من الذي أطلق ( المحرر الوجيز ) على تفسير ابن عطية ؟

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
من الذي أطلق على تفسير ابن عطية : ( المحرر الوجيز )

وقع تفسير ابن عطية - رحمه الله - عند العلماء موقعا حسنًا ، وقد اشتهر بعدُ باسم ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) ، ولم يكن هذا الاسم من وضع ابن عطية - رحمه الله ، ولا كان معروفًا في عصر ابن عطية والعصور اللاحقة له بهذا الاسم ؛ فلم يذكر ابن عطية في مقدمة تفسيره هذا الاسم ، بل قال : وقصدت أن يكون جامعًا وجيزًا [ محررًا ] ( [1] ) .
ومما يؤيد أن ابن عطية - رحمه الله - لم يضع الاسم الذي اشتهر به تفسيره أن ابن بشكوال - رحمه الله - وهو من معاصريه قال في ( الصلة ) : وألف كتابه المسمى بـ ( الوجيز في التفسير ) ، وأحسن فيه وأبدع ، وطار بحسن نيته كل مطار .ا.هـ . وهذه العبارة نقلها لسان الدين بن الخطيب (ت:776هـ)في(الإحاطة في أخبار غرناطة)، وابن فرحون (ت799هـ) في (الديباج) ، ولم ينسباها ( [2] ) ؛ وكذلك لم يذكر ابن عميرة الضبي (ت599هـ) تفسيرابن عطية بهذا الاسم، بل قال : ألف ( يعني ابن عطية ) في التفسير كتابًا ضخمًا أربى فيه على كل متقدم ( [3] ) ؛ وقال ابن الأبار ( ت 658 هـ ) في المعجم : وتأليفه في التفسير جليل الفائدة ، كتبه الناس كثيرًا وسمعوه منه وأخذوه عنه ( [4] ) .
فقد كان الكتاب معروفا باسم ( الوجيز في التفسير ) ؛ كما ذكر ابن بشكوال ومن تبعه .
ويرى د عبد الوهاب فايد : أن ( ملا كاتب جلبي ت 1067 هـ ) هو أول من أطلق اسم ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) على تفسير ابن عطية في كتابه ( كشف الظنون ) ، قال : ولعله أخذه من معنى كلام ابن عطية في مقدمة تفسيره : وقصدت فيه ( أي في التفسير ) أن يكون جامعًا وجيزًا محررًا ( [5] ) ؛ وسبق د فايد الشيخ محمد الفاضل بن عاشور - رحمه الله - إلى نحو هذا ، فقال : فلا بدع أن يوصف تفسير ابن عطية بأنه محرر ، لا سيما وقد دفع الشبه ، وحرر ما هو محتاج إلى التحرير ، وقد نوه بذلك في مقدمته ، وشاعت عند الناس تسميته ( المحرر الوجيز ) وعلى ذلك بنى صاحب ( كشف الظنون ) تعريفه به ، وإن كان مؤلفه لم يشر إلى تسميته ؛ وهو وجيز بالنسبة إلى التفاسير التي سبقته ( [6] ) .



[1] - انظر مقدمة ابن عطية في تفسيره : 1 / 9 ( وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – قطر ) الطبعة الثانية ، وما بين المعكوفين ذكره د فايد في ( منهج ابن عطية ) ص 82 ، نقلا عن ( مقدمتان في علوم القرآن) ص255 ، فلعلها نسخة لم يقف عليها محققو الكتاب ؛ وهذا اللفظ موجود في مطبوعة الكتب العلمية ، وقد طبعت عن مخطوط بآيا صوفيا باستنبول رقم ( 119 ) .

[2] - انظر : ( الصلة ) لابن بشكوال ،

[3] - انظر بغية الملتمس ص 376 .

[4] - انظر ( معجم أصحاب أبي علي الصدفي ) لابن الأبار ص 261 .

[5] - انظر ( منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم ) ص 82 ، قلت : والعجيب أن عمر كحالة في ( معجم المؤلفين : 5 / 93 ) سماه ( المحرر الصحيح الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ) فأضاف الصحيح .

[6] - انظر التفسير ورجاله لمحمد الفاضل بن عاشور ص 71 ، 72 [ دار السلام – القاهرة - ط 1 1429 هـ - 2008 م ] .
 
جزاكم الله خيرا
حين يقرأ طالب العلم المبتدئ هذا السؤال يشعر أنه لا يعرف أي شيئ عن أي شيئ
فبم تنصحني بارك الله فيكم
 
الأخت الكريمة / مسلمة لله
قال بعض السلف : إن أعطيتَ العلمَ كلَّك أعطاك بعضه ؛ فينبغي على طالب العلم أن يكثر من القراءة خاصة في تخصصه ، وألا يفتر عن طلب الجديد فيه بعد أن يأخذ قسطا وافرا من أصوله وأدواته التي بها يملك زمامه ، وأن يوسع دائرة اطلاعه على العلوم المتصلة بتخصصه ، وعلوم الشريعة كلها متصلة بالقرآن .. إذ هو أصلها ... أسأل الله تعالى أن يبارك لي ولك في الفهم والوقت .
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...
جزاك الله خيرًا على هذا التتبع ، و قد سعدت بهذه الفائدة ، لكن الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسة - على الرغم من سعة اطلاع الإمام ابن عاشور - خاصة مع كثرة التراث الإسلامي المغيب عن أيدي الباحثين في مشارق الأرض و مغاربه ؛ لأنَّ المثبت يقدم قوله على النافي لزيادة علمه ، فإن كان حاجي خليفة ذكر هذا الاسم فقد أثبت ما علم ، و لا يشك باحث في قدر اطلاع حاجي خليفة على التراث اللإسلامي ، و أذكر لك مثالًا و قع لي في رسالة الماجستير في مثل هذه المسألة ، و الله المستعان . فقد ذكر أستاذي الدكتور أحمد عبد المجيد هريدي في بحث له قد اعتمدت عليه في عملي هذا : "
و بناء على ما سبق فإنَّ مختصر الانتصاف الذى أشار إليه حاجى خليفة – إن صح له ذلك – يعدُّ من كتب ابن هشام التى لم تصل إلينا ". ([1]) و كلام حاجي خليفة في كشف الظنون هو نقل عن نواهد الأبكار للسيوطي ( 1 / 9 ) ، فقد ذكر الحواشي على الكشاف و المتعقبين له من العلماء ، و كان مما ذكره كتاب ابن هشام هذا ؛ فلعل أستاذي لمَّا لم يكن نواهد الأبكار بين يديه ظنَّ أنَّ هذا مما انفرد حاجي خليفة به ، فشك في نسبة هذا الكتاب - الذي لا نعلم عنه شيئًا الآن إلا هذا الخبر - إلى مؤلفه ، ثمَّ جوَّز أن يكون مما فُقِد .
الخلاصة أنَّ حاجي خليفة في إثباته لهذا العنوان قد يكون اعتمد على مَن سبقه مما لم نطلع عليه ،
و أخيرًا أشكرك أن فتحت أعين إخوانك على هذه المسألة المهمة .

([1]) نزهة الطرف فى علم الصرف ، لابن هشام الأنصاري ، تح الدكتور أحمد عبد المجيد هريدي ، مركز المخطوطات العربية كلية الدراسات العربية - جامعة المنيا ( ص 36 ، 37 ) .
 
الأخ الفاضل إبراهيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فأشكر لك مرورك بالمقال ، وتنويهك بأن هذه الأحكام تحتاج إلى مزيد دراسة لإثباتها ... فهي كذلك .
وأرجو أخي أن يعاود قراءة المقالة مع ملاحظة الآتي :
أولا : لم يذكر القاضي عبدالحق ابن عطية - رحمه الله - هذا الاسم في مقدمه تفسيره .
ثانيا : لم يذكره - أيضا - معاصره ابن بشكوال .
ثالثا : لم يذكره من ترجم له من أهل مذهبه حتى آخر القرن الثامن فيما نقلته عنهم .
ثم كان قول جلبي- رحمه الله - بعد ذلك بقرنين تقريبا ، ولم يعرف من ذكر ذلك قبله .
ثم كان قول الفاضلين : محمد الفاضل بن عاشور [ وهو غير محمد الطاهر بن عاشور صاحبالتحرير والتنوير ] ، والدكتور فايد .
فهذه كلها قرائن تدل على غلبة الظن بأن جلبي رحمه الله هو أول من أطلق هذا الاسم على تفسير ابن عطية رحمه الله ؛ إلا أن يثبت عكس ذلك فنرجع إليه .
وأما ما استشهدت به ، فالحكم يختلف ، فما حدث من نقل أستاذك لقول جلبي دون بحث ، ثم تبين أن جلبي قد نقله عن السيوطي ، وهذا يفيد فيما ذكرته من طلب مزيد الدراسة في هذه الأحكام ، وكانت مقالتي فيها هذه الدراسة - بحمد الله - على ما بينته .
وفقني الله وإياك لخدمة دينه ، والسلام .
 
فما حدث من نقل أستاذك لقول جلبي دون بحث .
عذرًا فنواهد الأبكار ظهر قريبًا ، و هذا بحث قديم لأستاذي ، فيصعب على أي باحث الوصول إلى اليقين فيما مصدره النقل ؛ لكنه يرجح بين المتاح من الأقوال ، خاصة مع وجود المثبت و النافي ، و من بذل وسعه لا يقال له " دون بحث " ، بل يلتمس له العذر ، و هذا موجود في تراث علمائنا ، و جزاك الله خيرًا على فائدتك و توضيحك .
 
وسبق د فايد الشيخ محمد الفاضل بن عاشور - رحمه الله - إلى نحو هذا
اخي الكريم
فالذي يظهر من تواريخ اصدار البحوث ان السبق للفاضل ابن عاشور اذ جاء تحقيقه لمسالة عنوان تفسير ابن عطية في رسالته في التفسير ورجاله التي طبعت في سنة 1390 ه الموافق 1970 اصدار مجمع البحوث الاسلامية الازهر، اما رسالة د فايد منهج ابن عطية التي ذكر فيها ماقدمت من كلام نشرت سنة 1393 ه الموافق لسنة 1973م اصدار الهيئة العامة للمطابع الاميرية؛ الا ان تكون مناقشته قبل هذا التاريخ الا اني لم اجد على الرسالة سوى التاريخ المذكور.
 
من العناوين والتسميات التي سمي بها تفسير ابن عطية، ما وقفت عليه في تحقيق المستشرق ارثر جفري في مقدمتان في علوم القران احداهما لابن عطية، سمى تفسيره فيها ب:الجامع المحرر الصحيح الوجيز في تفسير القران العزيز، اخذا من مقدمته التي فيها: وقصدت ان يكون جامعا وجيزا محررا.
 
الأخ الكريم / مخلص
قولك : ( فالذي يظهر من تواريخ اصدار البحوث ان السبق للفاضل ابن عاشور ) صواب ، وهو الذي قصدته من عبارتي ، وقد قدمت المفعول فأشكل عليك ... وفقت وهديت .
 
الأخ الكريم / مخلص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما قولك أنك وقفت لأرثر جفري على تسمية تفسير ابن عطية بـ ( الجامع المحرر الصحيح الوجيز في تفسير القران العزيز) ، فلا اعتبار له ، لأمرين :
الأول : أن هؤلاء المستشرقين وإن كان عندهم شيء من البحث ، فلا يسلم لهم تسمية في هذا الباب .
الثاني : لم يسبق إليه أحد من علماء المسلمين على مر القرون من ابن عطية إلى جفري ؛ مع شهرة الكتاب وتداوله ... والعلم عند الله تعالى .
وقولك أخي : (
اخذا من مقدمته التي فيها: وقصدت ان يكون جامعا وجيزا محررا ) ؛ فمن أين جاء بـ ( الصحيح ) ؟
 
وسبق د فايد الشيخ محمد الفاضل بن عاشور - رحمه الله - إلى نحو هذا
قد قراته بحسب الاصل في تقديم العامل على المعمول، لانه ليس موضع فائدة او حاجة الى ذلك التقديم، وماذكرتم فهو متجه لان قصد الكلام بحسب واضعه.
وجزيت وهديت.
 
اخي الكريم
فاما انه لايسلم تحقيقه لمجرد انه مستشرق فغير مسلم، اما عدم السبق او وجود النقل عمن قبله فهو متوجه الى تسمية صاحب كشف الظنون ايضا ورغم ذلك اشتهرت تسميته، ولم تكن معروفة قبله، ويلزم محققي الكتاب ان يحققوا التسمية بحسب الاصل.
 
عودة
أعلى