك لعله يزكى)) !! قطعا لا يستقيم , فلذلك إما أن يكون سياق صدر الآيات ((عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى ..)) خطابا للنبي وهو الصواب , أو تكون خطابا للوليد , وبالتالي نجعل النص غير متراكب ولا متماسك
-------------
يستشهد المفسرون بأن النبي هو الذي عبس بعدة أحاديث منها:
عن هشام بن عروة عن أبيه أنه قال : أنزلت عبس وتولى في عبدالله بن أم مكتوم جاء إلى رسول الله فجعل يقول : يا محمد استدنيني , وعند رسول الله رجل من عظماء المشركين , فجعل النبي يعرض عنه ويقبل على الآخر , ويقول : يا أبا فلان هل ترى بما أقول بأسا , فيقول لا والدماء ما أرى بما تقول بأسا , فأنزلت } عبس وتولى أن جاءه الأعمى {

وروى الإمام الترمذي
حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثني أبي قال : هذا ما عرضنا على هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : أنزل } عبس وتولى { في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني , وعند رسول الله من عظماء المشركين فجعل رسول الله يعرض عنه ويقبل على الآخر, ويقول : أترى بما أقول بأسا , فيقال : لا , ففي هذا أنزل

وهذه الأحاديث ضعيفة ولا يصح الاستشهاد بها – كما أنها فيها إساءة للنبي أن يقول له الأعمى أرشدني وهو يعرض عنه ويتولى
لكن روى أبو يعلى في ((مسنده)) بإسناد ظاهره الصحة عن أنس ، قال: ((جاء ابن أم مكتوم إلى النبي ، وهو يكلِّم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله: {عَبَسَ وَتَوَلَّى})). قال: ((فكان النبي بعد ذلك يكرمه))
========================
إذا ماهي حقيقة القصة

===== تفصيل القصة ======

لعلي أجتهد والله أجل وأعلم أن النبي هو الذي عبس فإذا قلت كيف تصف على النبي هذا الفعل فأقول لك
لأن الأعمى لم يكن من أصحاب النبي ولم يكن مسلما ؟
والدليل ( وما يدريك لعله يزكى ) أي أنه لم يكن قد تزكى – وقد وردت هذه الكلمة أيضا حين أرسل الله موسى إلى فرعون فقال الله ( اذهب إلى فرعون إنه طغى فقل هل لك إلى أن تزكى )
وأيضا في سورة طه (اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى)
فرعون لم يتزكى والأعمى قد تزكى والله خطابنا في القرآن بقوله لعله ونحن نعلم أن الله يعلم إذا كان سيتزكى ام لا – ولكن لماذا خاطبنا بكلمة ( لعله ) لعل الجواب هو أن الله يخاطبنا بما يظهر لنا ولسنا مطالبين بالعلم الغيبي فأنت عليك أن تبلغ والله أدرى به إن كان سيتزكى ام لا
وتجد في السورة أن الله قال عن الأعمى ( وما يدريك لعله يزكى )
وقال عن الآخر الذي تولى (وما عليك أن لا يزكى )
أي أن الاثنين كانا غير مسلمين ؟؟

(فإذا قلت أن النبي هو رحمة للعالمين ) – وأيضاً هذا التصرف غير لائق منه مع الكفار ؟
فأقول لك هذا أيضا صحيح ومن هنا جاءت المعاتبة
فمن سياق الآيات يبدو أن الأعمى قد جاء للنبي أكثر من مرة ولكنه لم يسلم والدليل ( وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى ) فكيف لهذا الأعمى أن يأتي سعيا وهو يخشى دون أن يكون قد بلغته الرسالة من النبي قبل ذلك ؟
وهناك ظن أنه لعل هذا الاعمى كان يتصرف مع النبي مثل أصحاب الحجرات الذين ينادون النبي من الخارج دون علمهم بوضع النبي وحاله – وهذا لأنه أعمى فهو لا يرى حال الأمور
وعندما رآه النبي لهذا الأعمى من بعيد ويبدو أنه قد انزعج منه على عناده على عدم قبول الاسلام رغم أنه أعمى وعلى عدم مراعاته للأدب وعدم علمه بحال النبي.
-----
وسأضرب مثلاً – ( أرأيت لو أن شخصاً زلت به القدم وهوى ساقطاً في حفرة سحيقة ، ولم يجد إلى الخروج سبيلا ، وفيما هو على هذه الحال ، سمع استغاثته رجل ذو نجدة ومروءة ، فخف إليه مسرعاً ثم ما لبث أن جاء بحبل وأدلاه له بغية إنقاذه مما هو فيه .
وفيما الساقط في الحفرة متعلق بالحبل وقد أضحى بعيداً عن الأرض والمنقذ في غمرة الإنقاذ أقبل أعمى ضرير يطلب من المنقذ المعونة وهو بسبب فقد بصره لا يرى ما يجري ولا يأبه له
أفنظن والأمر كما بيناه أن المنقذ يدع المتردي يسقط في الحفرة ويلبي طلب الضرير الذي جاء يطلب رفده أم يعبس ويعرض عنه وكأن لسان الحال ليس الوقت وقت معونة .
فإذا كان ما بيناه ينطبق على من ينقذ في الدنيا من كان ساقطاً في حفرة فكيف بمن ينجي من قد يهوي في جهنم ومعه قوم وآلاف مؤلفة !! ذلك مثل نستطيع من خلاله أن ندرك طرفاً مما قام به رسول الله من تصرف سليم وموقف مثالي كريم – مع التذكير أن العبس كان لرجل ليس مسلم – والله قال في صفة النبي (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) نعم هو حريص على الجميع ولكن حصرا هو بالمؤمنين رؤوف رحيم
السؤال إذا كان تصرف النبي صحيح فلماذا المعاتبة ؟؟
الجواب جاء في التفصيل بعد كلمة أما – فتعرب أما تفصيلية ؟
أما من استغنى فأنت له تصدى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى
هنا تفصيل المعاتبة – يخبر الله النبي أن يدع المتكبر الذي استغنى ولا يريد الهدى فالمؤمن عزيز
كما في قوله ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) – الله عزيز وعلى المؤمن ان يكون عزيزا فالذي لا يريد ويستكبر ندعه
وما عليك ألا يزكى : إنك لست بمسؤول عن أولائك المعرضين وما دمت قد بلغت وبينت فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وما عليك إلا البلاغ المبين
وأما من جاءك يسعى : هنا أوضح الله لنبيه أن الأعمى كان قد جاءه سعيا وهو يخشى – فعليك أن تعطي التذكرة لمن يطلبها صحيح أنت لا تعلم ماذا في قلب هذا الذي جاء أو قلب الذي تولى
لكن التصرف الصحيح أن من جاء يطلب التذكرة تحرص عليه وتعطيه ومن استكبر ولا يريد فدعه وشأنه
لهذا كان ( كلا إنها تذكرة ) لا تعطها لمن لا يريدها ( فمن شاء ذكره )
قال الله( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد )
ولعله لو أن النبي كان يكلم مثلا أبو بكر وجاء الأعمى فأعرض عنه النبي هنا لا يكون معاتبة لأن الأعمى يقاطع النبي وهذا ليس أدبا ولكن جاءت المعاتبة من أن النبي انشغل برجل ليس عليه أن ينشغل به
فهو ترك الأولى

وكلا تأتي في مواضع مختلفة للردع وهي أيضاً تأتي في افتتاح الكلام وقد جاءت هنا للفت النظر إلى ما سيتلوها من بيان

( في صحف مكرمة مرفوعة مطهر بأيدي سفره ) صحف مكرمة لا يستطيع أحد أن ينسب إليها شيئ من نقص أو خطأ أو يرى فيها ما يقتضي التبديل والتعديل – والسفره جمع سفير وهو الذي ينقل ما تطلبه والرسل الكرام هم سفراء الله ثم وصف الله هؤلاء السفراء أنهم كرام برره ثم جاء قوله
( قتل الإنسان ما أكفره ) وبعد أن وصف الله حال الرسل بأنهم كرام برره جاءت الآية زجرا للذي استغنى ورفض التذكره

ما المقصود بـ ((الإنسان)) في الآية ؟؟ وهل الألف واللام فيها للعهد أم للجنس ؟؟ ...
والجواب :
إما أن يكون المقصود بـ ( الإنسان ) , الإنسان الكافر , أو المكذب خاصة , فهنا يكون الكلام من باب العام الذي أريد به الخصوص ...

أو أن يكون المقصود به جنس الإنسان , بالعموم , ويخرج المؤمن من هذا العموم بدلالة النصوص الكثيرة الأخرى الدالة على رضى الله عن المؤمن , ومحبته له ولعمله , وكلا القولين معتبر , لا يخرج عن حد العلم وقواعده , بخلاف غيره من الأقوال .
ويقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين في " تفسير جزء عم " ص64 :
(قتل الإنسان) : قال بعض العلماء : المراد بالإنسان هنا الكافر خاصة , وليس كل إنسان لقوله فيما بعد ( ما أكفره ) , ويحتمل أن يكون المراد بالإنسان الجنس , لأن أكثر بني آدم كفار , كما ثبت في الحديث الصحيح : (( يا آدم , فيقول : لبيك وسعديك , فيقول الله : أخرج من ذريتك بعثاً إلى النار , فيقول : يا رب , وما بعث النار؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين )) فيكون المراد بالإنسان هنا الجنس , ويخرج المؤمن من ذلك بما دلت عليه النصوص الأخرى .
والله أعلم
------------------------------
فإذا نظرنا الآن في القصة – (رجل أعمى ليس مسلم قد بلغه الاسلام من النبي سابقاً وهو ياتي وينادي النبي من الخارج مثل أصحاب الحجرات وهو معذور لأنه أعمى لا يرى
والنبي منشتغل بإنسان لا يريد الحق
فلما جاء الاعمى انزعج النبي من طريقته واسلوبه فعبس وتولى – فجاء العتاب للنبي بأنه ما يدريك لعله يسلم أنت عليك أن تبلغ من يطلب الذكرى وليس عليك أن تنشغل بمن استغنى وتكبر
كلا إنها تذكرة
================


الخلاصة والله أعلم :

أن الأعمى هو ابن أم مكتوم وقد كان كافراً في مكة لم يسلم بعد: والدليل على ذلك:
1-أن ابن مكتوم صحابي مكي، أسلم وهاجر في أصح الأقوال مع مصعب بن عمير بداية الإسلام للمدينة....وأسباب النزول تبين أن القصة حدثت في مكة مع صناديد قريش أي في بدايات الدعوة...وقبل انتشارا الإسلام...حينما كان النبي لا يزال يحاور الكفار...ولم تبدأ الحرب المعلنة على الإسلام بعد.
2-الخطاب في الآية: (وما يدريك لعله يزكى-أو يذكر فتنفعه الذكرى) أي وما يدريك يا محمد لعل ابن مكتوم يزكى:يسلم.أو يذكر:أي يتعظ بشيء مما تذكره له عن الإسلام ..فتنفعه الذكرى...أي يفيده كلامك في شيء ولو لم يسلم...وهذه الآية واضحة في الدلالة على هذا المعنى..
3-استخدام القرآن الكريم للفعل نفسه لكلا الرجلين:المشرك الكافر الذي يدعوه النبي وابن أم مكتوم الأعمى:وهو :فعل:(يزكى)...
فللأعمى يقول تعالى:(وما يدريك لعله يزكى-أو يذكر..) وللمشرك القرشي:(وما عليك أن لا يزكى)...فاستخدام نفس الفعل:يدل على أن كليهما كان يجب أن (يزكى)..فكلاهما كان كافراً...والأعمى تزكى والمشرك لم يتزكى.. وكذلك استخدام نفس الفعل لفرعون:(هل لك إلى أن تزكى)
4-روى الطبري:في تفسيره:عن ابن زيد:قوله: (لعله يزكى): أي لعله يسلم.
فهو قولٌ مروي عن أحد المفسرين.
5- في بعض روايات الحديث الذي هو سبب النزول: الأعمى يناي الرسول:(يا محمد) فلعله كان لم يسلم بعد لذلك يناديه يا محمد..وفي باقي الروايات :يناديه(يا رسول الله)...
6-في بعض الروايات تبين أن الأعمى كان كثير الإلحاح..والتكرار في السؤال....ولا يمكن لهذا أن يصدر عن صحابي...قد أسلم... وتزكى في مدرسة النبوة...إلا أن يكون ضعيف الإدراك..لكن ابن أم مكتوم كان النبي يستخلفه على المدينة.فلا يمكن نسبة شيءٍ من ضعف العقل أو الإدراك إليه رضي الله عنه....فإذاً كان هذا قبل إسلامه...والله أعلم.
-------
الذي عبس:رسول الله هل العبوس منفر وعن سبب حقيقي؟كلا،عبوساً نابعاً عن جبلة بشرية،أن يغضب بسبب قدوم إنسان في غير وقته وفي وقت حرج جداً -- من الأعمى:ابن أم مكتوم وقد كان كافراً قبل إسلامه(والله أعلم) أو أنه كان في بداية إسلامه فكان تصرفاً مثل أصحاب الحجرات..ولكن العتاب لم يكن على العبوس بل على ترك الأعمى والتصدي للكافر -- لعله يزكى؟؟أي يسلم -- (كلا إنها تذكرة):بيبان وشدة وقوة في النص الإلهي لتبيين أهمية الموضوع المتحدث عنه..وهو أن الإسلام عظة وتذكرة والهداية من الله... (قتل الإنسان ما أكفره) ؟؟ إما أنها تتحدث عن كفار قريش الذين لم يسلموا رغم تصدي النبي لهم...أو عن جنس الكفار أو عن جنس الإنسان... ..
والله تعالى أعلم
 
يوجد أشياء فيها صواب ويوجد بعض الملاحظات

أصل الأمر في عتاب النبي ليس العبس
سأوضح بمثال
كان معلم يجلس مع طلابه في حلقه، فقام أحد الطلاب دون إذن المعلم وذهب ليشرب ماء ثم عاد وجلس
فلما جلس قال المعلم لكل الطلاب بصيغة التعريض
قام وذهب ثم شرب وعاد وجلس أولى له فأولى لو استأذن
أصل الغلط ليس القيام ولا الشرب وإنما فعل كل هذه الأمور دون استئذان
ولو أن الطالب استئذن لم يكن هناك عتاب ولوم لقيامه وذهابه وشربه

وفي سورة عبس أصل الأمر ليس العبس، والذي يوضح السبب الحقيقي من العتاب هو بعد كلمة (أما ) لأنه كما ذكرت تعرب أما تفصيلية
قال الله (أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة)
عوتب النبي في كل تصرفاته بسبب أن تصدى للكافر وتلهى عن الأعمى
لأن الإسلام عزيز، ومن لا يريد الدخول فيه فالله غني عنه
قال الله (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا)

إذا عوتب النبي في عبسه لأنه تصدى للمشرك وتلهى عن الأعمى، ولا يخفى علينا أن النبي لم يكن يعلم بإيمان الأعمى الذي جاءه (ويدريك لعله يزكى)، ولكن عليك يا أيها النبي أن تقبل على من أقبل عليك ولا يهمك من تولى (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل..)

لنفرض لو أن النبي كان يجلس عنده أبو بكر وعمر في موضوع مهم وجاء الأعمى يريد النبي، وتلهى عنه النبي قليلا
هل سيكون هناك معاتبة الجواب لا، لأن النبي هنا لم يخطئ وواجب على الأعمى أدبا أن ينتظر ليخرج له النبي
ولكن في قصة عبس عوتب النبي لأنه أخطئ في حرصه على المدبر وتلهيه عن المقبل
والله أعلم
 
عودة
أعلى