من آداب المجالس

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لابد أن تكون هذه الفريضة زينة المجالس ، إذ بها ينجو الحضور من الوقوع في المآثم ، ولو بالمشاركة إذا لم يتناهوا عن المنكر ، فالذي لا ينهى المغتاب هو شريك له في الإثم ، والذي لا يصحح لمن يخطئ - وهو يعلم - هو شريك له في الخطأ ، لا سيما إذا كان هذا الخطأ في الدين ، فيجب على مَنْ يعْلَمهُ أن يصححه ، وأن يرشد مَنْ قاله إلى الصواب ، بهذا يكون المجلس ممن يتعاونون على البر والتقوى ، وهي مجالس الخير التي يحبها الله تعالى .
في صحيح مسلم عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ رضي الله عنه سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ " [1] ؛ قال النووي - رحمه الله : هُوَ أَمْر إِيجَابٍ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّة ؛ وَقَدْ تَطَابَقَ عَلَى وُجُوب الْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر الْكِتَاب وَالسُّنَّة وَإِجْمَاعُ الْأُمَّة ، وَهُوَ أَيْضًا مِنْ النَّصِيحَة الَّتِي هِيَ الدِّين [2] .ا.هـ .
روى أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) عن الحسن أن هرم بن حيان كان على بعض تلك المغازي ، فاستأذنه رجل ، وهو يرى أنه يستأذنه لبعض الحوائج ، فلحق بأهله ؛ فلبث ما لبث ، ثم جاء ؛ فقال له : أين كنت ؟ قال : استأذنتك يوم كذا ، فأذنت لي ؛ قال : فأردت ذلك لذلك ؟ قال : نعم ؛ ( فذُكر أنه قال لذلك الرجل قولا شديدًا ) ، ولم يكلمه أحد من جلسائه ، بحيث رأوا غضبه وهو يقول لأخيه ما يقول ؛ فقال لهم : جزاكم الله من جلساء شرًّا ! تروني أقول لأخي ما أقول ، ولم ينهني أحد منكم عن ذلك ؛ اللهم خلِّف رجال السوء لزمان السوء [3] . فانظر إلى هذا الفاضل بعد أن سكت عنه غضبه ، كيف عاتب الحضور على أنهم لم ينهوه عن ما قال في غضبه ؟
-------------------------------------------------
[1] مسلم ( 49 ) .
[2] انظر ( شرح النووي على مسلم ) : 2 / 22 .
[3] حلية الأولياء : 2 / 121 ؛ وهرم بن حيان تابعي جليل ؛ ولي بعض الحروب في أيام عمر وعثمان ببلاد فارس ؛ وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء : 4 / 48 .
 
عودة
أعلى