الأخ الكريم أبو عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم ، يمكنك الرجوع ـ تكرمًّا لا أمرًا ـ إلى كتاب جمال القراء وكمال الإقراء ، للسخاوي ( 1 : 124 ـ 187 ) فقد تحدث في هذه الصفحات عن تجزئة القرآن ، ولعلك تجد بغيتك فيه .
ومن باب الفائدة ، فإن كتاب جمال القراء من الكتب النفيسة في علوم القرآن ، وقد قسَّمه المؤلف على عشرة أجزاء ، سمَّى كل جزءٍ كتابًا ، وقد اعتمد في تسمية كتبه على السجع ، وهذه عناوينه :
الكتاب الأول :نثر الدرر في ذكر الآيات والسور .
الكتاب الثاني : الإفصاح الموجز في إيضاح المعجز .
الكتاب الثالث : منازل الإجلال والتعظيم في فضائل القرآن العظيم .
الكتاب الرابع : تجزئة القرآن .
الكتاب الخامس : أقوى العُدَد في معرفة العَدَد .
الكتاب السادس : ذكر الشَّواذ .
الكتاب السابع : الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ .
الطتاب الثامن : مراتب الأصول وغرائب الفصول .
الكتاب التاسع : منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق .
الكتاب العاشر : علم الاهتداء في الوقف والابتداء .
وفي الكتاب نفائس ، وقد أشرت إلى عناوينه تذكرة بهذا الكتاب ، وتنبيهًا عليه .
وإني لأرجو أن تجد بغيتك فيه ، وأن تتحف قراء الملتقى بما تجد ، ولك من الله الجزاء الأوفى .
ذكر السخاوي رحمه الله في (جمال القراء) في الكتاب الرابع منه (تجزئة القرآن) كلاماً طويلاً نافعاً عن تفاصيل أجزاء القرآن وأرباعه وأسباعه وأثمانه وغيرها بدقة ينتفع بها الحافظ لكتاب الله ، ومن يرغب في حفظه بسهولة ويسر. وأشار إلى أن معنى التجزئة والتحزيب ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه ورد (طرأ عليَّ حزبي من القرآن) و (إنه قد فاتني الليلة جزئي من القرآن..). وذكر قصة جمع الحجاج بن يوسف للقراء والحفاظ في عهده وسؤالهم عن عدد آيات القرآن ، وعن منتصف القرآن وربعه وثلثه وغيرها. وقد استند على هذه الحادثة كثير من العلماء الذين كتبوا في تاريخ القرآن ، وقالوا بأن أول من أحدث الأجزاء والأحزاب هو الحجاج بن يوسف الثقفي (ت110هـ).
وقال الزركشي في البرهان ذكر عند الحديث عن تحزيب القرآن 1/349 بتحقيق المرعشلي :(وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها. وقد أخرج أحمد في مسنده وأبو داود وابن ماجه عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته : كيف تحزبون القرآن ؟
قالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل من ق حتى يختم).
وتحدث ابن تيمية في مجموع الفتاوى 13/405 حديثاً طويلاً عن تحزيب القرآن تحسن مراجعته إن أمكن ، ذهب فيها إلى أن التحزيب بالسور أفضل من التحزيب الحاصل ، والذي يقف فيه القارئ أحياناً على مواضع مرتبطة بما بعدها ، والبدء بمواضع لها تعلق بما قبلها ، وأشار إلى سبق الحجاج إلى تجزية القرآن بالحروف .
والذي عليه العلماء وهو الصحيح إن شاء الله أن (تجزئة القرآن وتحزيبه وقسمة الأرباع على الصورة التي توجد في مصاحف المسلمين اجتهادية ، ولها أصل من فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لكن على غير هذه القسمة ، وكان السلف يختلفون في ذلك ، وليس المعنى فيه تعبدياً وإنما هو لتيسير أخذ القرآن). انظر: المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع ص 147
وقد فصل القول في ذلك الشيخ محمد الدويش في رسالة له عن تحزيب القرآن تجدها على هذا الرابط .
عجبت لأخي الفاضل الأستاذ الدكتور مساعد الطيار
على تقسيمه هذا لكتاب جمال القراء وكمال الإقراء
لعلم الدين السخاوي ، المتوفى سنة 643هـ
هذا التقسيم الذي ذكره آنفا
والشيئ بالشيئ يذكر
وذكرتني ـ ياأخي الحبيب ـ بالطعن بعد أن كنت ناسيا !!!!
أولا : قصتي مع هذا الكتاب :
لي مع هذا الكتاب قصة عجيبة !!!!
فقد قمنا أنا وصديقي الأستاذ الباحث محسن خرابة ، بتحقيق هذا الكتاب على نسختين مخطوطتين
الأولى : محفوظة بالمكتبة الأحمدية ، بحلب .
والثانية : محفوظة في المكتبة الظاهرية ، بدمشق
وأنفقنا من سني عمرنا خمس سنوات في تحقيقه
ثم دفعناه إلى دار المأمون للتراث بدمشق ، لطبعه سنة 1988م
وعانينا ما عانينا من أجل إخراجه ، حيث بقي الكتاب بعد آخر تصحيح سنة 1988 رهين المكتبة
لأن الناشر - رحمة الله عليه- لم يجد من يموله
واستطعت بالأخير أن أطبعه على نفقة أبناء شمو الشيح حمدان بن محمد بن خليفة آل نهيان - رحمة الله عليه-
وقام هؤلاء مشكورين بطبع عشرة آلاف نسخة من الكتاب ، وزعت مجانا في دولة الإمارات العربية المتحدة
ومن هنا لم يلاق هذا الكتاب الشهرة المرجوة ، لأنه وزع على الناس كافة
وكان نصيب العلماء ، والباحثين منه النزر اليسير
بل إن بعضهم لم يعرف بطبعتنا هذه . ثانيا : أقول ، حول تقسيم الكتاب ، وأنقل ذلك من فهرس الكتاب (بتحقيقنا) :
1- الكتاب الأول : نثر الدرر في ذكر الآيات والسور 1/39-99 .
2- الكتاب الثاني : الإفصاح الموجز في إيضاح المعجز 1/101-109 .
3- الكتاب الثالث : منازل الإجلال والتعظيم ، في فضائل القرآن الكريم 1/110-273 .
وفي هذا الكتاب :
أ- فضل حامل القرآن ، ومتعلمه ، ومعلمه ، وما يطالب به حملة القرآن ، وكيف كان قراء السلف ، والصدر الأول .
وهو من صفحة (181) إلى صفحة (211) .
ب- ذكر ختم القرآن 212/213 .
ج- تجزئة القرآن ، وعد آياته 213/273 .
4- الكتاب الرابع : أقوى العـُدد في معرفة العَـدد 1/274-334 .
وفي هذا الكتاب :
أ- عدد حروف القرآن وكلماته .
ب- ذكر الشواذ .
5- الكتاب الخامس : الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ 1-2/335-499 .
6- الكتاب السادس : مراتب الأصول ، وغرائب الفصول 2/501-634
وفي هذا الكتاب :
أ- تسمية أهل القرآن من السلف .
ب- باب الاستعاذة .
ج- التسمية .
د- باب الإدغام .
هـ - ذكر الإمالة .
و- وغير ذلك .
7- الكتاب السابع : منهاج التوفيق إلى معرفة التجويد والتحقيق 2/635-662 .
8- الكتاب الثامن : قصيدة عمدة المفيد ، وعدة المجيد ، في معرفة التجويد 2/662-666 .
9- الكتاب التاسع : علم الاهتداء في معرفة الوقف والابتداء 2/667-784 . ثالثاً : وقد طبع الكتاب في مجلدين ، وظهر في (881) صفحة .
واحتلت الفهارس الفنية فيه من صفحة (785) إلى صفحة (880) . رابعاً : والحمد لله أن قيض لهذا الكتاب ناشر في شامنا الحبيب
وفي دمشق الحبيبة ، حيث بدأ في هذا الصيف بإعادة طبع هذا الكتاب ، بدار الغوثاني -عمرها الله-
وإن شاء الله قريباً ، يكون بين أيدي الباحثين والمحققين .
ودمتم سالمين
أستاذنا الفاضل :د/عبد الرحمن الشهري جزاكم الله خيرا فما من سؤال إلا وقد اسعفت سائله بالإجابةوأعنته بقوة على المعرفة دون تسويف أو إحالة بارك الله فيك وفي جميع القائمين على هذا المنتدى القمة
التقسيم الذي أورده الدكتور مساعد الطيار ، أخذه من طبعة عبد الكريم الزبيدي ، الصادرة عن دار البلاغة ببيروت سنة 1413 هج = 1993 م .
والتقسيم الذي أورده الدكتور مروان الظفيري مأخوذ من نسخته التي تولى تحقيقها ، وأشار في كلامه أنها طبعت في دولة الإمارات العربية المتحدة ، ولم ترها العيون .
فكلا الرجلين أصاب حقيقة ما عنده ؛ لأن هذا الكتاب هو في حقيقته عدة كتب وهناك طبعتان أخريان :
إحداهما بتحقيق الدكتور علي حسين البواب ، صدرت عن مكتبة التراث بمكة المكرمة سنة 1408 هج = 1987 م .
والأخرى جزء من رسالة بتحقيق عبد الحق عبد الدايم سيف القاضي - من أول الكتاب إلى نهاية الطود الراسخ - وقد صدرت عن مؤسسة الكتب الثقافية ببيروت سنة 1419 هج = 1999م .
والمتأمل في جميع هذه الطبعات يجد اختلافا كثيرا في بعض أجزاء الكتاب أو الكتب لأنها هي حقيقته القائمة فليس جمال القراء كتابا واحدا فضلا على تعدد مخطوطاته مع أن المشترك بينهم جميعا نسختا : حلب والظاهرية ، وبالله التوفيق .