مناقشة ماجستير: (المفردة القرآنية من خلال السياق عند الراغب الأصفهاني: دراسة وتحليل)

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
بحمد الله وتوفيقه تمت اليوم مناقشة البحث التكميلي المقدم من طرفي لنيل درجة الماجستير ، قسم التفسير وعلوم القرآن بجامعة المدينة العالمية بماليزيا
تحت عنوان :
(المفردة القرآنية من خلال السياق عند الراغب الأصفهاني : دراسة وتحليل)​

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات​
 
لجنة المناقشة

لجنة المناقشة

تتكون لجنة المناقشة من :
الدكتور المحمدي عبد الرحمن ............................ المناقش الخارجي
الدكتور حاتم منصور مزروعة....................................... المناقش الداخلي
الدكتور السيد سيد نجم ..................................... المشرف على الرسالة
الدكتور أحمد علي عبد العاطي ......................... وكيل عمادة الدراسات العليا للتعليم عن بعد
 
مبارك يا شيخ عبدالكريم, أسأل الله أن ينفع بك, وجزاك الله خيرا على إفادتنا بموضوع الرسالة, وفقك الله, والعقبى للدكتوراه قريباً إن شاء الله.
 
أخي الكريم الشيخ محب القراءات ، أشكرك جزيل الشكر على العمل الذي أقدمت عليه ، فهو عين الصواب
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ، وبارك فيكم .
 
لبسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
أصحابَ الفضيلةِ الدكاترةَ ، أعضاءَ لجنةِ المناقشةِ والتقييم ،
أيها الحضور الكريم .
يشرفني ويسعدني أن أقفَ أمام هذه اللجنة العلمية المباركة ، متتلمذا ومتعلما ، وأقدمَ بين يديها تقريرا مركزا عن البحث التكميلي ، الذي أعددته لنيل درجة الماجستير ، في العلوم الإسلامية ، قسمُ التفسير وعلومِ القرآن ، بجامعة المدينة العالمية بماليزيا .
وأغتنم هذه الفرصة ، لأقدم الشكر الجزيلَ ، لكل الذين يشاركون في إدارة هذا الصرحِ العلميِّ العظيم ، وعلى رأسهم : الأستاذُ الدكتورُ محمدُ بنُ خليفة التميمي مديرُ جامعة المدينة العالمية . هذه الجامعة ، التي كان لها شرفُ السبقِ والريادةِ في ميدان التعليم عن بعد ، في العالم العربي والإسلامي .
كما أشكر طاقمَ التدريس بها ، وعلى رأسهم كلُّ أساتذتي الذي درسْتُ على أيديهم طيلةَ مدةِ الدراسة ، من خلال البرامجِ والموادِّ ، في كافة الفصول الدراسية ، بقسم التفسير وعلوم القرآن .
وأخص بالشكرِ والثناء ، أستاذي الدكتور ، السيد سيد أحمد محمد نجم ، الذي أشرف على هذا العمل ، وكان نعْمَ الموجهُ والمعين . كما لا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير ، لأعضاء لجنة المناقشة والتقييم ، على ما بذلوه من جهد ووقت في قراءة هذا البحث وتقويمه .
كما لا تفوتني الإشارةُ إلى إهداء هذا العمل إلى عزيزين ، منحاني الرعايةَ والحنان ، وربياني صغيرا ، إنهما : أمي وأبي ، سائلا لهما الرحمةَ والغفران .
وبعد ، فهذا البحثُ الذي بين أيديكم ، كما يدل عليه عنوانُه : (المفردةُ القرآنيةُ من خلال السياق ، عند الراغب الأصفهاني : دراسة وتحليل) هو دراسةٌ وصفيةٌ تحليلية ، للمفردات القرآنية ، التي جاء بها الأصفهاني في كتابه : مفرداتُ ألفاظ القرآن ، والتي دلت على معنىً زائدٍ على المعنى اللغوي عند العرب ، من خلال السياق القرآني .
وقد جاءتني فكرةُ هذا البحث ، انطلاقاً من عبارةٍ أوردها الإمامُ الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن ) . يقول فيها : " القرآن قسمان : أحدهما : ورد تفسيره بالنقلِ ، عمّن يُعتَبرُ تفسيره . وقسم لم يرد فيه نقلٌ عن المفسرين ، وهو قليل ، وطريق التوصل إلى فهمه ، النظرُ إلى مفردات الألفاظ من لغة العرب ، ومدلولاتِها واستعمالِها بحسب السياق ، وهذا يعتني به الراغبُ كثيراً ، في كتاب المفردات ، فيذكر قيداً زائداً على أهل اللغة ، في تفسير مدلول اللفظ ، لأنه اقتنصه من السياق " . فمن خلال هذه القولة ، قررت أن أصوغ بحثاً في هذا الموضوع ، ورغم شُحِّ المراجعِ واصلت البحث ، إلى أن منّ اللهُ علي بإتمامه على هذه الصيغة .
...أما منهجية البحث : فاتخذت منهجاً أسير عليه من خلال ما يلي :
ـ تتبع المفردة القرآنية من خلال دراستِها عند السلف .
ـ دراسةُ أنواعِ المفردة القرآنية ، وتقسيمُها إلى أصنافٍ مختلفةٍ عند القدامى والمحدَثين
ـ دراسُة أهميةِ السياق القرآني في تحديد مدلولِ المفردة القرآنية .
ـ استقراءُ كتاب " مفرداتُ ألفاظ القرآن " للراغب الأصفهاني ، وتتبعُ المفردات التي اكتسبت دلالةً زائدةً ، على المعنى اللغوي من خلال السياق القرآني .
ـ الاعتماد على المنهج الوصفي ، الذي يتيح إمكانيةَ ضبطِ التعاملِ مع المفردة القرآنية ، وتتبعَها في النصوص القرآنية ، واستقراءَ التفسيرِ الخاصِّ بكل مفردةٍ داخل سياقها .
ـ استخدامُ أدواتٍ منهجية ،كالمقارنة والاستنتاج ، للوصول إلى أحكامٍ معينةٍ خاصةٍ بالمفردة القرآنية .
أما من حيث هيكلُ البحث : فينقسم إلى بابين ، تحت كل باب فصلان وتحت كل فصل مباحثُ ، وخاتمةٌ وكان ذلك على النحو الآتي :
الباب الأول : الدراسة النظرية وتضمنت فصلين :
الفصل الأول : الاهتمامُ بالمفردة القرآنية ؛ وفيه تمهيدٌ وثلاثةُ مباحث :
المبحث الأول : بيان الرسول صلى الله عليه وسلم للمفردة القرآنية
المبحث الثاني : عناية السلف بالمفردة القرآنية

المبحث الثالث : التفسير المعجمي للمفردة القرآنية
الفصل الثاني : دلالة السياق ؛ وفيه ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : مفهوم السياق
المبحث الثاني : السياق أصل معتبر في التفسير عند العلماء
المبحث الثالث : أهمية السياق في تحديد المفردة القرآنية
الباب الثاني : الدراسة التطبيقية ؛ ويشتمل على فصلين :
الفصل الأول : كتاب (مفردات ألفاظ القرآن) ؛ وفيه مبحثان :
المبحث الأول : ترجمةٌ للراغب الأصفهاني
المبحث الثاني : تقريرٌ عن كتاب (مفردات ألفاظ القرآن)
الفصل الثاني : عناية الراغب الأصفهاني بجانب السياق ؛ ويتضمن ثلاثةَ مباحث :
المبحث الأول : في الوجوه والنظائر
المبحث الثاني : في المصطلح القرآني
المبحث الثالث : في الفروق بين المفردات

فكانت تفاصيل البحث موجزة كالتالي : ينقسم البحث إلى بابين : الباب الأول للدراسة النظرية ، والباب الثاني للدراسة التطبيقية . فبعد دراسةِ المفردةِ القرآنية وتصنيفِها نظريا ، وتتبعِ المراحلِ التي مرت بها من خلال الدراسات القديمة والحديثة ، وأثرِ السياقِ في فهمِ المفردة القرآنية ، تأتي الدراسةُ التطبيقيةُ ، والتي هي صلبُ البحث وزبدتُه ، حيث صُنِّفت نماذجُ من المفردات المستخرجة من كتاب (مفردات ألفاظ القرآن) إلى ثلاثةِ أصناف :
1 ـ مفردات من الوجوه والنظائر ، حيث تختلف الدلالة اللغوية لكل مفردة ، حسب سياقاتها المتعددة .
2 ـ مفرداتٌ اكتسبت معنىً قرآنياً جديداً ثابتاً من خلال المعجم القرآني .
3 ـ مفردات تبدو مترادفة ، لكنها تمتاز عن بعضها بفروقٍ دقيقةٍ ، من خلال السياق القرآني .
ثم تتبع الدلالات المستنبطة عند الراغب ومقارنتُها من خلال التفاسير المختلفة ، وإبرازُ مدى موافقتها مع السياق .
الخاتمة : وفيها أهم النتائج والاقتراحات ، حيث أسفرت عما يلي :
ـ المفردة القرآنية هي أساسُ الجملةِ القرآنية التي تتكون منها الآيات والسور القرآنية . وفهمُ دلالةِ المفردة القرآنية ، يعتبر من أهم المعينات على فهم القرآن الكريم.
ـ إن فهمَ دلالةِ المفردة القرآنية ، يُعَد من بين الآليات الضرورية ، التي لا بد للمفسر ، من أن يكون مُلمّاًََ بها ، حتى يتسنى له أن يفهم كتابَ الله الفهم الصحيح .
ـ إن أيَّ محاولة لفهم المفردة القرآنية خارج نسقها القرآني ، يعد نوعاً من التعسفِ ، وضرباً من ضروب التأويل الفاسدِ لكتاب الله العزيز .
ـ المفردة القرآنية تتميز بخصائصَ تمُيزها عن المفردة اللغوية ، لأنها ربانية ، فلذلك على الدارسين لها ، أن يستحضروا هذا العاملَ أثناءَ تحليلهم للخطاب القرآني ، وأن يَستفرغوا الجهد في عملية التدبر ، بالطرق العلمية المشروعة .
ـ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، بين المفردة القرآنية حسب احتياجات المسلمين ، لتطبيق المنهجِ الإسلاميِّ الذي يرتضيه الله تعالى .
ـ الصحابة رضوان الله عليهم ، اعتمدوا على تفسير المفردة القرآنية ، من خلال ما سمعوه من الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو من خلال ما صاحب المعنى من سياقاتٍ اجتماعيةٍ ، تتلخص في الحيثيات التي رافقت نزول الوحي ، وإذا لم يسعفْهم شيءٌ من ذلك ، استعانوا على تفسيرها بما عرفوه بالسليقةِ من لغة العرب ؛ وكذلك فعل مَنْ بعدَهم من السلف .
ـ المفردة القرآنية ، لقيت عنايةً كبيرةً من طرف اللغويين ، فقد ألفوا الكتبَ الكثيرةَ في دراستها ، حيث ظهرت أنواعٌ من التآليف اللغوية ، كغريب القرآن ، ومعاني القرآن ، ومفردات القرآن ، والأشباه والنظائر .
ـ لمِا يمتاز به السياق ، من دور كبير في مقاربة الدلالة ، وبيان المعنى ، في إطار تفسير النص القرآني قديما وحديثا ، احتلتْ دراسةُ السياق مسافةً كبيرةً في الدراسات القرآنيةِ القديمةِ والحديثة .
ـ أقوالُ العلماءِ تُؤكد على أن للسياق أهميةً كبرى في تحديد دلالة المعنى . ولا بد في سبيل الوصول إلى تلك الدلالة ، من وضع المفردة القرآنية في سياقها الذي وردت فيه ، ولا ينبغي أن تُفهم هذه المفردةُ القرآنيةُ مقطوعةً عن سياقها ، ففي ذلك ما فيه من الإخلال في الفهم ، والبعدِ عن القصد .
ـ الراغب الأصفهاني من رواد الدراسة المعجمية للمفردة القرآنية ، اتبع في كتابه : (مفرداتُ ألفاظ القرآن ) ، منهجيةً متميزةً ورائدة ، في تقريب المعنى الدلالي لهذه المفردة ، من خلال السياقات القرآنية المتعددة ، مستعيناً بالمعنى اللغوي عند العرب . فجاء كتابُه عملاً فريداً ، اقتفى أثرَه عددُُ كبير من الدارسين من بعده .
ـ عنايةُ الراغبِ بالسياق من خلال البحث ، تتجلى في ثلاثة مستويات : الوجوهُ والنظائر ، المصطلح القرآني ، والفروق بين المفردات القرآنية .
ـ سلك الراغبُ الأصفهاني في طريقة استخلاص دلالة المفردة القرآنية ، من خلال الوجوه والنظائر ، أسلوبَ التوسطِ في إبراز المعاني المتعددة للمفردة الواحدة ، من خلال السياقات المختلفة . دون أن يُقحم عددا من المفردات في معان متكلَّفة . مما جعله يوافق الصوابَ في غالب الأحيان .
ـ الراغب الأصفهاني اهتم في مؤلفه ، بالمفردةِ التي تكتسب مفهوماً خاصاً في القرآن الكريم ، والتي يُطلِق عليها الدارسون المحدثون (المصطلحَ القرآني) أو(طريقةَ القرآن) أو (عادةَ القرآن) ، لتمييزها عن غيرها من المفردات القرآنية .
ـ رغم أن الراغبَ أرجأ موضوعَ الفروقِ بين المفرداتِ القرآنيةِ التي تبدو مترادفة ، فقد تطرق لعددٍ من المفردات التي تُوجَد بينها فروقٌ دقيقةٌ في الدلالة . مما جعله يَكُون رائداً في هذا المجال ، ويفتحَ الباب واسعا لمن بعده من الدارسين .
أما الاقتراحات فتتجلى فيما يلي :
ـ وجوب الاهتمام بالمفردة القرآنية ، من خلال المناهج الدراسية في الكليات الإسلامية .
ـ الاهتمام بتأليف المعاجم التي تتطرق إلى المفردة القرآنية .
ـ استبعادُ الترادف في القرآن الكريم ، والاهتمامُ بدراسة الفروقِ بين المفردات المتقاربةِ المعنى ، واستثمارُ ذلك في العملية التفسيرية .
هذه أهم النتائجِ والاقتراحات التي خَلُص إليها البحث ، وإن كان الموضوع يحتاج إلى دراسات مستفيضة .
أتمنى أن تكون مقاربتي قد لامست جوانبَ من المفردة القرآنية ، سائلاً الله تعالى أن يتقبل مني هذا العملَ خالصاً لوجهه ، وأن ينفعَ به ، وأن يجعلَه فتحاً علمياً لولوج البحث العلمي ، إسهاما في تفسير القرآن الكريم .
وصلى الله وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله رب العالمين .
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى