من أخطاء الإعجازيين: الوزن الذري للحديد

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
قال زغلول النجار:
"أتيت بالمصحف الشريف، وبالجدول الدوري للعناصر، وكتاب في الكيمياء غير العضوية، فأذهلني أن رقم سورة الحديد سبع وخمسون، والحديد له ثلاث نظائر ( 54 ، 56 ، 57 ) ورقم الآية في السورة ( 25 )، والعدد الذري للحديد ( 26 )، فقلت: إن هذا القرب الشديد لا بدَّ أن له تفسيرا، فألهمني ربي آية قرآنية مبهرة، يقول فيها الحق تبارك وتعالى مخاطبا هذا النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " [ الحجر : 87 ] فالقرآن بنصه يفصل الفاتحة عن بقية القرآن الكريم، ويعتبر الفاتحة مقدمة للقرآن. فقلت: إذا فصلنا الفاتحة عن بقية سور القرآن الكريم يصبح رقم سورة الحديد ( 56 )، ولو بقيت ( 57 ) ففيه نظير للحديد ( 57 )، لكن أكثر النظائر انتشارا للحديد ( 56 ).
الآية رقم (25 ) ، والعدد الذري للحديد ( 26 )، ووجدت القرآن الكريم يصف الفاتحة بأنها سبع من المثاني، وآياتها ستٌّ، فالبسملة آية من الفاتحة وآية من كل سورة قرآنية ذكرت فيها البسملة ما عدا سورة التوبة، فإذا أضفنا البسملة في مطلع سورة الحديد يصبح رقم الآية ( 26 )"

فرد عليه الشيخ عبد الله بن محمد زُقيل، في مكتوب عنونه بـ:
تَـأْصِـيـلٌ عِـلْـمِـيٌّ شَـرْعِـيٌّ بَـعِـيـدٌ عَنِ الـعَـاطِـفَـةِ
https://www.saaid.net/Doat/Zugail/155.htm

"ولا أرى أنه يخفى على العامي قبل المتعلم ذلك التكلف الذي قام به الدكتور الفاضل لإثبات قضية لا شأن لها في ذاتها، فضلا عن أن تكون معجزة من معجزات القرآن،
ولا يخفى على طالب العلم ما وقع له في تفسير الآية، ولا أدري هل يعرف الدكتور الفاضل التفسير النبوي لهذه الآية؟!
فالوارد عنه صلى الله عليه وسلم يجعل السبع المثاني والقرآن العظيم وصفين للفاتحة، والعطف هنا من باب عطف الصفات لا عطف الذوات،
فقد روى البخاري وغيره جملة من الأحاديث في هذا المعنى، ومنها:
‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏قَالَ :‏ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ ‏أُمُّ الْقُرْآنِ ‏هِيَ :‏‏ السَّبْعُ الْمَثَانِي ‏ ‏، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ. رواه البخاري برقم (4704)،
وقال ابن كثير معلقا على هذه الروايات: " فهذا نص في أن الفاتحة السبع المثاني والقران العظيم"،
وما دام ثبت النص عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا فإن غيره من الأقوال تسقط، ويكون تفسير الآية ما قاله صلى الله عليه وسلم.

كما لا يخفى ما وقع منه في جزمه بأن البسملة آية من كل سورة، بلا تحقيق في هذه المسائل، ولا رجوع إلى أهل العلم الذين يُعرفُ كلامهم فيها، بل اختار ما يناسب ما يريد أن يذهب إليه، وهو معرض عن ما لا يناسبه، بلا تحقيق علميٍّ، كما عوده البحث في العلوم التجريبية، وهل يصح هذا الاختيار بلا تحقيق؟!

وكذلك لا يسعفه علم عدِّ الآي، فعدد آيات السورة في العدِّ الكوفي والبصري (29)، وفي عد الباقين (28)؛ وبهذا تكون الآية (24) بدلا من أن تكون (25)، ولو جعل البسملة آية على هذا القول لصارت الآية (25) ولانتقض ما بناه أيضا.

وكل هذا التكلف في محاولة ربط مثل هذه القضايا بالقرآن إنما يصدر ممن يأتي إلى القرآن بمقررات سابقة ويريد أن يطوِّع القرآن لمقرراته، ضاربا بكل ما خالفها عُرض الحائط، ولوكان ما خالف قوله هو العلم الصحيح"
انتهى الاقتباس.

وبعد انكشاف الأمر قال أحدهم (وهو الكحيل):
"حاول بعض الباحثين أن يبدأ العد من سورة البقرة (على اعتبار أن الفاتحة هي أم القرآن) فإذا كانت سورة البقرة رقمها واحد ستكون سورة الحديد رقمها 56 وهذا يطابق الوزن الذري للحديد (النظير 56)، ولكن مثل هذا العمل لا يجوز لأنه نوع من أنواع التحايل على أرقام القرآن"

الخلاصة:
ترتيب سورة الحديد 57، لكن الحديد المنتشر في الطبيعة وزنه الذري 56
فكان أمامهم إما أن يحذفوا الفاتحة من العد (وهو ما سيترتب عليه خلل في باقي أمثلتهم التي تعتمد على الترتيب المعروف للسور، وأمثلتهم التي تعتمد على العدد 114)
أو أن يختاروا نظيرا من نظائر الحديد لا يوجد في الطبيعة إلا بنسبة 2%، ويتركوا المنتشر في الطبيعة بنسبة 91% (واحد وتسعين بالمئة!)
https://en.wikipedia.org/wiki/Isotopes_of_iron
وكلاهما مر!
منهج العدادين الإعجازيين ظلمات بعضها فوق بعض.
(ويضاف لكل هذا حقيقة طريفة أخرى يتجاهلونها.. وهي أن الوزن الذري للحديد ليس 56 بالضبط، بل 55 و8 أجزاء من عشرة تقريبا!)
 
كلام الشيخ زقيل منقول من كتاب للدكتور مساعد الطيار (مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر)، ثم علق عليه بقوله:

"أعلم أن بعض القراء للمقال لن يعجبه هذا الرد لأن فكره قد رسخ فيه مسألة الإعجاز العلمي والعددي، وأن هذه المسائل من الجبال الرواسي، ولكني أقول: شيء من التجرد للحق وسبر كلام أهل العلم الذين يجعلون نصوص الكتاب والسنة نصب أعينهم، وليس دغدغة العواطف"
 
أكرر أن أكثر من شوّه اللطائف العددية المثبتة في القرآن هم أهل الثرثرة عن الإعجاز العددي أنفسهم.
يأتون بتكلف رهيب لا أدري ما وجهته ، بل ولا يُفهم من أي وجه كنكتة خفية ، اللهم إلا التكلف والقول بغير دليل.

أفهم مثلاً مبدأ المعاكسة بحيث تقع كلمة و كلمة أخرى عكس معناها بنفس العدد. بغض النظر عن صحة الادعاء والتحقق منه.
لكن لا أفهم ماذا يعني كون عدد حروف آية مقسوماً برقم الجزء مضروباً على رقم الصفحة يساوي ٦٠ ؟
ماذا يريد هؤلاء ؟
هل يريدون منا الإلحاد بكتاب ربنا ؟ بل هم يعبثون ولا حولا ولاقوة إلا بالله. والمطلوب منا التعجب والاندهاش فقط دون مساءلة حقيقية عن هذه المزاعم التي دخل فيها كل من هب ودب.

إنكم تتحدثون عن كتاب الله عز وجل ، القرآن العظيم! مالكم كيف تحكمون ؟
 
بارك الله فيكم جميعاً.
حقاً إن مثل هذا العبث يحزننا وقوعه، وقد كثرت ولله الحمد الردود العلمية والتنبيهات على أمثال هذه الأخطاء مما جعلهم يتوقفون أو يقللون من هذا القول بغير علم، ويدركون حجم الخطأ الذي يرتكبونه بهذه الطريقة المسيئة للقرآن وللتفسير .
نسأل الله لهم الهداية للصواب .
 
عودة
أعلى