منهجية التدبر للأئمة والمأمومين في التراويح

إنضم
18/04/2003
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
يشكو كثير من الأئمة بل والمأمومين في صلاة التراويح أنهم لايجدون أثر القراءة في نفوسهم وربما انشغلوا بالمراجعة والضبط عن التدبر ، ولهذا أحببت أن أطرح هذه المنهجية المقترحة لتدبر للأئمة وهي مجربة ، ولها أثر بالغ - بإذن الله - على الإمام في قراءته وضبطه ، وتأثير على المأمومين ، ويمكن أن يأخذ بها المأموم في تدبر الآيات التي سيقرؤها الإمام في صلاة التراويح .
ويمكن تلخيصها بالنقاط التالية :
1- قراءة الحزب اليومي بعد العصر مباشرة حفظاً ( للمراجعة والضبط )
2- استعراض تفسير الدر المنثور أو السعدي أو غيرهما ، مع استخراج أبرز اللطائف التدبرية .
3- قراءة الحزب المقدر بعد المغرب مباشرة (بتدبر) لمعايشة الآيات وعرضها على النفس للانتفاع بها إيماناً وعلماً وعملاً .
4- (إن أمكن ) أن يستخلص الإمام بصائر قرآنية من الآيات يتحدث عنها بعد صلاة التراويح لمدة (5-7 دقائق) . مثل ( فاستبقوا الخيرات ) ( ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم ) ( آية البر وتكميل الإيمان ).
وسيتذوق الإمام بهذه المنهجية كلام ربه ، وسيجد له طعما آخر . وسيخرج من رمضان بقراءة تدبرية نافعة له وللمأمومين بإذن الله .
أسأل الله تعالى أن يعيننا على تدبر كتابه ويرزقنا الانتفاع به إيماناً وعلماً وعملاً .
 
شكر الله لك يا أمين التدبر ،،
موضوع في غاية الأهمية ونصائح ثرية ، فليتك تبسط وتشرح وتقرب وتمثل عليها لا عدمناك حبيبي ، فالناس أقلقونا يقولون علقتمونا بالتدبر فلما ذقنا حلاوته لم نجد ما يروي عطشنا .
 
بارك الله فيكم يا أبا عبدالله .
مَنْ وفقهُ اللهُ لمثل هذا المنهج اليومي في رمضان سينتفع كثيراً بقراءتهِ للقرآن بلا شكّ .
 
بارك الله فيك يا دكتور محمد، وهذه أفكار نافعة جداً، زادكم الله توفيقاً وسداداً . ورزقنا الله تدبر كتابه الكريم .
 
ليس هناك وقت للتدبر للحافظ المتقن أفضل من وقت أداء الصلاة فإنه يفتح عليه من المعاني الشيء العجيب
عش مع الآية وأنت تتلوها حرفا حرفا وكلمة كلمة وسترى أن القرآن في الصلاة شيء آخر​
 
أشكر للأخوة المشايخ تعقيبهم وتفاعلهم .
وأما ماطلبه أخي الدكتور عصام فهو أخبر ، وإنما أردت الإشارة ، واللبيب بالإشارة يفهم .
وأبين بعض الأمور المهمة منها :
1- أن المراد باستعراض التفسير ، المرور السريع مع التركيز على صيد الفوائد ، وهي طريقة نافعة لطلبة العلم ، وإلا فإن الوقت لايكفي للقراءة المتأنية . والوقت الذي تحتاجه هذه الطريقة ساعة تقريباً لنصف جزء .
2- قد يكتفي القارئ بتدبر الآيات والوقوف معها بنفسه مع الرجوع للتفسير إن احتاجه . لكن الطريقة الأولى فيها فائدة مهمة وهي استعراض التفاسير وصيد الفوائد والنفائس منها ، وإليكم فائدة نفيسة من ابن سعدي : قال عند قوله { والراسخون في العلم يقولون آمنا به ... } : ( وقد أثنى الله تعالى على الراسخين في العلم بسبع صفات هي عنوان سعادة العبد: إحداها: العلم الذي هو الطريق الموصل إلى الله، المبين لأحكامه وشرائعه، الثانية: الرسوخ في العلم وهذا قدر زائد على مجرد العلم، فإن الراسخ في العلم يقتضي أن يكون عالما محققا، وعارفا مدققا، قد علمه الله ظاهر العلم وباطنه، فرسخ قدمه في أسرار الشريعة علما وحالا وعملا الثالثة: أنه وصفهم بالإيمان بجميع كتابه ورد لمتشابهه إلى محكمه، بقوله { يقولون آمنا به كل من عند ربنا } الرابعة: أنهم سألوا الله العفو والعافية مما ابتلي به الزائغون المنحرفون، الخامسة: اعترافهم بمنة الله عليهم بالهداية وذلك قوله { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } السادسة: أنهم مع هذا سألوه رحمته المتضمنة حصول كل خير واندفاع كل شر، وتوسلوا إليه باسمه الوهاب، السابعة: أنه أخبر عن إيمانهم وإيقانهم بيوم القيامة وخوفهم منه، وهذا هو الموجب للعمل الرادع عن الزلل ) .
وهذه الفائدة صيد ثمين يحتاج لوقت من التأمل والتدبر .
3- أنني أوصي إخواني الأئمة بالمكوث في المسجد وقت العصر والمغرب فإن لم يمكن فوقت المغرب ، حيث يفطر ماتيسر له ويجعل عشاءه بعد التراويح ، فإن لهذا أثراً في راحة الإمام وصفاء قلبه . وحينها سيجد في قراءته للحزب بتدبر معايشة خاصة للقرآن .
4- أما البصائر القرآنية التي يختارها الإمام للحديث ، فقد جربتها ورأيت أثرها في الناس بحمد الله ، وهي لاتأخذ وقتاً في الاختيار ولا التحضير ولا الإلقاء . ويركز فيها على الجوانب العلمية . وهي طريقة يمكن للإمام أن يجعلها منهجا له دائماً في إحدى الصلوات كالعشاء .
المهم : أن يكون للإمام صلة بكتاب الله تدبراً ومعايشة ، فسيجد لذة ونعيماً لايعدله نعيم والله ، نسأل الله تعالى أن يكرمنا بهذا النعيم في الدنيا والآخرة
 
بوركت أبا عبدالله ..
وبالنسبة للتعليق على الآيات فهو كما تفضلت ، مجرب الأثر على المتحدث قبل السامع ، وقد جربتها العام الماضي فوجدت لها من الأثر ما لم أكن أحسب له ، وهذا من توفيق الله عز وجل.
وأيقنت تعطش الناس لهذا النوع من الأحاديث الذي يربط القرآن بواقعهم وكأنه تنزل هذه الآيام ليعالج مشاكلهم يتحدث عن حياتهم.
وإني لأعجب من إمام مكّنه الله تعالى من حفظ كتابه، ومن القدرة على الحديث، ثم يذهب بعيداً إلى موضوعات لا تسامي موضوعات القرآن ، أو يستغرق الوقت في ذكر أحاديث ضعيفة أو موضوعة باسم الترغيب والترهيب ، وإن كنتُ أرجو لهم الثواب على حسن النية والرغبة في نفع الخلق.
والله المستعان.
 
عودة
أعلى