منظومة: سلَّم الصَّغير في أصول التفسير

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
منظومة: سلَّم الصَّغير في أصول التفسير
هذه المنظومة للشيخ السَّيِّد محسن بن جعفر بونمي رحمه الله ت: 1379 هـ، أهداني صورةً من أصلها أحد أحفاده، وهي مسودَّة وعليها تعديلات وتصويبات النَّاظم، لم يبيضها بعدُ، وتوفي عنها هكذا، وقد أوشكتُ أوراقها على التلف، فأحببتُ أن أرفع بعضها هنا، وهي مكونةً من ما يقرب من 48 بيتاً

يقولُ راجي عفو ربِّه القوي ** محسن بن جعفر بن علوي

الحمدُ للهِ العليِّ الصَّمدِ ** ثمَّ الصَّلاةُ للرَّسولِ الأحمدِ

وآلهِ وصحبِه مَنْ عاينوا ** نزول وحيٍ والقُرَانَ أثْبتُوا

وهذه أرجوزةُ التفسيرِ ** سمِّيتُها بـ( سلَّم الصَّغير )

مضبوطةٌ وجيزةٌ للغاية ** والأصلُ من مجموعة ( النُّقاية )

من ربِّنا مؤمِّلاً النَّفع بها ** دُنْيا وفي أخرى بمعنى بابها

مع القبول ثمَّ حسن الخاتمة ** هذا بيان القول في المقدِّمة

علم التفسير

يبحث هذا العلم في الكتاب ** من جهة النزول والآداب

وسند واللفظ والمعاني ** وانظر تمام الحدِّ في الإتقان

القرآن

حدُّ القران الكلام المنزل ** على محمَّدٍ وأيضاً يفضل

لأجل أن يعجزهم بسورة ** وهي أتت كالكوثر المشهورة

الأنواع

فمنها ما يرجع للنزول ** اثنان مع عشْرٍ على المنقول

فالمكي والمدني كلُّ ما نزل ** من قبل هجرةٍ فمكيٌّ حصل

أو بعدها فمدني قد ظهر ** في البقرة مع ثلاث تنتظر

من بعدها كذلك الأنفالُ ** براءة ورعدٌ وحجٌ قالوا

النُّور والأحزاب والقتالُ ** وتالياها والحديدُ حالُ

كذاك تحريم وما بينهما ** قيامةٌ والقدر فافهم تعلما

زلزلةٌ نصر والمعوذان ** وثالث ورابعٌ قد استبان

الحضري هو قلْ كثيرُ ** والسَّفري عندهم محصورُ

الفتح ثمَّ آية التَّيممِ ** كذا اتقوا يوماً هُديتَ فافهمِ

آمن الرَّسول يسألونكا ** في سورة الأنفال فاقفى المسكا
 
يقولُ راجي عفو ربِّه القوي ** محسن بن جعفر بن علوي

قوله: (يقولُ): فعلٌ مضارعٌ مرفوع لتجرده عن النَّاصب والجازم، مأخوذٌ من القول، الذي يطلق على المفرد والمركَّب.
قوله: (راجي): من الرجاء، وهو الطمع فيما يمكن حصوله، ويرادفُه التأميل –وهو المناسب هنا-، ويطلق أيضاً على الخوف، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّهُم كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا﴾ أي: لا يخافون أن يحاسبوا.
قوله: (عفو) بالجرِّ على الإضافة لأنَّ الرجاء حاصلٌ، والعفو ضدُّ الجُهد، وأصل العفو: الفضل، وعفو المال فضله، ومنه قوله تعالى: ﴿وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ﴾ وهو ما يتسَّر بذله من غير جهد.
وفسَّر بعضهم العفو -هنا- بمعنى الصَّفح عن الذنب وترك مؤاخذة المتعدِّي.
ومعناه -هنا- رجاء العفو، فيحتمل أن يكون عاماً لما صدر منه مما يفتقر إلى العفو، ويحتمل أن يكون خاصاً لما يقع منه –في هذه المنظومة- لا على سبيل القصد مما يحتاج إلى العفو.
قوله: (ربه): بالجرِّ على الإضافة أيضاً، والربُّ: يطلق على المالك والسَّيِّد والمصلح والمولى، ولا يطلق الربُّ على غير الله إلا مضافاً([1]).
قوله: (القوي): من أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الكريم، ورد معرفاً مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيْزُ﴾، ومُنَكِّراً مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيْدُ الْعِقَابِ﴾.
قوله: (محسنُ بن جعفر بن علوي) هذا هو اسم النَّاظم، فهو محسن بن جعفر بونمي باعلوي.


([1]) ينظر: الجواهر المضية على المقدمة الجزرية، سيف الدين الفضالي صـ:17-20، مع تصرف يسير.
 
الحمدُ للهِ العليِّ الصَّمدِ ** ثمَّ الصَّلاةُ للرَّسولِ الأحمدِ

قوله :(الحمد لله) الحمد لغة: الثناء باللسان على جهة التبجيل والتعظيم،
واصطلاحاً: فعل ينبئ على تعظيم المنعم بسبب كونه منعماً على الحامد أو غيره، وهو مستحقٌ لله تعالى.
قوله: (العلي) من أسماء الله الحسنى الواردة في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيْمُ﴾، و﴿وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيْرُ﴾.
قوله: (الصمد) من أسماء الله الحسنى ورد في القرآن الكريم مرَّة واحدة في قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ الصَّمَدُ﴾.
قوله: (ثم الصَّلاة) الصلاة لغةً بمعنى الدعاء، وهي من الله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: «صَلَاةُ اللَّهِ: ثَنَاؤُهُ عَلَيْهِ عِنْدَ الْمَلَائِكَةِ، وَصَلَاةُ الْمَلَائِكَةِ: الدُّعَاء«([1]).
قوله: (للرَّسول) هو إنسان ذكر أُوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه([2])، وقد أملا علينا شيخنا الفاضل محمد الإغاثة الشنقيطي – حفظه الله - من قوله نظماً:
وَإِنَّمَا الرَّسولُ إِنْسَانٌ ذَكَر
أَوحَى إِلَيهِ مَنْ لَمْ تُكَيِّفْهُ الفِكَر
فَقَالَ بَلِّغْ مَنْ أُرسِلْتَ فِيْهُمُ
أَمْراً دُعُوا إِلَيْهِ يَكْتَفِيْهُمُ
وَحَيْثمَا الوَحيُ عليه قَصُرا
فَهْوَ النَّبِيُّ قَالهُ مَنْ حَرَّرا
قوله: (الأحمد) من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم الواردة في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَمَبَشِراً بِرَسُولٍ يَأْتِيْ مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَد﴾.


([1]) ينظر: صحيح الإمام البخاري برقم (4797).
([2]) للعلماء أقوال في ضبط الفرق بين الرسول والنَّبي، ينظر: الرُّسل والرِّسالات للأشقر صـ: 14-15.



 
ليتك ترفعها لنا كاملة مع تعليقاتك النافعة
لم أكمل تعليقاتي عليها، ولم أنشط لذلك، ولعلَّ الله يهيء وقتاً مناسباً لإكمالها ورفعها إن شاء الله.
 
عودة
أعلى