من أصول التفسير

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
السادة المتخصصون وغيرهم من المستجيبين لتكليف رب العالمين إياهم بتدبر القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهديكم تأصيلا جديدا أحسبه مفيدا ـ والله أعلم ـ وإلا لما استنبطته باستقراء واستنطاق الكتاب المنزل ، وحري بمن تتبع تأصيلي نقدا وتمحيصا أن يقترب أكثر فأكثر من القرآن وأن يتجافى عما سوى الوحي ، مسارعة منه في منافسة تضمن القرآن الدعوة من الله إليها يوم ابتلى المكلفين في ما آتاهم أي في تدبر الكتاب المنزل لاستيعاب ما فيه من الرشد والهداية للتي هي أقوم .
وأدعو الخواص إلى نقد أو نقض هذه الأصول الجديدة بأدلة من الوحي قرآنا وحديثا نبويا أقوى مما استدللت به ولأعلن التخلي عنها شاكرا مذعنا للحق .
وأبدأ بنشرها ـ باسم الله الذي كلّف بتدبر القرآن ـ :
تقديم الموعود الأول وتأخير الثاني في سياق خطاب المكذبين بالغيب

إن "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ترتيب الكلام بتقديم الموعود الأول في سياق خطاب منكري البعث واليوم الآخر والغيب في القرآن كما في قوله  قال أمّا من ظلم فسوف نعذبه ثم يردّ إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا  االكهف 87 ويعني أن الموعود الأول الذي سيلاقيه من ظلم أن سوف يعذبه ذو القرنين في الدنيا وأن الموعود الثاني الذي سيلاقونه هو أن يردّوا إلى ربهم في اليوم الآخر فيعذبهم عذابا نكرا في النار .
وكما في قوله  قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد  آل عمران 12 ويعني أن الموعود الأول الذي سيلاقيه الذين كفروا بعد نزول القرآن وحياة النبي صلى الله عليه وسلم كما هي دلالة القول أن سيهزمون في الدنيا ويولون الدبر ويغلبهم المؤمنون كما بينت في كلية النصر في القتال في سبيل الله وأن الموعود الثاني الذي سيلاقيه الذين كفروا أن يحشروا إلى جهنم أي في اليوم الآخر .
وكما في قوله  أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب  البقرة 85 ويعني أن الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض وهم الذين آمنوا بالتوراة وكفروا بالإنجيل أو آمنوا بالتوراة والإنجيل وكفروا بالقرآن وكما بينت في كلية الكتاب قد وعدوا في القرآن بوعدين :
أولهما أن سيلاقون خزيا في الحياة الدنيا .
وثانيهما أن سيردون يوم القيامة إلى أشد العذاب ويعني أنهم قد أصابهم في الدنيا عذاب سيردون يوم القيامة إلى عذاب أشد منه .
وكما في قوله  قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم  الزمر 39 ويعني أن من القول في القرآن المتأخر عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم أن سيأتي المكذبين بالقرآن عذاب يخزيهم في الدنيا وهو الموعود الأول وأن سيحلّ عليم عذاب مقيم في النار وهو الموعود الثاني .
وقد تضمن تفصيل الكتاب المنزل ترتيب الوعدين على الأصل بتقديم الأقرب وتأخير المتأخر عنه .

تقديم الموعود المتأخر في سياق خطاب المؤمنين بالغيب

إن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن تقديم الموعود الثاني "المتأخر زمانه" يوم نزل القرآن وتأخير الموعود الأول "المتقدم زمانه" في سياق خطاب المؤمنين بالغيب كما في قوله  وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا  الكهف 88 ويعني أن من آمن وعمل صالحا قد وعد وعدين على لسان ذي القرنين تقدم ذكر المتأخر منهما وهو قوله  فله جزاء الحسنى  يعني بالجنة في اليوم الآخر ، وتأخر ذكر الموعود المتقدم منهما وهو قوله  وسنقول له من أمرنا يسرا  وهو في الدنيا لدلالته على ما سينالهم من ذي القرنين .
ومنه قوله  فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون  إبراهيم 42
ولقد أضيف إليه موعودان تقدم ذكر المتأخر منهما وهو قوله  إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء  إبراهيم 42 ـ 43 ولا يخفى أنه موعود أخر عن الظالمين سيقع بهم يوم القيامة تقدمت تلاوته وسيقع متأخرا عن الموعود الأول الذي سيأتي أولا رغم تأخر تلاوته وهو قوله  وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل  إبراهيم 44 وإنما هو وعد في الدنيا وبقرينة طلب التأخير الذي يعني أنهم لا يزالون في الدنيا وأما المكذبون في الآخرة فيسألون أن يردوا إلى الحياة الدنيا كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر وكما يأتي بيانه ضمن بيان القرآن ، وبقرينة أن الدنيا هي محل التكليف والإيمان بالرسل .
ومنه قوله  والله يعدكم مغفرة منه وفضلا  البقرة 268 وقد تضمن وعدين اثنين في خطاب المؤمنين بالغيب وتأخر ذكر الأول منهما وهو قوله  وفضلا  يعني أن الله يعدهم فضلا ومحله الدنيا وهو فضل عريض كما بينت في بيان القرآن ، وتقدم ذكر الموعود المتأخر منهما وهو قوله  والله يعدكم مغفرة منه  يعني في الأخرة محل المغفرة كما هي دلالة قوله :
•  والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين { الشعراء 82
•  ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب { إبراهيم 41
•  مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم { القتال 15
وحرف الشعراء وإبراهيم صريحان في أن محل المغفرة هو اليوم الآخر وكذلك دلالة حرف القتال الذي يعني أن من تمام نعمة الله على أهل الجنة وهم فيها يتنعمون مغفرة من ربهم فلا تعرض عليهم أعمالهم السيئة في الدنيا لئلا تنغّص عليهم ما هم فيه من النعيم بخلاف أهل النار الذين تعرض عليهم أعمالهم وهم في النار ليزدادوا قنوطا من الرحمة كما هي دلالة قوله  كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار  البقرة 167 وهكذا نتبين علم موسى قبل الرسالة يوم قتل القبطي كما في قوله  قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم  القصص 16 وخشيته عذاب ربه في اليوم الآخر .
ومنه قوله :
•  وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه  هود 3
•  ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين  هود 52
• هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب  هود 61
•  واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود  هود 90
ويعني خطاب هذه الأمة في أول هود وخطاب هود قومه وخطاب صالح قومه وخطاب شعيب قومه أن المخاطبين جميعا خوطبوا بخطابين تقدم ذكر الأكبر منهما وهو الاستغفار أي طلب المغفرة من الله في يوم القيامة فمن رهب الحساب وسأل غفران الذنوب فلا تعرض عليه ليحاسب عليها فقد آمن بالغيب وأصبح حريا بالخطاب الثاني المتأخر ذكره وهو التكليف بالتوبة إلى رب العالمين أي التكليف بالاستقامة بالأعمال الصالحة في الدنيا موطن التكليف ، ومن العجائب أن مدين قد قالت لشعيب كما في قوله  قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول  هود 91 أي أنهم لم يفقوا أمرهم بالاستغفار قبل التوبة وما أكثر من لم يفقهوا ذلك منذ نزل القرآن إلى يومنا هذا فاعلم .
يتواصل
طالب العلم
الحسن
 
أحسَـن اللهُ تَعالى إليكَ يا شيخ , فهذا استنباطٌ لطيفٌ ومليحٌ , يختصرُ على الناظر فيه كثيراً من النظر والتأمل فجزاك الله عنا خير الجزاء.
 
بارك الله فيك أخي الكريم .
ما وجه إدخالك لهذه اللطائف الأسلوبية في (أصول التفسير) ؟ وهل يمكن ذكر التعريف المختار لأصول التفسير الذي جعلك تدرج هذه اللطائف تحته ؟
 
أشكر لكما المتابعة والنقد
وأعدكم بتقديم أصول للتفسير جديدة تجعل الأمة تتدارس القرآن من جديد كانما فتح لها باب ظل مغلقا منذ عصور الانحطاط الأولى .
 
أشكر لكما المتابعة والنقد
وأعدكم بتقديم أصول للتفسير جديدة تجعل الأمة تتدارس القرآن من جديد كانما فتح لها باب ظل مغلقا منذ عصور الانحطاط الأولى .
أنا أحبك في الله يا أخي العزيز وأنت تعلم ذلك، ولكنني أكره لك هذا الدعاوى العريضة التي تطلقها بين الحين والآخر، والحكمة تقتضي التواضع وخفض الجناح في باب العلم، ودع القراء يقرأون ويحكمون بعد ذلك، وقد قرأت لك الكثير فلم أجد ما يستوقفني، ولو استمعتَ لنصيحة أخيك - وقد قلتها لك قديماً - لطويت ذكر هذه المشروعات حتى تكتمل، وتستشير فيها أهل الرسوخ في هذا العلم ثم تظهرها، فإنَّ دعاوى التجديد في أصول التفسير ليست سهلة، وأنت تقفز من القراءات إلى التفسير إلى أصوله، ومثل هذا لا يُثْمِر.
أسأل الله لك التوفيق والسداد .
 
الدكتور عبد الرحمان الشهري
أبشر فقد فهمت نصيحتك ، ومن قبل حين همست في أذني في المغرب قائلا [ أنت عندك مشكلة في الفهم ] ، فعظمت في عيني أن اهديت إليّ عيبا من عيوبي الكثيرة .
ولتخصصك في التفسير فلكم تمنيت أن تختار جزئية واحدة من تفسيري العريض فتنقضها بدليل من الوحي فأتخلى عنها جميعا وتريح الأمة من شرها، وتثاقلت عن نقض بحوثي بالعلم والدليل بما انشغلت به ....
تكره لي : ولم أرض لقلمي أن يكتب ما يهواه مزاج هذا ولا ذلك .
وتصفني بالقفز من القراءات إلى التفسير : وليتك نقضت جزئية من بحوثي في أي منهما ليسلم لك الوصف أو التجريح أو التعديل .
وتحتكر البحث في التفسير أو أصوله فضيقت واسعا منذ نزل قوله [ أفلا يتدبرون القرآن ] .
صاح : لعلك تمحو جميع مشاركاتي بجرة قلم من هذا المنتدى الجميل ، ولن أجدها عليك بل سأنشرها في غير هذا الموقع ولو اضطررت إلى إنشاء منتدى مفتوح أمام الباحثين الجادين فلا يشعرون بالخنوع أمام أقلام المشرفين .
أخي الغالي : غفر الله لك والسلام
 
حفظك الله .
لم تجبني عن تعريف أصول التفسير عندك، حتى ننظر في صلة ما ذكرته أعلاه بأصول التفسير، حيث أتيت في كلامك بدعوى عريضة وهي أنَّك سوف تقومُ (بتقديم أصول للتفسير جديدة تجعل الأمة تتدارس القرآن من جديدٍ كانما فتح لها باب ظل مغلقا منذ عصور الانحطاط الأولى) وهذا كلام فيه تعالٍ كبير ولا أدري ماذا تقصد بعصور الانحطاط الأولى التي أغلق فيهاهذا الباب، ثم لم تُقم عليها من الحجة والبيان ما يعيننا على قبولها .
فما ذكرتَهُ في موضوعك هنا ليس (أصولاً جديدة) ولا يعدو أن يكون ملاحظةً تدخلُ تحت باب التقديم والتأخير ودلالته، وهذا موضوع قديمٌ جداً، والأمثلة عليه كثيرة في القرآن، وقد تناوله الباحثون في بحوثهم التطبيقية، من مثل (بلاغة التقديم والتأخير في القرآن الكريم) للدكتور علي أبو القاسم عون، والدكتور منير المسيري (دلالات التقديم والتأخير في القرآن الكريم : دراسة تحليلية) وغيرها من دراسات للعلماء قديماً وحديثاً، وليست من أصول التفسير بمعناه الاصطلاحي الذي أعرفه.
أسأل الله أن يوفقنا للصواب جميعاً .
 
عندي سؤال للأخوة الأفاضل إذا كان تقديم الموعود الأول وتأخير الثاني للمكذبين بالغيب وتقديم الموعود الثاني وتأخير الموعود الأول للمؤمنين بالغيب مطرداً في كل القرآن ألا تصبح هذه اللطيفة الأسلوبية قاعدة قرآنية تندرج تحت قواعد التقديم والتأخير في القرآن،ومعلوم أن قواعد التقديم والتأخير مدرجة في كتب قواعد التفسير ؟
 
أنا الآن خارج نواكشوط على أن أعود إن شاء الله بعد أسبوعين .
وفور توفر الوقت ولو قبل عودتي سأنشر الأصول الجديدة بالتفصيل أي مسألة مسألة ولا يعني وصفي إياها بالجديدة دعوى التجديد أبدا كما يتوجس منه البعض شرا وإنما يعنس أنها غير منقولة ولا مستنسخة ، وثمت فرق بين الجديد في التعامل مع النصوص وبين التجديد ، كما أتصور لدلالة الأول على الأمانة العلمية وعدم التدليس على القراء ودلالة الثاني على تزكية الجديد تزكية يستوي فيها العامي والمتعلم لما يظهر من حاجة الأمة إليه .
وأقول للدكتور الشهري : ولتعدد تجفافا لما يأتي من الجديد في القراءات وفي التفسير وفي الأصول إن كنت لا ترضى لنفسك غير التمسك بالمألوف والدفاع عنه رغم ما فيه من الدخن .
ولقد حاولت قراءة كلمات الدكتور الشهري ومنها أنه يكره لي ومن اقتراحاته عليّ باستشارة أهل الرسوخ في العلم فلم أجد فيها دليلا واحدا يدحض جزئية واحدة من بحوثي في القراءات ليمنعني من القفز إلى التفسير ، ولا من بحوثي في التفسير ليمنعني من القفز إلى أصول التفسير ، ولكن قد لا أعثر عليه إن صدق الدكتور في أن لديّ مشكلة في الفهم كما حدثني جزاه الله خيرا ولا دلالة لوصفه إلا أنني بليد جدا ـ والله أعلم ُ ثم ما أبرئ نفسي من وصفه ـ ولكأن الدكتور لا يريد لأيّ كان أن يرى غير ما يراه هو وفاته أني لم أتفق يوما معه على وصف محدد لأهل الرسوخ في العلم الذين يقترح عليّ استشارتهم ويوم أقرر استشارتهم سأبدأ بالدكتور الشهري ولأكبت نعمة استغلال السمع والبصر وسائر أدوات العلم والاستنباط .
مرة أخرى غفر الله لي وللدكتور الشهري وأعد القراء بنشر التفسير وأصوله في هذا الموقع الجميل إضافة إلى موقع جديد أيضا قد بدأت بتصميمه لضمان نشر البحوث المذكورة .
ولكن أقترح على الدكتور اختصار الطريق ونقض جزئية واحدة من بحوثي في القراءات أو في التفسير أو في أصوله ، نقضها بالقرآن والحديث النبولا لا بالمألوف ولأتوب توبة نصوحا بمحوها كلها وإعلان براءتي من الباطل
 
أخي الفاضل ماذا عن قوله تعالى :( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97
 
هذه لطائف بلاغية وليست أصولا للتفسير. حياكم الله.
 
قال عبد الرحمان الشهري يخاطبني "أنت تتكلَّمُ كثيراً ، لكنك لا تقول شيئاً" .
وأقول هنيئا لك هذه الجرأة
وأتمنى عليك أن تفسّر أو تؤصل القول والكلام في كتاب الله المنزل ، فإن لم تستطع فلتفسر لي قوله تعالى [ قال يا إبليس ] ولتشرح لنا كيف تلقى إبليس قول الله عز وجل ، ولأني أشفق على شهادة الدكتوراه فسأمنحك شهرا لتبحث وتسأل فإن لم تجب بتفسير وهيهات قبل أن تقرّ تأصيلا جديدا للتفسير ، فإنك لحقيق برمي شهادات الزور في القمامة .
وأعدك بتأصيله رغم أن عندي مشكلة في الفهم كما تدّعي أنت دعوى لا شك أنها خبر قد يكون صوابا وقد يكون كذبا.
وإذ اعترفت بأني تكلمت كثيرا ، وما عرفت العرب الكلام بغير اللفظ المفيد أما القول فمنه المفيد ومنه دون ذلك .
وأهنئك مرة أخرى على جرأتك ، لأن سؤالين اثنين قبل الثالث أسالكهما تجعلانك تنزل حيث مبلغ علمك لتنشغل عن الهمز واللمز في شهر رمضان المبارك
مرة أخرى غفر الله لي ولك يا شهري ، فما أجدرك بالمثل الحساني أي الشنقيطي الذي يأمر صاحب الموقع الاجتماعي بالهروب بهيبته .
 
أستغفر الله أن أكون قد قصدتُ همزك أو لمزك أخي الحبيب، ويعلم الله أنني أحبك في الله مهما تناقشنا هنا ولو قسونا على بعضنا في العبارة، فأنت بمثابة أخي الأكبر، وأعتذر إليك إن كنتُ أغضبتك بعبارتي، وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ولستُ ممن يغتر بمثل هذه الشهادات ولله الحمد، ولا تقلق بشأن سخريتك مني فأنت في حِلٍّ سامحك الله وغفر لك في الدنيا والآخرة .
وسأكتب لك في المشاركة التالية ملاحظتي على ما كتبتموه هنا حسب علمي القاصر .
 
السلام عليكم
لقد عدت بحمد الله إلى العاصمة نواكشوط يوم أمس بعد أن مكثت في الجزائر العاصمة أحد عشر يوما ضيفا على وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الموقرة للمشاركة في تحكيم الجائزة الدولية الجزائرية لحفظ القرآن وتجويده في طبعتها الثامنة .
ولعلي أستأنف نشر البحث : من أصول التفسير بعد عيد الفطر المبارك مباشرة إن شاء الله
 
أتمنى على أخي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري الحبيب، وعلى الشيخ الحسن محمد ماديك الحبيب أيضا أن يكون حوارهما هادئا بعيدا عن ...وعن... لكي يتمكن العشرات من محبي الشيخين الفاضلين وأنا منهم من متابعة هذه المناقشة العلمية....أرجو ذلك وأتمناه ونحن في إدبار من رمضان وإقبال على العيد...
 
ضرورة تأصيل جديد للتفسير

ضرورة تأصيل جديد للتفسير

من أصول التفسير [1]

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد :
فأشهد أن : لا إلـه إلا الله وأن محمدا رسول الله بالقرآن وأن الناس قد اتخذوا القرآن مهجورا .
ورغم تخصصي في تحرير طرق القراءات الأدائية فقد قررت منذ أكثر من عقد تتبع قراءات القرآن الدلالية أو ما يسمونه بالتفاسير والترجمات ، ولا فرق حسب تصوري القاصر بين التفاسير والترجمات ، إذ كل منها قراءة من صاحبها للمعاني والدلالات قراءة ـ هي مبلغ علمه ـ عامة أو جزئية تناولت الفقه أو النحو والبلاغة أو الإعجاز العلمي ....
وأجزم غير متردد أن العرب الفصحاء الذين عاصروا تنزل القرآن قد علموا عجزهم المطلق عن ترجمة القرآن بلسان عربي مبين ، وأن تلك القراءة أو التفسير أو الترجمة إنما هي التعامل مع مجموع التصورات والمعاني التي تألفت عند القارئ أو المفسر بتحويلها إلى حروف فجمل فمجلدات قاصرة قصور الإنسان في علمه وعقله .
وأول ما وجدت وأجد على المفسرين والمترجمين هو إهمالهم أو تناسيهم أو تجاهلهم إعلان كلية كبرى ، تزيد المعترف بها حسنا وجمالا ويتراءى بها للقراء من بعده باحثا مجتهدا سالما من التدليس وفتنة العامة .
تلكم الكلية الكبرى هي قولهم ـ لو كانوا منصفين ـ : هذا التفسير هو مبلغ علمي وجهدي في فهم الكتاب المنزل وأبرأ إلى الله من تقديمه على أنه هو مراد الله علام الغيوب " اهـ
ووا عجبي من تدليس المترجمين إذ يسطرون في الصفحة الأولى أن ترجمتهم هي القرآن باللغة كذا ، ولو صدقوا لاعترفوا بأن الترجمة هي مبلغ فهم المترجم لا أكثر إن لم يكن أقل .
وكانت ولا تزال أمهات التفسير وأصوله مرجعا مقدسا لا يتصور العامة ولا طلبة العلم ولا المتخصصون دلالة للكتاب المنزل خارجه ، وظل المفسر المتأخر يستنسخ من الأمهات القديمة ويدور في فلكها .
ولا يخفى ما فيه من صدّ الناس عن تدبر الكتاب المنزل ، ومن تعطيل أدواب العلم والبحث ، وأضحى المكثرون من الحفظ هم أشرف الناس وأعلاهم مرتبة ، وإنما هم في الواقع نسخ أخرى إضافة إلى الورقية والإلكترونية .
وهذه نماذج من قصور أمهات التفسير وأصوله وما استنسخ منها حديثا عن دراية الكتاب المنزل:
ـ [ ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير ] آل عمران 189
ـ [ لله ما في السماوات وما في الأرض ]
وأكْدت مدارس التفسير عبر التاريخ عن دلالتها ودراية مقاصدها واكتفوا بالترجمة الحرفية رغم دلالتها العظيمة حيث وقعت في المصحف .
وكذلك النماذج التالية :
ـ [ أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ] مريم 39
ـ [ ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة الحكيم الخبير ] الأنعام 73
ولا يخفى أن حرف مريم تكلم عن ثلاثة أيام منها يوم كان القرآن يتنزل والظالمون في ضلال مبين وتقدم ذكر الموعود المتأخر في سياق خطاب المؤمنين بالغيب وهو يوم الحشر وتأخر ذكر الموعود الأول وهو يوم يقضى الأمر وهم في غفلة ووا حسرتا على الخواص ما أغفلهم عن هذا اليوم الموعود في الدنيا قبل انقضائها وما ذا أعدّوا له ؟
وحرف الأنعام في سياق خطاب المشركين والذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا خوّفهم الله من يومين اثنين تقدم ذكر الموعود الأول منهما على نسق خطاب منكري الغيب وهو يوم يقول الله كن فيكون أي هو من المثاني مع يوم يقضى الأمر الموصوف في حرف مريم ، وتأخر ذكر الموعود الثاني وهو يوم ينفخ في الصور ، وأجمعت المكتبة الإسلامية ومنها التفاسير عبر التاريخ على تجاهل يوم يقول كن فيكون في يوم الحسرة بقضاء الأمر وهو يوم بعد تنزل القرآن وقبل النفخ في الصور ..
وكذلك النماذج التالية :
ـ [ قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين ] يونس 102
ـ [ قل انتظروا إنا منتظرون ] الأنعام 158
وتجاهلت التفاسير والمكتبة الإسلامية عبر التاريخ تكليف النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بانتظار يوم الفتح مع المنتظرين أي كيف يتأتى انتظاره بعد موته مع المنتظرين المتأخرين عنه .
وكذلك قوله :
ـ [ والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ] محمد 4ـ5 في قراءة حفص والبصريين أي بتجهيل قتلوا ، وإنما هو الجزاء في الدنيا وحين أبينه لن يتمكن معاند من رده لأن الحق أبلج
وكذلك قوله :.
ـ [ بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ] الأنبياء 18
ـ [ ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته ] الشورى 24
ـ [ ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ] الأنفال 7ـ8
ولا يخفى أنه وعد لم يقع نفاذه بعد وأعرضت عنه المكتبة الإسلامية وجعلته من التسلية .
وكذلك قوله :
ـ [ وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ] الزخرف 4
ـ [ كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة ] عبس 11ـ16
ويستحيل تكليف البشر بالتذكرة في صحف لا وجود لها في الدنيا موطن التكليف والتذكرة وكذلك قوله :
ـ [ قل أرأيتم عن كان من عند الله وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ] الأحقاف 10
ـ [ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ] البقرة 136
ولم يتضمن تفصيل الكتاب المنزل في الحرفين مثل قولنا فإن آمنوا بما آمنتم به ولا مثل قولنا وشهد شاهد من بني إسرائيل عليه فما هي دلالة هذا المثل الذي أعرض عن تفصيله وبيانه المفسرون ؟.
وكذلك قوله :
ـ [ لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا ] طـه 102
ـ [ ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ] الأنبياء 2
ـ [ وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين ] الشعراء 5
وإنما هي نماذج من القرآن الذي كلفنا الإيمان به جملة وتفصيلا وجدير بمن لم يتبين الهدى والبيان من الكتاب المنزل يوم يصبح غيب القرآن شهادة في الدنيا أن يرتد على عقبيه بنقض الميثاق بدل الوفاء بعهد الله وبقطع ما أمر الله به أن يوصل بدل وصله وبالفساد في الأرض بدل الإصلاح فيها أي سيفسق مع الفاسقين .
 
الشيخ الفاضل الحسن بن ماديك
لا يزال السؤال قائمًا: ما أصول التفسير عندكم؟
فقد كتب العلماء والمعاصرون في أصول التفسير، وكانت موضوعاتهم معروفة ومحددة، ولا أجد فيها طريقتك هذه التي سلكتها في دعوى كون هذه المعلومات التفصيلية هي أصول التفسير!
وأرى في دعواكم : (وتجاهلت التفاسير والمكتبة الإسلامية عبر التاريخ) = غرابة شديدة ، فياحبذا لو راجعتم مثل هذه العبارات التي تستبطن تجهيل الأمة قاطبة.
 
حيا الله كل المتحاورين، الأستاذ الحسن، والدكتور عبد الرحمن، والدكتور مساعدا، وبقية الإخوان.
والحق أني من المعجبين باجتهاد الأستاذ الحسن ماديك، وطلاقة فكره، وعلو همته، والعلم يُخدم ويتقدم، فيما أظن، بمثل هذه العقول الوثابة، التي تتجاوز ترديد ما سلف، إلى محاولة اكتشاف المجهول، وبناء الجديد، ووضع لبنات فوق ما شاده السابقون.
وما أخذه الأخَوان من بعض عبارات الأستاذ الحسن، كنت أقيسه إلى هذه النفس الطُّلَعة، والملَكة المنطلقة، فأراه مغفورًا في جنب اجتهاداته وإفاداته.
وفي ظني أن أبحاث الأستاذ الحسن ينقصها أن تعرض على النقاد، كلٌّ منها في كتاب برأسه، يعرض الفكرة كاملة، بمقدماتها، ونتائجها، فيتضح مرماه، وتوزن دعاواه، بميزان العمل الذي فرغ منه صاحبه، وعرضه على الأبصار، للنظر فيه، ومناقشته، ومحاسبته، أما القطع المنثورة، والنماذج المختارة، فلا تعطي صورة واضحة، خاصة في مثل هذه الأعمال، ولا تتيح للناقد أن يحكم على الفكرة أو العمل.
ولذلك أقترح - وما هو بغافل عن اقتراحي، ولكني أذكّر وأستحثّ - أن ينشر الأستاذ الحسن أبحاثه في كتب، وأنا متشوق إلى قراءتها مكتملة تامة، ولعله فعل ولم أطلع على ما نشر، والله الموفق.
 
حياكم الله يا أخي محمد خليل
هو كما قلتم : (وبناء الجديد، ووضع لبنات فوق ما شاده السابقون) ، وليس تخطئة جميعهم أو جمهمرهم ، أو ادعاء جهلهم ، وعدم عنايتهم بهذا أو ذاك.
وياليت قومي يعلمون يقينًا أن المنهج الصواب أن نبني على ما بنوه، ولسنا نهدم ما أقاموه، أو ندعي جهلهم أو قصورهم فيما فتح الله علينا، ولم تكن أسبابه بين يديهم.
والشيخ الفاضل الحسن بن ماديك له إشراقاته، وكم أتمنى لو ترك بعض العبارات التي تُجهِّل جميع السابقين أو جمهورهم، فليس كل ما فتح الله علينا من استنباط في كتابه يلزم أن يكون السابقون ذكروه، لكن لا ندَّعي تقصيرهم في تحصيل ما وصلنا إليه، والله الموفق للصواب.
 
أيها الشيخ الوقور مساعد الطيار ، على رسلك ، لا تعجل عليّ ، ستقرّ عينك بل أعين الباحثين بالتأصيل الذي وعدت به ، بالكشف عنه وبشرحه ، لتتمكنوا من إهدائي مواطن التقصير والخطل فيه ، أعرضه لتقع تصفيته بالنقد أو النقض أو التزكية ،ولعل الخطأ الذي وقع فيه غيري من المعاصرين أن قرنوا بين الدعوة إلى المراجعة والتحقيق وبين الطعن في السلف الصالح ولقد قرأت من القرآن قوله [ وإن تفعلوا فإنه فسوق بكم ] وما فعل الصحابة الكرام ولو وقع منهم مضارة كاتب أو شهيد لكانت المضارة فسوقا منهم ولما كانوا فسّاقا .
لقد انطلقت في هذه المدرسة إلى غاية ابتدائية هي تصحيح المفاهيم ولا يتأتى تصحيح المفاهيم قبل أن يعي العامة أن المقدس هو الوحي أما ما دونه من اجتهادات غير المعصومين فهو من إنشاء البشر منه الصواب ومنه الخطأ .
هكذا أتهم التراث بالقصور لئلا أدلس على العامة أن بيان القرآن وتفصيل الكتاب كله لا يتجاوز ما تضمنته التفاسير الموجودة ، وكذلك قد لا يكون من الصواب شيء مما كتبته وأكتبه .
اتهمت المكتبة بالقصور لأن مسائل من صميم الغيب الذي كلفنا الإيمان به في القرآن قد استنبطتها وهي حوادث تشيب لها الرؤوس وعد الله بها في الكتاب المنزل ستقع في الدنيا أهملت ذكرها جميع المكتبة ، فمكثت عشر سنوات أتتبع وأتأمل فخفت أن أموت قبل بيانها للناس خوفا من الاصطدام بالمألوف فأخسر خسرانا مبيا .
 
الابتكار والتجديد أمر مطلوب ومرغوب، وكم ترك الأول للآخر. والمتتبع لتاريخ العلوم يجد أن هناك أسماء أحدثت ثورة - إن صح التعبير - في مسار التنظير والتقعيد والتأليف في بعض الفنون.
لكن ينبغي لمن فُتح عليه في موضوع معين ألا يسـارع في نشــره حتى يَخْتَمر، ويُختَبَر، ويتذاكر فيه مع بعض أهل العلم، ثم إذا نضج واستوى، نشـره للعامة.

وفق الله الجميع لخدمة كتابه العزيز.
 
نصيحة عامة وتنبيه

نصيحة عامة وتنبيه

نصيحة عامة:
أيها الشيخ الحبيب الحسن بن ماديك
قولكم : (لقد انطلقت في هذه المدرسة إلى غاية ابتدائية هي تصحيح المفاهيم ولا يتأتى تصحيح المفاهيم قبل أن يعي العامة أن المقدس هو الوحي أما ما دونه من اجتهادات غير المعصومين فهو من إنشاء البشر منه الصواب ومنه الخطأ ) = مشكل جدًا.
وأقول : لقد أُتينَا نحن المعاصرين من قِبَل البحث عن الجديد والتجديد.
وكأننا نختلف عن علمائنا السابقين.
وكأن مناهجهم لا غنى فيها.
وكأننا أوتينا من العلم ما لم يأتهم.
وكأنهم قد ضلوا الطريق في بعض المسائل، ونحن هداتهم.
وكأنهم ليسوا أهلا للتجديد، وأنهم بعيدون عنه.
وغير ذلك من الملاحظات عليهم التي تظهر منَّا ـ نحن المعاصرين ـ بالمقال أو بالحال.
وهذا المنطلق ـ تصحيح المفاهيم ـ سلاح ذو حدَّين، ولا يكاد يسلم فيه إلا الراسخون في العلم، وإلا فمن نحن أما هذا التراكم المعرفي لأسلافنا عبر القرون؟!
وإن دعوى التجديد التي ابتدأت بمدرسة محمد عبده ومحمد رشيد رضا كانت مهزوزة الأصول، كانت تنظر للغرب وتقدمه المادي نظرة إكبار، وكانت تقف من تراثنا على ما تظنه شرًّا محضًا، وأنه من أسباب تخلفنا، فبدأ العمل على التجديد المزعوم شيئًا فشيئًا حتى وصلنا إلى تجديد الملوَّثين بآراء المستشرقين من المستغربين؛ كطه حسين وغيره.
ولم تسلم هذه المدرسة التجديدية من هذه اللوثة التي أصابت هؤلاء المستغربين.
وعندي أن من دخل إلى العلم بهذه النظر التجديدية ـ ولم يتقن مناهج العلوم، ويرتاح إلى فهوم السابقين ـ فإنه يُحرم الوصول إلى الحق ، وإن كان قد يصل إلى شيء منه، ويفقد كثيرًا من لذة العلم الروحية التي يطعمها العلماء، ويبقى في داخل نفسه في شكوك ، وينتقل من شك إلى شك، ولا يكاد يسلم له قول عالم، لأن منطلقه : هم رجال ونحن رجال، والشك في الأقوال طريق التسليم والقبول، وغير ذلك من المناهج التي يتبعها البعض في كلامه، وإن لم يصرح بها.
إن التوازن العلمي في كثيرين مفقود، فلا تراه يعرف كيف يستفيد من القديم، ثم يضيف عليه الجديد.
فصنف لا تراه يفرح بالجديد إلا بتنقص السابقين، وقلة بصرهم بهذا أو ذاك، حتى ينتفش ويرى نفسه عالم الزمان ، والباحث الذي لا ينزل له قول، ومن اعترض عليه فإنه قليل الفهم، ناقص العلم.
تراه يرضى من نفسه أن ينتقد العلماء وينقض أقوالهم، وبالمقابل تراه يغضب ممن ينتقده وينقض قوله، وهذا ـ وربي ـ عجيب ، وهو لا يحتاج إلى تعليق.
وصنف يخبط خبط عشواء، وليس له في المسألة التي يذهب إليها أي استقراء، ثم يخرج بقول يظن أنه لم يُسبق إليه، وتراها مما يعرفه صغار أهل العلم قبل كبارهم.
وصنف لا يسلم له التجديد إلا بالتشكيك، ويأخذ بهذا المبدأ في العلم، ويظن أنه هو الأصل.
وذلك ـ وربي ـ مخالف للمنطق العلمي، وليس الشك هو الأصل حتى يبنى عليه، وإنما الأصل هو اليقين، ومن كان مبدأه الشك وصل إلى التشكيك في المسلمات، وبلغ ـ إلا من رحم الله ـ إلى السفسطه والقرمطة كما لا يخفى على من تتبع حال هؤلاء.
وصنف دخل في العلم، وحصَّل منها طرفًا ، وليس له بصر بمناهج العلوم، ورام التجديد ـ بزعمه ـ فخرج بما لم تأت به الأوائل ، لكنه خطأ محض.
وتراه يحسب أنه القول الصواب، وأن ما سواه مقلد قد أغلق عليه التقليد باب الاجتهاد، وهو لا يعلم عما في نفسه من القصور، فرح بما أوتي من العلم، ونعى على غيره الجهل، وهو ـ في الحقيقة ـ الجاهل.
ولو رحت أُعدِّد أصناف المخطئين في هذا الباب لطال المقام، لكن علينا ـ معاشر المتعلمين ـ بالنظر إلى القصد والسداد، واعتماد المنهج الأغلب الأصوب من مناهج العلماء، وبذلك نسلم من التخبط العلمي الذي نراه ظاهرًا واضحًا، وهو من سمات هذا العصر، ولا أستريب في ذلك أبدًا.
وإن مما يؤسف عليه اليوم ـ فينا معاشر المتعلمين ـ أننا لم نقتل مناهج العلوم بحثًا، ولم نعرف الأصول ، ولم نأخذ من كل علم بطرف نسلم به من الخطأ في هذه العلوم المترابطة، فنقع في الخلل من حيث لا ندري، ونكون كمن قيل فيه : ( لا يدري ، ولا يدري أنه لا يدري).
وإن البحث عن آفات المتعلمين اليوم من الواجبات التي يجب أن يُنبرى لها، فالأمة اليوم ـ مع هذه الظروف الغريبة العصيبة ـ بدأت تتشكل بشكل جديد، وإن لم يقدها النابهون والراسخون في العلم، فإننا سنستمر في نفق التعالم، وسنرى من نشر المعلومات الغريبة ما الله به عليم، لكنه كما قال الله : ( فأما الزبد ... ).
أسأل الله أن يعصمنا من الزلل، وأن يرفع عنا الجهل، وأن يسلِّم لنا الطريق، وأن يبعد عنا التيه والغرور، وأن نكون ممن قال فيهم ربهم : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) .
تنبيه:
قولكم ـ حفظكم الله ـ: (أما ما دونه من اجتهادات غير المعصومين فهو من إنشاء البشر منه الصواب ومنه الخطأ) .
فأقول لك: إن هذا التنظير من حيث الظاهر صحيح، لكنه كلام غير محرر، فمتى يجوز لك تخطئة اجتهادات السابقين، ومتى لا يجوز؟
أين المعيار الذي تسير عليه ؟!
إن أخذ هذا الكلام على ظاهره من أكبر البلايا ـ في نظري القاصر ـ التي جنت على العلم، وأدخلت أرباع العالمين وأنصافهن بل ومن لا يعرف بالعلم الشرعي إلا من جهة الطعن فيه؛ أدخلتهم في زمرة العلماء، والله المستعان.
أيها الشيخ الحسن اللطيف الظريف :
القصد القصد.
علينا جميعًا أن نعرف المعيار الذي نصل به إلى ما يصلح أن نجتهد فيه وما لا يصلح، فليس كل قول للسابقين خطأ، فنشرع بنقض أقوالهم، أو ادعاء جهلهم بسبب وجود الخطأ في أقوالهم .
وليس كل أقوالهم صواب فندعي العصمة لجميع أقوالهم.
لكننا ندعي العصمة لبعضها ، ونناقش في بعضها، هذا هو المنهج الصواب، وإن كان كذلك، فنحن بحاجة إلى المعيار الذي نعرف به ما الذي نُسلِّم به من أقوالهم، وما الذي يجوز لنا من مناقشته من أقوالهم؟.
وفقنا الله جميعًا لنصرة كتابه، وللمحبة ـ مع ما فينا من الاختلاف ـ فيه، إنه سميع مجيب.
 
الأخ مساعد الطيار سلّمك الله
أرجو أن نبتعد عن هذا التنظير الذي لن نتفق عليه ، ولعلي أحترم السلف الصالح أكثر من غيري إذ أنزلتهم في الدرجة الثانية بعد الوحي ـ قرآنا وحديثا نبويا ـ لم أسوهم به بالقول بعصمة التراث ، وأدعو ربي أن يغفر لنا ولهم إذ هم إخواننا الذين سبقونا بالإيمان وحملوا إلينا القرآن والحديث النبوي ولعلك تتفق معي على صحة الحديث النبيوي الذي أعلن أن رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه وأن رب مبلّغ بصيغة اسم المفعول أوعى من سامع ، ولا أدّعي أنني أفقه ولا أوعى من السامع ولكني أدعي أني لست مستثنى من التكليف بالاهتداء بالقرآن العجب .
أحترم السلف الصالح وعلى رأسهم الذين آمنوا وهم صحابة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ثم سائر المؤمنين وعلى رأسهم التابعون فتابعوهم ,
وليهنك العلم باتهامي بمنهج القرامطة والسفسطة رغم أني من المتخصصين بأسرار الحركات الباطنية عبر التاريخ كما تتبعت عوراتهم مع الشيخ إبراهيم الجبهان ، ويشهد عليه الدكتور صالح بن سعد اللحيدان في منتصف ثمانينات القرن الماضي والدكتور الأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود والشيخ محمد المطر الزهراني ومحمد بن صالح الزيدي وحامد حمد العلي من الكويت وغيرهم ممن عاصرتهم وعاشرتهم آنذاك .
الأخ مساعد الطيار : لن أعلق على شيء مما تكتبونه من الفلسفة والاحتمالات ، بل سأنشر أصولا للتفسير أدعوكم إلى نقدها أو نقضها لا أكثر ولا أقل أما اللغو فيها باحتمال موافقة منهجي لمنهج القرامطة أو الاستشراق فلا يعني شيئا .
آمل نقض ما سلف من التأصيل ولو جزئية واحدة منه لأتخلى عنه جميعا ، كما أتمنى نقض ما يأتي ابتداء من الغد إن شاء الله
طالب العلم
الحسن
 
غفر الله لكم أيها الشيخ الفاضل
أنا لم أقصدكم لا من قريب ولا من بعيد في قولكم (وليهنك العلم باتهامي بمنهج القرامطة والسفسطة رغم أني من المتخصصين بأسرار الحركات الباطنية عبر التاريخ كما تتبعت عوراتهم)، وأعوذ بالله من أن أكون كذلك، ولعلكم فهمتموني خطأ، وقد وضعت عنوانًا عامًا ، وهو ( نصيحة عامة) لكي لا يُفهم إني أقصدكم، والحكم بيننا قراء الملتقى، فإن كنت أخطأت فأنا أعتذر إليكم ، وألغي تعليقي كاملاً.
 
من أصول التفسير [2]

من أصول التفسير [2]

توطئة : إن النبي الأمي صلى الله عليه وسلم قد بيّن للناس ما نزّل إليهم كما هي دلالة قوله  وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون  النحل 44 أي أنه قد علّمهم أن المقروء كذا وكذا هو السورة كذا من الكتاب المنزل إلى الناس ليتبعوه ويتدبروه ولقد بيّن النبي الأمي للناس القرآن بنهيهم أن يكتبوا عنه غير القرآن لئلا يختلط بالقرآن وتلاه عليهم وكتبوه من إملائه عليهم وعلّمهم إياه فتم بيان النبي الأمي صلى الله عليه وسلم القرآن وتركه معلوما للناس لم يختلط عليهم بالأحاديث النبوية ، وهكذا كان القرآن منزلا إلى الناس ليتسابقوا إلى تدبره ، وأحسن الناس عملا هو السابق إلى فهمه بتدبره ويومئذ سيتفكر الناس أن القرآن ليس كما يتخيلون غير جدير بالتدبر والتدارس .
وكذلك بيّن النبي الأمي صلى الله عليه وسلم للناس ما نزّل إليهم من التكاليف الشرعية في الكتاب المنزل فعلّمهم كيف يسلمون وكيف يتوضأون ويتطهرون ويصلون فيخشعون ويضرعون إلى ربهم وكيف يحجون وكيف يتمثلون سائر التكاليف الفردية ومتى وكيف يتمثلون التكاليف الجماعية كالصلح والجهاد والأقضية وللمسلمين مجتمع له سلطانه أو خليفته .
ولا يتأتى القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد فسّر وبيّن وأوضح مراد الله من جميع القرآن لأن فواتح السور المعلومة من القرآن ولم يقع بيانها ومرادها من النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بل إن من القرآن العربي غيرها ما لا يزال مغلقا إلى يومنا هذا ولن يزال مغلقا حتى يأتي تأويله في الدنيا أي يصبح غيب القرآن شهادة في الدنيا فإذا البشرية في آخر الحياة الدنيا قد شهدت وحضرت حوادث قد سبق بيانها وذكرها في القرآن العجب منذ عشرات القرون ، ولا سبيل إلى الهداية يومئذ إلا بالقرآن كما في قوله [ وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ] ومن المثاني معه قوله [ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ] أي يعرفون الحق ومنه الآيات الخارقة للتخويف والقضاء بالقرآن الذي تضمن الوعد بها وتضمن تفصيلها ووصفها .
لقد انشغل عن تفصيل القرآن وتدبره خواص المسلمين وعوامهم بالمتون الفقهية وغيرها ومنها مختصر خليل في الفقه المالكي الذي لم يحو حرفا واحدا عن الغيب في القرآن وسائر مسائل العقيدة ، فأنى لمن أفنوا أعمارهم في المتون الفقهية أن يعرفوا الحق بالقرآن وقد اتخذوه مهجورا .
إن الأمة اليوم لفقيرة فقر المضطر إلى تأصيل جديد للتفسير تتبين منه كليات تيسّر لكل باحث ومتدبر أسباب فقه الكتاب المنزل ، كليات كثيرة منها النماذج التالية :
أولا : الفرق بين لفظ الكتاب ولفظ القرآن وسياق كل منهما
ثانيا: تفصيل الكتاب المفصل أي تبيّن التناغم والتناسق بين كل معنى مع الذي قبله وبعده وبين آخر كل سورة مع بداية السورة بعدها أي هو الدليل العملي على توقيف ترتيب السور والآيات كما في المصحف العثماني .
تقديم الموعود الأول وتأخير الثاني في سياق خطاب منكري بالغيب
تقديم الموعود المتأخر وتأخير الموعود المتقدم في سياق خطاب المؤمنين بالغيب
دلالة الوعيد في الكتاب المنزل
دلالة الوعد في القرآن
فعل الأمر في الكتاب
فعل الأمر في القرآن
صيغة الاستقبال
ثالثا : الخطاب والتكليف
ـ خطاب الأعلى يشمل من دونه رتبة
ـ خطاب الملائكة والنبيين
ـ خطاب النبيين
ـ خطاب الرسل
ـ خطاب الذين آمنوا
ـ خطاب المؤمنين
ـ خطاب الأمتين قبلنا اليهود والنصارى
ـ خطاب أهل الكتاب ويشمل منافقي الأمة
ـ خطاب الذين أوتوا الكتاب يشمل خواص الأمة
ـ دلالة خطاب بني إسرئيل
ـ دلالة خطاب بني آدم
ـ دلالة خطاب الناس
ـ خطاب الأمم نزول التوراة المبتلاة بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء
أصول أو قواعد للتفسير تبينتها بالاستقراء أو باستنطاق كل موضوع على حدة فإذا بها تطرد ولا تنخرم لها فروع يهتدي بها الباحث إلى أن القرآن العظيم لأعظم مما تخيله المفسرون ، تتراءى بها معانيه أكثر عمقا ودلالة ليعلم علم اليقين أنه لم يؤت من العلم إلا قليلا .
إن التفاسير السابقة واللاحقة لن تحيط علما بتفسير القرآن وبيانه لأن من القرآن غيبا كلفنا بالإيمان به جملة وذكرا من الأولين ونبوة نبّأ الله بها وأمثالا ضربها للناس لا يتأتى تأويلها ولا إيقاعها قبل أن تصبح شهادة في آخر أجل الأمة .
وهكذا كانت حاجة الأمة إلى أصول تتبين بها وتستنبط من هداية القرآن ومعانيه ودلالاته .
يتواصل
طالب العلم
الحسن بن ماديك
 
لقد انشغل عن تفصيل القرآن وتدبره خواص المسلمين وعوامهم بالمتون الفقهية وغيرها
يا شَيخَنا الكَريم : أحسن الله إليكَ
هذه الجُملةُ المُجتزَأةُ من توطئتكَ أعلاهُ قد تكُونُ صارفاً عظيماً عن كلِّ أبحاثكَ ومقالاتكَ لجنايتِها البالغة على كل رموز المُسلمين في كل عُصورهم , فأنتَ تجعلُ الأُمَّـةَ كُلَّ الأمَّـةِ منشغلةً عن التدبُّر وتفصيل القرآنَ , وليس عجَبي من تعميم هذه التُّهمة بأعظمَ من عجَبي من تخصيصكَ أنت بهذا التفصيل والتدبُّر وفتح الله عليك بهِ دونَ العالمينَ , مع أنَّكَ حسبَ مُدرَكات العقول لا تعدو أن تكونَ من خواصَّ المُسلمينَ أو عوامِّهم , وإن كُنت - أحسنَ الله إليك - صرَّحت لنا في أول مقالٍ لكَ أنَّك في خندقٍ ومُفسروا الأمةِ وفقهاءؤها وأصوليُّوها ولغويُّوها في خندقٍ , لأنهم اهتموا في التفسير باللغة والفقه والأحكام والمواعظ والآداب واهتممت أنت باستخراج نصوص الكُتب السماوية والوعود الغيبية.
وليتَك ترحمُ ضعفَنا وتبوح لنا بالخَوارق التي أوتيتَها فاستطعتَ بها استنباطَ النُّصوص الكاملة لكل كُتُب الله التي أنزلَها على كل أنبيائه من خلال القرآنِ الكريم , مع أنَّ هذا أمرٌ لم يطمح إليه أحدٌ في تاريخ التفسير من عهد النبي صلوات الله وسلامه عليه حتى اليومَ فضلاً عن ادِّعائه.!
 
الأخ الفاضل الحسن محمد ماديك تابعت هذا الحوار منذ البداية ولا زلت متابعة له أنتظر بفارغ الصبر أصولاً للتفسير لم يلتفت لها المتقدمون والمتأخرون ،ووجدت قضية التقديم والتأخير في الموعود الأول والموعود الثاني قضية إن كانت مطردة تصلح أن تضاف كقضية فرعية تحت قاعدة التقديم والتأخير ،إلا أن الأخت أم عبد الله الجزائرية أتت بآية تخرق هذا الاطراد وسألتك عنها فلم تجبها بالرغم من قولك أن القواعد لا تنخرم ،ثم رجعت تتحدث عن كليات في أصول التفسير غفل عنها المتقدمون فحدثتني نفسي أن أنتظر لعلي احظى بأصول تفسير جديدة ، إلا ان انتظاري لم يثمر؛ فما قلت عنه كليات هو في الحقيقة جزئيات إن صحت أمكن إدراجها تحت إحدى قواعد التفسير ،ولا أكتمك حديثاً أنني أجد أن علم أصول التفسير من العلوم التي لم تنضج بعد وتحتاج إلى مزيد من المراكمة المعرفية (ولاتحتاج هدم وإعادة بناء).
ما نحتاجه الآن حتى يقوم علماؤنا بإنضاج علم أصول التفسير كخطوة أولى هي تحديد المصطلح والاتفاق عليه ،وأتمنى من الدكتور الفاضل الحسن محمد ماديك أن يدلي بدلوه من خلال نافذة الحوار هذه في هذا التحديد المصطلحي ،ثم بعد هذا يرحم انتظاري فيعطيني أصولاً تفسيرية كلية غير التي ذكرت عند المتقدمين والمتأخرين على ضوء هذا التحديد المصطلحي.
 
أرجو من الأخ محمود الشنقيطي أن يختصر الطريق بنقض إحدى الجزئيات كما تتراءى لكم وأصفها بالكليات ولأعلن فورا رجوعي وبراءتي من الباطل .
أما محاسبتي على تجاوز المألوف فلا تعني شيئا في ميزاني ، ولعلها ـ والله أعلم ـ لا تعني شيئا في ميزان الحق .
أما ما نسبت إليّ من الخوارق التي أوتيت فإني بريء منه ، والله أعلم بما تصف ، وأقترح عليك استثنائي من التكليف بقراءة ما تيسر من القرآن ثم بتدبره ....
ويأتيكم غدا إن شاء الله تفصيل جديد .
أخوكم
طالب العلم
الحسن آل ماديك
 
أرجو من الأخ محمود الشنقيطي أن يختصر الطريق بنقض إحدى الجزئيات كما تتراءى لكم وأصفها بالكليات ولأعلن فورا رجوعي وبراءتي من الباطل .
أما محاسبتي على تجاوز المألوف فلا تعني شيئا في ميزاني ، ولعلها ـ والله أعلم ـ لا تعني شيئا في ميزان الحق .
أما ما نسبت إليّ من الخوارق التي أوتيت فإني بريء منه ، والله أعلم بما تصف ، وأقترح عليك استثنائي من التكليف بقراءة ما تيسر من القرآن ثم بتدبره ....
ويأتيكم غدا إن شاء الله تفصيل جديد .
أخوكم
طالب العلم
الحسن آل ماديك

يا سيِّدي الكريم أحسَن الله إليكَ وهدانا وإيَّاك سواءَ السبيل:
أنت أحقُّ بالدَّعوة إلى الاختِضار منِّي , إذِ استشكلتُ لكَ أوَّل جُزئيَّـةٍ تفضَّلتَ بها على المُلتقى , وطلبتُ شَرحَها فسلكتَ بي مسلكَ التوعُّدِ والترقُّبِ , وما خَرجت لي بشيء.
وما أنَا - يا شيخَنا - عَليكَ بحَسيبٍ وما أنتَ عليَّ كذلكَ , فأرجوكَ كما تدعُونا مراراً إلى النَّقضِ أن تُعينَنا على النقضِ ببناءٍ قائمٍ تعملُ فيه المَعاولُ لمن يراهُ سبيلاً لا تتَّضحُ ولا تستبين , أو تُعلَّقُ فيه السُّرُجُ والسُّتور وينزِلنا إيَّاهُ خيرُ المُنزلين , فهل لك أن تُعيننا على فهم ما تستشرفُ لنقضِهِ - حرسَكَ الله - .؟
وأنا لا أستملحُ بهذا الطَّلَبِ ولا أستضحكُ القُرَّاءَ , بل أنا - واللهُ يشهَدُ - مُستَشكِلٌ جداً أن يتهيأ لكَ أمرٌ لم يزعُمهُ قبلكَ نبيٌّ ولا صحابيٌّ ولا تابعيٌّ ولا المُقتَفونَ أثرَهُم بإحسَـانٍ , وهو في نظَري القاصر لا يُمكنُ أن يُهَوَّن في عين النَّاقد بأنَّـهُ مجرَّدُ تجاوز مألوف فحسبُ , بل هو أعظمُ من ذلكَ , وهو أغربُ من أن يكُون كرامةَ وليٍّ , ولا إخاله إلا مُعجزَة نبيِّ , ولا نبيَّ اليومَ كما تعلمُ أيها الأبيُّ.
وفي اعتقادي - البسيط - أن من يُدعَى للنَّقضِ أو يُرادُ منهُ المباركةُ والتَّسليمُ يجِبُ عليهِ أن يُدركَ ويفهَمَ ما يُباركُـهُ أو ينقُضُـهُ , وأنا عُدتُّ بجَنابِكُمُ الكَريم إلى أوَّلِ مَقالٍ وأوَّل باقعةٍ بقَعتَ بها قُرَّاءَ مقَالاتكَ , لألتزمَ أمرَكُمُ الكَريمَ بتتَبُّعِ المقالاتِ جُزئيَّـةً جُزئيَّـةً , بعيداً عن العُمومات التي لا تخدِمُ المُدارسةَ والتَّمحيص.

وأرجُوكَ - يا سيِّدي الكريم - رجاءً خاصاً جداً أن تبدأَ مع ابنِكَ الحائرِ وتتدَرَّجَ معهُ في حلِّ الإشكالاتِ جُزئيَّةً جُزئيَّـةً سيَّما وقد التَزمَ شرطَكَ وأتاكَ بأولِها تأريخاً وأشنعِها مُؤدَّى ونتيجةً كما يزعُم.

وكونُ اللهِ أعلمَ بما أصفُ فلستُ وإيَّاكَ مُختَلفَيْنِ فيه , لكنِّي أؤكِّدُ ما استغربتُهُ عليكَ وأقتبِسُ كلامكَ كما خطَّتهُ يمينُك فهاكَـهُ كما خلقهُ الله.
إلى من يهمه الأمر من الباحثين المتجردين من القراء والمفسرين والمحدثين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فهذه نبذ مختصرة من تفسيري للقرآن قيد الإنشاء تحت عنوان من تفصيل الكتاب وبيان القرآن تجدون في "حوار مع المفسرين" بعضا من مقدمته ولقد اعتكفت عليه منذ بداية 2001 وهو في آخر مراحله علما بأنه لم يتناول المسائل الفقهية المعروفة بل مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأكبر وجوبا تضمنها الكتاب المنزل ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه
استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم
المهيمن على الكتب قبله ، المتضمن تفصيل كل شيء
وأستوضحُكَ نزلةً أخرى عن هذه الإشكاليَّة القائمة التي هي أشنعُ وأفظعُ من تجاوز المألوف المُصطَلح عليه اجتماعياً او علمياً, وأسألكَ ألاَّ تجنَحَ عن الإيضَاح والحِجَاج إلى الموعظَة والمواعيد واللِّجَاج , ولو ببيان خاتمة الزبور وفواتح الإنجيل ومنتصف التوراة , والله يتولاَّني وإياكَ بعونه.
ومما شدَّ انتِباهي وأثارَ عجَبي أنَّ المُسلمينَ أربابُ شِرعةٍ مكتفيَةٍ بنَفسِها ولا حاجةَ بهم إلى كتُب الأمم السابقةِ إطلاقاً , ولو كان في استِخلاصِها خيرٌ لما فاتَ أوائلَنا المُزكَّـينَ بتزكيةِ الله وابتدَعَ القيامَ لله بهِ أهل القرنِ الخامس عشر من مبعثِ نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولفت انتِباهي جداً أنَّ النَّصَـارى أبناء الدِّيانة الواحدة الممتدَّة امتداد قُرون الإسلام وزيادة مُختلِفونَ فيما بينَهم على الأنَاجِيلِ لِتنَاقُض بَعضِها بِبَعضٍ وتَعارُضِهِ , وأعيتْهُم حيلة التَّوافقِ على نصٍّ واحدٍ لها يكونُ فيصلاً بين الإنجيليينَ والبَابَوَات, وأنتَ إن أخرجتَ لهُم هذا النَّصَّ الكَاملَ ترفعُ الخلافَ حتى ينزلَ عيسى عليه السَّلامُ , وقس على ذلك أمْرَ اليهُودِ الإمْرَ.
ابنُكم المحبُّ الدَّاعي بالخير لكم وأنتُم لا تَعلَمون.​
 
الأمر أبسط مما تظن ولكن ما لا خلاف هو تكليفنا باستكشاف ما في القرآن من التفصيل والبيان والعلم .
وسأضرب لك مثلا مما طلبت لعل أذنا واعية تعيه :
قال تعالى [ وقالت اليهود الله يد الله مغلولة ] وقال [ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ] وقال [ وقالت النصارى المسيح ابن الله ] وشبهه وجميعه من افتراء اليهود والنصارى جعلوه في دينهم ولا علاقة له بالكتاب المنزل التوراة والإنجيل .
أما قوله تعالى [ يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتموا الحق ] وقوله [ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ] وشبهه فهو من نصوص التوراة ذكّرهم به الله في الكتاب المهيمن المنزل على خاتم النبيين الأمي صلى الله عليه وسلم ولحرصي على نشر البيان وأن لا أكن ممن يكتمونه فقد قررت نشر التأصيل الذي تبينت به هذا وأكثر منه وأخطر بكثير لأنه دليل عملي من القرآن على أن الأمة انشغلت عن القرآن .
ولا أحسب مثل هذا التفصيل لغوا ولا فلسفة أو من جنس الكرامات وإنما قليل مما كلفنا به ، ومعاذ الله أن أدعو الناس غلى ترك المتون ليقلدوا متونا محرفة عند النصارى واليهود وإنما أثبت عمليا أن القرآن غني به تفصيل كل شيء كما في قوله تعالى [ ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ].
طالب العلم
الحسن
 
الأمر أبسط مما تظن ولكن ما لا خلاف هو تكليفنا باستكشاف ما في القرآن من التفصيل والبيان والعلم .
وسأضرب لك مثلا مما طلبت لعل أذنا واعية تعيه :
قال تعالى [ وقالت اليهود الله يد الله مغلولة ] وقال [ وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه ] وقال [ وقالت النصارى المسيح ابن الله ] وشبهه وجميعه من افتراء اليهود والنصارى جعلوه في دينهم ولا علاقة له بالكتاب المنزل التوراة والإنجيل .
أما قوله تعالى [ يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتموا الحق ] وقوله [ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ] وشبهه فهو من نصوص التوراة ذكّرهم به الله في الكتاب المهيمن المنزل على خاتم النبيين الأمي صلى الله عليه وسلم ولحرصي على نشر البيان وأن لا أكن ممن يكتمونه فقد قررت نشر التأصيل الذي تبينت به هذا وأكثر منه وأخطر بكثير لأنه دليل عملي من القرآن على أن الأمة انشغلت عن القرآن .
ولا أحسب مثل هذا التفصيل لغوا ولا فلسفة أو من جنس الكرامات وإنما قليل مما كلفنا به ، ومعاذ الله أن أدعو الناس غلى ترك المتون ليقلدوا متونا محرفة عند النصارى واليهود وإنما أثبت عمليا أن القرآن غني به تفصيل كل شيء كما في قوله تعالى [ ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ].
طالب العلم
الحسن

يا شَيخَنا الكريم أحسن الله إليك:
أنتَ أدقُّ من مثل هذه الإجاباتِ العامَّـة , ولا أظُنُّ عاقلَينِ يَختَلِفانِ في أنَّ أقوالَ أهل الكتابِ الكُفريَّـةَ لم تتضمَّنها كتُب الله المُنزلةُ عليهم , والتدليلُ على ذلك تحصيلُ حاصلٍ لا يخدمُ مسألتَنا في قبيلٍ ولا دَبير.
أمَّا التمثيلُ والتبعيضُ الذي تفضَّلتَ به عليَّ لا أراهُ إلاَّ مساراً واسعاً للتِّـيهِ , فأنا لم أطلب مثالاً وإنَّما طلبتُ فاتحةَ الإنجيلِ وخاتمةَ الزَّبور وشيئاً من صحُف إبراهيم بناءً على استخراجِكَ لنُصوصها كاملةً من القرآنِ الكريم كما تُصرِّحُ بهِ على رؤوس الأشهاد.
وسأعيدُ لكَ جُملتكَ الباقعَةَ التي شوَّشَتْ عليَّ وأرجو أن تُجيبَني بناءً عليها بغضِّ النَّـظَر عن حال الأمة (عندكَ) مع القرآن ومن غير وعود مستقبلية , لقد قلتَ يا رعاكَ الله وتولاَّك:
استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم

أم أنَّك تتراجعُ (بهذه الإجابة الفضفاضةِ) ضمنياً عن هذه الدَّعوى وتقولُ كما أفهمُ من هذه الإجابة إنَّ ما استنبطتهُ من نصوص الكتُب السماوية ليسَ نصوصَها الكاملةَ , وإنَّـما هو بعضٌ بَدَهيٌّ بسيطٌ جداً من هذه الكُتُب ولا يحتاجُ كبيرَ عناءٍ في الاستخراج والاستنباط , ولا يكلِّفُ مُستخرجَهُ ومُستنبطَهُ إلاَّ أن يشرَعَ في ذلكَ , لأنَّ كل ذي لسانِ عربيٍّ يعلَمُ أنَّ قول الحقِّ سُبحانهُ {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاة} يدلُّ بدَاهةً على أنَّ الصَّحابة رضيَ اللهُ عنهُم والنبي صلى الله عليه وسلمَ موصوفونَ في التوراة , ومثل هذا لا يُعدُّ خرقاً للعادة وما هُو بمدعاةٍ لتجهيل الأمة سلفاً وخلفاً وتغفيلِها , وهُو مُدرَكٌ لكل العُقلاءِ كمثل إدراكِهم تماماً أنَّ قولَهُ تعالى {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} خِطابٌ من الله لعيسى عليه السلامُ , وليس هُو متوجِها لإلياسَ ولا لنوح عليهم أجمعين صلوات الله وسلامُه ..!
وأنا مُعيذٌ نَفسي وإيَّاكَ والمُسلمينَ بالله مما وبِما أعذت بهِ نفسَكَ ولم يرمِكَ به أحدٌ.
 
نعم إن القرآن الكريم تضمن كل نبوة نبئ بها كل نبي قبل أن تنزل التوراة وتضمن النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وتضمن نبوة خاتم النبيين محمد بن عبد الله الهاشمي أي ما سيكون في أمته بعده من الحوادث والغيب الذي كلفنا الإيمان به ، أما الزبور باعتبارها كتابا منزلا كالتوراة والإنجيل فما علمت ـ والله أعلم ـ ولأنا قليل العلم ـ أنها كتاب منزل وليتك تهدينا دليلا من الوحي عليه ، وإنما أنزل الكتاب على طائفتين قبل أمة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ولو كان الزبور كتابا منزلا لكان الكتاب أنزل على ثلاث طوائف من قبلنا ولكانت تلك الطائفة أمة ثالثة أوتيت الكتاب قبل هذه الأمة .
أما ما طلبت من فاتحة التوراة ونصها كاملا فلهو في الكتاب المنزل على النبي الأمي أي هو في المصحف ويحفظه كل حفظة القرآن ، وما كان لي أن أنشر تلك التفاصيل وأكثر منها وأخطر قبل أن أنشر الآليات التي اكتشفتها بها ليستوي في علمها العامة والخاصة ويومئذ لا عجب ولا خارقة ولا مكرمة بل هو تفصيل أو علم يستوي في استيعابه الناس على سواء ، ولا شك أنك تنصفني حين قررت نشر أصول جديدة للتفسير ، إلا أن تثبت عمليا ألا لا حاجة إلى تأصيلي الجديد بتفسيرك قوله تعالى [ قال يا إبليس ] وقوله [ لله ما في السماوات وما في الأرض ] ونحوها مما نشرت قصور التراث عن بيان مدلوله ، فإن بينت ولو بعد شهرين مدلول الحرفين بينت لك فاتحة التوراة لما في بيانك من دليل علمي على أنك من العالمين الذين يعقلون أمثلة ضربها الله للناس في القرآن .
وأعدك بمتابعة تلك الأصول الجديدة التي استنبطتها من القرآن بالاستقراء ولن يثنيني لغو لاغ عن متابعتها إن شاء الله .
أتمنى على الشيخ محمود بن كابر أن يفهم ويستوعب أن الأمر أكثر جدية مما تخيل ، وما كان لي أن أبدأ بتعليم أبواب الصرف والإعلال قبل تجاوز أقسام الكلام والمعرب والمبني ....
ولعل ملتقى أهل القرآن الذي أنشأته بالتعاون مع بعض الإخوة الباحثين سيكون متاحا للجميع في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى ليتابعوا من خلاله بحوثي القاصرة مثبتة ومثبتا بجوارها الردود العلمية نقدا أو نقضا.
طالب العلم
الحسن
 
نعم إن القرآن الكريم تضمن كل نبوة نبئ بها كل نبي قبل أن تنزل التوراة وتضمن النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وتضمن نبوة خاتم النبيين محمد بن عبد الله الهاشمي أي ما سيكون في أمته بعده من الحوادث والغيب الذي كلفنا الإيمان به ، أما الزبور باعتبارها كتابا منزلا كالتوراة والإنجيل فما علمت ـ والله أعلم ـ ولأنا قليل العلم ـ أنها كتاب منزل وليتك تهدينا دليلا من الوحي عليه ، وإنما أنزل الكتاب على طائفتين قبل أمة النبي الأمي صلى الله عليه وسلم ولو كان الزبور كتابا منزلا لكان الكتاب أنزل على ثلاث طوائف من قبلنا ولكانت تلك الطائفة أمة ثالثة أوتيت الكتاب قبل هذه الأمة .
أما ما طلبت من فاتحة التوراة ونصها كاملا فلهو في الكتاب المنزل على النبي الأمي أي هو في المصحف ويحفظه كل حفظة القرآن ، وما كان لي أن أنشر تلك التفاصيل وأكثر منها وأخطر قبل أن أنشر الآليات التي اكتشفتها بها ليستوي في علمها العامة والخاصة ويومئذ لا عجب ولا خارقة ولا مكرمة بل هو تفصيل أو علم يستوي في استيعابه الناس على سواء ، ولا شك أنك تنصفني حين قررت نشر أصول جديدة للتفسير ، إلا أن تثبت عمليا ألا لا حاجة إلى تأصيلي الجديد بتفسيرك قوله تعالى [ قال يا إبليس ] وقوله [ لله ما في السماوات وما في الأرض ] ونحوها مما نشرت قصور التراث عن بيان مدلوله ، فإن بينت ولو بعد شهرين مدلول الحرفين بينت لك فاتحة التوراة لما في بيانك من دليل علمي على أنك من العالمين الذين يعقلون أمثلة ضربها الله للناس في القرآن .
وأعدك بمتابعة تلك الأصول الجديدة التي استنبطتها من القرآن بالاستقراء ولن يثنيني لغو لاغ عن متابعتها إن شاء الله .
أتمنى على الشيخ محمود بن كابر أن يفهم ويستوعب أن الأمر أكثر جدية مما تخيل ، وما كان لي أن أبدأ بتعليم أبواب الصرف والإعلال قبل تجاوز أقسام الكلام والمعرب والمبني ....
ولعل ملتقى أهل القرآن الذي أنشأته بالتعاون مع بعض الإخوة الباحثين سيكون متاحا للجميع في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالى ليتابعوا من خلاله بحوثي القاصرة مثبتة ومثبتا بجوارها الردود العلمية نقدا أو نقضا.
طالب العلم
الحسن

تَـعُودُ يا شَيخَنا وللمرَّة الثَّـالثَـة توالياً إلى تركِ نُقطة البحثِ الرَّئيسةِ على وضوحِها ومركزيَّتها وتصطنعُ مساراتٍ أخرى تَسبَحُ وتَستَسْبِحُ مُحاوريكَ في مَدَاها الرَّحب مُستفزاً للمُناقشِ بوصف الخواصِّ وغيرهِ مما سأعرضُ عنهُ إكراماً لكَ ولصَدركَ المودَع كتابَ الله ولسنِّكَ وشيبتِكَ في الإسلام.
وقضيَّـةُ النَّـسيئةِ في الجَوابِ التي تتذرَّعُ بها منذُ سنواتٍ لا تتناسبُ والحقَّ المأمورَ بالصَّدعِ بهِ , واتِّفَاقَ الجَمهرةِ على حُرمةِ تأخير البيَانِ لأنَّ تأخيرَ البيانِ (الذي من أقسامه تفسيرُ الخفيِّ المُشكلِ) عن وقتِ الحاجةِ تكليفٌ بما لا يُطاقُ كما عليه كثيرٌ من الأصوليينَ , وهذه الفُتوحاتُ التي تأبَى علينا تفصيلَها تُعتَبرُ بمثابةِ ما يُسمَّى عند الأصوليينَ إسماعَ العامِّ بدُون مُخصِّصِه وهو ممنوعٌ منه إذ لا يتحقَّق به غرضُ التنزيل , وما يُدريكَ لعل الأجلَ يحينُ - أطال الله عُمركَ - ولمَّا تُخصِّصْ وتُبيِّنْ وتجِبْ على الإشكالات الهائلة القائمة , فتُقبَض كاتماً للعلمِ أعاذكَ اللهُ وأجاركَ وحمَاكَ.

وأرجو ألا تزُجَّ بي في خِلافكَ مع المُشرفينَ الذينَ لم يدَّعِ أحدٌ منهم يوماً من الدَّهر أنَّـهُ مفسِّرٌ خارقٌ يعلمُ ما لا يعلمُ أحدٌ من العالَمينَ , واعذُرني من المشاركةِ في مُسابقات التَّحدِّي التي تطرحُها لتصلَ بنا إلى نتيجةٍ تقول: إنَّك أنتَ أنتَ , فأنا مُسلِّمٌ لكَ بالتقدُّم عليَّ في العلم بمفاوزَ لا أدَّعي إدراكَها بل ولا أحدِّثُ نفسي بذلكَ , وأعلمُ - إن لم تعلَمْ - أنَّك أوتيتَ القرآنَ وكثيراً من العلمِ وأنا في المهدِ لم أُتمَّ حوليَّ , غير أنَّ ذلكَ لا يعني التَّسليمَ لك بكل ما تتخيَّلهُ , لأنَّكَ علَّمتنا أنَّ قولاً غيرَ وحيٍ لا قيمةَ لهُ في ميزانِ القبول والتسليم المطلق فضلاً عن قولٍ يزيدُ على أنَّهُ غيرُ وحي بمُصادمة الوحي , وفارقُ السنِّ كما علَّمتنا لا يكونُ عقبةَ رهبَة تمنعُ من المعارضَة والحِجاج لأنَّ قياسَ النَّاس بالأعمار لو اتُّخذَ قاعدةَ إجلالٍ وتقديمٍ لفسدَ البرُّ والبحرُ.

أمَّا كونُ الزَّبُور كِتاباً أو غيرهُ فلا يعنينا البحثُ فيه الآنَ , لأنَّ الزبور داخلٌ قطعاً في عُموم مدلولِ الاسمِ الموصول (مَا) المُتوسِّطِ لكُليَّاتِكَ في قولكَ حرسَكَ الله
لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ
فلا تثريبَ على من يعتبرُهُ كتاباً مُنزَلاً مستمتناً بعطفِ فعل إنزالهِ على فعل الإيحاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قول الحق سبحانه (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).
وأرجُوكَ يا شَيخَنا أن لا تتَّخِذ هذه الجُزئيَّـةَ - التي لا يضُرُّ مُسلماً الجهلُ بها - موضعَ نقاشٍ تصرِفُنا به عن طلب الإتيانِ ببعضِ هذه النُّصوص الكاملة التي فتحَ عليكَ بها الله من دون العالمينَ.
 
لا أحسبني مماطلا ولا متريثا في البيان ، وإنما حرصت على نشر القواعد التي توصلت بها إلى التفسير ليتأتى للناس فهمها بالآلية التي فهمتها بها ويشغلني البعض عن إتمامها ، فإن كنت ـ بضم التاء ـ غير محتاج إلى شرح القواعد التي استعنت بها فاشرح لي دلالة قوله تعالى [ قال يا إبليس ] وكيف تلقى إبليس القول ودلالة قوله تعالى [ لله ملك السماوات والأرض ] ما ذا تعني ولا أطلب تفسير الماء بالماء أو بالسائل الأبيض وإنما الدلالة ، هكذا تختصر الطريق أيضا ـ دون الحاجة إلى نقض جزئية واحدة من تفسيري أو تأصيلي ـ وأنشر قبل التأصيل .
 
لا أحسبني مماطلا ولا متريثا في البيان ، وإنما حرصت على نشر القواعد التي توصلت بها إلى التفسير ليتأتى للناس فهمها بالآلية التي فهمتها بها ويشغلني البعض عن إتمامها ، فإن كنت غير محتاج إلى سشرح القواعد التي استعنت بها فاشرح لي دلالة قوله تعالى [ قال يا إبليس ] وكيف تلقى إبليس القول ودلالة قوله تعالى [ لله ملك السماوات والأرض ] ما ذا تعني ولا أطلب تفسير الماء بالماء أو بالسائل الأبيض وإنما الدلالة ، هكذا تختصر الطريق أيضا وأنشر قبل التأصيل .

يا سيِّدي الكريم أحسن الله إليك:
هذا النَّوعُ من النقاشِ المؤجَّل من غير وعدٍ مُسمَّى لا يختلفُ كثيراً عن نقاشِ من حُجَّ لما قورعَ بما لا دافعَ لهُ على إثبات رُبوبيَّة الله فقال لمُقارعهِ وهُو يستحدثُ زوبعةً صاخبةً للصَّرفِ عن نقطَة البحث إلى نقطة أخرى إجباراً ( إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُون )

ألم أقل لك وأقول الآنَ: إنِّي مُسلِّمٌ لكَ بالفتحِ الخارقِ .؟

ولا أطلبُ إلاَّ آيةً وفاتحةً وخاتمةً من بعضِ كل الكتُب المُنزلة على كل نبيٍّ التي استنبطت كُلَّها من القرآن , فلا ينبغي أن تجعل جواب هذا السؤال ثمناً على الإجابة لاختلاف الجنسَين وجواز البيع كيفَما شِيءَ من غير اشتراطِ هاءَ وهاءَ.

ولا علاقة لتلقي إبليس للقول , والنحل للوحي , وأم موسى للأمر , بالتمثيل على هذا المَزعَم السادِّ للأفقِ مجازاً لا حقيقةً.
 
تحية طيبة لجميع المتحاورين .......
عذرا شيخنا الجليل الحسن بن ماديك فاني لا احسبك الا كما قال الشاعر :
واني وان كنت الاخير زمانه .............. لات بما لم تستطعه الاوائل
 
يا محمود بن كابر اسمع :
أبرأ إلى الله مما نسبت إليّ من فتح خارق أو غير خارق ولم أدّعه لتسألني آية أي دليلا أو فاتحة وخاتمة .
وليسمع غيرك وليع ما أقول :
غاية الأمر اجتهاد من قاصر في علمه وعقله وفكره عرضه ليتعامل معه المتخصصون بالنقد أو النقض ، أما القبول فلا أتوقعه في حياتي إذ كتبته لئلا أكون من الذين يكتمون من البينات ، ولولا لغو هذا الشنقيطي لكنت قد نشرت كثيرا من التأصيل ، لا شك أنه مأجور إن كنت على باطل وهو احتمال ، وعلى احتمال أني مصيب لا شك أنه سيندم كثيرا ويبكي كثيرا .
ويا هذا لا تسلّم بأني ذو فتح خارق ولا عادي ، ولا يلزمني شيء مما تحرص على إعلانه في لحن القول بل أبرأ منه ، فإن لم تنته عن هذا الأسلوب سيكون لي معك أسلوب آخر من جنس ما ارتضيت لنفسك .
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى