من أين عرف ابن كثير هذا الأمر ؟

إنضم
24/07/2011
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني أهل التفسير جاء كلام لابن كثير عند قوله تعالى : (( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ))

قال ( هذا مقام ذكر الله تعالى فيه شرف آدم على الملائكة ، بما اختصه به من علم أسماء كل شيء دونهم ، وهذا كان بعد سجودهم له ، وإنما قدم هذا الفصل على ذاك ، لمناسبة ما بين هذا المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة ، حين سألوا عن ذلك ، فأخبرهم [ الله ] تعالى بأنه يعلم ما لا يعلمون ؛ ولهذا ذكر تعالى هذا المقام عقيب هذا ليبين لهم شرف آدم بما فضل به عليهم في العلم ، فقال تعالى : ( وعلم آدم الأسماء كلها ) )

من أين عرف ابن كثير أن هذا كان بعد سجودهم لآدم وأنه إنما قدم هذا الفصل على ذاك لمناسبة ما بين هذا المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة ؟!
 
السلام عليكم ورحمة الله
من أين عرف ابن كثير أن هذا كان بعد سجودهم لآدم وأنه إنما قدم هذا الفصل على ذاك لمناسبة ما بين هذا المقام وعدم علمهم بحكمة خلق الخليفة ؟!
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً أشكرك على هذه الأسئلة التي نستفيد منها في تدبر كلام ربنا عز وجل وفهم كلام أهل العلم رحمهم الله
إجابة السؤال:
لعل الإمام ابن كثير رحمه الله عرف أن ذلك بعد سجود الملائكة لآدم من قول الله تعالى:
{فإذا سويته ونفختُ في من روحي فقعوا له ساجدين}... الآية.
فظاهره أن سجود الملائكة كان بعد نفخ الروح في أبينا آدم بلا مهلة.
والله أعلم​
 
بارك الله فيك أخي الــ د.أحمد ، ونفعنا بك

لعل الإمام ابن كثير رحمه الله عرف أن ذلك بعد سجود الملائكة لآدم من قول الله تعالى:
{فإذا سويته ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين}... الآية.
فظاهره أن سجود الملائكة كان بعد نفخ الروح في أبينا آدم بلا مهلة.

والله أعلم


إذا صح هذا فهل أترك كلام السعدي رحمه الله في تفسير سورة البقرة عند قوله تعالى (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ ... ))
قال رحمه الله ( إن الله أمرهم بالسجود لآدم; إكراما له; لما بان فضل علمه ) هل أترك هذا الكلام ؟

 
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ (الحجر : 29 )

فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (صـ : 72 )
 
إذا صح هذا فهل أترك كلام السعدي رحمه الله في تفسير سورة البقرة عند قوله تعالى (( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ ... ))
قال رحمه الله ( إن الله أمرهم بالسجود لآدم; إكراما له; لما بان فضل علمه ) هل أترك هذا الكلام ؟ لأنه يدل على أن سجودهم له بعد التعليم ليس قبله
 
قال ابن جرير:
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجَكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ} [البقرة: 35] قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِ مَنْ قَالَ: إِنَّ إِبْلِيسَ أُخْرِجَ مِنَ الْجَنَّةِ بَعْدَ الِاسْتِكْبَارِ عَنِ السُّجُودِ لِآدَمَ، وَأَسْكَنَهَا آدَمَ قَبْلَ أَنْ يُهْبِطَ إِبْلِيسَ إِلَى الْأَرْضِ؛ أَلَا تَسْمَعُونَ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ يَقُولُ: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} [البقرة: 36] فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ إِبْلِيسَ إِنَّمَا أَزَلَّهُمَا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ، بَعْدَ أَنْ لُعِنَ وَأَظْهَرَ التَّكَبُّرَ؛ لِأَنَّ سُجُودَ الْمَلَائِكَةِ لِآدَمَ كَانَ بَعْدَ أَنْ نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ، وَحِينَئِذٍ كَانَ امْتِنَاعُ إِبْلِيسَ مِنَ السُّجُودِ لَهُ، وَعِنْدَ الِامْتِنَاعِ مِنْ ذَلِكَ حَلَّتْ عَلَيْهِ اللَّعْنَةُ.
 
عودة
أعلى