من أسباب انشراح الصدر

إنضم
02/07/2011
المشاركات
123
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
كازاخستان
بسم1​
للفائدة: محاضرة لفضيلة شيخنا عبدالله بن عبدالرحيم بن حسين حفظه الله تعالى عبر الهاتف:​

إنَّ الحمد لله نحمده-تعالى-ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
(آل عمران/102)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(النساء/1).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71))(الأحزاب).

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله-تعالى-، وخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وآله وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

وبعـــد:
فنحمد الله-عز وجل-أن يسر هذا اللقاء ضمن هذه السلسلة وهذه اللقاءات المباركة النافعة، والتي هي سبيل من سبل نشر الخير وإذاعته ونفع الغير، فنسأل الله-جل وعز-أن يبارك في جهود الإخوة القائمين على هذه اللقاءات، وأن ينفع بها، وأن يجعلنا جميعًا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وأن يجعل ذلك حجة لنا لا علينا إنه سميع مجيب.

وقد وقع الاختيار حول الكلام عن هذه المسألة العظيمة-من أسباب انشراح الصدر-، فمعلوم أيها الأحبة أن الله-جل وعلا-منعمٌ متفضلٌ كريمٌ جوادٌ، هيَّئ أسباب السعادة وسبل الهناء لمن أطاعه ووحده فقام بما أوجبه عليه وتجنب ما نهاه عنه فعظم الأمر والنهي، واستقام على ما جاءت به سنة رسول الله-صلوات الله وسلامه عليه-، فمن لزم ذلك سعد في الدارين وفاز بالشرف العظيم والمغفرة من الرب الكريم-جل في علاه-.

فالله-جل وعلا-بعث إلى الخلق خير رسله إلى خلقه، وأنزل إليه-صلى الله عليه وآله وسلم-خير كتبه، بعثه بالحنيفية السمحة، وأنزل إليه كتابه العظيم الذي(لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِه تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(فصلت/42)، من تمسك بهذا الكتاب وبهذه السنة النبوية العطرة نجا وفاز وأفلح، ومن تركها هلك ولا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئًا.

ألا وإن من ثمرات التمسك بالكتاب العزيز وبالسنة النبوية المطهرة ومن الاعتصام به أو بهما: أن يكون المرء منشرح الصدر مؤمنًا بالله-جل وعلا-، مؤمنًا برسوله-صلى الله عليه وآله وسلم-، صابرًا محتسبًا راضيًا بقضاء الله وقدره، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له، وما ذاك الصبر والشكر إلا لانشراح الصدر بالإيمان بالله-جل وعلا-وقيامه بما أوجبه الله-عز وجل-عليه في كتابه، وبما جاء به الرسول-صلى الله عليه وسلم-في سنته.

وعند التأمل في سيرة النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-نجده-صلوات الله وسلامه عليه-اشرح الناس صدرًا مع همومه وأحزانه وحرصه على هداية الخلق، فكم أوذي أصحابه، وأوذي-عليه الصلاة والسلام-نفسه وأوذي أصحابه، ومع هذا لم يكن ضيق الصدر بل منشرحاً، قال الله-جل وعلا-: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى)(الضحى/1-8).

فهكذا كان-عليه الصلاة والسلام-لمن تأمل هذه الآيات، طرد وأخرج من دياره وأوذيَ في سبيل الله، ومع هذا ما كان ضائق الصدر وإنما كان منشرحًا.

قال الله-جل في علاه-: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ)(الشرح/1-2)الآيات، وقال-جل وعلا-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ...)(الأنعام/125).

والعبد أيها الأحبة: إذا ما تأمل في سيرة النبي-عليه الصلاة والسلام-ومع ما كان يقاسيه ويعانيه وهو منشرح الصدر-صلوات الله وسلامه عليه-.

والناظر أيضًا: في سير سلف الأمة الصالح الذين اقتدوا برسول الله-صلى الله عليه وسلم-مع ما وجدوه وعانوا منه من اعتداء وإيذاء، تجد الواحد منهم مع ما فيه منشرح الصدر بسبب إيمانه بربه-جل وعلا-.

فهذا الإمام أحمد-رحمه الله تعالى وغفر له-: مع ما كان يعانيه ويقع عليه من إيذاء وظلم، ومع هذا صبر في سبيل الله وصابر وأظهر الحق وهو منشرح الصدر، لم يؤثر عنه ضجر ولا تأفف، اقتداء بالنبي-صلى الله عليه وآله وسلم-.

وهذا الإمام-شيخ الإسلام-ابن تيمية الحراني-رحمه الله وغفر له-: مع ما كان يعاني منه ومن علماء السوء وأعوانهم من السلاطين، كان منشرح الصدر-رحمه الله-مبينًا للحق بالتي هي أحسن للتي هي أقوم.

وقد ذكر الإمام تلميذه شيخ الإسلام ابن القيم-رحمه الله-من ذلك الشيء العجيب، فقال-رحمه الله-وهو يذكر جملة من مقالات شيخه الإمام ابن تيمية-رحمه الله-وهو في السجن، قال: (وعلم الله ما رأيت أحدًا أطيب عيشًا منه مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم، بل ضدها)يعني: ضد الرفاهية(ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع لك من أطيب الناس عيشًا وأشرحهم صدرًا وأقواهم قلبًا وأسرهم نفسًا تلوح نضرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت من الظنون وضاقت بنا الأرض أتيناه)يعني: في السجن.

(فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة، فسبحان من أشهد عباده جنته قبل لقاءه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل فآتاهم من روحها ونسيمها وطيبها واستفرغ قواهم لطلبها والمسابقة إليها)، فهذا حالهم، وهذا كما يقال غيض من فيض لمن نظر في تراجم السلف وتأسيهم بسيدهم وإمامهم-صلى الله عليه وآله وسلم-.

ولك يا عبد الله: أن تنظر في حال كثيرين من الذين خالط الإيمان بشاشة قلوبهم ولا يحرك الواحد منهم ساكنًا إلا بالنظر في الأمر والنهي، يعظم حرمات الله يقف عند حدوده-جل وعلا-كيف تراه من السعادة والنعيم وانشراح الصدر، وقد يكون من أضيق الناس عيشًا، وفي المقابل تجد من أخفق في ذلك وابتعد عن تحقيق العبودية لله-جل وعلا-، وابتعد عن متابعة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كيف هو في ضيق من العيش وضنك، والناس في هذا الابتعاد والبعد يتفاوتون، فمنهم من ابتعد بالكلية، ومنهم من ابتعد يسيرًا أو أكثر وهكذا والناس في هذا متفاوتون.

أقول: لما أخفق أهل المادة أن يحققوا السعادة التي يبحثون عنها، وانشراح الصدر الذي يبحثون عنه، ظنوا أن السعادة تجلب أو تستجلب بلبس أحسن الثياب والملابس، والسكن في أفضل المساكن، إلى غير ذلك من الأمور المادية، ظنوا أن في هذا السعادة أو في هذه الأمور السعادة وانشراح الصدر، فلم يحصلوا السعادة التي يبحثون، ولا هم الذين ارتاحت نفوسهم، بل أخفقوا حتى في هذا الظن.

قال الله-جل وعلا-: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا..) (طه/124)، قال-جل وعز-: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ..)(الزمر/22)، وقال-جل وعز-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ..) (الأنعام/125)، قال-جل وعلا-: (..فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ..)(الزمر/22).

هذه تقدمة مختصرة، ونتعرض أو نستعرض جملة من الأسباب أيها الأحبة في التذكير بها إن شاء الله، إعانة لمعرفة الأسباب المعينة على انشراح الصدر أو لانشراح الصدر.

فمن تلكم الأسباب:

أولها: تحقيق التوحيد لله-جل وعز-، وإخلاص العبودية له-جل وعلا-، التوحيد حق الله على العبيد، أمر الله عباده أن يوحدوه وأن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(الذاريات/56)، (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)(النحل/36).

أقول: وهذا الأمر العظيم هو الذي جاءنا النبي-صلى الله عليه وسلم-به ودعا الناس إليه، وهو الذي جاءت به الرسل من قبل، قال الله-جل وعلا-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ...)(محمد/19).

قال-جل وعلا-متوعدًا: (..لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ...)(الزمر/65-66)، فلا بد أن تكون هذه العبادة وتحقيق التوحيد لله-جل وعلا-خالصة له-جل وعز-لا شريك له في ذلك.

قد بوب الإمام محمد بن عبد الوهاب في كتابه العظيم-كتاب التوحيد-باب فضل التوحيد وما يكفره من الذنوب، والله-جل وعلا-يقول: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)(البينة/5)، ويقول-جل وعلا-: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ...)(الأنعام/52).

فالإخلاص لله-جل وعلا-في تحقيق هذه العبودية يشرح صدر الإنسان، فإذا علمت وأيقنت تتميمًا لذلك أن الله بيده النفع والضر، وهو الذي يرفع ويخفض انصرف القلب إليه-جل وعلا-ولم يلتفت إلى ما سواه، كما قال-جل وعز-: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ)(الشعراء/80).

وعند البخاري في الصحيح: (أن ابن عباس-رضي الله عنهما-قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم لما ألقي في النار، فجعلها الله بردًا وسلامًا، وقالها محمد-صلى الله عليه وسلم-لما قال الناس له: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

إذا علم هذا أيها الأحبة: فلا بد من تحقيق التوحيد والعمل به، لينشرح صدر المرء ويطمئن قلبه، فلا يقول العبد-لا إله إلا الله-ويدعوا غير الله ويستغيث بغيره ويذبح لغيره، ويرجو غيره إلى غير ذلك من أنواع العبادات التي لا يجوز صرفها إلا له.

فإذا تقرر هذا التوحيد: في نفس العبد انشرح صدره، واطمأن قلبه، وعلم علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين بأن الضار والنافع هو الله، فلا يخشى غير الله، ولا يرجو سواه، وعلم العبد الموحد أن الضيق والحرج الشديد والخوف العظيم الذي يعيشه من اتخذ من دون الله آلِهَ يعبدونها من دون الله بدعائها، ورجاءها، والخوف منها، والنذر لها، كما قال الله-جل وعز-: (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا)(الجن/6).

فيا له من ضيق وحرج لا نجاة منه، ولا انشراح إلا بالإيمان بالله-جل وعز-والتسليم له، يقول الله-جل وعلا-في كتابه العزيز: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (127)(الأنعام).

تأملوا يا رعاكم الله في هذه الآيات من سورة الأنعام، قوله-تعالى-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ..)، يقول الإمام ابن كثير-رحمه الله-، قال: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ)أي: ييسره له، وينشطه ويسهله لذلك، فهذه علامات على الخير، كقوله -تعالى-: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ...)(الزمر/22)، وقال-تعالى-: (..وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)(الحجرات/7).

ثم قال: وقال ابن عباس-رضي الله تعالى عنهما-في قوله: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ..)، يقول: يوسع قلبه للتوحيد والإيمان به، قال الإمام ابن كثير: وكذا قال أبو مالك وغير واحد وهو ظاهر، فمن انشرح صدره للإيمان والإسلام لزوم الحق والثبات عليه هدي، كما قال الله-جل وعلا-: (..وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا..)(النور/54)، فدخل النور القلب فانفتح القلب وانشرح، والعكس بالعكس فيمن حاد وابتعد وأبا الحق.

فقال فيه-جل وعلا-: (..وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ..)، (حَرَجًا)بالفتح، وقرئ(حَرِجًا)بكسر الراء، والمعنى: بالفتح-فتح الحاء والراء-الحرج وهو الذي لا يتسع لشيء-القلب الذي لا يتسع لشيء من الهدى-ولا يخلص إليه شيء مما ينفعه من الإيمان ولا ينفذ فيه كما قاله ابن كثير-رحمه الله-، (كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ..)من ضيق صدره، (...كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)(الأنعام/125).
فكما أنه-سبحانه-يجعل صدر من أراد الضلالة أو من أراد إضلاله ضيقًا حرجًا، كذلك يسلط الله عليه الشيطان وعلى أمثاله ممن أبى الإيمان بالله وبرسوله-صلى الله عليه وآله وسلم-فيغويه ويصده عن سبيل الله.

كما قاله الإمام ابن كثير-رحمه الله-، ومن شرح الله صدره موعود بالخير والفلاح في الدارين، لذا قال بعد هذه الآية: (وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)(الأنعام/126)، الله-جل وعلا-قد فصل آيات وسبيل المؤمنين، وفصل آيات وسبيل الصادين المجرمين، كما قال-جل وعلا-: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)(النساء/115)، وفي سبيل المجرمين قال: (..وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)(الأنعام/55).

قال الإمام ابن كثير-رحمه الله-لما ذكر-تعالى-طريق الضالين عن سبيله الصادين عنها: (نبه على شرف ما أرسل به رسوله-صلى الله عليه وسلم-من الهدى ودين الحق، فقال-تعالى-: (وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا...)(الأنعام/126)، أي: هذا الدين الذي شرعناه لك يا محمد بما أوحينا إليك هذا القرآن هو صراط الله المستقيم.

ثم قال في قوله-تعالى-: (..قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ..)أي: وضحناها وبيناها وفسرناها(لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)أي: لمن له فهم ووعي يعقل عن الله ورسوله-صلى الله عليه وسلم-، (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ..)هي: الجنة، (..عِنْدَ رَبِّهِمْ..)أي: يوم القيامة، وإنما وصف الله الجنة هاهنا بدار السلام لسلامتهم فيها، لسلامتهم فيما سلكوه من الصراط المستقيم، المقتفي أثر الأنبياء وطرائقهم، فكما سلموا من آفات الاعوجاج أفضوا إلى دار السلام، (..وَهُوَ وَلِيُّهُمْ..)أي: حافظهم وناصرهم ومؤيدهم، (..بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأنعام127)أي: جزاءً على أعمالهم الصالحة تولاهم وأثابهم الجنة بمنه وكرمه)انتهى كلامه-رحمه الله-.

فيا من تبحث عن الانشراح لا تبتعد كثيرًا فالتوحيد أساس الانشراح وسعة البال، وذهاب الهم والغم.

والسبب الثاني أيها الأحبة: التمسك بما جاء به النبي-صلى الله عليه وسلم-، الواجب على المؤمن كما وحد الْمُرْسِل أن يوحد الْمُرْسَل-صلى الله عليه وسلم-، بالانقياد والتسليم والطاعة والتحاكم إليه والرضا بقضائه(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)(النساء/65).

فالفلاح والنجاح والسعادة وانشراح الصدر الدائم والمستمر إنما هو في إتباعه-صلى الله عليه وآله وسلم-دون ما سواه، قال الله-جل وعلا-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)(الأحزاب/21).

وفي إتباع النبي-صلى الله عليه وسلم-حق المتابعة طمأنينة تامة، وراحة بال كاملة لا نظير لها أبدًا، لأن المتبع أيها الأحبة: يعلم تمام العلم، ويوقن تمام اليقين أنه إنما اتبع وسار وسلك سبيل خير البشر وإمامهم، وأطهرهم وأحبهم إلى الله، وأن الله لن يخزيه ما دام دائرًا على ذلكم الطريق المستقيم والسبيل القويم، متمسك بذلكم النهج الواضح، سائرًا في ذلك على طريقة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، مقتفيًا أثره، متتبعًا لسنته، منتهجًا في ذلك منهاج الصحابة-رضي الله تعالى عنها-.

كيف لا أيها الأحبة والأدلة الكثيرة المتكاثرة في الكتاب والسنة تحث على طاعة رسول الله، فلو لم تكن النجاة والفلاح وانشراح الصدر في متابعته، فأين تكون أو أين يكون انشراح الصدر والفلاح؟، فلا انشراح ولا فلاح ولا فوز ولا سعادة إلا بالإتباع لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-.

وانظر إلى كلمة الإمام أحمد-رحمه الله-يقول: (نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول-صلى الله عليه وسلم-في ثلاثة وثلاثين موضعًا)، نعم، هو كذلك نقله عنه الإمام ابن تيمية في الصارم المسلول، آيات كثيرة، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)(النساء/59).

ويقول-جل وعلا-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(النور/56).

ويقول-جل وعلا-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ)(الأنفال/20).

وقال: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (المائدة/92).

وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)(الأنفال/24).

ويقول: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)(النساء/69).

ويقول: (....وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(الأنفال/13).

ويقول-جل وعلا-: (لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور/63).

ويقول-جل وعلا-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)(آل عمران/164).

ويقول: (....وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(الشورى/52).

ويقول-جل وعلا-: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(آل عمران/31).

في آيات كثيرات أيها الأحبة، والسنة في هذا طافحة أيضًا، فقد جاء في الصحيح: (أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: ومن يأبى يا رسول الله؟، قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)أخرجه البخاري في الصحيح.

فالنبي-عليه الصلاة والسلام-جاءنا بالخير كله، وحاجتنا إلى ما جاء به-عليه الصلاة والسلام-تعلمًا وتعليمًا وتمسكًا ودعوةً أشد من حاجتنا إلى الطعام والشراب، بل وإلى الهواء الذي نتنفسه، فما من خير إلا ودل الأمة عليه، وما من شرٍ إلا وحذرنا منه، ماذا نبحث غير هذا لينشرح الصدر؟، أن نعلم الخير وأن نعمل به، وأن نعرف الشر وأن نحذره.

وقال-صلى الله عليه وسلم-كما عند مسلم في الصحيح: (تركت فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله)، وماذا في كتاب الله؟، الأمر بطاعته-صلى الله عليه وسلم-، فو الله ما من خيرٍ إلا ودلنا عليه، وما من شرٍ إلا وحذرنا منه في الأولى والآخرة، عرَّفنا كل شيء، وأعلمنا بكل شيء، ما مات إلا وقد أتم الله به الدين(...الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا...)(المائدة/3).

فيا عبد الله: لا تبحث النجاة في غير هذه السبيل، اعتصم تنجو وينشرح صدرك، (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)(الأحزاب/21)، قال الإمام ابن كثير عند هذه الآية: (هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله-عليه الصلاة والسلام-في أقواله وأفعاله وأحواله؛ ولهذا أمر الله-سبحانه-الناس بالتأسي بالنبي-عليه الصلاة والسلام-يوم الأحزاب، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه)، لهذا كان الإمام مالك-رحمه الله-يقول: (السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلى عنها هلك).

فمن أراد النجاة أيها الأحبة وانشراح الصدر: فليلزم هدي النبي-صلى الله عليه وسلم-، فلا اضطرابات نفسية، ولا انهيارات عقلية، ولا سخافات، ولا وساوس، ولا خطرات لمن لزم السنة، والمتبع يعلم تمام العلم كما قلت: أن العاقبة للمتقين، أما الماديون الغافلون المغفلون الساهون في المعصية والانحراف، يتيهون يمينًا وشمالًا ويحسبون أنهم مهتدون، يبحثون عن السعادة وانشراح الصدر عند الموسوسين والمهلوسين البعيدين عن السنة والقرآن، قال الله-جل وعلا-: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)(الكهف/104).

قد علم الصحابة-رضوان الله عليهم-أن انشراح البال والصدر إنما هو في الإتباع الحق والاقتداء الصدق برسول الله-صلى الله عليه وسلم-، فما حملوا همًا ولا غمًا لذلك أبدًا، طبقوا ما جاء به النبي-عليه الصلاة والسلام-بكل طمأنينة وراحة وما عندهم في ذلك من غضاضة، هذا ما جاء عن عمر-رضي الله عنه-في الصحيحين، يقول وهو يقبل الحجر الأسود: (أما والله إني لأعلم حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قبلك ما قبلتك).

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف: (عن عبد الله بن عمر-رضي الله تعالى عنهما-، أن رجلًا قال لعبد الله بن عمر: نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر في القرآن ولا نجد صلاة السفر!!)، فبماذا أجاب ابن عمر؟، جواب مؤدب مبني على انشراح الصدر والتعظيم التام، (قال: بعث الله نبيه ونحن أجهل ناس، فنصنع كما صنع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-)، هذا هو الجواب: (نصنع كما صنع)خلاص انتهينا، نقف حيث علمنا وهدينا، بس، لا نزيد في ذلك.

ونحو هذا عند النسائي أيضًا في المجتبى، ولهذا قال ابن مسعود: (اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)فقد كفيتم، وعند عبد الرزاق في المصنف: (أن طاووس بن كيسان اليماني سأل بن عباس-رضي الله تعالى عنهما-عن ركعتين بعد العصر)يعني: هل أصليهما أم لا؟، فنهاه عنهما، فقال مجيبًا: (قلت: لا أدعهما)طاووس يقول: (لا أدعهما)، فأجابه ابن عباس بقوله: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ....)(الأحزاب/36)، تلا هذه الآية إلى أن جاء إلى قوله-تعالى-: (مُبِينًا)، هكذا تسليم وانقياد، تعظيم للسنة وامتثال، مع انشراح بال، علموا ذلك أيها الأحبة فسلموا، وعاشوا في خير عيشة وأهنأ عيشة.

وجاء عند عبد الرزاق أيضًا: (أن ابن سيرين سأل عبيدة السلماني قال: أدركت ركعة من المغرب أشفع إليها أخرى ثم أستقبل صلاتي؟، قال: السنة خير، صَلِّ ما أدركت وأتمم ما فاتك، قلت: فأقرأ، قال: نعم).

وعند ابن أبي شيبة أيضًا في المصنف: (عن الأعمش أنه قال للنخعي إبراهيم، وكان قد سئل-رحمه الله- إذا سلم من الصلاة)يعني: أحد الأئمة كان إذا صلى-يصلي بالناس-يقول بعد أن يسلم: (صلى الله على محمد لا إله إلا الله)يعني: يسأله عن رأيه في هذا-عن هذا الفعل الذي يفعله-، بماذا أجاب النخعي؟، قال: (ما كان من قبلهم يصنع هذا)، يريد أنه أمر محدث، فهذا أيها الأحبة سبب عظيم من أسباب انشراح الصدر.

ومن الأسباب العظيمة في انشراح الصدر أو لانشراح الصدر: ذكر الله، إذا علمت أيها المحب أن هدي النبي-صلى الله عليه وسلم-أكمل هدي وأحسنه وأتمه لزمك إتباعه في ذلك كما مَرَّ، وهذا يجرنا إلى أهمية معرفة العبد المؤمن الذي يبحث عن السعادة وانشراح الصدر إلى أفعاله-صلى الله عليه وسلم-وأموره التي كان يعملها دائمًا وباستمرار، ويعلم سنته ليداوم على ذلك ويتبع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيها.

فمن الأعمال التي يداوم عليها ويكثر منها:

ذكر الله-جل وعلا-في السر والعلانية، وقد جاء في الصحيح عن عائشة-رضي الله عنها أنها قالت: (كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يذكر الله على كل أحيانه).

فذكر الله أيها الأحبة: من أنجع وأنفع وأنجح الأدوية لضيق الصدر، فهو يشرحه بإذن الله كما قال-جل في علاه-: (..أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد/28)، فإذا ذكر العبد ربه بلسانه وبتأمله في الذكر ينتفع به امتلأ القلب حبًا لله، وامتلأ القلب تفكرًا بآيات الله.

وعند البخاري في الصحيح: (أنه-صلى الله عليه وسلم-قال: مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت)، تأملوا في هذا الحديث العظيم، وكما يقال: (قطعت جهيزة قول كل خطيب)، فهذا القول منه-صلى الله عليه وسلم-جامعٌ لخير كثير عظيم، (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت)، لا شك أن بين الحي والميت مفارقات كثيرة كحياة وموت، ولذا أوصى النبي-عليه الصلاة والسلام-الرجل الذي طلب منه أن يوصيه، قال: (لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله).

فذكر الله أيها الأحبة له فوائد عظيمة جدًا منها: اطمئنان القلب وانشراحه، وطرد الشيطان وقمعه.

قال الله-جل وعلا-: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)(الأعراف/201)، جاء عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-أنه قال: أن(الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس).

فانشراح القلب واطمئنانه بذكر الله-جل وعلا-بَيِّنٌ ظاهر لمن ذكر الله على السنة ووفق ما جاء عن رسول الله-عليه الصلاة والسلام-، (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(الرعد/28)، ومعنى تطمئن قلوبهم: أي يزول ما فيها من قلق واضطراب ويبدل ذلك بالفرح والسرور، لذا قال الإمام ابن تيمية-رحمه الله-: (الذكر للقلب مثل الماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟).

ومن فوائد ذكر الله-جل وعلا- الكثيرة: أنه من علامات الإيمان وعلامة المؤمن، وأما المنافق والمنافقين فإنهم(....لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا)(النساء/142) .

ومن فوائد الذكر أيها الأحبة: أنه يذهب قسوة القلوب(...فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ...)(الزمر/22)، وجاء رجل يشتكي إلى الحسن البصري-رحمه الله-قسوة قلبه، قال: (أذبه بالذكر).

فالتقيد أيها الأحبة: بالأذكار الشرعية النبوية التي جاءت عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كما مَرَّ، فيها الخير والفلاح وجماع الخير كله، لاعتقادنا أن هدي رسول الله خير هدي، وأكمل هدي، فهو معلم البشرية الخير-صلوات الله وسلامه عليه-.

وقد عقد الإمام ابن القيم-رحمه الله-في كتابه الوابل الصيب، أو ذكر في كتابه الوابل الصيب فوائد عدة وكثيرة في ذكر الله-جل وعلا-بكلام عظيم نفيس في غاية من الجمال والإبداع والبيان لما قد لا تجده عند غيره، ذكر في هذا الكتاب نحوًا من ثمان وسبعين فائدة-فوائد ذكر الله-جل وعلا-.
ومن أسباب انشراح الصدر أيها الأحبة أيضًا: الرضا بقضاء الله وقدره، إذا تمكن الإيمان من القلب كما مَرَّ أيها الأحبة وتوغل وتغلغل وأشرب القلب به علم العبد وأيقن أن الأمور كلها بيد الله يقلبها كيف شاء، فبيده النفع والضر، ازداد إيمان العبد وازداد انشراحًا وانشرح صدره للحق وأذعن له واطمئن وعلم علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن كل شيء خلقه الله بقدر(إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)(القمر/49)، فما نزل به من بلاء وجب عليه فيه الصبر، وما نزل له أو عليه من نعمة أو نزلت له من نعمة فواجبه عليه فيها الشكر، ما اقترفه من ذنب فوجب عليه فيه الاستغفار والتوبة، فما أصابه من مكروه الواجب عليه فيه الصبر وليس له إلا الصبر والاسترجاع.

فهذا نبينا الكريم-صلوات الله وسلامه عليه-لما علم بوفاة ابنه إبراهيم كما جاء في الصحيح عند البخاري وغيره، قال: (إن العين لتدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما نرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)أو كما قال-صلى الله عليه وسلم-.

وأما الذي لم يتغلغل ولم يتوغل في قلبه هذا، تراه إذا ما وقعت عليه المصيبة أو نزلت به الضائقة يصيح ويلطم ويصرخ ويعترض على قضاء الله وقدره-نعوذ بالله-، إما بعبارة أو بكلام أو بفعالٍ، يتنافى ذلك مع الصبر الذي يجب على الإنسان أن يأتي به.

وهذا قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-: (والصبر حبس النفس عن التسخط بالمقدور، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه، فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة، فإذا قام بها العبد كما ينبغي)وهي: حبس النفس وحبس اللسان وحبس الجوارح(إذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة، واستحالت البلية عطية، وصار المكروه محبوباً)، قال الله-جل وعلا-: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ...)(الزمر/36).

وقد جاء في وصية رسول الله-لابن عباس-رضي الله تعالى عنهما-كما عند الترمذي وغيره وهو حسن: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك)، فإذا علم العبد حقيقة الإيمان بالقضاء والقدر وعظيم هذا الأمر أيقن أن الأمر بيد الله، فبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله-سبحانه وتعالى-انشرح صدره واطمئن قلبه.

ومن ذلك أيها الأحبة من أسباب انشراح الصدر: ترك المعاصي، والفرار من المعاصي، الفرار من المعاصي والبعد عنها، فيا من يبحث عن انشراح الصدر وطمأنينة البال يجب عليك وجوبًا أن تفر من معاصي الله-جل وعز-، وأن تكثر من الطاعات، والتقرب إلى الله-جل وعلا-بمحابه ومراضيه، وتجتهد كل الاجتهاد في البعد عمَّا يسخطه-جل وعلا-، فإن من صفات عباد الله الذين امتدحهم في كتابه أنهم(..يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ..)(المؤمنون/61)، ويسابقون بالطاعات، كما قال-تعالى-: (...إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)(الأنبياء/90).

أيها الأحبة: المعاصي تفسد القلوب وتدمر وتورث الذل والصغار(فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً...)(المائدة/13)، وإن من أعظم الأمور كما قلت البعد عن المعاصي والفرار منها، وقد علم الصحابة-رضي الله تعالى عنهم-والسلف الصالح ذلك، فمن مقالاتهم في هذا الباب قولة ميمون بن مهران-رحمه الله-قال: (إن ذكر الله باللسان حسنٌ وأعظم من ذلك أن تذكر الله عند المعصية فتمسك عنها).

وقد علم هؤلاء عظم أمر المعاصي، وخطر المعاصي، فحاولوا الفرار منها قدر استطاعتهم والبعد عنها، قال الإمام ابن القيم: (إن الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل)، فأدركوا ذلك وعلموا أن شكر الله على ما أنعم به عليهم وتفضل من علم نافع وعمل صالح أن من شكره-جل وعلا-الابتعاد ومجانبة المعاصي، فالنعم كما مَرَّ إنما تقابل بالشكر لا بالكفر.

قال الإمام الحبر الهمام عبد الله بن مسعود-رضي الله تعالى عنه-: (إني لأحسب الرجل ينسى العلم الذي يتعلمه بالذنب يعمله)أخرجه الدارمي في السنن وأبو نعيم في الحلية.

ومعلوم أيها الأحبة: أن النفس تحتاج دائمًا وباستمرار إلى إصلاح لتذكر نعم الله وشكرها، والبعد عن معاصيه-جل وعز-، قال الإمام الحسن البصري-: (نفوسكم مطاياكم فأصلحوا مطاياكم تبلغكم إلى ربكم-جل وعلا-)، وقال الإمام أحمد: (ما يأمن أحدكم أن ينظر النظرة فيحبط عمله)ذكره الحافظ ابن رجب-رحمه الله-في فتح الباري.

وذكر الإمام الذهبي في الكاشف في ترجمة الإمام يحيى القطان: (أن بندار قال: حدثنا إمام أهل زمانه يحيى القطان واختلفت إليه عشرين سنة فما أظنه أنه عصى الله قط)، قال الإمام الذهبي: (كان رأسًا في العلم والعمل)، ولهذا قال الإمام سلمة بن دينار الأعرج محذرًا: (فلا تكن يا عبد الله وليًا لله في العلانية وعدوه في السر).

لذا أيها الأحبة: من أعظم أسباب انشراح الصدر البعد عن المعاصي، خَلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها لما الإنسان يقترف لما الإنسان يقترف هذه المعاصي؟، لا نقول لا قد يقع من الإنسان لكن يجب عليه الأوبة والرجوع (...نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)(ص/30).

فالبعد عن المعاصي أيها الأحبة: يحتاج جهاد عظيم وجهد كبير، جهاد النفس ومجاهدتها، قال ميمون بن مهران-رحمه الله-: (أعمال البر يعملها البر والفاجر، وأما ترك المعصية فلا يقوى عليه إلا صِدِّيق)، ولو سألت المذنب أو العاصي عن لذة معصيته بعد انقضاءها لذهبت، ولو سألت تعب الطائع بعد أداءه الطاعة لذهب التعب وذهبت اللذة، ولكن تعب الطاعة ولذة المعصية الابتداء، لكن تلك اللذة تورث نارًا وتورث ضنكًا من العيش أو ضنكًا من العيش، وأما ذلكم التعب فيورث راحة وانشراح بال وصدر.

ولهذا قال الإمام ابن القيم-رحمه الله-لما عدد نتائج المعصية، قال: (من نتائج المعصية قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك العيش)أو(ضنك المعيشة)ثم قال: (وتتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد عن الزرع عن الماء والإحراق عن النار وأضداد هذه تتولد عن الطاعة)انتهى كلامه-رحمه الله-.

فيا من يبحث عن الخير والفلاح: ابتعد عن المعاصي وقم بضدها وهي: الطاعة كما ذكرنا، وفي الصحيح عند البخاري قوله-صلى الله عليه وسلم-: (قال-الله تعالى-: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه).

فالفرائض من أعظم القربات أو أعظم القربات الفرائض، فانتبه أيها العبد أن تفرط فيها، بل قم بها على ما أمرك الله بذلك، ويلي ذلك النوافل-نوافل القربات والطاعات-، وبالجملة من عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخاءه عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته، كما قال الإمام ابن رجب-رحمه الله-في جامع العلوم والحكم.

فالحصيف أيها الأحبة: يشتري نفسه فالسوق قائمة والثمن موجود، ولو تأملتم في سيرته-عليه الصلاة والسلام-وسيرة أصحابة وأئمة السلف لوجدتم عجبًا في مسارعتهم إلى الخيرات ومسابقتهم إلى الطاعات، وبذلك انشرحت نفوسهم وصدورهم، فما كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه، ثم يقوم مجيبًا: (أفلا أكون عبدًا شكورًا).

وتقول أم المؤمنين عائشة-رضي الله تعالى عنها وأرضاها-كما عند عبد الرزاق في المصنف: (كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شديد الإنصاب بجسده في العبادة، غير أنه حين دخل في السن وثقل في اللحم كان أكثر ما يصلي وهو قاعد).

وجاء في ترجمة عبد الله بن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-: (أن سعيد بن المسيب-رحمه الله-كان يقول: مات)يعني: ابن عمر(وما أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منه).

وجاء عند ابن أبي شيبة في المصنف، وفي الحلية لأبي نعيم: (عن أسد بن وداعة أنه قال: كان شداد ابن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة قمح على مقلي، ثم يقول وهو على الفراش: اللهم إن النار قد منعتني النوم ثم يقوم إلى الصلاة).

وجاء في الزهد لعبد الله ابن المبارك، وعند ابن أبي شيبة في المصنف، وأبي نعيم في الحلية: (عن أبي ميسرة قال: كان عمرو بن شرحبيل إذا أوى إلى فراشه بكى، ثم قال: ليت أمي لم تلدني، فقيل له: لِمَ؟، قال: لأنَّا أخبرنا أنَّا واردوها ولم نخبر أنَّا صادروها).

وقال الإمام الأوزاعي-رحمه الله-: (من أطال قيام الليل هون الله عليه وقوف يوم القيامة-بإذن الله-).

وقال الإمام سعيد بن المسيب-رحمه الله-: (ما أذن المؤذن منذ ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد)، جاءنا هذا في ترجمته، قال الحافظ الذهبي عن إسناد هذه اللفظة عنه، قال: إسناده ثابت.

وقال الإمام وكيع ابن الجراح: (كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى).

وذكر الإمام يحيى القطان: (عن الأعمش أنه كان من النساك المحافظين على صلاة الجماعة وعلى الصف الأول)، ولهذا لما سارعوا في الخيرات ودعوه-جل وعلا-رغبًا ورهبًا كان الواحد أوقاته كلها مشتغلة بالطاعة، ومشغولة بالطاعة.

فهذا سلمة بن دينار يقول: (ما أحببت أن تراه معك في الآخرة فقدمه اليوم، وما كرهت أن تراه في الآخرة فاتركه اليوم).
فحريٌ بنا أيها الأحبة: أن نعتني بمثل هذه الأمور التي ذكَّرنا بها أنفسنا وإياكم، لتنشرح النفوس والصدور، وهناك أسباب أخرى لعل في هذا القدر الذي ذكرنا كفاية.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشرح صدورنا وصدوركم للحق، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وأن يثبتنا جميعًا على الإسلام والسنة حتى نلقاه إنه جواد كريم.​
 
أبو إبراهيم ، جزاك الله خيراً
اللهم اشرح صدورنا بذكرك وشكرك وحسن عبادك
اللهم إن نعوذ بك من ضيق الصدر​
 
عودة
أعلى