من آداب المجالس - كفارة المجلس

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
يُسْتَحَبُّ لِلرَّجُل إِذَا قَامَ مِنْ المَجْلِسِ أَنْ يَقُول : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " .
فعن أَبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ جَلَسَ في مَجْلِسٍ ، فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ ، فَقَالَ قَبْلَ أنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلا أنْتَ ، أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ ، إِلا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ في مَجْلِسِهِ ذَلِكَ " [1] .
اللغط : الكلام الذي فيه جلبة واختلاط ، قَال ابْنُ عَلاَّنَ - رحمه الله : عُمُومُهُ مَخْصُوصٌ بِمَا عَدَا الْكَبَائِرَ ، فَإِنَّهَا لاَ تُكَفَّرُ إِلاَّ بِالتَّوْبَةِ ، أَوْ بِالْفَضْل الإِْلَهِيِّ ، وَبِمَا عَدَا تَبِعَاتِ الْعِبَادِ ، لأَِنَّ إِسْقَاطَهَا عِنْدَ التَّلَوُّثِ بِهَا مَوْقُوفٌ عَلَى رِضَا ذِي الْحَقِّ ، وَهَذَا التَّخْصِيصُ مَأْخُوذٌ مِنْ أَحَادِيثَ أُخَرَ .... ثُمَّ قَال : وَإِنَّمَا تَرَتَّبَ عَلَى هَذَا الذِّكْرِ غَفْرُ مَا كَسَبَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ تَنْزِيهِ الْمَوْلَى سُبْحَانَهُ ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِإِحْسَانِهِ ، وَالشَّهَادَةِ بِتَوْحِيدِهِ ، ثُمَّ سُؤَال الْمَغْفِرَةِ مِنْ جَنَابِهِ ، وَهُوَ الَّذِي لاَ يُخَيِّبُ قَاصِدَ بَابِهِ [2] .
وعن أَبي بَرْزَة رضي الله عنه قال : كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ بأَخَرَةٍ ، إِذَا أرَادَ أنْ يَقُومَ مِنَ الْمَجْلِسِ : " سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلا أنتَ أسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إليكَ " . فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رسولَ الله ، إنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا كُنْتَ تَقُولُهُ فِيمَا مَضَى ؟ قَالَ : " ذَلِكَ كَفَّارَةٌ لِمَا يَكُونُ في المَجْلِسِ " [3] .
وَعَنْ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ إِنْسَانٍ يَكُونُ فِي مَجْلِسٍ فَيَقُولُ حِينَ يُرِيدُ أَنْ يَقُومَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ , لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ , أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ , إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ " [4] .
وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ، فَقَالَهَا فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ ، كَانَتْ كَالطَّابِعِ يُطْبَعُ عَلَيْهِ ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ ، كَانَتْ كَفَّارَةً لَهُ " [5] .
وَعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا ، أَوْ صَلَّى تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ الْكَلِمَاتِ فَقَالَ : " إِنْ تَكَلَّمَ بِخَيْرٍ كَانَ طَابِعًا عَلَيْهِنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ تَكَلَّمَ بِغَيْرِ ذَلِكَ كَانَ كَفَّارَةً لَهُ ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " [6] .
فإذا ختم الإنسان المجلس بهذا الذكر كان كفارة لما يكون في المجلس من لغط ونحوه ؛ وإن كان مجلس ذكر كان كالطابع عليه ، وكان خيرًا على خير ؛ ففيه التسبيح والتحميد والتوحيد والاستغفار .
-----------------------------------------------
[1] أحمد : 2 / 494 , والترمذي ( 3433 ) ، وقال : حسن صحيح .
[2] انظر ( دليل الفالحين ) : 3 / 306 .
[3] أحمد : 4 / 420 ، 425 , وأبو داود ( 4859 ) ، وقال الألباني : حسن صحيح ، والنسائي في الكبرى ( 10259 ) .
[4] أحمد : 3 / 450 , والطبراني في الكبير : 7 / 154 ( 6673 ) , وقال الأرناؤوط : إسناده صحيح .
[5] النسائي في الكبرى ( 10257 ) ، والحاكم ( 1970 ) , وصححه الألباني في ( الصَّحِيحَة رقم 81 ) .
[6] - أحمد : 6 / 77 ، والنسائي ( 1344 ) ، وفي الكبرى ( 10231 ) , انظر الصَّحِيحَة ( 3164 ) .
 
عودة
أعلى