من أعلام المفسرين الإمام الفراء

إنضم
05/04/2007
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
عمان / الأردن
[align=justify]الإمام الفراء ( 144 هـ - 206هـ)

هو أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبدالله بن منظور الفراء .

والفراء لقبه لا اسمه ، والمعروف في الفراء من يخيط الفراء أو يبيعها ، ولكن صاحبنا ما عرف هو ولا أحد من آبائه بشيء من ذلك ولكنه سمي بالفراء لأنه كان يفري الكلام ويغلب الخصوم .

قال ابن الأنباري :

وبعض أصحابنا يقول : إنما سمي فراء لأنه كان يحسن نظم المسائل ، فشبه بالخارز الذي يخرز الأديم . وقال بعضهم : سمي فراء لقطعه الخصوم بالمسائل التي يُعنَتُ بها ، من قولهم : قد فَرَى إذا قطع ، قال زهير :

ولأانت تفري ما خلقت وبــــــ

ـــعض القوم يخلق ثم لا يفري .

معناه :تخرز ما قدَّرت . والخلق التقدير .

قال العلماء : ولا يعرف متى أطلق عليه هذا اللقب والغالب أنه حين اكتمل وبدا نضجه وغلبه للخصوم .

وكان الفراء قوي الذاكرة والحفظ ، لا يكتب ما يتلقاه عن الشيوخ استغناء بحفظه ..

قال العلماء : وبقيت له قوة الحفظ طوال حياته ، وكان يملي كتبه من غير نسخة ، ولم يَقتَنِ كتبا كثيرة ، يقول ثعلب : لما مات الفراء لم يوجد له إلا رؤوس أسفاط فيها مسائل تذكرة وأبيات شعر . ( والأسفاط جمع سفط وهو ما يوضع فيه الطيب وغيره ..)

والفراء من علماء اللغة العربية والتفسير الكبار وقد بلغ في ذلك منزلة لا تدانى ، وكان زعيم الكوفين بعد الكسائي .

يقول ثعلب : لولا الفراء لما كانت عربية ، لأنه خلصها وضبطها ، ولولا الفراء لسقطت العربية ، لأنها كانت تتنازع ويدعيها كل من أراد ، ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب .

وقال البغدادي في تاريخ بغداد : وكان يقال : النحو الفراء والفراء أمير المؤمنين في النحو .

ويدل على مكانته في العلم قصته مع ثمامة بن الأشرس المعتزلي ، فقد كان الفراء يتردد على باب المأمون حتى لقيه أمامة وهو لا يعرفه ، يقول ثمامة : فرأيت أبهة أديب فجلست إليه ففاتشته في اللغة فوجدته بحرا ، وفاتشته عن النحو فشاهدته نسيج وحده ، وعن الفقه فوجدته رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم ، وبالنحو ماهرا ، وبالطب خبيرا ، وبأيام العرب وأشعارها حاذقا ، فقلت : من تكون ؟ وما أظنك إلا الفراء فقال : أنا هو ، فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين المأمون فأمر بإحضاره وكان سبب اتصاله به .

والفراء له مؤلفات عديدة ومن أشهرها في التفسير معاني القرآن .

ومعاني القرآن للفراء له قصة . ففي فهرست ابن النديم قال ثعلب :

كان السبب في إملاء الفراء في المعاني أن عمر بن بكير كان من أصحابه ، وكان منقطعا إلى الحسن بن سهل ، فكتب إلى الفراء : إن الامير الحسن بن سهل ربما سألني عن الشيء بعد الشيء من القرآن ، فلا يحضرني فيه جواب ، فإن رأيت أن تجمع لي أصولا أو تجعل في ذلك كتابا أرجع إليه فعلت .

فقال الفراء لأصحابه : اجتمعوا حتى أَمِلَّ عليكم كتابا في القرآن وجعل لهم يوما ، فلما حضروا خرج إليهم ، وكان في المسجد رجل يؤذن ويقرأ بالناس في الصلاة ، فالتفت إليه الفراء فقال له : اقرأ بفاتحة الكتاب ، ففسرها ، ثم تَوَفىَّ ـ يعني استوفى ـ الكتاب كله .

فقال أبو العباس : لم يعمل أحد قبله ، ولا أحسب أن أحدا يزيد عليه .

وفي تاريخ بغداد عن أبي بديل الوضاحي : فاردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب المعاني فلم يضبط ، قال فعددنا القضاة فكانوا ثمانين قاضيا .

عاش الفراء حياته كلها في بغداد ولم يخرج منها إلا قليلا لزيارة أهله في الكوفة
وتوفي رحمه الله في طريق عودته من مكة سنة 207 هـ وقيل سنة 209 هـ
ملخص من مقدمة كتاب الفراء الطبعة الثالثة وكتاب أخرى متفرقة.
[/align]
 
في السطر (18) :( والفراء من علماء اللغة العربية ):
لعل صواب العبارة إن كانت منقولة عن ابن الأنباري :00اللغة (و ) العربية ) لأن القدماء خاصة تعلب رحمه الله كانوا يفرقون بين "اللغة " و "العربية " ،ومن ذلك ما ذكره ابن جني رحمه الله نقلاً عن ثعلب في حق يعقوب ابن السكيت :"كان يعقوب وضيئاً عظيم الخلق ،وكان ذكياً حافظاً عالماً بالشعر و"اللغة " ،صالح المعرفة ب "العربية " وكان ابن قادم وغيره من أصحابنا يحتاجون إليه في الشعر و "اللغة " ،ويحتاج هو إليهم في "العربية " اهـ(الخاطريات :197-198
 
وهاهي ذي ترجمته ضافية كاملة من كتاب :
نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ؛
وفيها من الفوائد ما لايخفى :


[align=center]أبو زكريا الفراء[/align]
وأما أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء؛ فإنه كان مولى لبني أسد، من أهل الكوفة، وأخذ عن أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي، وأخذ عنه سلمة بن عاصم، ومحمد بن عاصم السمري وغيرهما.
وكان إماماً ثقة.
ويحكى عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب، أنه قال: لولا الفراء لما كانت اللغة؛ لأنه خلصها وضبطها، ولولا الفراء لسقطت العربية؛ لأنها كانت تنازع ويدعيها كل من أراد، ويتكلم الناس على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب.
وقال أبو بريد الوضاحي: أمر أمير المؤمنين المأمون الفراء أن يؤلف ما يجمع به أصول النحو، وما سمع من العرب، فأمر أن تفرد له حجرة من حجر الدور؛ ووكل به جواري وخدماً للقيام بما يحتاج إليه؛ حتى لا يتعلق قلبه، ولا تتشوق نفسه إلى شيء؛ حتى إنهم كانوا يؤذنونه بأوقات الصلوات. وصير له الوراقين، وألزمه الأمناء والمنفقين؛ فكان الوراقون يكتبون؛ حتى صنف "الحدود" وأمر المأمون بكتبه في الخزائن؛ فبعد أن فرغ من ذلك خرج إلى الناس، وابتدأ يملي كتاب "المعاني". وكان وراقيه سلمة وأبو نصر، قال: فأردنا أن نعد الناس الذين اجتمعوا لإملاء كتاب "المعاني" فلم نضبط؛ فلما فرغ من إملائه خزنه الوراقون عن الناس ليكتسبوا به، وقالوا: لا تخرجه إلى أحدٍ إلاّ لمن أراد أن ننسخه له على أن كل خمسة أوراق بدرهم؛ فشكا الناس إلى الفراء، فدعا الوراقين، فقال لهم في ذلك، فقالوا: نحن إنما صحبناك لننتفع بك، وكل ما صنعته فليس للناس إليه من الحاجة ما بهم إلى هذا الكتاب؛ فدعنا نعش به. فقال: قاربوهم تنفعوا وتنتفعوا، فأبوا عليه، فقال: سأريكم، وقال للناس: إني أريد أن أملي كتاب المعاني أتم شرحاً وأبسط قولاً من الذي أمللت، فجلس يملي، وأملى في الحمد مائة ورقة، فجاء الوراقون إليه، فقالوا: نحن نبلغ الناس ما يحبون، فننسخ كل عشرة أوراق بدرهم.
قال: وكان المأمون قد وكل الفراء ليلقن ابنيه النحو، فلما كان يوماً أراد الفراء أن ينهض إلى بعض حوائجه، فابتدرا إلى نعل الفراء ليقدماها له؛ فتنازعا، أيهما يقدمها [له]؟ ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما واحدة، فقدماها؛ وكان للمأمون وكيل على كل شيء خاص، فرفع ذلك إليه في الخبر، فوجه إلى الفراء واستدعاه، فلما دخل عليه قال له: من أعز الناس؟ فقال: لا أعرف [أحداً] أعز من أمير المؤمنين، فقال: بلى، من إذا نهض تقاتل على تقديم نعله وليا عهد المسلمين؛ حتى يرضى كل واحد منهما أن يقدم [له] واحدة، فقال: يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهما، ولكن خشيت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها، وأكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها؛ وقد روي عن ابن عباس أنه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده، فقال له بعض من حضر: أتمسك لهذين الحدثين ركابيهما وأنت أسن منهما؟ فقال له: اسكت يا جاهل، لا يعرف الفصل لأهل الفضل إلاّ ذوو الفضل؛ فقال له المأمون: لو منعتهما عن ذلك لأوجعتك لوماً وعتباً، وألزمتك ذنباً؛ وما وضع ما فعلا من شرفهما؛ بل رفع من قدرهما، وبين عن جوهرهما؛ ولقد تبينت مخيلة الفراسة بفعلهما؛ وليس يكبر الرجل وإن كان كبيراً عن ثلاث: عن تواضعه لسلطانه، ولوالديه، ولمعلمه، ثم قال: قد عوضتهما مما فعلا عشرين ألف دينار، ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما.
وحكى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن نجدة، قال: لما تصدى أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء للاتصال بالمأمون، كان يتردد إلى الباب، فلما أن كان ذات يوم جاء ثمامة، قال: فرأيت [له] أبهة أدب، فجلست إليه ففاتشته عن اللغة، فوجدته بحراً، وفاتشته عن النحو فشاهدته نسيج وحده، وعن الفقه فوجدت فقيهاً عارفاً باختلاف القوم، وبالنجوم ماهراً، وبالطب خبيراً، وبأيام العرب وأشعارها حاذقاً، فقلت [له]: من تكون؟ وما أظنك إلاّ الفراء! فقال: أنا هو. فدخلت على أمير المؤمنين فأعلمته، فأمر بإحضاره لوقته فكان سبب اتصاله به.
وقال أبو بكر بن الأنباري: لو لم يكن لأهل بغداد والكوفة من علماء العربية إلاّ الكسائي والفراء لكان لهم بهما الافتخار على جميع الناس؛ إذ انتهت العلوم إليهما.
وكان يقال: الفراء أمير المؤمنين في النحو.
ويروى عن بشر المريسي أنه قال للفراء: يا أبا زكريا، أريد أن أسألك مسالة في الفقه: فقال: سل، فقال: ما تقول في رجل سها في سجدتي السهو؟ قال: لا شيء عليه، قال: من أين قلت ذلك؟ قال: قسته على مذاهبنا في العربية، وذلك أن المصغر لا يضغر، وكذلك لا يلتفت إلى السهو في السهو، فسكت.
ويروى نحو هذا عن محمد بن الحسن، أنه سأله عن ذلك، فأجاب بهذا الجواب، فقال: ما ظننت آدمياً يلد مثلك.
وقال سلمة: أملى الفراء كتبه كلها حفظاً، لم يأخذ بيده نسخة إلاّ في كتابين. ومقدار كتب الفراء ثلاثة آلاف ورقة، وكان مقدار الكتابين خمسين ورقة.
وقال سعدون: قلت للكسائي: الفراء أعلم أم الأحمر؟ فقال: الأحمر أكثر حفظاً، والفراء أحسن عقلاً؛ وأبعد فكراً، وأعلم بما يخرج من رأسه.
قال سلمة: خرجت من منزلي فرأيت أبا عمر الجرمي واقفاً على بابي، فقال لي: يا أبا محمد، امض لي إلى فرائكم هذا، فقلت له: امض، فانتهينا إلى الفراء، وهو جالس على بابه يخاطب قوماً من أصحابه في النحو؛ فلما عزم على النهوض، قلت: يا أبا زكريا، هذا أبو عمر صاحب البصريين، تحب أن تكلمه في شيء؟ فقال: نعم، ما يقول أصحابك في كذا وكذا؟ قال: كذا وكذا، فقال: يلزمهم كذا وكذا، ويفسد هذا من جهة كذا وكذا، قال: فألقى عليه مسائل، وعرفه الإلزامات فيها، فنهض وهو يقول: يا أبا محمد، ما هذا إلاّ شيطان، يكرر ذلك [ثلاثاً].
وتوفي الفراء سنة سبع ومائتين في طريق مكة، وقد بلغ ثلاثاً وستين سنة، وكذلك حكى عن أحمد بن يحيى ثعلب. قال: توفي الأخفش بعد الفراء، وتوفي الفراء سنة سبع ومائتين في خلافة المأمون، بعد دخول المأمون العراق بثلاث سنين.
 
أشكر الإخوة الكرام الدكتور السالم الجكني ، والدكتور أبو مجاهد العبيدي ، والدكتور مروان الظفيري على مرورهم الكريم وردودهم الطيبة وزياداتهم النافعة .
وأقول للأخ الكريم الجكني ... العبارة التالية (والفراء من علماء اللغة العربية ) ليست من كلام أبي بكر الأنباري ولا غيره من العلماء القدامي ولكنها عبارتي أنا .
فلك ألف تحية على ما تفضلت به وشكرا جزيلا .
 
السلام عليكم


يا إخواني أرجو الإفادة عن الدراسات والرسائل العلمية التي قامت حول كتاب معاني القرآن للفراء


فهل من معاون في هذا الشأن ؟


أرجو ذلك
 
بسم الله الرحمن الرحيم

تفضل أخي مشكورا

1. " المصنفات الأولى في معاني القرآن أبو عبيدة والأخفش والفراء، والدراسات الصرفية، والنحوية " إعداد ياسر محمد الحروب، رسالة دكتوراه ، جامعة القديس يوسف.
2.منهج الفراء في كتابه معاني القرآن، إعداد: حسين بن محمد هاشم، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
3. "علل اختيارات الفراء في القراءات القرآنية في كتاب معاني القرآن"، إعداد: مازن أحمد محمود، رسالة ماجستير، جامعة اليرموك، إربد.
4. "كتاب معاني القرآن الأخفش، الفراء، الزجاج ومناهج مؤلفيها"، إعداد ناجح محمد البعول، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية.
5. "جهود المفسرين في البحث البلاغي أبو عبيدة، الفراء، ابن قتيبة " إعداد منيرة محمد فاعور، رسالة ماجستير، جامعة دمشق .
6. "ظواهر لسانية في القراءات القرآنية من خلال كتاب: معاني القرآن" لأبي زكريا الفراء دراسة وصفية تحليلية، رشيد سهلي، رسالة ماجستير، جامعة باجي مختار.
 
عودة
أعلى