من الذي عبس في سورة عبس (هل تعلم أن أصل عتاب الله لنبيه ليس بسبب العبس )

محمد عصام

New member
إنضم
19/01/2019
المشاركات
150
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
35
الإقامة
سوريا
تفسير مقدمة سورة عبس

عَبَسَ وَتَوَلَّى{1} أَن جَاءهُ الْأَعْمَى{2} وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى{3} أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى{4} أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى{5} فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى{6} وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى{7} وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى{8} وَهُوَ يَخْشَى{9} فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى{10} كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ{11}

هل تعلم أن أصل عتاب الله لنبيه ليس بسبب العبس؟؟

سبب النزول:
روى الترمذي في جامعه ومالك في موطئه وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أنزل [عبس وتولى] في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول أترى بما أقول بأساً، فيقول: لا، ففي هذا أنزل

-----------------------------------------------------------------

سأسوق في هذا الموضوع 3 سيناريوهات: لكن قبل أن أبدأ سأوضح بعض المفردات:

تزكى: تطهّر من دنس الشّرك و الكفر ، كما في موسى لفرعون ( هل لك إلى أن تزكى، وأهديك إلى ربك فتخشى )

السعي: معناه
الإسراع في المشي وهو دون الجري

---------------------------------------------------------------

السيناريو الأول (من وجهة نظر الطاعنين) :

رجل أعمى قد دعاه النبي للاسلام، فجلس يفكر ويتأمل، فنزلت خشية الله في قلبه (وهو يخشى) وانشرح صدره للاسلام واغرورقت بالدمع عيناه، فهرع إلى النبي (يسعى) مسرعاً في مشيه رغم أنه لا يرى ليخبره باسلامه وخشيته لربه
فعبس النبي في وجهه وتولى عنه وتلهى عنه وتركه، والرجل من شدة لهفته ينادي النبي ويناديه والنبي يتلهى عنه ولا يجيبه
ثم لا ييأس ويناديه مرة أخرى ولكن الرسول لا يجيبه
هل هذه أخلاق رسول قال الله في حقه ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ؟؟!!

وبسبب هذا السيناريو: خرج الكثير الذين يحاولون تغير معاني النصوص ليدافعوا عن النبي ظناً منهم أن في تصرفه خطأ
فخرج الدكتور محمد أبو زيد الفقهي في عدة حلقات يحاول تفسير الذي عبس بأنه ضيف النبي الوليد بن المغيرة وليس النبي
وأن السياق في الحوار (هو أن الله يخبرنا عن قصة جرت بصيغة الغائب)
فجعل المعنى كالتالي:
(عبس الوليد وتولى عندما رأى أن الأعمى جاء للنبي )، جاءه الأعمى أي جاء للنبي
وأما قوله ( وما يدريك لعله يزكى ) هنا انتقل الحوار من رواية الغائب إلى المخاطب فانتقل لمخاطبة النبي
أي وما يدريك يا محمد لعل الأعمى يزكى
(والحقيقة في هذا ركاكة كبيرة واللغة العربية لا تساعده في ذلك)
لأن سياق الآيات أن المخاطب نفس الشخص الذي عبس
فالسياق واحد والموضوع متحد , والعتاب هو هو , لم ينتقل بعد إلى أمر آخر
فإما أن يكون المخاطب في قوله تعالى : ((وما يدريك لعله يزكى)) هو: للنبي وهو الصواب
أو يكون الخطاب للوليد بن المغيرة وهذا لا يصح أن يخاطب الله الوليد بقوله ( وما يدريك لعله يزكى)

ويستشهد الطاعنين بحديث رواه الترمذي

عن عائشة قالت : أنزل (عبس وتولى) في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني , وعند رسول الله من عظماء المشركين فجعل رسول الله يعرض عنه ويقبل على الآخر, ويقول : أترى بما أقول بأسا , فيقال : لا , ففي هذا أنزل
وهذا الحديث ضعيف لا يصح الاستشهاد به وفيه اساءة للنبي، يقول له الأعمى أرشدني وهو يعرض عنه ويتولى

والأفضل هو ما رواه أبو يعلى في ((مسنده)) بإسناد ظاهره الصحة عن أنس ، قال: ((جاء ابن أم مكتوم إلى النبي ، وهو يكلِّم أبي بن خلف، فأعرض عنه، فأنزل الله: عَبَسَ وَتَوَلَّى)). قال: ((فكان النبي بعد ذلك يكرمه))

------------------------------------------------------------------
السيناريو الثاني ( من وجهة نظر النبي)

دعا النبي الرجل الأعمى للاسلام سابقاً ولم يقبل، وعندما كان النبي يجلس مع أحد وجهاء قريش ويدعوه للاسلام، آملا باسلامه أن يسلم الكثيرين من قريش
وإذ بشخص لم يتقيد بآداب الاستئذان، وينادي يامحمد، فقام النبي لينظر من في الباب
ولما رأى الوليدة بن المغيرة ذلك، وجدها فرصة للهروب من سماع النبي، لأنه كره كلام النبي وحديثه واستغنى عن نصيحته ودعوته
فهرع مسرعاً للاستئذان للخروج، فلما رأى النبي ذلك عبس بسبب هذا الموقف وترك الأعمى عند الباب وأخذ يتصدى لمن استغنى ويحاول أن يقنعه بالجلوس عنده وقت أطول ليستطيع التحدث معه، والرجل يرفض ويريد ان يخرج فقط
والأعمى لأنه لا يعرف حقيقة الوضع فهو ينادي النبي ولا يتوقف عن النداء، وكلما نادى يقول الوليد دعني أذهب يا محمد آتيك بوقت آخر، فعبس النبي بسبب هذا الموقف، الذي جعله يتولى عن الأعمى ويتصدى لمن استغنى... انتهى

طبعاً وضعنا بعض التفاصيل الدرامية في السيناريو ليست موجودة في الأحاديث لإظهار الصورة بشكل أوضح
النبي لم يعبس بوجه الأعمى ولكن عبس النبي كان بسبب هذا الموقف الحرج بين نداء الأعمى وهروب الوليد


إضافة لذلك لو اعتبرنا أن النبي عبس في وجه الأعمى فأيضا لا مشكلة في ذلك

وسأضرب مثلاً توضيحياً قمة في الروعة منقول من التفسير الفريد للشيخ عبد الهادي الباني
يقول:( أرأيت لو أن شخصاً زلت به القدم وهوى ساقطاً في حفرة سحيقة ، ولم يجد إلى الخروج سبيلا ، وفيما هو على هذه الحال ، سمع استغاثته رجل ذو نجدة ومروءة ، فخف إليه مسرعاً ثم ما لبث أن جاء بحبل وأدلاه له بغية إنقاذه مما هو فيه .
وفيما الساقط في الحفرة متعلق بالحبل وقد أضحى بعيداً عن الأرض والمنقذ في غمرة الإنقاذ أقبل أعمى ضرير يطلب من المنقذ المعونة وهو بسبب فقد بصره لا يرى ما يجري ولا يأبه له
أفنظن والأمر كما بيناه أن المنقذ يدع المتردي يسقط في الحفرة ويلبي طلب الضرير الذي جاء يطلب رفده أم يعبس ويعرض عنه وكأن لسان الحال ليس الوقت وقت معونة .
فإذا كان ما بيناه ينطبق على من ينقذ في الدنيا من كان ساقطاً في حفرة فكيف بمن ينجي من قد يهوي في جهنم ومعه قوم وآلاف مؤلفة !! ذلك مثل نستطيع من خلاله أن ندرك طرفاً مما قام به رسول الله من تصرف سليم وموقف مثالي كريم..انتهى.
-------------------------------

قال فخر الدين الرازي في تفسيره (إن النبي - كثيرا ما كان يؤدب أصحابه ويزجرهم عن أشياء، وكيف لا يكون كذلك وهو -عليه الصلاة والسلام- إنما بعث ليؤدبهم وليعلمهم محاسن الآداب، وإذا كان كذلك كان ذلك التعبيس داخلا في إذن الله تعالى إياه في تأديب أصحابه، وإذا كان ذلك مأذونا فيه، فكيف وقعت المعاتبة عليه؟ وهذا الكلام صحيح، فالنبي يزجر وينهى أصحابه ولم يعاتبه الله بذلك فلماذا يعاتبه الآن ؟؟!!!

وفي قصة الرجل الذي جاء للنبي وقال يا رسول الله زنيت فطهرني فقد عبس النبي وتولى عنه

--------------------------------------------------------------

وهنا وصلنا للسيناريو الثالث: ( هل تعلم أن أصل العتاب لم يكن بسبب العبس (

مثال توضيحي:
كان معلم يجلس مع طلابه في حلقة يذكرون الله، وإذ بأحد الطلاب يقف لوحده دون إذن المعلم ويذهب ليشرب ماء ثم يعود ويجلس !!!
فلما جلس قال المعلم لكل الطلاب بصيغة التعريض
قام وذهب ثم شرب وعاد وجلس أولى له فأولى لو استأذن
.
أصل عتاب المعلم للطالب ليس القيام ولا الشرب وإنما فعل كل هذه الأمور دون استئذان المعلم
ولو أنَّ الطالب استئذن لم يكن هناك عتاب ولوم لقيامه وذهابه وشربه

-------------------------
وفي سورة عبس أصل العتاب ليس العبس

والسبب الحقيقي من العتاب تجده بعد كلمة (أما) التي تعرب تفصيلية، لأنها تفصل السبب والأحداث

قال تعالى: )أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى، وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة)

عوتب النبي في كل تصرفاته بسبب تصديه لرجل مستغني لا يريد أن يسمع، وتلاهيه عن إنسان قد أقبل عليه
عوتب النبي لأنه ترك الأولى له
عوتب النبي لأن الإسلام عزيز، ومن لا يريد الدخول فيه فالله غني عنه، غني عن من استغنى (والله هو الغني الحميد)
لهذا جاء السياق بعد هذا العتاب (كلا إنها تذكره) فمن شاء ذكره

-------------------------------------

الناس استشكلت عبس النبي في وجه رجل أعمى مسلم جاءه يسعى وهو يخشى
والأمر في ذلك أن النبي لم يكن يعلم بإيمان الأعمى الذي جاءه (وما يدريك لعله يزكى)
وعبس النبي شيء طبيعي على الخطأ
وكثيرا ما كان النبي يعبس ويزجر أصحابه إذا أخطأوا فهذا ليس شيئ يعاتب به
ولكن العتاب جاء على ترك الأولى
وعليك يا أيها النبي أن تقبل على من أقبل عليك ولا يهمك من تولى (وما عليك ألا يزكى)، (إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل)

لنفرض لو أن النبي كان يجلس عنده أبو بكر وعمر في موضوع مهم وجاء الأعمى يريد النبي، وتلهى عنه النبي قليلا
هل سيكون هناك معاتبة الجواب لا، لأن النبي هنا لم يخطئ وواجب على الأعمى أدبا أن ينتظر ليخرج له النبي
ولكن جاءت المعاتبة أن النبي انشغل برجل ليس عليه أن ينشغل به فهو ترك الأولى

------------------------------------------

الخلاصة والفائدة

1- عبس النبي لم يكن للأعمى وإنما بسبب الموقف الذي وضع فيه عند قدوم الرجل الأعمى
2- عتاب الله للنبي لم يكن أصله بسبب العبس والتولي، بل لأنه لم يفعل الأولى، وأقبل على من استغنى وتلهى عن الذي أقبل عليه
3- الاسلام عزيز، فمن لم يريد النصيحة فلا تبخع نفسك على آثاره ولا تأسف عليه
واحرص على من حولك وهم معك

والله اعلم
والحمد لله رب العالمين
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلي أو بعض الإخوة الفضلاء ننقاش منشورك مستقبلا أخي، لكن الذي آثر انتباهي هو إيرادك لكلمة النبي دون صلاة عليه صلى الله عليه وسلم
كم ذكرت لفظ (النبي)؟ مرارا، أليس كذلك؟
ومع ذلك فلا نجد صلاة عليه صلى الله عليه وسلم في منشورك من أوله إلى آخره، إلا في الحديث المتعلق بسبب النزول، وقد نقلته من مصدره.
فلماذا أخي تبخل عن نفسك، لا داعي لأذكرك بالأحاديث الكثيرة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
فأرجو الانتباه لمثل هذه الأمور التي قد يظنها البعض من القشور.
بارك الله فيك.
 
لأني لا أعتقد أنه كلما ذكر لفظ اسم النبي علينا أن نصلي عليه، وأرى هذا نوع من الجهل وصرف للعقل عن مغزى النقل
فترى الخطيب يصعد المنبر ويتكلم بحديث مهم له مغزى وهدف وقد يذكر بحديثه اسم سيدنا محمد عشرات المرات، فإما أن تتكلم وتقول اللهم صلي على سيدنا محمد ويتشتت عقلك عن مفحى الكلام أو تصمت وتنتبه للمغزى

ولو أنك نظرت لحياة الصحابة فسوف ترى هذا واضح في حياتهم
فالأحاديث بالمئات التي تذكر الصحابة وهم يسألون عن النبي أو يرون حديثا عنه أو ينادونه ، ولا أحد يقول اللهم صل على سيدنا محمد
أم لعل زماننا أهدى منهم ؟؟

على فرض الأخذ بمن يصحح حديث البخيل من ذكرت عنده فلم يصلي علي
فليس المقصود ذكر اسمه
فقد نتحدث ساعتين عن احاديث النبي وفي الختام تقول عليه الصلاة والسلام

الصلاة على النبي هو دعاء للنبي، وأنت تدعو له عندما تأخذ فضلا منه
فمثلاً قد تتعرض لموقف فتسمع حديثا للنبي يلامس موقفك فتتأثر وتقول اللهم صلي على سيدنا محمد
مثلاً حين أرى كيف يعتقد المسلمون اليوم بقتل المرتد
وأرى هذه العقيدة الفاسدة قد أخذت من النصارى حين كانوا يقتلون من يبدل دينه من النصرانية
فأتذكر قول النبي لتتبعن سنن من قبلكم فأقول اللهم صلي على سيدنا محمد صدقت يارسول الله

هذا ما أدين به والله أعلم
 
نسأل الله السلام والعافية...
كلامك أوجعني كثيرا...

كيف يليق بطالب علم عضو في مثل هذا الملتقى الكريم أن يعتقد هذا أو يفكر بهذه الطريقة.

1- كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تراها نوعا من الجهل وصرفا للعقل عن مغزى النقل، أتعي ما تقول حقا؟؟؟؟
شتان شتان بينك وبين ذاك الجيل الفريد الذي لم ولن يكون مثله فلا داعي للمقارنة، أنت أبيت تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد الصلاة عليه في كلماتك أما هم فربما لم تطلع جيدا على كتب السير لتعلم مدى تعظيمعهم له صلى الله عليه وسلم، ودونك هذا المثال من بين مئات الأمثلة:
مما ورد في صلح الحديبية مجيء عروة بن مسعود الثقفي كرسول من قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل عروة" يرمق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمهم له، فرجع إلى أصحابه، فقال : أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، على قيصر وكسري والنجاشي، والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً، والله إن تَنَخَّمَ نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيماً له، وقد عرض عليكم خطة رُشْدٍ فاقبلوها ."اهـــ.
والنصوص الدالة على وجوب تعظيمه وتشريفه صلى الله عليه وسلم يصعب حصرها، من ذلك قوله تعالى:"لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا"،قال قتادة-في تفسيرها-: أمر الله أن يهاب نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يُبَجَّل وأن يعظَّم وأن يسود.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى بعد أن ساق بعض أقوال السلف في تفسير الآية:"فهذا كله من باب الأدب في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم والكلام معه"اهــ...

ودونك أصحاب الحديث الذين لا شغل لهم إلا تدوين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، اطلع على بعض كتبهم لتجد مدى حرصهم على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند كل حديث، وقد بوب الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في كتابه الماتع (شرف أصحاب الحديث) بابا عنونه:كون أصحاب الحديث أولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم لدوام صلاتهم عليه صلى الله عليه وسلم، ثم ساق حديث:" أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة" قال أبو نعيم الحافظ:"وهذه منقبة شريفة يختص بها رواة الآثار ونقلتها ؛ لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخا وذكرا"...يقول سفيان الثوري رحمه الله تعالى:« لو لم يكن لصاحب الحديث فائدة إلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه يصلي عليه ما دام في الكتاب »اهـــ.

ودونك أيضا كتب العلماء والمفسرين والفقهاء وغيرهم وانظر كيف يتعاملون مع اسمه صلى الله عليه وسلم.
أما قولك: أن كثرة الصلاة عليه مما يخل بالمقصود من الكلام فلا يعدو أن يكون تلبيسا من تلبيسات إبليس لبسها عليك.
والكلام يطول في هذا الباب لكن أكتفي بما ذكرت.

2- أما كلامك حول قتل المرتد، فظاهر كلامك من أن المسلمين يعتقدون ذلك، أنك تخالفهم معتقدا أنهم أخذوا ذلك عن النصارى ومستدلا بحديث:" لتتبعن سنن..."، فإن كان هذا فعلا ما تعتقده، فتب إلى الله واستغفر من ذنبك، وقد زللت وأخطأت في الاعتقاد وفي الدليل ولاستدلال...
قتل المرتد لم تتبع فيه الأمة أعداءها من النصارى بل اتبعت فيه قول الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، قال صلى الله عليه وسلم:" لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني و النفس بالنفس و التارك لدينه المفارق للجماعة"، وفي حديث آخر ثابت صحيح كالذي قبله:"من بدل دينه فاقتلوه"...

سبحان الله هل يليق بعضو في مثل هذا الملتقى الكريم أن يخالف الأمة في أمر ثابت بالنص والإجماع؟

أما قولك أن هذه عقيدة فاسدة فاسمح لي أن أقول لك أن اعتقادك في هذا الباب هو الفاسد فتب أخي وإياك ومعارضة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم أو محادته بقول أو فكر أو رأي فالسلامة كل السلامة في اتباعه صلى الله عليه وسلم واتباع شريعته.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد جزاكم الله تعالى خيرا الاستاذ ناصر عبد الغفور
الاستاذ محمد عصام ان الكتابة في العلم الشرعي لها أصول ومنها انك ذكرت ان حديث الترمذي ضعيف وكان عليك ان توضح من هو الذي ضعفه ، فالحديث رواه الترمذي ( 432/5 برقم 3331) والطبري بسنده في تفسيره(32/30) وأبو يعلى في المسند(261/8 برقم 4848) والواحدي في أسباب النزول ( ص 297 ) والحاكم (514/2 ) من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وقال: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه فقد ارسله جماعة عن هشام بن عروة ، وذكر الذهبي : وهو الصواب ، لكن مصنفي كتاب الاستيعاب في بيان الاسباب قالا : وهذا سند صحيح على شرط الشيخين ( الاستيعاب - 495/3) وأضافا : وقال الحافظ العراقي: رجاله رجال الصحيح ( المغني عن حمل الاسفار 244/4 ) ،
وفي الاستيعاب: وزيادة الوصل يجب قبولها ، والحديث صححه الالباني في صحيح الترمذي ، وصحيح الموارد ( 1481 ) وقال السيوطي في الدر: ان الترمذي حسنه ( 416/8 )
الاستاذ محمد عصام انت جديد في الملتقى وأنصحك بالقراءة أكثر من الكتابة وأرجو ان تراجع ما كتبته ففيه الكثير من الاخطاء والتجاوز وحسبنا الله ونعم الوكيل .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد وارجو الاطلاع على الدرس التالي للدكتور مساعد بن سليمان الطيار جزاه الله تعالى خيرا:
( [FONT=&quot]المنهجية في طلب علم التفسير[/FONT]


[FONT=&quot]
للشيخ د. مساعد بن سليمان الطيار *[/FONT]​
يفتقر طالب علم التفسير إلى المتون المختصرة اللازمة له للتدرج في هذا العلم، وعليه فإنه يمكننا أن نقسم المراحل التي يمر بها طالب علم التفسير إلى :
الأولى: مرحلة المبتدئين
الثانية: مرحلة السالكين
الثالث: مرحلة التوسع
أولاً: مرحلة المبتدئين
هذه من أهم المراحل لطالب علم التفسير إذ تكمن أهميتها لكونها اللبنة الأولى لطالب علم التفسير، فيهتم الطالب في البداية باستظهار المعنى العام للآيات، وتقييد الفوائد على المتن المختار للتفسير، مع عدم الانشغال بالإشكالات الواردة في بعض الآيات، وتكون البداية بكتاب مختصر من أفضلها " التفسير الميسر" وهو يهتم بالمعنى الاجمالي للآيات إلا أنه يفتقر إلى الإشارة إلى المعنى اللغوي للفظ القرآني فيضيف الطالب للتفسير الميسر كتاب مختصر في غريب القرآن كـ "تحفة الأريب لأبي حيان" أو "تفسير غريب القرآن لمكي القيسي".
ومن أحب أن يبدأ بداية موسعة يمكنه البدء بكتاب "جامع البيان لمعين الدين الصفوي" أو "مختصر تفسير ابن سلام لابن أبي زمنيين" أو " أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري"، دون إغفال كتب الغريب.
وليس لهذه المرحلة زمنًا معينًا، لأنها مرتبطة بفهم وقدرة الطالب، فمن وطن نفسه على التخطيط والترتيب يصل أسرع من غيره فعلى الطالب أن يجعل له جزءً أو نصف جزء أسبوعيًا ويستمر ويواظب على هذه القراءة لا ينقطع عنها فقليل مستمر خير من كثير منقطع.
المرحلة الثانية: مرحلة السالكين
وهي مرحلة الدخول في التخصص في علم التفسير، فالطالب في هذه المرحلة انتهى من استظهار ومعرفة المعنى الاجمالي للآيات والدلالت اللغوية للألفاظ القرآنية كما ذكرنا سابقًا.
وتتمثل هذه المرحلة بمعرفة:
1- أصول التفسير
2- أقوال المفسرين
فالمرحلة الأولى ـ للطالب ـ كانت دراسة التفسير على معنى واحد، ولكنه في هذه المرحلة سينتقل الطالب إلى معرفة الأقوال الأخرى في التفسير بدلًا من اعتماده على القول الواحد المختار الذي تعلمه في المرحلة الأولى.
ومن المهم للطالب في هذه المرحلة أن يتعلم ما يتعلق بأصول التفسير من طرق التفسير وأسباب الاختلاف في التفسير وأنواع الاختلاف وقواعد التفسير وقواعد الترجيح ومعرفة مصطلحات المفسرين.
وللطالب في هذه المرحلة القراءة من كتب معاني القرآن وكشف توجيهات القراءات والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول.
فيمكن للطالب أن يقرأ من الكتب الموسعة في التفسير من أمثال "زاد المسير لابن الجوزي"و "تفسير الماوردي" و"الدر المنثور للسيوطي" و "تفسير ابن كثير" وغيرها ممن عني بذكر الأقوال واختلافها كـ "المحرر الوجيز لابن عطية" و"تفسير ابن جرير الطبري" و "تفسير ابن جزى الكلبي" و "تفسير الطاهر بن عاشور".
المحصلة النهائية لهذه المرحلة:
1- استظهار أقوال السلف في الآية، فإن كان في الآية قولان أو ثلاثة استظهرهم أما إن زادت هذه الأقوال فيكتفي ذكر بعضها مع معرفته بأن في الآية أقوال أخرى لم يحفظها.
2- معرفة أقوال السلف خاصة، أي الصحابة والتابعين وأتباع التابعين.
3- معرفة الأقوال الصحيحة المحتملة في الآية التي جاءت بعد السلف.
4- التعرف على مناهج المفسرين المختلفة.
المرحلة الثالثة: مرحلة التوسع
وتسمى المرحلة البحثية فلابد للطالب في هذه المرحلة أن يقرأ ويستفاد من الكتب القريبة من التخصص أو حتى البعيدة عنه فيمارس بحثه وإضافاته التي يوظفها في تفسير القرآن.
ويمكن إضافة ما يلي:
1- العناية بالتعرف على منهج السلف ومن سار على نهجهم من خلال التطبيقات العملية.
2- العناية بتطبيق ما تعلمه من أصول التفسير على ما يقرأ من التفسير.
3- الرجوع إلى الموارد التي أخذ منها المفسر.
4- التركيز على كلام المفسر في تفسيره للآيات المتصلة بالفن الذي يتميز به المفسر كأن يكون المفسر لغويًا أو فقيهًا أو عالمًا بالقراءات.
5- الحرص على تقييد الفوائد التي يستفيدها طالب علم التفسير خلال رحلته في طلب العلم وقراءاته للكتب.
* ملخص لمحاضرة ألقاها الشيخ في ديوانية الدراسات القرآنية بمنطقة الطائف بتاريخ 17 من شوال 1430 هـ .
ورابط المحاضرة :
https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=207963
وفقنا الله تعالى واياكم .
 
نعم أنا أخطأت بتضعيف الحديث وقد نقلت كلام محمد أبو زيد الفقى
دون الرجوع والتأكد من صحة كلامه، فبنيت على كلامه واعتبرت أنه قد حقق في هذه الأحاديث
---------------
ولكن تصحيح الحديث أو تضعيفه لا يؤثر على الموضوع اطلاقا

ولعلك أخذت بجزئية بسيطة وتركت صلب الموضوع
-------------------------------------------
أما قولك (( [FONT=&quot]انت جديد في الملتقى وأنصحك بالقراءة أكثر من الكتابة وأرجو ان تراجع ما كتبته ففيه الكثير من الاخطاء والتجاوز وحسبنا الله ونعم الوكيل . )[/FONT][FONT=&quot])
[/FONT]
فلست مبتدأ وأنا متخرج من كلية الشريعة
وإذا كان في مواضيعي اخطاء وتجاوزات، فأنا أرحب بك وأتمنى أن أرى مشاركاتك فيها لتوضح أخطائي
ولك جزيل الشكر على ملاحظتك في الحديث
 
عودة
أعلى