بلال الجزائري
New member
- إنضم
- 08/02/2009
- المشاركات
- 614
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
: 2/4/2012 ميلادي - 10/5/1433 هجري
القلَقُ الكبير الذي يَنْتاب طُلاَّب الدراسات العليا بِمُجرَّد التفكير في تلك السَّاعة الحاسمة، وهي ساعة الوقوف بين يدَيْ لجنة المُناقَشة، واستقبال الأسئلة من المُناقِشين، وتقديم الإجابات والمُبَرِّرات لاستعمالِ أداة، أو خطَأٍ معيَّن، أو توضيح وجهة نظرٍ في مسألة ما.
الغالبُ أنَّ الطالبَ لا يَعْرفُ مِن مُناقِشيه إلاَّ المشرفَ، الذي استمرَّ معه طوالَ فترة كتابتِه للأُطْروحةِ، ناصحًا، ومعدِّلاً، وحاذفًا؛ بحسب ما يلزم، وما يراه صحيحًا ومقنعًا للطالب، الذي هو - برأيي - ابنٌ لمشرفِه، أمَّا بقية المناقشين، فقد لا يكون للطالب بِهم أدنى ارتباط، وقد يكون - كما أسلفت - يراهم للمرَّةِ الأولى.
المنهجُ الجديدُ الذي سنَّه الأستاذُ الفاضلُ الدكتور كمال جبري عبهري، أستاذ النَّحو والصَّرْف في جامعةِ العلومِ الإسلاميَّةِ العالميَّةِ ( عمان/ الأردن) يذلِّل كلَّ الصُّعوباتِ، النَّفسيَّة قبل المادِّية، ومنهجُه الذي بدأ بتطبيقه من بدايةِ الفصل الأوَّل من العام الدِّراسي 2011/ 2012 م، يقومُ على الاتِّفاقِ مع الطالبِ، وتحديدِ المشرفين الذين سيقومونَ بمناقشتِه عند الانتهاء منَ إعدادِ الأطروحةِ، أو البحثِ، ويبدأ العمل معهم منذ البداية، حيثُ يعرضُ الطالبُ ما أنجزه على مشرفِه، ويناقشه في ذلك، ويبدي ملاحظاتِه الإيجابيّةَ والسلبيّةَ، ويقدّمُ التعديلاتِ المطلوبةَ، وفي الوقت نفسه يدفعُ بهذه المادّةِ إلى المشرفين المُقترحين، ويقومون كذلك بإبداءِ الملاحظاتِ، والتّعديلاتِ، التي يستفيدُ منها الطالبُ أثناء سيرِهِ بالبحثِ والكتابةِ.
يرى الدكتورُ جبري أنَّه لا بدَّ من الاجتماعِ مع أعضاءِ اللجنةِ بشكلٍ دوريٍّ، وإجراء حوارات ومناقشات معهم في المواضيع المطروحةِ، وإذا كانَ الاجتماعُ مع المشرفِ يتمُّ كلَّ ثلاثةِ أسابيع، أو كلّ شهرٍ، فقد يكونُ الاجتماعُ مع اللجنةِ كلَّ شهرين، وبذلك يلتقي الطالبُ معهم أربعَ مرَّاتٍ على أقلِّ تقدير.
لهذا المنهجِ الجديدِ إيجابيَّاتٌ كثيرةٌ؛ منها تحقيقُ التآلفِ بين الطالبِ ومناقشيه، فيَعْرف مناهجَهم وتوجُّهاتِهم، ويعرفون منهجَه وكفاءَته، ويتحقّقون سلفًا من مقدرتِه العلميَّةِ، وشَدِّ إصره، وتوجيهِه، واستفادتِه من علمِهم.
وهناك فائدةٌ مهمَّةٌ، وهي التَّنْبيهُ على الخطأ في بدايةِ وقوعِه قبلَ أن يستفحلَ، ويتَمادى، ويبني عليه، وبما يوفّر الجهدَ في كثرة التعديلاتِ، وعدم الوقوع في خطأ مُشابهٍ في المراحلِ اللاحقةِ.
الهدفُ الأكبرُ والأسمى - في رأيي - أنَّ الأبَ الفاضلَ قد أوصلَ أبناءَه إلى المناقشةِ وهم في غايةِ الاطمئنانِ والرّاحةِ النّفسيّةِ، والثّقةِ الكبيرةِ في اجتياز هذه المرحلةِ دونَ معيقاتٍ؛ لأنّ المعيقاتِ قد أُزيل إشكالُها مُسبقًا، ولا تكون جلسةُ المناقشةِ إلاّ أشبه بندوةٍ علميّةٍ يعرضُ الطَّالبُ بضاعتَه، فتَجِد قبولاً ومدحًا، ويتلقَّى ما يطرأ من ملاحظاتٍ، سوفَ تكون بالتأكيدِ يسيرةً.
لقد حقَّقَ صاحبُ هذا المنهجِ فوائدَ عظيمةً، تُكتبُ في ميزان حسناتِه، وله أجْرُها وأجرُ مَن يعملُ بها، يَذْكرُها كلُّ من جاء بعده من المشرفين والباحثين، ويَجْني ثِمارَها كلُّ مَن يُطبِّقُها، وأدعو أساتذتَنا الكرامَ وزملاءَنا الباحثين إلى اتِّباعِها.
المصدر :شبكة الألوكة