الحسن محمد ماديك
New member
السادة المتخصصون وغيرهم من المستجيبين لتكليف رب العالمين إياهم بتدبر القرآن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهديكم تأصيلا جديدا أحسبه مفيدا ـ والله أعلم ـ وإلا لما استنبطته باستقراء واستنطاق الكتاب المنزل ، وحري بمن تتبع تأصيلي نقدا وتمحيصا أن يقترب أكثر فأكثر من القرآن وأن يتجافى عما سوى الوحي ، مسارعة منه في منافسة تضمن القرآن الدعوة من الله إليها يوم ابتلى المكلفين في ما آتاهم أي في تدبر الكتاب المنزل لاستيعاب ما فيه من الرشد والهداية للتي هي أقوم .
وأدعو الخواص إلى نقد أو نقض هذه الأصول الجديدة بأدلة من الوحي قرآنا وحديثا نبويا أقوى مما استدللت به ولأعلن التخلي عنها شاكرا مذعنا للحق .
وأبدأ بنشرها ـ باسم الله الذي كلّف بتدبر القرآن ـ :
تقديم الموعود الأول وتأخير الثاني في سياق خطاب المكذبين بالغيب
إن "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ترتيب الكلام بتقديم الموعود الأول في سياق خطاب منكري البعث واليوم الآخر والغيب في القرآن كما في قوله قال أمّا من ظلم فسوف نعذبه ثم يردّ إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا االكهف 87 ويعني أن الموعود الأول الذي سيلاقيه من ظلم أن سوف يعذبه ذو القرنين في الدنيا وأن الموعود الثاني الذي سيلاقونه هو أن يردّوا إلى ربهم في اليوم الآخر فيعذبهم عذابا نكرا في النار .
وكما في قوله قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد آل عمران 12 ويعني أن الموعود الأول الذي سيلاقيه الذين كفروا بعد نزول القرآن وحياة النبي صلى الله عليه وسلم كما هي دلالة القول أن سيهزمون في الدنيا ويولون الدبر ويغلبهم المؤمنون كما بينت في كلية النصر في القتال في سبيل الله وأن الموعود الثاني الذي سيلاقيه الذين كفروا أن يحشروا إلى جهنم أي في اليوم الآخر .
وكما في قوله أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب البقرة 85 ويعني أن الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض وهم الذين آمنوا بالتوراة وكفروا بالإنجيل أو آمنوا بالتوراة والإنجيل وكفروا بالقرآن وكما بينت في كلية الكتاب قد وعدوا في القرآن بوعدين :
أولهما أن سيلاقون خزيا في الحياة الدنيا .
وثانيهما أن سيردون يوم القيامة إلى أشد العذاب ويعني أنهم قد أصابهم في الدنيا عذاب سيردون يوم القيامة إلى عذاب أشد منه .
وكما في قوله قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم الزمر 39 ويعني أن من القول في القرآن المتأخر عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم أن سيأتي المكذبين بالقرآن عذاب يخزيهم في الدنيا وهو الموعود الأول وأن سيحلّ عليم عذاب مقيم في النار وهو الموعود الثاني .
وقد تضمن تفصيل الكتاب المنزل ترتيب الوعدين على الأصل بتقديم الأقرب وتأخير المتأخر عنه .
تقديم الموعود المتأخر في سياق خطاب المؤمنين بالغيب
إن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن تقديم الموعود الثاني "المتأخر زمانه" يوم نزل القرآن وتأخير الموعود الأول "المتقدم زمانه" في سياق خطاب المؤمنين بالغيب كما في قوله وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا الكهف 88 ويعني أن من آمن وعمل صالحا قد وعد وعدين على لسان ذي القرنين تقدم ذكر المتأخر منهما وهو قوله فله جزاء الحسنى يعني بالجنة في اليوم الآخر ، وتأخر ذكر الموعود المتقدم منهما وهو قوله وسنقول له من أمرنا يسرا وهو في الدنيا لدلالته على ما سينالهم من ذي القرنين .
ومنه قوله فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إبراهيم 42
ولقد أضيف إليه موعودان تقدم ذكر المتأخر منهما وهو قوله إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء إبراهيم 42 ـ 43 ولا يخفى أنه موعود أخر عن الظالمين سيقع بهم يوم القيامة تقدمت تلاوته وسيقع متأخرا عن الموعود الأول الذي سيأتي أولا رغم تأخر تلاوته وهو قوله وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل إبراهيم 44 وإنما هو وعد في الدنيا وبقرينة طلب التأخير الذي يعني أنهم لا يزالون في الدنيا وأما المكذبون في الآخرة فيسألون أن يردوا إلى الحياة الدنيا كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر وكما يأتي بيانه ضمن بيان القرآن ، وبقرينة أن الدنيا هي محل التكليف والإيمان بالرسل .
ومنه قوله والله يعدكم مغفرة منه وفضلا البقرة 268 وقد تضمن وعدين اثنين في خطاب المؤمنين بالغيب وتأخر ذكر الأول منهما وهو قوله وفضلا يعني أن الله يعدهم فضلا ومحله الدنيا وهو فضل عريض كما بينت في بيان القرآن ، وتقدم ذكر الموعود المتأخر منهما وهو قوله والله يعدكم مغفرة منه يعني في الأخرة محل المغفرة كما هي دلالة قوله :
• والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين { الشعراء 82
• ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب { إبراهيم 41
• مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم { القتال 15
وحرف الشعراء وإبراهيم صريحان في أن محل المغفرة هو اليوم الآخر وكذلك دلالة حرف القتال الذي يعني أن من تمام نعمة الله على أهل الجنة وهم فيها يتنعمون مغفرة من ربهم فلا تعرض عليهم أعمالهم السيئة في الدنيا لئلا تنغّص عليهم ما هم فيه من النعيم بخلاف أهل النار الذين تعرض عليهم أعمالهم وهم في النار ليزدادوا قنوطا من الرحمة كما هي دلالة قوله كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار البقرة 167 وهكذا نتبين علم موسى قبل الرسالة يوم قتل القبطي كما في قوله قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم القصص 16 وخشيته عذاب ربه في اليوم الآخر .
ومنه قوله :
• وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه هود 3
• ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين هود 52
• هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب هود 61
• واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود هود 90
ويعني خطاب هذه الأمة في أول هود وخطاب هود قومه وخطاب صالح قومه وخطاب شعيب قومه أن المخاطبين جميعا خوطبوا بخطابين تقدم ذكر الأكبر منهما وهو الاستغفار أي طلب المغفرة من الله في يوم القيامة فمن رهب الحساب وسأل غفران الذنوب فلا تعرض عليه ليحاسب عليها فقد آمن بالغيب وأصبح حريا بالخطاب الثاني المتأخر ذكره وهو التكليف بالتوبة إلى رب العالمين أي التكليف بالاستقامة بالأعمال الصالحة في الدنيا موطن التكليف ، ومن العجائب أن مدين قد قالت لشعيب كما في قوله قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول هود 91 أي أنهم لم يفقوا أمرهم بالاستغفار قبل التوبة وما أكثر من لم يفقهوا ذلك منذ نزل القرآن إلى يومنا هذا فاعلم .
يتواصل
طالب العلم
الحسن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهديكم تأصيلا جديدا أحسبه مفيدا ـ والله أعلم ـ وإلا لما استنبطته باستقراء واستنطاق الكتاب المنزل ، وحري بمن تتبع تأصيلي نقدا وتمحيصا أن يقترب أكثر فأكثر من القرآن وأن يتجافى عما سوى الوحي ، مسارعة منه في منافسة تضمن القرآن الدعوة من الله إليها يوم ابتلى المكلفين في ما آتاهم أي في تدبر الكتاب المنزل لاستيعاب ما فيه من الرشد والهداية للتي هي أقوم .
وأدعو الخواص إلى نقد أو نقض هذه الأصول الجديدة بأدلة من الوحي قرآنا وحديثا نبويا أقوى مما استدللت به ولأعلن التخلي عنها شاكرا مذعنا للحق .
وأبدأ بنشرها ـ باسم الله الذي كلّف بتدبر القرآن ـ :
تقديم الموعود الأول وتأخير الثاني في سياق خطاب المكذبين بالغيب
إن "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ترتيب الكلام بتقديم الموعود الأول في سياق خطاب منكري البعث واليوم الآخر والغيب في القرآن كما في قوله قال أمّا من ظلم فسوف نعذبه ثم يردّ إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا االكهف 87 ويعني أن الموعود الأول الذي سيلاقيه من ظلم أن سوف يعذبه ذو القرنين في الدنيا وأن الموعود الثاني الذي سيلاقونه هو أن يردّوا إلى ربهم في اليوم الآخر فيعذبهم عذابا نكرا في النار .
وكما في قوله قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد آل عمران 12 ويعني أن الموعود الأول الذي سيلاقيه الذين كفروا بعد نزول القرآن وحياة النبي صلى الله عليه وسلم كما هي دلالة القول أن سيهزمون في الدنيا ويولون الدبر ويغلبهم المؤمنون كما بينت في كلية النصر في القتال في سبيل الله وأن الموعود الثاني الذي سيلاقيه الذين كفروا أن يحشروا إلى جهنم أي في اليوم الآخر .
وكما في قوله أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب البقرة 85 ويعني أن الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض وهم الذين آمنوا بالتوراة وكفروا بالإنجيل أو آمنوا بالتوراة والإنجيل وكفروا بالقرآن وكما بينت في كلية الكتاب قد وعدوا في القرآن بوعدين :
أولهما أن سيلاقون خزيا في الحياة الدنيا .
وثانيهما أن سيردون يوم القيامة إلى أشد العذاب ويعني أنهم قد أصابهم في الدنيا عذاب سيردون يوم القيامة إلى عذاب أشد منه .
وكما في قوله قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم الزمر 39 ويعني أن من القول في القرآن المتأخر عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم أن سيأتي المكذبين بالقرآن عذاب يخزيهم في الدنيا وهو الموعود الأول وأن سيحلّ عليم عذاب مقيم في النار وهو الموعود الثاني .
وقد تضمن تفصيل الكتاب المنزل ترتيب الوعدين على الأصل بتقديم الأقرب وتأخير المتأخر عنه .
تقديم الموعود المتأخر في سياق خطاب المؤمنين بالغيب
إن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن تقديم الموعود الثاني "المتأخر زمانه" يوم نزل القرآن وتأخير الموعود الأول "المتقدم زمانه" في سياق خطاب المؤمنين بالغيب كما في قوله وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا الكهف 88 ويعني أن من آمن وعمل صالحا قد وعد وعدين على لسان ذي القرنين تقدم ذكر المتأخر منهما وهو قوله فله جزاء الحسنى يعني بالجنة في اليوم الآخر ، وتأخر ذكر الموعود المتقدم منهما وهو قوله وسنقول له من أمرنا يسرا وهو في الدنيا لدلالته على ما سينالهم من ذي القرنين .
ومنه قوله فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إبراهيم 42
ولقد أضيف إليه موعودان تقدم ذكر المتأخر منهما وهو قوله إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء إبراهيم 42 ـ 43 ولا يخفى أنه موعود أخر عن الظالمين سيقع بهم يوم القيامة تقدمت تلاوته وسيقع متأخرا عن الموعود الأول الذي سيأتي أولا رغم تأخر تلاوته وهو قوله وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل إبراهيم 44 وإنما هو وعد في الدنيا وبقرينة طلب التأخير الذي يعني أنهم لا يزالون في الدنيا وأما المكذبون في الآخرة فيسألون أن يردوا إلى الحياة الدنيا كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر وكما يأتي بيانه ضمن بيان القرآن ، وبقرينة أن الدنيا هي محل التكليف والإيمان بالرسل .
ومنه قوله والله يعدكم مغفرة منه وفضلا البقرة 268 وقد تضمن وعدين اثنين في خطاب المؤمنين بالغيب وتأخر ذكر الأول منهما وهو قوله وفضلا يعني أن الله يعدهم فضلا ومحله الدنيا وهو فضل عريض كما بينت في بيان القرآن ، وتقدم ذكر الموعود المتأخر منهما وهو قوله والله يعدكم مغفرة منه يعني في الأخرة محل المغفرة كما هي دلالة قوله :
• والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين { الشعراء 82
• ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب { إبراهيم 41
• مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم { القتال 15
وحرف الشعراء وإبراهيم صريحان في أن محل المغفرة هو اليوم الآخر وكذلك دلالة حرف القتال الذي يعني أن من تمام نعمة الله على أهل الجنة وهم فيها يتنعمون مغفرة من ربهم فلا تعرض عليهم أعمالهم السيئة في الدنيا لئلا تنغّص عليهم ما هم فيه من النعيم بخلاف أهل النار الذين تعرض عليهم أعمالهم وهم في النار ليزدادوا قنوطا من الرحمة كما هي دلالة قوله كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار البقرة 167 وهكذا نتبين علم موسى قبل الرسالة يوم قتل القبطي كما في قوله قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم القصص 16 وخشيته عذاب ربه في اليوم الآخر .
ومنه قوله :
• وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه هود 3
• ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين هود 52
• هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب هود 61
• واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود هود 90
ويعني خطاب هذه الأمة في أول هود وخطاب هود قومه وخطاب صالح قومه وخطاب شعيب قومه أن المخاطبين جميعا خوطبوا بخطابين تقدم ذكر الأكبر منهما وهو الاستغفار أي طلب المغفرة من الله في يوم القيامة فمن رهب الحساب وسأل غفران الذنوب فلا تعرض عليه ليحاسب عليها فقد آمن بالغيب وأصبح حريا بالخطاب الثاني المتأخر ذكره وهو التكليف بالتوبة إلى رب العالمين أي التكليف بالاستقامة بالأعمال الصالحة في الدنيا موطن التكليف ، ومن العجائب أن مدين قد قالت لشعيب كما في قوله قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول هود 91 أي أنهم لم يفقوا أمرهم بالاستغفار قبل التوبة وما أكثر من لم يفقهوا ذلك منذ نزل القرآن إلى يومنا هذا فاعلم .
يتواصل
طالب العلم
الحسن