من آداب النصيحة

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
أن تكون سرًّا ، وهذا أدعى لقبولها ، قال ابن كثير - رحمه الله : { وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسهمْ قَوْلًا بَلِيغًا } [ النساء : 63 ] ، أَيْ : وَانْصَحْهُمْ فِيمَا بَيْنك وَبَيْنهمْ ، بِكَلَامٍ بَلِيغ رَادِع لَهُمْ .ا.هـ [1] . وقال السعدي – رحمه الله : أي : انصحهم سرًّا ، بينك وبينهم ، فإنه أنجح لحصول المقصود [2] ؛ وقال بعضهم : من وعظ أخاه فيما بينه وبينه ، فهي نصيحة ؛ ومن وعظه على رؤوس الناس ، فإنما وبخه .
قال ابن رجب – رحمه الله : وكان السلف يكرهون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على هذا الوجه ( أي : العلانية ) ، ويحبون أن يكون سرًّا فيما بين الآمر والمأمور ، فإن هذا من علامات النصح ، فإن الناصح ليس له غرض في إشاعة عيوب من ينصح له ، وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها [3] .
قال الشافعي - رحمه الله :
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي ... وجنِّني النصيحة َ في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ... من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ... فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه
قال الغزالي - رحمه الله : الفرق بين التوبيخ والنصيحة بالإسرار والإعلان ، كما أن الفرق بين المداراة والمداهنة بالغرض الباعث على الإغضاء ؛ فإن أغضيت لسلامة دينك ، ولما ترى من إصلاح أخيك بالإغضاء ؛ فأنت مدار ، وإن أغضيت لحظ نفسك ، واجتلاب شهواتك ، وسلامة جاهك ؛ فأنت مداهن ( أي : مخادع ) [4] .
___
[1] انظر ( تفسير ابن كثير ) عند الآية ( 63 ) من سورة النساء .
[2] انظر ( تفسير السعدي ) عند الآية ( 63 ) من سورة النساء .
[3] ( الفرق بين النصيحة والتعيير ) ص 18/ - تحقيق : بشير محمد عيون /مكتبة دار البيان - مكتبة المؤيد - الطبعة الأولى : دمشق - بيروت 1413 هـ / 1992 م .
[4] انظر ( إحياء علوم الدين ) : 2 / 182
 
عودة
أعلى