محمود الشنقيطي
New member
[align=justify]السؤال الأول:ما عندكم في أداء الصلاة في الطائرة الجوية , إذا تيقن عدم النزول إلا بعد خروج الوقت..؟؟
الجواب:
اما أنا فقد يدخل علي الوقتُ مراراً وأنا في الطائرة, وأصلي فيها, وأرى أن الإنسان إذا دخل عليه الوقت يصلي في الحالة التي هو بها, لأن الله يقول (فاتقوا الله ما استطعتم), والنبي صلى الله عليه وسلم يقول(إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) , ولا سيما إذا كان يركع ويسجد والقبلة يعرفها, وهذا الشائع في الناس أنه لا بد من الأرض, ويستدلون بحديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً), وأنا لم أجد له مَقنَعاً في كتاب الله ولا في سنة نبيه, لأن حديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً) صيغته لا تقتضي عموماً بإجماع أهل اللسان العربي , وإجماع الأصوليين, ولو اقتضت العموم لما كان الماء طهوراً أبدا ؛لأنه لو حصرنا الطهور والمسجد فيه لكان الطهور محصوراً في نفس التراب, مع أن المالكية يقولون: إنها لا تطهر حدثا ولا خبثا ولا ترفع الحدث, وكل نصٍّ سيق للامتنان فلا مفهوم له, ومن هنا أجمع عامة العلماء على جواز أكل القديد من الحوت, لو يبَّستَ الحوت وجعلته قديداً بالملح لجاز أكله, والله يقول (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً) فلا نقول: مفهوم اللحم الطري أن قديد الحوت لا يؤكل, لأنه سيق للامتنان, فلو فرضنا أنه لا بد من متصل بالأرض , فالطائرة متصلة بالأكسجين والأكسجين جرم متصل بالأرض مثل الماء ,فلو أخذتَ قربتين وأحدها يملؤها رجل من الماء والثاني يملؤها من الأكسجين, لامتلأت من الأكسجين قبل هذه, ولو رأيتهما مطروحتين لم تفرق بينهما التي من الماء والتي من الأكسجين حتى تجذبها, فهذا أخف, وهذا أثقل, وعلى كل حال فالمسلم حيث ما كان صلىَّ, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(اتق الله حيثما كنت) ومن تقوى الله – جل وعلا – إقامة الصلاة في وقتها..
السؤال الثاني:
ما هو الأظهر عندكم في الأقوال المختلفة في معنى قوله صلى الله عليه وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف)..؟؟
الجواب:
في هذا السؤال أنا أقول عملاً بقول الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) نقول: الله تعالى أعلم ..
السؤال الثالث:
ما هي الحكمة في تقديم (به) في البقرة في قوله تعالى (وما أهل به لغير الله) وتأخيرها في غيرها..؟؟
الجواب:
الظاهران أقرب الحِكَم البلاغية فيه: هو ما يذكره بعض العلماء أنه تفنن في العبارة؛لأن تكرير العبارة بلفظ واحدٍ أحلى منه عند النفوس تغييرُ الأسلوب..
السؤال الرابع:
هل يمكن عندكم الآن تصحيح ما لم يصحح من الأحاديث كما هو مذهب النووي , أم لا يمكن كما هو مذهب ابن الصلاح..؟؟
الجواب:
على كل حال الظاهر أنه في هذه الأوقات ليس للمعاصرين علم جديد بالرواة إلا مأخوذاً عمن قبلهم , فلا يمكنهم التزكية ولا الجرح إلا باستناد ما سطره من قبلهم, هذا هو الذي يظهر..
السؤال الخامس:
ما هو التوفيق بين الحصرين في قوله تعالى (إلا أن تأتيهم سنة الأولين) وقوله تعالى (إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً)..؟؟
الجواب:
أنه كما تفضلتم يظهر إشكال بين الحصرين في قوله تعالى في سورة الإسراء – سورة بني إسرائيل – (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً) فكأن استغرابهم ببعث الرسول محصور فيه هذا المنع الهدى,وقوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قِبَلاً) وفي القراءة الأخرى (قُبـُلاً)..
والجواب عن هذا عند عامة العلماء:هو اختلاف جهة الحصرين , أما الحصر في سورة بني إسرائيل فهو حصر عادي في سببه العادي,والأسباب العادية قد تتخلف بمشيئة الله جل وعلا , لأنه جرت العادة أن البشر إذا جاءهم رسولٌ استغربوا,وقالوا: كيف يرسَل إلينا رسولٌ يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق؟
وهذا كثير في القرآن كقولهم عنه:(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريد ان يتفضل عليكم) وقالوا في البشر (ياكل مما تاكلون منه ويشرب مما تشربون) (ابشرٌ يهدوننا فكفرو وتولوا) (أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر) (ما انتم إلا بشر مثلنا)..
فكون الناس يستغربون بعث البشر هذا استغراب عادي ضلَّ بسببه أكثرهم ,مع أن الله بين لهم أن رسالة البشر هي معروفة , قال (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم لياكلون الطعام ويمشون في الاَسواق) (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً) أي : لا ملائكة, وقال في الرسل (وما جعلناهم جسداً لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين) فهذا المانع وهو قولهم (أبعث الله بشراً رسولاً) واستغرابهم ببعث بشر عادي , والأمور العادية قد تتخلف, ولذا أسلم كثير من الناس ولم يمنعهم أن المبعوث بشر..
أما المانع في قوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم) فهو مانع حقيقي عقلي , لأن المعنى على أصح القولين: وما منعهم أن يؤمنوا إلا أن أراد الله بهم في سابق علمه وأزله أن يبقوا على كفرهم حتى يأتيهم أحد أمرين: أن يأتيهم الهلاك في الدنيا , أو يأتيهم العذاب قبلاً في الآخرة , وهذا الذي سبق في علم الله وإرادته لا يمكن أن يتغير.!
فهذا مانع حقيقي لا يتخلف, وذلك مانع عادي قد يتخلف , فانفكت جهة المانِعَيْن بكون هذا عادياً وهذا عقلياً, فزال الخلاف لانفكاك جهة المانعية..[/align]
الجواب:
اما أنا فقد يدخل علي الوقتُ مراراً وأنا في الطائرة, وأصلي فيها, وأرى أن الإنسان إذا دخل عليه الوقت يصلي في الحالة التي هو بها, لأن الله يقول (فاتقوا الله ما استطعتم), والنبي صلى الله عليه وسلم يقول(إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) , ولا سيما إذا كان يركع ويسجد والقبلة يعرفها, وهذا الشائع في الناس أنه لا بد من الأرض, ويستدلون بحديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً), وأنا لم أجد له مَقنَعاً في كتاب الله ولا في سنة نبيه, لأن حديث (جعلت لي الأرض مسجدا وطهوراً) صيغته لا تقتضي عموماً بإجماع أهل اللسان العربي , وإجماع الأصوليين, ولو اقتضت العموم لما كان الماء طهوراً أبدا ؛لأنه لو حصرنا الطهور والمسجد فيه لكان الطهور محصوراً في نفس التراب, مع أن المالكية يقولون: إنها لا تطهر حدثا ولا خبثا ولا ترفع الحدث, وكل نصٍّ سيق للامتنان فلا مفهوم له, ومن هنا أجمع عامة العلماء على جواز أكل القديد من الحوت, لو يبَّستَ الحوت وجعلته قديداً بالملح لجاز أكله, والله يقول (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً) فلا نقول: مفهوم اللحم الطري أن قديد الحوت لا يؤكل, لأنه سيق للامتنان, فلو فرضنا أنه لا بد من متصل بالأرض , فالطائرة متصلة بالأكسجين والأكسجين جرم متصل بالأرض مثل الماء ,فلو أخذتَ قربتين وأحدها يملؤها رجل من الماء والثاني يملؤها من الأكسجين, لامتلأت من الأكسجين قبل هذه, ولو رأيتهما مطروحتين لم تفرق بينهما التي من الماء والتي من الأكسجين حتى تجذبها, فهذا أخف, وهذا أثقل, وعلى كل حال فالمسلم حيث ما كان صلىَّ, والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(اتق الله حيثما كنت) ومن تقوى الله – جل وعلا – إقامة الصلاة في وقتها..
السؤال الثاني:
ما هو الأظهر عندكم في الأقوال المختلفة في معنى قوله صلى الله عليه وسلم (أنزل القرآن على سبعة أحرف)..؟؟
الجواب:
في هذا السؤال أنا أقول عملاً بقول الله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) نقول: الله تعالى أعلم ..
السؤال الثالث:
ما هي الحكمة في تقديم (به) في البقرة في قوله تعالى (وما أهل به لغير الله) وتأخيرها في غيرها..؟؟
الجواب:
الظاهران أقرب الحِكَم البلاغية فيه: هو ما يذكره بعض العلماء أنه تفنن في العبارة؛لأن تكرير العبارة بلفظ واحدٍ أحلى منه عند النفوس تغييرُ الأسلوب..
السؤال الرابع:
هل يمكن عندكم الآن تصحيح ما لم يصحح من الأحاديث كما هو مذهب النووي , أم لا يمكن كما هو مذهب ابن الصلاح..؟؟
الجواب:
على كل حال الظاهر أنه في هذه الأوقات ليس للمعاصرين علم جديد بالرواة إلا مأخوذاً عمن قبلهم , فلا يمكنهم التزكية ولا الجرح إلا باستناد ما سطره من قبلهم, هذا هو الذي يظهر..
السؤال الخامس:
ما هو التوفيق بين الحصرين في قوله تعالى (إلا أن تأتيهم سنة الأولين) وقوله تعالى (إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً)..؟؟
الجواب:
أنه كما تفضلتم يظهر إشكال بين الحصرين في قوله تعالى في سورة الإسراء – سورة بني إسرائيل – (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً) فكأن استغرابهم ببعث الرسول محصور فيه هذا المنع الهدى,وقوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قِبَلاً) وفي القراءة الأخرى (قُبـُلاً)..
والجواب عن هذا عند عامة العلماء:هو اختلاف جهة الحصرين , أما الحصر في سورة بني إسرائيل فهو حصر عادي في سببه العادي,والأسباب العادية قد تتخلف بمشيئة الله جل وعلا , لأنه جرت العادة أن البشر إذا جاءهم رسولٌ استغربوا,وقالوا: كيف يرسَل إلينا رسولٌ يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق؟
وهذا كثير في القرآن كقولهم عنه:(ما هذا إلا بشرٌ مثلكم يريد ان يتفضل عليكم) وقالوا في البشر (ياكل مما تاكلون منه ويشرب مما تشربون) (ابشرٌ يهدوننا فكفرو وتولوا) (أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر) (ما انتم إلا بشر مثلنا)..
فكون الناس يستغربون بعث البشر هذا استغراب عادي ضلَّ بسببه أكثرهم ,مع أن الله بين لهم أن رسالة البشر هي معروفة , قال (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم لياكلون الطعام ويمشون في الاَسواق) (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً) أي : لا ملائكة, وقال في الرسل (وما جعلناهم جسداً لا ياكلون الطعام وما كانوا خالدين) فهذا المانع وهو قولهم (أبعث الله بشراً رسولاً) واستغرابهم ببعث بشر عادي , والأمور العادية قد تتخلف, ولذا أسلم كثير من الناس ولم يمنعهم أن المبعوث بشر..
أما المانع في قوله في سورة الكهف (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم) فهو مانع حقيقي عقلي , لأن المعنى على أصح القولين: وما منعهم أن يؤمنوا إلا أن أراد الله بهم في سابق علمه وأزله أن يبقوا على كفرهم حتى يأتيهم أحد أمرين: أن يأتيهم الهلاك في الدنيا , أو يأتيهم العذاب قبلاً في الآخرة , وهذا الذي سبق في علم الله وإرادته لا يمكن أن يتغير.!
فهذا مانع حقيقي لا يتخلف, وذلك مانع عادي قد يتخلف , فانفكت جهة المانِعَيْن بكون هذا عادياً وهذا عقلياً, فزال الخلاف لانفكاك جهة المانعية..[/align]