مناقشة مذكرة ماجستير موضوعها تفسير أطفيش الإباضي الجزائري

إنضم
10/08/2010
المشاركات
295
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
مناقشة مذكرة ماجستير عنوانها: " التّحليل النّحوي عند الشيخ أطفيَّش من خلال كتابه تيسير التّفسير - آيات الأحكام نموذجا – "
يوم أمس الثلاثاء 29 ربيع الثاني 1436هـ . 18/02/2015م بكلية العلوم الإسلامية جامعة الجزائر (1)
للطالب: بودربالة محمد . إشراف الدكتورة: حورية عبيب
لجنة المناقشة تكوّنت من : الدكتورة: حورية عبيب مشرفة ومقررة
الأستاذ الدكتور: لخضر حداد رئيسا
الدكتور: رضا دغبار عضوا
وهذه كلمة الطالب في بداية المناقشة فيها تعريف بالمذكرة واختصار لأهمّ ما جاء فيها.

" أعوذ بالله السميع العليم من الشّيطان الرّجيم بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين: ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، أساتذتي الأجلاء، السيد رئيس لجنة المناقشة السيّدة الأستاذة المشرفة السيد الأستاذ المناقش السادة الحضور أحييكم بتحية الإسلام، السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، إنّه لمن دواعي السرور أن أنال شرف حضوركم لهذه الجلسة العلمية التي أتشرّف من خلالها بالوقوف أمام لجنة المناقشة لمناقشة رسالة الماجستير التي هي بعنوان: " التّحليل النّحوي عند الشيخ أطفيَّش من خلال كتابه تيسير التّفسير - آيات الأحكام نموذجا – "، حيث تكمن أهمّية هذه الدّراسة في عدّة نقاط أهمّها: تجلية آراء أطفيَّش النّحوية من خلال كتابه تيسير التّفسير، وذلك باستقراء المسائل النّحوية، وبالاقتصار على نماذج من آيات الأحكام، وتتبلور مشكلة هذه الدّراسة في إشكالية يمكن صياغتها أو طرحها على شكل أسئلة هي: ما هي المدرسة النّحوية التي اعتمدها أطفيَّش في تحليله النّحوي لآيات الأحكام، و هل كان أطفيَّش ناقلا لآراء من سبقه من المفسّرين أم أنَّه يخالف من سبقه من المفسّرين؟
للإجابة على هذه الأسئلة كان لزاما على الباحث انتهاج واتباع المنهج الوصفي التحليلي لكونه يتلاءم مع طبيعة البحث، فالمنهج الوصفي تمّ الاعتماد عليه في الجانب النظري، أمّا المنهج التحليلي، فكان ميدانه الجانب التطبيقي أكثر وهذا من أجل دراسة وتحليل آراء أطفيَّش النّحوية، وذلك بعد استقراء واستخراج آيات الأحكام التي احتوت أو تضمّنت مسائل نحوية تكلّم أطفيَّش عنها. وقد جاءت خطّة البحث مكونة من مقدّمة وفصلين وخاتمة:
أمّا المقدّمة، فتكلّمت فيها عن أهمّية البحث وأهدافه وأسباب اختيار الموضوع، ثمّ طرح إشكالية البحث، والدّراسات العلمية المنهجية السابقة حول محمّد أطفيّش، والصّعوبات التي واجهتها حيث كان من أصعبها ضيق الوقت الممنوح لإنجاز الدّراسة وتقديم الرّسالة، ثمّ ذكر منهجية البحث وصولا إلى خطّة البحث.
وأمّا الفصل الأوّل وهو يمثل الجانب النظري من الدّراسة فقسّمته إلى ثلاثة مباحث، عنونت المبحث الأوّل بـ" النّحو والتفسير" وله ثلاثة مطالب، بيّنت في المطلب الأوّل أنَّ أظهر معاني النّحو لغة وأكثرها تداولا واستعمالا هو « القصد »، وهو أوفق المعاني اللّغوية بالمعنى الاصطلاحي في رأي جماعة من العلماء منهم: ابن دريد في قوله: " ومنه اشتقاق النّحو في الكلام ، كأنه قصد الصّواب "، وابن فارس في قوله: " ومنه سمّي نحو الكلام لأنّه يقصد أصول الكلام فيتكلّم على حسب ما كانت العرب تتكلّم به ". أمّا اصطلاحا فهو علم يهتمّ بدراسة الكلمات العربية حال تركيبها، وهو التّعريف الذي استقرّ عليه الأمر عند النّحاة المتأخّرين، أو الذين أخلصوا أنفسهم لضبط القواعد وتأصيلها، واستقراء جزئياتها من واقع ما خلّف الأقدمون من دراسات مستقلة، أو آراءٍ منبثة في الأعمال الأدبية على اختلاف ضروبها وتعدّد ألوانها.
وأوضحتُ في المطلب الثاني مفهوم التّفسير لغة وهو الكشف والإبانة، أمّا اصطلاحا فإنّه علم يُبحث فيه عن مراد الله تعالى حسب القدرة البشريّة. وأظهرت في المطلب الثالث أهمّية علم النّحو في التّفسير، إذ يُعدّ علم النّحو ذا شأن عظيم في اللّغة العربية، فهو التّطبيق العملي لقواعد اللّغة العربية، وهو وسيلة إيضاح للمتعلم ليدرك بها تركيب الجمل، ويمكن إبراز هذه المنزلة بأحد أمرين:
الأوّل: إشارة العلماء إلى ضرورة علم النّحو وتعلُّمِه.
والثاني: توافر التآليف في علوم اللّسان
وأمّا المبحث الثاني فقسّمته إلى مطلبين، تناولتُ في المطلب الأوّل منهما حياة أطفيَّش فعرّفت به وبشخصيّته وبمكانته العلمية، وما قام به من أعمال فكرية وتربوية، وذكر لأهمّ مصنّفاته وآثاره، حيث قضى حياته كلّها في سبيل الله من نشر العلم وتعليمه، وخدمة الدّين ونصرته، ومحاربة الاستعمار، وكانت حياته زاخرة بأنواع عديــدة من الأنشطة، حيث لا يمكن الفصل بين وجوه النّشاط الرّوحي، والأخلاقي، والسّياسي، والعلمي والاقتصادي، وقد استطاع بفضل تكوينه العلمي، وعزيمته الصادقة، وطموحه الواسع الوصول إلى درجة الاجتهاد، فقد أشار في إحدى تآليفه إلى هذا المعنى، فقال: " وقد كنت أجتهد بالقياس على أصل أمامي، ولا أكاد أصيب إلاَّ قولا يوافق ما قلت والحمد لله، ثم انتقلت عن هذه الدرجة إلى ما فوقها ". أمّا المطلب الثاني فقد خصّصته للحديث عن التعريف بكتابه (تيسير التفسير)، الذي يعتبر آخر تفاسير أطفيَّش وأهمِّها، وهو تفسير كامل للقرآن الكريم، ويمتاز هذا التّفسير باهتمامه بقضايا اللّغة والنّحو، واعتماد أطفيَّش عليهما اعتمادا كبيرا في تفسيره وتحليله للآيات القرآنية، ومعالجته للقضايا الفقهية بإبراز مذهبه - الإباضي - والتزامه به.
وجاء المبحث الثالث المعنون بـ" آيات الأحكام"، في مطلبين، بيّنت في المطلب الأوّل مفهوم آيات الأحكام لغة واصطلاحا، فالآية لغة بمعنى العلامة والجماعة، واصطلاحا هي طائفةٌ من القرآن منقطعةٌ عمَّا قبلها وما بعدها ليس بينها شَبَه بما سواها، أمّا مفهوم الأحكام لغة: فهي جمع حُكْم بمعنى: المنع، واصطلاحا: خطاب الله تعالى المتعلّق بأفعال المكلّفين على وجه التخيير أو الاقتضاء أو الوضع، وهو ما يعرف عند الأصوليين بالخطاب الشرعي. وأمّا تعريف آيات الأحكام باعتباره لفظا مركبا فهو ما ورد في القرآن الكريم من الآيات القرآنية التي تتضمن الأوامر والنّواهي، والمسائل الفقهية التي تتضمّن حكماً شرعيًّا بنصّها، أو بدَلالتها، أو بسياقها.
أمّا الفصل الثاني من الدّراسة وهو يمثل الجانب التطبيقي فعنونته بـ " نماذج من التحليل النحوي لآيات الأحكام عند أطفيَّش من خلال كتابه تيسير التفسير"، حيث قدّمت لهذا الفصل بتمهيد يتضمّن طريقة تحليلي للنّماذج التّطبيقية وكانت كما يلي:
- استخراج آيات الأحكام من القرآن الكريم معتمدا في ذلك على كتاب "روائع البيان تفسير آيات الأحكام" لمحمّد علي الصابوني، لأنّه كتاب جيّد في عرضه وتنسيقه وتبويبه بأسلوب عصري سهل ومفيد.
- إذا كان في الآية التي استخرجتها تحليل نحويّ لأطفيَّش أقوم باستخراج قوله، أمَّا إذا لم يشرح الآية شرحا نحويا فلا أذكر الآية القرآنية التي لها علاقة بآيات الأحكام.
- ترتيب النماذج التطبيقية على حسب ترتيب السّور والآيات القرآنية.
ثمّ بعدها أوردت النّماذج التطبيقية التي حلّلها أطفيَّش وكان عددها عشرين نموذجا، مع شرحها وتحليلها بالرّجوع إلى كتب المتقدّمين والمتأخّرين، ممّن تعرّضوا لتلك النّماذج بالتّحليل، وقد كان الرجوع بكثرة إلى أربعة كتب والاستعانةُ بها وهي: " تفسير البحر المحيط" لأبي حيّان الأندلسي الذي غالبا ما ينقل أطفيَّش عنه أقواله، و " الكشّاف" للزمخشريّ، و " البيان في غريب إعراب القرآن " لابن الأنباري، و" التبيان في إعراب القرآن " للعكبري.
أمّا الخاتمة فقد احتوت على جملة من النّتائج التّي توصلتُ إليها في الدّراسة وهي:
1. صعوبة أسلوب أطفيَّش وعباراته التي يحاكي بها النّحاة القدامى في تحليله النّحوي للقرآن الكريم.
2. استفاضة أطفيَّش في تفسيره للمسائل النّحوية والقضايا اللّغوية، يدلُّ على ثرائه واقتداره في أركان هذا العلم.
3. اتّباع أطفيَّش لنحو المدرسة البصرية في غالب الآراء والقواعد النّحوية. التي من بينها مسألة « إنْ » المخففة من الثقيلة في الإثبات والنفّي، وبين الإعمال والإهمال، فمذهب البصريين يعتبرون « إنْ » مخفّفة من الثقيلة في القرآن، بينما يعتبر الكوفيون « إنْ » بمثابة « ما » النّافية.
4. افتقار تفسير أطفيَّش إلى القراءات، حيث إنّه اقتصر على قراءة نافع، وكما هو معلوم فإنّ القراءات لها أثر كبير في التّوجيهات النّحوية.
5. أنَّ أطفيَّش ينقل عمّن سبقه من المفسّرين في آرائهم النّحوية، وكثيرا ما ينقل آراء أبي حيّان الأندلسّي، ويصفه بأنّه بحر العلم، ويكثر من ترجيح رأيه فيقول:" قلت الحقّ مع أبي حيّان ؛ والحقّ ما قاله أبو حيّان".
وأخيرا:
أحسب بعملي هذا قد حاولت، وأرجو من المولى القدير أن أكون قد وفّقت فيما صبوت إليه، وما توفيقي إلاّ بالله عزّوجلّ، وإن كان في جهدي هذا نَقص وقُصور فمعلوم أنّه ليس منه بدّ، فأرجو من أساتذتي توجيهي لما فيه إتمامَه وتصويبَه.
وفي هذا المقام لا يسع الباحث إلاّ أن يَرُدّ الفضل لأهله عملا بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: " من لا يشكر الناس لا يشكر الله "، فبعد شكر الله عزّوجل، أتقدّم بخالص الشكر والتقدير والعرفان بالجميل إلى الوالدين الكريمين سائلا الله تعالى أن يبارك في أعمارهما وأن يجزيهما عنّي خير الجزاء، ثمّ أتقدّم بخالص الشكر والتقدير إلى فضيلة الأستاذة الدكتورة: عبيب التي أعطتني من وقتها وجميل صبرها وسعة عطائها ولم تحرمني من صائب رأيها وعميق خبرتها فجزاها الله عنّي وعمّا قدّمت خير الجزاء، ثمّ أتقدّم بخالص الشكر والتقدير والتحيّة إلى الأستاذين الفاضلين الذين تفضلا مشكورين بقبول مناقشة هذه الدراسة، فضيلة الأستاذ الدكتور: لخضر حدّاد وفضيلة الأستاذ الدكتور: رضا دغبار، والشكر موصول أيضا إلى أسرة كلية العلوم الإسلامية أساتذة وإداريين، كما لا أنسى أن أشكر رفاقي وزملائي في الدّرب والدّراسة وكلّ من أعانني وساعدني في إنجاز هذه الدراسة من قريب أو بعيد، فجزاهم الله عنّي خير الجزاء.
وفي الختام أحمد الله تعالى أن يسّر لي إتمام هذه الدراسة ، وأنني لا أعترف بجهدي في هذا البحث، وإنّما هو جهد مُقِلّ وهو عرضةٌ للخطإ والنّسيان، فالخطأ و النّسيان ممّا جبل عليه الإنسان، وإنّما العلم والكمال لله الكبير المتعال الذي له الحكم وإليه المآل، وأسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يبارك في هذا العمل، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وأن ينفع به العباد والبلاد، وأن يجعله ذخرا لي يوم المَعاد، إنّه سبحانه وتعالى خير مسئول وأكرم مأمول، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين." انتهت كلمة الطالب.
 
عودة
أعلى