مناقشة مذكرة ماجستير موضوعها تعقبات أبي حيان الأندلسي على ابن عطية في باب القراءات

إنضم
10/08/2010
المشاركات
295
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
تعقبات أبي حيان الأندلسي على ابن عطية في باب القراءات من خلال تفسيره البحر المحيط- دراسة وجمعا -
للطالب الشيخ: أحمد قواسم
تمت المناقشة يوم: 28/02/2015.
تكوّنت لجنة المناقشة من :
الدكتور عبد الحليم قابة مقررا ومشرفا
الأستاذ الدكتور لخضر حداد رئيسا
الأستاذ الدكتور فراجي عضوا
الدكتور مهدي دهيم عضوا
وكانت نقطة الطالب عن المذكرة بعد المناقشة 17 من 20.
إليكم الكلمة التي ألقاها الطالب في بداية المناقشة
تتبعها ترجمة وجيزة للطالب.
تقديم البحث
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الحمد لله والصلاة على رسول الله وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، وبعد :
فالسادة الأفاضل أعضاء اللّجنة الموقرة ، السادة الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنّ من أهمّ الوسائل التي تُجلّي الحقّ وتظهره، وتكشف الباطل وتضحده، تلك التجاذبات العلمية والنّقاشات المعرفية التي تقع بين أهل العلم في شتّى العلوم ومختلف الفنون؛ لما في ذلك من تلاقح للأفكار، وتحرير للمسائل وتحقيقها، وسرد للأدلة والردّ عليها...إلخ
وإنّ من أهمّ العلوم التي تجلّت فيها هذه التجاذبات؛ علم التّفسير حيث اصطلحوا عليها بالتعقبات والاستدراكات، والمتتّبع لمثل هذه التّعقبات يجد أنّها تعود لأوّل عهد المسلمين بالتّفسير؛ فقد تعقّب مفسرو الصّحابة رضي الله عنهم بعضهم بعضا، وكذلك صنع التّابعون ومن بعدهم من الأئمة، واستمرّ الأمر إلى يومنا هذا.
وإذا كان التزام المفسرين وأخذُهم بهذه التعقبات يكاد يكون مطلقا؛ إذ لا يخلو تفسير –في الغالب الأعمّ- منها ؛ إلاّ أنّها عند بعضهم تعدُّ ظاهرة لافتة للانتباه لتوسعهم في استعمالها والأخذ بها، ومن هؤلاء أبو حيان الأندلسيّ في كتابه البحر المحيط ؛ فإنّه قد أكثر من تعقّب مَن سبَقه من المفسرين كابن جرير الطبريّ، وابن عطية، والزمخشريّ، وغيرهم. ثمّ إنّ تميّز أبي حيان في فنّ التّعقبات ليس بكثرتها وتوسعه في الأخذ بها فقط؛ بل بكونه قصدها ابتداء وجعلها من شروط تفسيره وعناصر منهجه، فقد قال في خطبة كتابه: "فَعَكَفْتُ عَلَى تَصْنِيفِ هَذَا الْكِتَابِ، وَانْتِخَابِ الصَّفْوِ وَاللُّبَابِ، أُجِيلُ الْفِكْر فِيمَا وَضَع النَّاسُ فِي تَصَانِيفِهِمْ، وَأُنْعِمُ النَّظَر فِيمَا اقْتَرَحُوهُ مِنْ تَآلِيفِهِمْ، فَأُلَخِّصُ مُطَوَّلَهَا، وَأَحُلُّ مُشْكِلَهَا، وَأُقَيِّدُ مُطْلَقَهَا، وَأَفْتَحُ مُغْلَقَهَا، وَأَجْمَعُ مُبَدَّدَهَا، ... وَأُضِيفُ إِلَى ذَلِك مَا اسْتَخْرَجَتْهُ الْقُوَّةُ الْمُفَكِّرَةُ مِنْ لَطَائِفِ عِلْمِ الْبَيَانِ، الْمُطْلِعِ عَلَى إِعْجَازِ الْقُرْآنِ."
وللاستفادة من عصارة هذه التّعقبات، اختار الباحث انموذجا منها، في تخصص محدّد ألا وهو: (تعقبات أبي حيان على ابن عطية في باب القراءات)؛ ولكي يتم تناول هذه الدراسة بطريقة موضوعية، فقد ترواح البحث في منهجيته تراوح موضوعاته، فهو تاريخي في ترجمة العلَمين، واستقرائي في تتبع تعقبات أبي حيان، وتحليلي في دراسة هذه التّعقبات ونقدها، وفق خطة حاول من خلالها الإلمام والإحاطة بالموضوع من جميع جوانبه؛ بدأها بمقدمة بيّن فيها أسبابَ اختيار هذا الموضوع، وأهميتَه، وأهمّ الدراسات السابقة له...إلخ. أمّا لبّ الدراسة فقد اشتملت على ثلاثة فصول، خصّ أوّلها لأبي حيان وتفسيره البحر المحيط، وثانيها لابن عطية والمحرر الوجيز، أما الثالث فخصّه للجانب التطبيقي، ممهّدا بدراسة مصطلحي التعقبات والقراءات. وفي الخاتمة ذكر أهمّ النتائج والتوصيات التي استفادها وخرج بها من هذه الدراسة.
أمّا عن الدراسات السابقة فقد تتبّع الباحث ما كتب في الموضوع فوجد مجموعة من الرسائل العلمية والبحوث الأكاديمية التي تشترك مع هذه الرسالة في بعض جزئياتها كمطلق التعقبات، أو تعقبات أبي حيان على غيره من المفسرين، أو التعقبات في علم القراءات عند غير أبي حيان ... ونحو ذلك لكن خصوص تعقبات أبي حيان على ابن عطية في علم القراءات... فإنّه رغم جهد البحث والمراسلة والسؤال لم يجد الباحث من سبقه لطرق هذا الموضوع.
ولعلّ من أبرز ما جاء في الجانب النظري من الدراسة ممّا فيه تحقيق وتحرير أو فيه إبداع وجِدّة ما يأتي:
1. تحقيق تاريخ مولد ووفاة أبي حيان.
2. الإشارة إلى كونه كان ضريرا في آخر حياته.
3. بيان سبب خروجه من بلاد الأندلس.
4. الردّ على من رماه بالبخل.
5. بيان عناية أبي حيان الشديدة بتفسيره البحر المحيط...
6. الردّ على من وسم ابن عطية بالاعتزال.
7. كشف خطأ بعض من خلطه بغيره ممّن اشترك معه في اسمه وبلده ووظيفته.
8. بيان أهمية تفسير ابن عطية في بلاد المغرب على وجه الخصوص حتى عُدّ عندهم بمثابة تفسير ابن جرير الطبري؛ فلم يأت بعده مفسّر من مفسري المغرب الإسلامي إلاّ ولابن عطية عليه فضل...
9. تحرير تعريف التعقبات، وتقرير اشتراك اصطلاح التعقبات والاستدراكات في المفهوم ذاته.
10. تحرير تعريف القراءات.
11. تفصيل القول في أركانها.
12. بيان مختلف استعمالات هذا المصطلح.
أمّا في الجانب التّطبيقي وخصوص تعقبات أبي حيان الأندلسي على ابن عطية في باب القراءات فقد تتّبع البّاحث أهمّ التّعقبات وأكثرها إشكالا ، ورتّبها وفق موضوعاتها وطريقة عرضها حتى يسهّل على القارئ فهمها واستيعابها. وقد كان أسلوبه في الجمع أن يعمد إلى تعقيب أبي حيان فيورد نصّه،ثمّ يعرّج بعد ذلك على نصّ ابن عطية فينقله، ثم يحقق في مسألة هذا التعقيب من خلال نقل أقوال أهل العلم فيه محاولا بيان الحقّ والصّواب في المسألة مرجحا إن أمكن قول أحد المفسرَين على الآخر.
وقد توصّل الباحث في نهاية دراسته إلى مجموعة من النّتائج والتّوصيات المهمة لعلّ من أبرزها:
· اعتبار التّعقب في تفسير أبي حيان ظاهرة مقصودة ومطّردة.
· اتّسمت تعقبات أبي حيان على ابن عطية في القراءات بكونها تناولت جهة ثبوتها وصحتها وجهة توجيهها وتعليلها.
· يغلب على تعقبات أبي حيان الجانب النّحوي.
· يرى الباحث أنّ أبا حيان قد أصاب في جلّ تعقباته لابن عطية، إلاّ في مسائل معدودة حاول إلزام المتعقَّب عليه بمذهبٍ لا يَلزَم، كمذهب البصريين في بعض المسائل النّحوية دون مذهب الكوفيين.
أمّا توصيات الباحث فتمثّلت في توصّيتين مهمّتين:
أوّلهما: الدعوة إلى تناول تعقبات أبي حيان على من سبقه من المفسرين كظاهرة ودراستها جملة من حيث ماهيتها وحقيقتها ومن حيث شكلها ومنهجها ومن حيث مسائلها ومواضيعها ومن حيث إصابتها للصواب أو عدولها عنه، ولعلّ الله أن ييسر لي ذلك في مرحلة الدكتوراة .
ثانيهما: الدعوة إلى البحث والتنقيب في مختلف أوجه تأثر مدرسة التّفسير المغاربية بتفسير ابن عطية المحرر الوجيز.
ولا يفوتني في هذا التّقديم الإشارة إلى الصّعوبات التي واجهت الباحث، ولعلّ أهمّها ضيق الوقت، وتحديد حجم الرّسالة؛ ممّا اضطر الطالب إلى تقديم المذكرة دون مراجعتها أو إعادة النظر فيها؛ ما نتج عنه عيوب ونقائص لعلّ أبرزها ما يأتي:
ü وجود أخطاء مطبعية وأخرى إملائية ونحوية.
ü عدم ذكر إشكالية البحث. وقد استدرك هذا النقص
ü الاختصار المخلّ .
ü الانتقال من تتبّع جميع مسائل التعقبات من حيث آحادها إلى الاقتصار على أهمّها وأكثرها إشكالا ؛ إذ الغرض من ذلك بيان تعامل أبي حيّان مع المخالف له و دراسة منهجه في كيفية تعاطيه مع المسائل العلمية التي يراها مخالفة للصواب.
ولا يفوتني أن أشكر الكلية الإسلامية متمثلة في طاقمها الإداري من أساتذة و عمال ، وأخصّ بالشّكر فيها دوحة مجدها وواسط عقدها قسم اللغة و الدراسات القرآنية.
والشّكر موصول لمن له اليد الطولى عليّ: أستاذي المشرف الذي زوّدني بتوجيهاته وتصويباته رغم بعده، وكثرة مشاغله ...
وكم كان سروري كبيرا بأعضاء اللّجنة الموقرة الذين كان اختصاص كلّ من الأستاذين الفاضلين الدكتور لخضر حداد و الدكتور علي فرّاجي في اللغة العربية ، واختصاص الدكتور مهدي دهيم في القراءات ، وبكلّ شغف ونهم سآخذ بعين الاعتبار ما سيقدّمونه لي من ملاحظات قيّمة بحكم اختصاصهم ، و لن يتمّ إعادة طبع هذه المذكرة إلاّ بعد التعديلات المقترحة من طرف اللجنة الموقرة و التي أقرّ لها بتقصيري و قصر باعي
أسير خلف ركاب القوم ذا عرج**مؤملا كشف ما لا قيت من عِوج
فإن لحقت بهم من بعد ما سبقوا ** فكم لرب الورى في ذاك من فرج
و إن بقيت بظهر الأرض منقطعا ** فما على أعرج في ذاك من حرج

و الله أسأل أن يجزيهم جميعا خير الجزاء .و صلّ اللهم على سيدنا محمد وآله و صحبه و سلّم تسليما.
ترجمة الطالب: أحمد قواسم
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد قواسم ، من مواليد يوم الاثنين :25 أوت 1975 م الموافق لـ: 17 شعبان 1395 هـ بالمنيعة ولاية غرداية [في الجنوب الكبير للجزائر]، ختم كتاب الله وعمره ثمانية عشر سنة ، ثم التحق عام 1995 م بالمدرسة القرآنية -بدر- بمدينة غرداية ؛ حيث أتمّ حفظ القران الكريم ودرس العلوم الشرعية من فقه و نحو و غيرهما ، إلى غاية 2001 م .
و بعدها التحق بالمعهد الإسلامي لتكوين الأئمة بمدينة بسكرة إلى غاية نهاية 2002 ، ثم التحق بمعهد القراءات بالجزائر العاصمة ، وتخرج منه برتبة إمام مدرس للقراءات عام 2004 بعد تحصيله لإجازة من رواية ورش من طريق الأزرق على يد الشيخ عبد الحليم محمد الهادي قابة -حفظه الله- .
و في العام نفسه 2004 تحصل على شهادة الباكالوريا شعبة آداب و علوم إنسانية و بعدها التحق بكلية العلوم الإسلامية الخروبة 2004 إلى 2008 ليتحصل على شهادة ليسانس تخصص لغة ودراسات قرآنية .
عيّن إماما بمسجد الفرقان حيّ رابية الطاهر بباب الزوار عام :2005 ، و لايزال بذات المسجد إلى يومنا هذا .
له مشاركات في إذاعة القرآن الكريم ،
عيّن عضوا في لجنة التحكيم في المسابقات الوطنية للقرآن الكريم 2007 إلى إلى يومنا هذا .وشارك في الدورة التدريبية لتكوين المدربين بمكة المكرمة عام:2014م .
عيّن عضوا في المجلس العلمي المتعلق بالفتوى عام 2010م بمديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر.
تحصل على شهادة الماجستير قسم اللغة والدراسات القرآنية بكلية الشرية الإسلامية جامعة الجزائر عام 2015 .
زيادة على تأديته لدور الخطابة بالمسجد يقوم بتدريس ساعات إضافية بكلية الشريعة الإسلامية جامعة الجزائر.
 
عودة
أعلى